
من مصنفات
السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي
جواهر الحكم المجلد الثامن
شركة الغدير للطباعة والنشر المحدودة
البصرة – العراق
شهر جمادي الاولى سنة 1432 هجرية
اما بعد فيقول الفقير الى الله الغني محمد كاظم ابن محمد قاسم الحسيني الموسوي الرشتي عفى الله عنهما وتجاوز عن سيئاتهما اعلموا يا اخواني وفقكم الله لما يحب ويرضى واخذكم بهواكم الى رضاه بمحمد وآله انه كان في كل عصر واوان طائفة من المعاندين الجاحدين للحق المبين الساعين في اطفاء نور الله وابى الله الا ان يتم نوره حبا للدنيا الدنية وطلبا للرياسة الزايلة الفانية فينكرون الحق بعد ما يعرفون ويجحدون بعد ما يفهمون او من جهة الطبع الرباني على قلوبهم هم لا يعقلون يسمعون الكلام فينسبون الى المتكلم الكفر والزندقة من غير تعقل في معناه المراد او يأخذون بعض المعنى منه ويمزجون بباطلهم فينسبون اليه كذبا وافتراء حبا لتشييع الفاحشة في المؤمنين وطلبا لاذلالهم لاطفاء النور الحق المبين وحيل بينهم وبين ما يشتهون ولكنهم لم يدروا ان ليس هذا ذلة لهم بل هو فخر وشرف لنا لتأسيهم بائمتهم عليهم السلام في صبرهم على الاذى من هذا القبيل وغيره وهو والله اشد اذية وسيكون لهم دولة يترقبونها بلغهم الله الى منتهى آمالهم بحق محمد واهل بيته المعصومين ولما كان بعض اصحابنا من الشيعة الاثني عشرية من جهة كثرة الفتن وغلبة ظلمة الشكوك والشبهات قال امير المؤمنين عليه السلام وروحي فداه على ما رواه ثقة الاسلام لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة ولتساطن سوط القدر حتى يعود اسفلكم اعلاكم واعلاكم اسفلكم ومزج الحق بالباطل والتباس المعاند بالمسلم والمنافق بالمؤمن روي ان امير المؤمنين عليه السلام كان يخطب على المنبر رأي الحسن البصري قبح الله وجهه يكتب فقال عليه السلام ما تكتب يا حسن قال لعنة الله عليه اكتب آثارك يا امير المؤمنين فقال عليه السلام هذا والله سامري هذه الامة ه انما قال عليه السلام سامري هذه الامة نظرا الى ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله له كلما يكون في الامم الماضية في القرون السالفة يكون في هذه الامة طبق النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى انهم لو سلكوا جحر ضب سلكتموه ه وانما شبهه عليه السلام بالسامري نظرا الى ما قال الله تعالى حكاية عنه فقبضت قبضة من اثر الرسول عند قوله لعنه الله اكتب آثارك الحاصل انهم من تلك الجهة ومن جهة صفاء طويتهم وعدم معرفتهم باحوال الناس وعدم تميزهم بين المحق والمبطل والمعاند والمؤمن قد يصغون الى كلام المنافقين الجاحدين للحق المبين عنادا وجحودا قال الله تعالى فيهم وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعتوا فيسيئون الظن بالمؤمنين الموحدين التابعين لائمتهم المعصومين ومنهم من يعتمدون عليهم في اقوالهم الباطلة وعقايدهم الفاسدة فيفسدون عليهم امرهم فلا يبقى عندهم للتشيع الا الاسم لا الحقيقة ولا الرسم اوجبت على نفسي بايجاب الامام عليه السلام حيث قال فيجب على العالم ان يظهر علمه ان اكتب الميزان القويم والقسطاس المستقيم لمعرفة الطريق الواضح الحق المبين ومعيارا للامتياز بين الصحيح والسقيم وتعيين المؤمن الواجب اتباعه والمنافق الواجب اجتنابه وكيفية دخول البيت من بابه وعلامة المحق والمبطل باوضح بيان واكمل تبيان لئلا يشتبه الامر في زمان الغيبة وعدم ظهور الحجة وخفاء الحجة على المؤمنين المسترشدين بتلبيس الضالين المضلين المموهين ولنظهرها في عدة لمعات وسميناها بها لكونها لمعة من لمعات انوار الائمة عليهم السلام وعكس من اشراقات انوار اخبارهم سلام الله عليهم
