رسالة في كيفية صلوة الليل

السيد كاظم الرشتي
النسخة العربية الأصلية

رسالة في كيفية صلوة الليل

من مصنفات

السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي

جواهر الحكم المجلد العاشر

شركة الغدير للطباعة والنشر المحدودة

البصرة – العراق

شهر جمادي الاولى سنة 1432 هجرية

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم وفقك الله تعالى لما يحب ويرضى ورزقك خير الدنيا والآخرة بمحمد وآله الطاهرين ينبغي لك ان تقوم من منامك اذا انتصف الليل للصلوة والدعاء والتضرع بين يدي رب العباد لتنال ما هو المراد فان صلوة الليل هي فخر المؤمن وزينته في الدنيا والآخرة بذلك وردت اخبار منها ما رواه عبد الله بن سنان عن ابي ‌عبد الله (ع) قال سمعت ابا عبد الله (ع) يقول ثلث هن فخر المؤمن وزينته في الدنيا والآخرة الصلوة في آخر الليل ويأسه مما في ايدي الناس وولايته الامام من آل محمد (ص) فاذا انتبهت من نومك فاول ما ينبغي لك فعله السجود فقد ورد ان النبي (ص) كان اذا انتبه من نومه سجد ثم قال في سجوده او بعد رفع راسه : الحمد لله الذي احياني بعد ما اماتني واليه النشور الحمد لله الذي رد عليّ روحي لاحمده واعبده وروي عن الباقر (ع) انه قال اذا قمت بالليل فانظر في آفاق السماء وقل : اللهم انه لا يواري منك ليل ساج ولا سماء ذات ابراج ولا ارض ذات مهاد ولا ظلمات بعضها فوق بعض ولا بحر لجي تدلج بين يدي المدلج من خلقك تعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور غارت النجوم ونامت العيون وانت الحي القيوم لا تاخذك سنة ولا نوم سبحان رب العالمين واله المسلمين والحمد لله رب العالمين ثم اقرء الآيات الخمس من آخر آل‌عمران ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته وما للظالمين من انصار ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيمة انك لا تخلف الميعاد فان اردت التوجه الى العبادة وكان لك حاجة الى التخلي فابدء به اولا فانه لا صلوة لحاقن ولا حاقب ولا حازق فاذا اردت الدخول الى الخلا فقدم رجلك اليسرى عند اول دخولك ان كان بيتا وان تخليت في الصحراء ونحوها فقدمها في موضع جلوسك وقل : بسم الله وبالله اعوذ بالله من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم ويكره لك اطالة الجلوس ويستحب لك ان تمسح بطنك بعد الفراغ بيدك اليمنى قائما قائلا : الحمد لله الذي اماط عني الاذى وهنأني طعامي وشرابي وعافاني من البلوى وان استنجيت بالماء فقل : الحمد لله الذي جعل الماء طهورا ولم ‌يجعله نجسا وقل حال الاستنجاء : اللهم حصن فرجي واعفه واستر عورتي وحرمني على النار واذا خرجت من الخلا فقدم رجلك اليمنى وقل عند الخروج : الحمد لله الذي عرفني لذته وابقى في جسدي قوته واخرج عني اذاه يا لها نعمة يا لها نعمة لا يقدر القادرون عدها ثم توضأ الوضوء الكامل باديا بالسواك ثم تطيب فقد روي عن الصادق (ع) انه قال كانت للنبي ممسكة اذا هو توضأ اخذها بيده وهي رطبة وروي ايضا عنه (ع) انه قال ركعتان يصليها ( يصليهما خ‌ل ) متعطر افضل من سبعين ركعة ( ركعة