لمعة - اعلم وفقك الله تعالى ان لا حق في الوجود وفي عالم الامكان الا عند الائمة الاثني عشر لان الله تعالى اختارهم واصطفاهم واجتباهم وادبهم وصفاهم فعصمهم فجعلهم تراجمة لوحيه وعيبة لعلمه واركانا لتوحيده واعضادا واشهادا لخلقه في خلقه فحيث كانوا تراجمة وحي الله فلا ينطقون الا بالحق وحاشا عن نسبة البطلان الى الوحي الرباني وانحصر الترجمة بهم فلا ينطقون عن الهوى ان هو الا وحي يوحي عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين اما قرءت الزيارة الجامعة ودعاء الصباح والمساء واشهد ان الحق لهم ومعهم وفيهم وبهم اما رأيت كلام مولينا امير المؤمنين (ع) نحن الاعراف الذين لا يعرف الله الا بسبيل معرفتنا وقوله عليه السلام ما معناه ذهب من ذهب الينا الى عيون صافية تجري بنور الله وذهب من ذهب الى غيرنا الى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض وقول الباقر عليه السلام بنا عرف الله وبنا عبد الله ولولانا ما عرف الله كل ذلك رواية عن ثقة الاسلام ولعمرو بن العاص عليه الف لعنة الله كلام احب ان اذكره في هذا المقام لان العدو المنكر المبغض اذا شهد لعدوه فهو الحق الذي لا مرية فيه كما قال هو لعنه الله حين مدح معوية عليا عليه السلام بقوله:
خير البرية بعد احمد حيدر والناس ارض والوصي سماء
قال لعنه الله :
وفضايل شهدت بها ضراتها والفضل ما شهدت له الضراء
وقال يزيد لعنه الله :
ومناقب شهد العدو بفضله والفضل ما تشهد به الاعداء
واما قول عمرو بن العاص المستشهد به في هذا المقام فهكذا قال :
بآل محمد عرف الصواب وفي ابياتهم نزل الكتاب
وهم حجج الاله على البرايا بهم وبجدهم لا يستراب
عليّ التبر والذهب المصفى وباقي الناس كلهم تراب
الابيات فاذا تحقق لك ان الحق عندهم فاعمل بمقتضى تلك الاحاديث المتقدمة والكلمات المنقولة كما قال :
اذا شئت ان تختر لنفسك مذهبا ينجيك يوم الحشر من لهب النار
فدع عنك قول الشافعي ومالك وحنبل والمروي عن كعباحبار
ووال اناسا نقلهم وحديثهم روى جدنا عن جبرئيل عن الباري
فكانت كلماتهم واحاديثهم واخبارهم الكلمة الطيبة التي ضرب الله تعالى لها مثلا كشجرة طيبة اصلها ثابت من جهة اتصالها بالله سبحانه لكونها وحيه لكونهم تراجمة وفرعها في السماء وتؤتي اكلها كل حين باذن ربها واما العدو فلا خير عنده ولا حق لديه من جهة المقابلة بعد انحصار الحق فيهم عليهم السلام ولذا يجب التبري عنهم اذ لا خير فيهم فلا حق عندهم فكل ما عندهم باطل لا يعبؤ به فكانت كلماتهم واخبارهم الكلمة الخبيثة التي ضرب الله تعالى لها مثلا بقوله كشجرة خبيثة مجتثة لعدم استنادها الى الاصل الثابت الصريح الصحيح فان العامة تنتهي اخبارهم الى ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان واحزابهم من ابي هريرة وعمرو بن العاص وعبد الله بن عمر وهؤلاء ليسوا بابا لمدينة العلم وهو منحصر الى شخص واحد ومن والاه يأخذ منه (ص) بواسطته فهؤلاء المنكرون الملعونون في دعاويهم الانتساب الى رسول الله صلى الله عليه وآله كاذبون فهم منقطعون عنه صلى الله عليه وآله فانقطع اتصالهم الى الله تعالى فاجتثت اقوالهم على وجه الارض ما لها من قرار وقد قال تعالى وليس البر ان تاتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من ابوابها وبين سبحانه ظهر الباب وظاهره بقوله الحق فضرب بينهم بسور وهو رسول الله صلى الله عليه وآله للنص له باب وهو عليّ عليه السلام باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب فحيث كانوا سلام الله عليهم ابوابا للعقل والنقل الاحاديث ( للاحاديث ظ ) المستفيضة فكانوا كما ذكر الامام عليه السلام عليّ بن محمد الهادي عليهما السلام في الزيارة الجامعة من اراد الله بدء بكم ومن وحده قبل عنكم ومن قصده توجه بكم وقال عليه السلام فيها فمعكم معكم لا مع عدوكم آمنت بكم وتوليت آخركم بما توليت به اولكم وبرئت الى الله عز وجل من اعدائكم ومن الجبت والطاغوت والشياطين وحزبهم الظالمين لكم الجاحدين لحقكم والمارقين من ولايتكم الى ان قال ومن كل وليجة دونكم وكل مطاع سواكم ومن الائمة الذين يدعون الى النار ولذا قال عليه السلام في الحديث المتقدم ذهب من ذهب الى غيرنا الى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض ه والذهاب الى غير اعم من ان يكون باعتبار المخالفة الكلية وعدم الاقرار بهم اصلا ورأسا او في بعض الامور والهلاك والهوان بمقدار الذهاب ومن الاعداء الصوفية الكلاب الممطورة قبحهم الله واصلاهم جهنم وبئس المصير وقد صرحوا بذلك عليهم السلام في احاديثهم المتكثرة منها ما روي عن الصادق عليه السلام ان الصوفية اعداءنا الا فمن مال اليهم واول كلماتهم فانا منهم برءاء فقال واحد وان كان المائل من محبيكم فنظر عليه السلام اليه (ظ) شبه المغضب فقال من قال بحقوقنا لميذهب الى عقوقنا ه معنى الذي يميل اليهم ليس ممن قال بحقوقنا حقيقة وان قال ظاهرا وفيهم يجري قوله تعالى يحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون وهذا اعم من ان يكون من حيث يشعر او من حيث لا يشعر وقد قال الشيخ محمد بن الحسن الجزار الاحاديث والاخبار عن الائمة الاطهار عليهم السلام في ذم الصوفية ولعنهم والتبري منهم عموما وخصوصا تقرب الفا وليس لها معارض ابدا بوجه من الوجوه والصوفي الملعون من تكلم بالباطن وهو يخالف الظاهر من الشريعة الغراء وينافي ما عليه عامة العوام من الفرقة المحقة ويعاند ما عليه فقهائنا المجتهدين رضوان الله عليهم المتصدون لامر ظاهر الشرعية الراعون غنمهم وهم عوام الناس اعني المقلدين الى احسن المرعي واحسن الطريقة وهي طريقة الشريعة الاحمدية وهم الحكام في الخلق من قبل ائمتهم عليهم السلام عند غيبتهم (ع) كما قال مولينا الصادق عليه السلام انظروا الى رجل روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف احكامنا فارضوا به حكما فاني قد جعلته حاكما عليكم والراد عليه كالراد عليّ واي رد اعظم من معاندتهم ومخالفة اقوالهم المستنبطة عن كلمات ساداتهم عليهم السلام الحاصل ان كل باطن يخالف ظاهر ما عليه عامة الناس من الفرقة المحقة باطل كفر مردود وصاحبه صوفي ملعون وكل باطن يوافق الظاهر فهو حق وهو الدين الخالص قال الصادق عليه السلام ان قوما آمنوا بالظاهر وكفروا بالباطن فلم ينفعهم ايمانهم شيئا وقوما آمنوا بالباطن وكفروا بالظاهر فلمينفعهم ايمانهم شيئا ولا ايمان ظاهرا الا بباطن ه والباطن طبق الظاهر حرفا بحرف بحيث لو كشف لك صورة كل واحد منهما رأيتهما على صورة واحدة وقد حققنا هاتين المسئلتين العظيمتين اعني تحقيق الصوفية واصل نشوهم ومبدئهم واصلهم وفرعهم ومنتهاهم وبناء امرهم وكيفية انشعابهم الى الشعب المختلفة وتحقيق الباطن باقسامه ومراتبه