يصليهما خ‌ل ) غير متعطر فاذا توضات وتعطرت فاجلس مستقبل القبلة ثم ادع بدعاء زين‌ العابدين (ع) الذي كان يدعوا به في جوف الليل : الهي غارت نجوم سمائك ونامت عيون انامك وهدأت اصوات عبادك وانضمت وغلقت الملوك عليها ابوابها وطاف عليها حراسها واحتجبوا عمن يسالهم حاجته ( حاجة خ‌ل ) او ينتجع منهم فايدة وانت الهي حي قيوم لا تاخذك سنة ولا نوم ولا يشغلك شيء عن شيء ابواب سمائك لمن دعاك مفتحات وخزاينك غير مغلقات وابواب رحمتك غير محجوبات وفوائدك لمن سالك غير محظورات بل هي مبذولات الهي انت الكريم الذي لا ترد سائلا من المؤمنين ولا تحجب عن احد منهم ارادك لا وعزتك وجلالك ولا تختزل حوائجهم دونك ولا يقضيها احد غيرك اللهم وقد تراني ووقوفي وذل مقامي بين يديك تعلم سريرتي وتطلع على ما في قلبي وما يصلح به امر آخرتي ودنياي اللهم ان ذكرت الموت واهوال المطلع والوقوف بين يديك نغصني مطعمي ومشربي واغصني ريقي واقلقني عن وسادي ومنعني رقادي كيف ينام من يخاف ملك الموت في طوارق الليل وطوارق النهار بل كيف ينام العاقل وملك الموت لا ينام لا بالليل ولا بالنهار ويطلب روحه في البيات وفي آناء الساعات وكان (ع) يسجد بعد الدعاء ويلصق خده بالتراب ويقول : اسئلك الروح والراحة عند الموت والعفو عني حين القاك ويستحب لك ان تصلي ركعتين قبل صلوة الليل كذا كان يفعل السجاد (ع) تقرء في الاولى بقل هو الله احد وفي الثانية بقل يا ايها الكافرون ثم تدعوا بما ورد عن عليّ (ع) روي ابو الدرد ( ابو الدرداء خ‌ل ) انه سمع امير المؤمنين (ع) يدعو في جوف الليل : الهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتك وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك الهي ان طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما انا بمؤمل غير غفرانك ولا انا براج غير رضوانك الهي افكر في عفوك فتهون على خطيئتي ثم اذكر العظيم من اخذك فتعظم على بليتي آه ان انا قرئت في الصحف سيئة انا ناسيها وانت محصيها فتقول خذوه فيا له من ماخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته آه من نار تنضج الاكباد والكلي آه من نار نزاعة للشوي آه من غمرة ( من غمرة من خ‌ل ) لهبات لظي ثم ابك بعد هذا الدعاء وادع بما شئت وقم لصلوة الليل وينبغي لك ان تقول قبل الشروع : اللهم اني اتوجه اليك بنبيك نبي الرحمة وآله واقدمهم بين يدي حوائجي فاجعلني بهم في الدنيا والآخرة من المقربين اللهم ارحمني بهم ولا تعذبني بهم واهدني بهم ولا تضلني بهم وارزقني بهم ولا تحرمني بهم واقض لي حوائج الدنيا والآخرة انك على كل شيء قدير وبكل شيء عليم ثم تفتح الركعة الاولى بالتكبيرات السبع مع ادعيتها الثلاثة والافضل ان تقرء فيها بعد الحمد سورة التوحيد ثلثين مرة وفي الثانية سورة الجحد وفي الركعات الباقية السور الطوال هذا ان اتسع الوقت والا فالقصار والا فالفاتحة وحدها واعلم انه كما يستحب القنوت في الفرائض كذا يستحب في النوافل ويستحب الاطالة لما ورد عن النبي (ص) انه قال اطولكم قنوتا في دار الدنيا اطولكم راحة يوم القيمة ومن