وكيفية انطباقه بالظاهر وكيفية الاستخراج كلها باكمل بسط في الاجوبة المسائل التي سئلناها واحد من اهل الاصفهان من اراد الاطلاع على حقيقة الامر فلينظر اليها وفي تفسيرنا لآية الكرسي اشارة بل كشف حجاب عن وجه حقيقة الباطن والتاويل وباطن الباطن وظاهر الظاهر وليس هنا موضع استقصاء الحاصل انه يجب التبري عن الصوفية التي ذكرناها والميل اليهم والركون اليهم في فهم الحقايق والاسرار فانهم والله ما عرفوا من السر حرفا واحدا وتاويل كلماتهم بحيث يوافق ويطابق الشرع ومن فعل هذا كافر مردود قد تبرء منه الامام عليه السلام وكذا من انكر ما زبرنا وبينا فان ثبوت هذا المطلب من العقل والشرع اوضح من الشمس وابين من الامس والله يقول الحق وهو يهدي الى سواء السبيل وحيث فرغنا من تاسيس هذا الاصل الاصيل الذي كلما يرد على الشخص يتفرع عليه لانه كالشجرة والباقي فروعه فلنشرع في بيان تقسيم العلماء الى اقسامه ليتضح لك المقصود
لمعة - اعلم ان كل مولود ولد على الفطرة المستقيمة التي هي هيكل التوحيد على ما رواه الصدوق عليه الرحمة بعدة طرق واسانيد وقد قال مولانا امير المؤمنين عليه السلام في حديث كميل نور اشرق من صبح الازل فيلوح على هياكل التوحيد آثاره ومعنى ان كل مولود ولد على الفطرة انه خلق الله سبحانه على هيكل وهيئته اذا ما غيرها بارتكاب الامور والعادات والاعتقادات المخالفة لمراد الله المستنبطة من كلمات اهل الترجمة عرف الله سبحانه كما اراد منه وهو قوله صلى الله عليه وآله اعرفكم بنفسه اعرفكم بربه وقوله عليه السلام من عرف نفسه فقد عرف ربه وقوله عليه السلام على ما رواه في الغرر والدرر الصورة الانسانية هي اكبر حجة الله على خلقه وهي الكتاب الذي كتبه بيده وهي الهيكل الذي بناه بحكمته وهي مجمع صور العالمين وهي المختصر من اللوح المحفوظ وهي الشاهد على كل غائب وهي الحجة على كل جاحد وهي الصراط المستقيم وهي الصراط الموعود في القيامة الحديث فاذا كان كذلك فلا يخلو حاله بعد التولد وبلوغ العقل عن حالتين اما انه يغير ما فطره الله عليه ام لا ويتحقق من ذلك اربعة اقسام :
الاول انه يغير فطرته وهيئته الاصلية الذاتية الحقيقية باعتبار الميل والركون الى اهل الخلاف من اهل البدع والضلال واكتساب معتقدهم واعتقاده واعراضه عن الائمة الطاهرين عليهم السلام بالعمل والاعتقاد وان كان يدعي امامتهم بالقول واللسان والقلب الظاهري يحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون وهؤلاء عرفوا الحق ومالوا الى الباطل وعلامتهم ان ينكروا اذا اوضحت لهم الامر واقمت لهم البراهين وبينت لهم الحق وقد قال الله تعالى فيهم يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وقال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعتوا وقال تعالى بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمايأتهم تأويله وقال امير المؤمنين عليه السلام فيهم همج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيؤا بنور العلم ولم يلجأوا الى ركن وثيق وهؤلاء يخطون ابدا ولايظهر منهم الصواب الا باعتبار المزج والخلط لاظهار كلامهم الباطل والعارف يصفي ويأخذ الحق ويترك الباطل
لو كان في العلم من غير التقى شرفا لكان اشرف كل الناس ابليس
والعلم هو الخشية وهي اذا كانت لله سبحانه تشتمل على جميع مراتب الزهد والتقوى من الانصاف واذعان الحق والاعراض عن الباطل والقبول اذا ثبت له الحق والتسليم والانقياد لما جاء عن الائمة الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين وامثال ذلك قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء فحصر الخشية للعالم وقال سيد الساجدين على آبائه وابنائه الصلوة والسلام في الصحيفة لا علم الا خشيتك ولا الحكم الا الايمان بك ليس لمن لم يخشك علم ولا لمن لم يؤمن بك حكم وقد جعل الله تعالى العلم لازما للتقوى وجعلها ملزوما له وقال عز من قائل واتقوا الله ويعلمكم الله وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله ليس العلم بكثرة التعليم والتعلم بل هو نور من عند الله يقذفه في قلب من يحب فينفسح فيشاهد الغيب وينشرح فيحتمل البلاء قيل هل لذلك من علامة يا رسول الله (ص) قال صلى الله عليه وآله التجافي عن دار الغرور والانابة الى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله فاذا كان العلم هذا شرطه ولا يحصل الا بالعمل والتقوى كما قال مولينا الصادق عليه السلام العلم يهتف بالعمل فان اجابه والا ارتحل وقال مولينا امير المؤمنين عليه السلام ليس العلم في السماء فينزل اليكم ولا في الارض فيصعد اليكم بل هو مكنون فيكم مخزون في قلوبكم تخلقوا باخلاق الروحانيين يظهر لكم وليس الجدال والمراء والخصومة وتطويل المقال من اخلاق الروحانيين ولا من علامات الخشية فثبت ان ليس لهم علم ابدا بشيء قطعي يقطعون به ويقفون عنده بل عندهم بعض الشكوك والشبهات لاضلال الجهال او الكثرة من النقطة قال عليه السلام العلم نقطة كثرها الجاهلون فلا يقال لهم عالم اذ لو فتشت عنهم رايتهم مضطربين كمال الاضطراب في كل شيء كمن رأي الشبح عن بعيد انهم يرونه بعيدا ونريه قريبا ولقد رايت منهم وابتليت بهم كثيرا فليسوا من العلماء كما حكم مولينا امير المؤمنين عليه السلام في الحديث المتقدم لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا الى ركن وثيق والركن الوثيق هو ولايتهم ومحبتهم ومتابعتهم ومشايعتهم والتسليم لهم والميل والركون اليهم وهو قوله تعالى ومن يكفر بالطاغوت وهو الذي في الزيارة وبرئت الى الله من اعدائكم ومن الجبت والطاغوت ويؤمن بالله بولاية الائمة عليهم السلام فان من لم يؤمن بهم لم يؤمن بالله لانهم اركان التوحيد ولذا قال الامام محمد بن عليّ الجواد عليهما السلام في زيارة ابيه السلام على شهور الحول وعدد الساعات وحروف لا اله الا الله في الرقوم المسطرات السلام على اقبال الدنيا وسعودها ومن سئل عن كلمة التوحيد فقال انا والله من شروطها الزيارة فالايمان بالله لا يتحقق الا بعد الايمان بهم عليهم السلام كيف وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي على ما رواية ( روته ظ ) العامة ما معناه انه لو ان عبدا عبدني ونحل جسمه في عبادتي بحيث صار كالشن البالي ثم يجيء من غير ولاية امير المؤمنين عليه السلام لادخلته النار مع ما ورد في الاحاديث المستفيضة المذكورة في الكتب المعتبرة وما في الادعية بحيث يمكنني ان ادعي فيه التواتر وان كان معنويا على ان الله تعالى لا يدخل موحديه في النار مع ان ذلك الرجل العابد كان يقول لا اله الا الله ومحمد رسول الله صلى الله عليه وآله البتة الحاصل ان هذه المسئلة ظاهرة لمن تتبع الاحاديث على بصيرة فقد استمسك بالعروة الوثقى وهو الركن الوثيق الذي هو ملجأ الشيعة وملاذهم وهو ولاية آل محمد صلى الله عليهم لما قلنا من اتصاله واعتماده بالله سبحانه كما ذكر في الشجرة الطيبة التي اصلها ثابت فلا تنقطع تلك العروة