الادعية المختصرة التي ينبغي ان يدعى بها ما روي عن الصادق (ع) انه كان يدعو به : الهي كيف ادعوك وقد عصيتك وكيف لاادعوك وقد عرفتك ( عرفت خ‌ل ) حبك في قلبي وان كنت عاصيا مددت اليك يدا بالذنوب مملوة وعينا بالرجاء ممدودة مولاي انت عظيم العظماء وانا اسير الاسراء انا الاسير بذنبي المرتهن بجرمي الهي لئن طالبتني بذنبي لاطالبنك بكرمك ولئن طالبتني بجريرتي لاطالبنك بعفوك ولئن امرت بي الى النار لاخبرن اهلها اني كنت اقول لا اله الا الله محمد رسول الله اللهم ان الطاعة تسرك والمعصية لا تضرك فهب لي ما يسرك واغفر لي ما لا يضرك يا ارحم الراحمين ومن الادعية التي ينبغي ان يدعى بها ما روي عن الرضا (ع) : اللهم ان الرجاء لسعة رحمتك انطقني باستقالتك والأمل لأناتك ورفقك شجعني على طلب امانك وعفوك ولي يا رب ذنوب قد اوجهتها اوجه الانتقام وخطايا قد لاحظتها عين ( اعين خ‌ل ) الاصطلام واستوجبت بها على عدلك اليم العذاب واستحققت باجتراحها مبير العقاب وخففت ( خفت خ‌ل ) تعويقها لاجابتي وردها اياي عن قضاء حاجتي بابطالها طلبتي وقطعها الاسباب رغبتي من اجل ما انقض ظهري من ثقلها وبهظني من الاستقال ( الاستقلال خ‌ل ) بحملها ثم تراجعت ربي الى حلمك عن الخاطئين وعفوك عن المذنبين ورحمتك للعاصين فاقبلت بثقتي متوكلا عليك طارحا نفسي بين يديك شاكيا بثي اليك سائلا ما لا استوجبه من تفريج الهم وما لا استحقه من تنفيس الغم مستقيلا اياك واثقا مولاي بك اللهم فامنن عليّ بالفرج وتطول عليّ بسهولة المخرج واذللني رأفتك ( وادللني برأفتك خ‌ل ) على سمت المنهج وازلقني بقدرتك من الطريق الاعوج وخلصني من سجن الكرب باقالتك واطلق اسري برحمتك وطل عليّ برضوانك وجد عليّ باحسانك واقلني عثرتي وفرج كربتي وارحم عبرتي ولا تحجب دعوتي واشدد بالاقالة عذري ( ازري خ‌ل ) وقوي ( قو خ‌ل ) بها ظهري واصلح بها امري واطل بها عمري وارحمني يوم حشري ووقت نشري انك جواد كريم رؤف رحيم فاذا فرغت من الركعة الثانية فادع بهذا الدعاء ويستحب ان تدعوا به بين كل ركعتين من الركعات الثمان وهو هذا : اللهم اني اسئلك ولم يسئل مثلك انت موضع مسئلة السائلين ومنتهى رغبة الراغبين ادعوك ولم يدع مثلك وارغب اليك ولم يرغب الى مثلك انت مجيب دعوة المضطرين وارحم الراحمين اسئلك بافضل المسائل وانجحها واعظمها يا الله يا رحمن يا رحيم وباسمائك الحسني وامثالك العليا ونعمك التي لا تحصى وباكرم اسمائك عليك واحبها اليك واقربها منك وسيلة واشرفها عندك منزلة واجزلها لديك ثوابا واسرعها في الامور اجابة وباسمك المكنون الاكبر الاعز الاجل الاعظم الاكرم الذي تحبه وتهواه وترضى به عمن دعاك وبكل اسم هو لك في التوراة والانجيل والزبور والفرقان العظيم وبكل اسم دعاك به حملة عرشك وملائكتك وانبيائك ورسلك واهل طاعتك من خلقك ان تصلي على محمد وآل محمد وان تعجل فرج وليك وابن اوليائك وتعجل خزي اعدائه وان تفعل كذا وكذا ثم تسبح تسبيح الزهراء (ع) وتسجد سجدتي الشكر ويحسن ان تدعوا في احديهما بهذا الدعاء المنسوب الى سيد العابدين (ع) : الهي وعزتك وجلالك وعظمتك لو