ابدا ابدا وهي الذمام المنيع الذي لا يطاول ولا يحاول في الدعاء الذي يقرء الشيعة في كل صباح ومساء اصبحت اللهم معتصما بذمامك المنيع الذي لا يطاول ولا يحاول من شر كل غاشم وطارق الدعاء لا انفصام لها اي لا انقطاع كيف وهم السراج الوهاج الذي زيته من الشجرة المباركة الزيتونة التي ليست بشرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لمتمسسه نار وناره من نار الكينونة التي قال امير المؤمنين عليه السلام في دعاء ليلة السبت حكاية عن جبرئيل اسئلك بكينونتك التي خلقتها فاستقرت في ظلك ولم تخرج منك الى غيرك قال الصادق عليه السلام كنا بكينونته كائنين وهؤلاء من جهة عدم اعتمادهم على ركن وثيق سلبت عنهم الخشية والتقوى واكتساب اخلاق الروحانيين وطبع على قلوبهم باعمالهم وانكارهم واعتقادهم قال تعالى بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا فليسوا من العلماء بل اجهل الجهال واحمق الحمقاء وانما ادخلناهم في هذه القسمة من جهة انهم في الظاهر يتلبسون بلباسهم ويسلكون مسلكهم من جهة اضلالهم واهلاكهم ادخلناهم فيهم ظاهرا لنخرجهم منهم حقيقة وانما اطلت الكلام في هذا المقام لاني اشاهد اكثر اهل زماننا من هذا القبيل عصمنا الله واياك من الزلل بمحمد خير الرسل وائمة هداة السبل
الثاني انه غير فطرته باعتبار النظر الى كلمات الغير المعصوم عليه السلام واستنبط منها قواعد وكليات واعتقد حقيتها فكلما ترد عليه من العلوم والاحكام والعقايد من الحق والباطل يزنها بتلك القواعد والكليات التي جعلها ميزانا لتصحيح معتقداته فكلما يطابقها يقبله والا يرده وهذا خطاءه اكثر من صوابه من جهة ان تلك القواعد من جهة عدم استنادها الى الاصل الثابت ليست بثابتة اقول ان هذا العالم لاحظ عدم الاستناد فيكفر بل اقول انه مالاحظ الاستناد وقد يقع التطابق كما راينا كثيرا من هؤلاء الحكماء الذين نحكم بفساد معتقدهم فانهم قد يتكلمون بالحق المطابق لكن اهل هذه الطبقة ليسوا من اهل العناد والجحود بل يقبلون الحق اذا اظهرت لهم
الثالث انه ليس من اهل العناد ولا من الذين عندهم قواعد وكليات اعتقد حقيتها بل مال الى بعض الاشياء وانس ببعض الاشخاص والمطالب فاذا اظهرت له بطلان ما مال اليه وانس به يشكل عليه ويصعب عليه ويريد يوجه هذا المطلب ويؤل اليه وهذا ايضا خطاؤه اكثر من صوابه وهذا ايضا نوع من تغيير الفطرة لكنه اسهل واهون من الاول اي الثاني
الرابع انه ابقي الفطرة الاصلية الحقيقية على حالتها وما غيرها بالميل الى الاعداء والركون اليهم ولا بالنظر الى كلماتهم واقوالهم ورواياتهم ولا بالنظر الى كلمات الحكماء من اليونانيين والملطيين ليعوج طريقته ولا الى كتب ضلالة هؤلاء المموهين من الصوفية القبيحة ولا الى الكتب المعروفة من المائلين الذين يأتي ذكرهم انشاء الله تعالى في خلال الكلام ولا الى ما وجد في نفسه من غير استناد الى الله سبحانه ولا الى الائمة المعصومين سلام الله عليهم اجمعين بل قصر نظره في كلمات الائمة عليهم السلام وكتاب الكريم وما يفهم منها من دون ميل الى احد ولا اخذ قاعدة ولا انس باحد وبشيء حتى يوجه ويأول كلام المعصوم الى ما يميل اليه ولا الى ما يونس به ولا الى تلك القاعدة بل ينظر اليها بالفطرة المستقيمة التي فطره الله عليها من دون تغير فيفهم مراد الله البتة لان كلام الله وكلام ائمة الطاهرين بيان ووصف لتلك الفطرة وذكر نقوشها وتوصيف لها فان الله وصف آثاره الفعلية وما اراد الله من الخلق