اني منذ بدعت فطرتي من اول الدهر عبدتك دوام خلود ربوبيتك بكل شعرة في كل طرفة عين سرمد الابد بحمد الخلايق وشكرهم اجمعين لكنت مقصرا في بلوغ شكر خفي نعمة من نعمك على ولو اني كربت معادن حديد الدنيا بانيابي وحرثت ارضها باشفار عيني وبكيت من خشيتك مثل بحور السموات والارضين دما وصديدا لكان ذلك قليلا في كثير ما يجب من حقك عليّ ولو انك الهي عذبتني بعذاب الخلايق اجمعين وعظمت للنار خلقي وجسمي وملأت طبقات جهنم مني حتى لا يكون لجهنم حطب سواي لكان ذلك بعدلك عليّ قليلا في كثير ما استوجبه من عقوبتك فاذا فرغت من الركعة الثامنة فادع بهذا الدعاء : يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله صل على محمد وآله وارحمني وثبتني على دينك ودين نبيك ولا تزغ قلبي بعد اذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة انك انت الوهاب وتقول ايضا : اللهم انت الحي القيوم العلي العظيم الخالق الرازق المبدي المحي المميت المبدئ البديع لك الكرم ولك الجود ولك المن ولك الامر وحدك لا شريك لك يا خالق يا رازق يا محي يا مميت يا بديع يا رفيع اسئلك ان تصلي على محمد وآل محمد وان ترحم ذلي بين يديك وتضرعي اليك ووحشتي من الناس وانسي بك ثم تدعو بالدعاء الذي كان يدعوا به امير المؤمنين (ع) : اللهم اني اسئلك بحرمة من عاذ بك ولجأ الى عزك واستظل بفيئك واعتصم بحبلك ولم ‌يثق الا بك يا جزيل العطايا يا مطلق الاسارى يا من سمى نفسه من جوده وهابا ادعوك رغبا ورهبا وخوفا وطمعا والحاحا والحافا وتضرعا وتملقا وقائما وقاعدا وراكعا وساجدا وراكبا وماشيا وذاهبا وجائيا وفي كل حالاتي اسئلك ان تصلي على محمد وآل محمد وان تفعل بي كذا وكذا ثم تسجد سجدتي الشكر وتدعو فيهما بما سبق ذكره فاذا فرغت من الركعات الثمان تقوم الى ركعتي الشفع ومفردة الوتر تقرء في الركعة الاولى من الشفع اولى المعوذتين وفي الاخرى الاخرى فاذا سلمت فادع بهذا الدعاء : الهي تعرض لك في هذا الليل المتعرضون وقصدك فيه القاصدون وامل فضلك ومعروفك الطالبون ولك في هذا الليل نفحات وجوايز وعطايا ومواهب تمن بها على من تشاء من عبادك وتمنعها من لم تسبق له العناية منك وها انا ذا عبدك الفقير اليك المؤمل فضلك ومعروفك فان كنت يا مولاي تفضلت في هذه الليلة على احد من خلقك وعدت عليه بعائدة من عطفك فصل على محمد وآله الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين وجد عليّ بطولك ومعروفك يا رب العالمين وصلى الله على محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ان الله حميد مجيد اللهم اني ادعوك كما امرتني فاستجب لي كما وعدتني انك لا تخلف الميعاد ثم قم الى مفردة الوتر وتوجه بالتكبيرات السبع والادعية الثلاثة وتقرء فيها بعد الحمد التوحيد ثلثا والمعوذتين ثم ترفع يديك وتقنت وانت تبكي او تتباكى وتدعوا بما روي عن الصادق (ع) والباقر (ع) قالا قل في قنوت الوتر : لا اله الا الله الحليم الكريم لا اله الا الله العلي العظيم سبحان الله رب السموات السبع ورب الارضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم اللهم انت الله نور السموات والارض وانت الله عماد السموات والارض وانت الله قوام السموات والارض وانت الله صريخ المستصرخين وانت الله غياث المستغيثين وانت الله المفرج عن المكروبين وانت الله المروح عن المغمومين وانت الله مجيب دعوة المضطرين وانت الله اله العالمين وانت الله الرحمن الرحيم وانت الله كاشف السوء وانت الله بك تنزل كل حاجة يا الله ليس يؤد ( يرد خ‌ل ) غضبك الا حلمك ولا ينجى من عقابك الا رحمتك ولا ينجى منك الا التضرع اليك فهب لي من لدنك يا الهي رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك بالقدرة التي بها احييت جميع ما في البلاد وبها تنشر ميت العباد ولا تهلكني غما حتى تغفر لي وترحمني وتعرفني الاستجابة في دعائي وارزقني العافية الى منتهى اجلي واقلني عثرتي ولا تشمت بي عدوي ولا تمكنه من رقبتي اللهم ان رفعتني فمن‌ذا الذي يضعني وان وضعتني فمن ‌ذا الذي يرفعني وان اهلكتني فمن‌ ذا الذي يحول بينك وبيني او يتعرض لك في شيء من امري وقد علمت ان ليس في حكمك ظلم ولا في نقمتك عجلة وانما يعجل من يخاف الفوت وانما يحتاج الى الظلم الضعيف وقد تعاليت عن ذلك علوا كبيرا يا الهي فلا تجعلني للبلاء غرضا ولا لنقمتك نصبا ومهلني ونفسي واقلني عثرتي ولا تتبعني ببلاء على اثر بلاء فقد ترى ضعفي وقلة حيلتي استعيذ بك الليلة فاعذني واستجير بك من النار فاجرني واسئلك الجنة فلا تحرمني ويستحب ان تدعوا لاربعين من اخوانك فصاعدا ثم تقول استغفر الله ربي واتوب اليه سبعين مرة وينبغي ان تعد الاستغفار بيدك اليمنى وتنصب يدك اليسرى ولو اتيت بتمام المأة كان افضل ثم تقول سبع مرات : استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم لجميع ظلمي وجرمي واسرافي على نفسي واتوب اليه ثم تقول رب اسأت وظلمت نفسي وبئس ما صنعت وهذه يداي جزاء بما كسبت وهذه رقبتي خاضعة لما ابنت ( اتيت خ‌ل ) وها انا ذا بين يديك فخذ لنفسك من نفسي الرضا حتى ترضى لك العتبي لا اعود ثم تقول العفو العفو ثلثمائة مرة ثم تقول رب اغفر لي وارحمني وتب عليّ انك انت التواب الرحيم وان كان الوقت متسعا فيستحب لك ان تضيف الى ما تقدم ما كان يدعو به سيد العابدين (ع) : سيدي سيدي هذه يداي قد مددتهما اليك بالذنوب مملوة وعيناي بالرجاء ممدودة وحق لمن دعاك بالندم تذللا ان تجيبه بالكرم تفضلا سيدي امن اهل الشقاء خلقتني فاطيل بكائي ام من اهل السعادة خلقتني فابشر رجائي سيدي ام لضرب المقامع خلقت اعضائي ام لشرب الحميم خلقت امعائي سيدي لو ان عبدا استطاع الهرب من مولاه لكنت اول الهاربين منك لكني اعلم اني لا افوتك سيدي لو ان عذابي مما يزيد في ملكك لسألتك الصبر عليه غير اني اعلم انه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين ولا ينقص منه معصية العاصين سيدي ما انا وما خطري هب لي بفضلك وجللني بسترك واعف عن توبيخي بكرم وجهك الهي وسيدي ارحمني مصروعا على الفراش تقلبني ايدي احبتي وارحمني مطروحا على المغتسل يغسلني صالح جيرتي وارحمني محمولا قد تناول الاقرباء اطراف جنازتي وارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي وغربتي ووحدتي وان ضاق فاقتصر على ما يسعه الوقت ثم اركع وبعد اذ ترفع راسك من الركوع يستحب لك ان تدعو بهذه الكلمات : هذا مقام من حسناته نعمة منك وسيئاته بعمله وذنبه عظيم وشكره قليل الهي طموح الآمال قد خابت الا لديك ومعاكف الهمم قد تقطعت الا عليك ومذاهب العقول قد سمت الا اليك فاليك الرجاء واليك الملتجي يا اكرم مقصود ويا اجود مسئول هربت اليك بنفسي يا ملجأ الهاربين باثقال الذنوب احملها على ظهري وما اجد لي اليك شافعا سوى معرفتي بانك اقرب من رجاه الطالبون ولجأ اليه المضطرون وامل ما لديه الراغبون يا من فتق العقول بمعرفته واطلق الالسن بحمده وجعل ما امتن به على عباده كفاءا لتادية حقه وصل ( حقه صل خ‌ل ) على محمد وآله ولا تجعل الهموم على عقلي سبيلا ولا للباطل على عملي دليلا برحمتك يا ارحم الراحمين ثم تسجد السجدتين وتتشهد فاذا سلمت فسبح تسبيح الزهراء (ع) ثم تدعوا بالدعاء المعروف بدعاء الحزين : اناجيك يا موجود في كل مكان لعلك تسمع ندائي فقد عظم جرمي وقل حيائي مولاي يا مولاي اي الاهوال اتذكر وايها انسى ولو لم يكن الا الموت لكفي كيف وما بعد الموت اعظم وادهى مولاي يا مولاي حتى متى والى متى اقول لك العتبى مرة بعد اخرى ثم لا تجد عندي صدقا ولا وفا ( وفاء خ‌ل ) فيا غوثاه ثم وا غوثاه بك يا الله من هوى قد غلبني ومن عدو قد استكلب عليّ ومن دنيا قد تزينت لي ومن نفس امارة بالسوء الا ما رحم ربي مولاي يا مولاي ان كنت رحمت مثلي فارحمني وان كنت قبلت مثلي فاقبلني يا قابل السحرة اقبلني يا من لم ‌ازل اتعرف منه الحسنى يا من يغذيني بالنعم صباحا ومساءا ارحمني يوم آتيك فردا شاخصا اليك بصري مقلدا عملي قد تبرء جميع الخلايق مني نعم وابي وامي ومن كان له كدي وسعيي فان لم ترحمني فمن يرحم في القبر وحشتي ومن ينطق لساني اذا خلوت بعملي وسئلتني عما انت اعلم به مني فان قلت نعم فاين المهرب من عدلك وان قلت لم ‌افعل قلت الم ‌اكن الشاهد عليك فعفوك عفوك يا مولاي قبل ان تلبس الابدان سرابيل القطران عفوك عفوك يا مولاي قبل ان تغل الايدي الى الاعناق يا ارحم الراحمين ويا خير الغافرين ثم تسجد وتقول : اللهم صل على محمد وآل محمد وارحم ذلي بين يديك وتضرعي اليك ووحشتي من الناس وانسي بك يا كريم يا كائنا قبل كل شيء ويا مكون كل شيء يا كائنا بعد كل شيء لا تفضحني فانك بي عالم ولا تعذبني فانك عليّ قادر اللهم اني اعوذ بك من كرب الموت ومن سؤال ( سوء خ‌ل ) المرجع في القبور ومن الندامة يوم القيمة اسئلك عيشة هنيئة وميتة سوية ومنقلبا كريما غير مخز ولا فاضح اللهم مغفرتك اوسع من ذنوبي ورحمتك ارجى عندي من عملي فصل على محمد وآل محمد واغفر لي يا حيا لا يموت وبعد فراغك من مفردة الوتر وما تعلق بها تقوم الى ركعتي الفجر وافضل اوقاتهما ما بين الفجرين ويجوز تقديمهما عليهما لانه ورد عن الرضا (ع) انه قال احشو بهما صلوة الليل ويمتد وقتهما الى طلوع الحمرة تقرء في الاولى بعد الحمد الجحد وفي الثانية التوحيد

( الى هنا وجد في النسخة الموجودة )

المصادر
المحتوى