لخلقه بوصفين وصف حالي وهو اجلاهما واعظمها وهو الفطرة ومعرفة الآفاق والانفس قال تعالى سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبن لهم انه الحق وقال الصادق عليه السلام وكلما خفي في الربوبية اصيب في العبودية الحديث وقال الله تعالى وكأين من آية في السموات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون ووصف مقالي وهو القرآن والكتب السماوية والاخبار النبوية والآثار المعصومية صلوات الله عليهم وهو على طبق الاول حرفا بحرف ولذا قيل ان الكتاب التدويني طبق الكتاب التكويني وقد حققنا في كثير من رسائلنا ان الحروف طبق الذوات على الترتيب ولذا ورد عن امير المؤمنين عليه السلام انه ظهرت الموجودات من باء بسم الله الرحمن الرحيم وقوله عليه السلام وانا النقطة تحت الباء وامثالهما من الروايات من هذا القبيل فالذي اكتسب العقايد بما تدل عليه الفطرة اي الهيكل الانساني اي الصورة الانسانية التي هي اعظم حجة الله على خلقه وما تدل عليه كتاب الله واحاديث آل الله من دون ميل وانس واخذ قاعدة الى الغير بالغير من الغير فهو حق لا شك فيه ولا ريب يعتريه بشرط ان يدل العقل الشرعي عليه وهذه المعرفة ان تعلقت بالظاهر وما حصل لصاحبه الترقي الى المراتب الباطنية فهي عين ظاهر الشريعة من دون تفاوت ولو بقدر رأس شعير وان تعلقت بالباطن وما فوقه من المراتب وهي تطابق ظاهر الشريعة حرفا بحرف بحيث لا تخالف بينهما بوجه كما ذكر غير مرة وهذه المعرفة لا تحصل الا بالانقطاع عن الخلق والتوجه الى الله سبحانه بالعلم والعمل فكل عمل يزيد علما وكل علم يدعو ويحث ويرغب صاحبه الى العمل حتى بلغ به ما بلغ من الرشد والكمال هذا والله هو المؤمن الذي ما عداه بهايم قال الباقر عليه السلام ان الناس كلهم بهايم الا المؤمن والمؤمن قليل والمؤمن قليل وهذا وامثاله الكبريت الاحمر كما في الحديث في وصفهم وهذا هو القرية الظاهرة التي امرنا ان نسير فيها الى القرية المباركة قال الله تعالى وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي واياما آمنين قال الباقر عليه السلام نحن القرى التي بارك الله فيها والقرى الظاهرة شيعتنا ه وتلك الشيعة هؤلاء الجماعة التي يوصلونك الى امامك ويعرفونك مقامهم ومرتبتهم ويعرفونك من احوال امامك ما اذا دخلت عليه تخر مغشيا عليه وتقول اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وفيه سر لا تعرفه الا اذا عرفتهم عليهم السلام بالنورانية وهذا هو المؤمن الذي امتحن الله قلبه للاسلام وشرح صدره للاسلام المرادف للايمان من الطائفة الثلثة الذين انحصرت فيهم معرفة احاديث اهل البيت عليهم السلام كما قالوا ان حديثنا صعب مستصعب اجرد كريم ذكوان مقنع لا يحتمله الا الملك المقرب او النبي المرسل او المؤمن الذي امتحن الله قلبه للاسلام
لمعة - يا اخي وفقك الله تعالى اذا وجدت هؤلاء الزمهم فانهم يرشدونك الى الصراط المستقيم والى النهج القويم والى الطريقة بينها الائمة المعصومون ولا سبيل لك الى الامام والى معرفتهم والى كيفية التمسك بهم الا منهم وهم المتعلمون عند ائمتهم وسادتهم قالوا عليهم السلام نحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وساير الناس غثاء لكن افتح عينك لئلا تقع الى مهلكة مهلكة قال ونعم ما قال :
وكل يدعي وصلا بليلى و ليلى لا تقر لهم بذاكا
اذ انبجست دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكا
ولا بد لك من علامة تتميز بين هؤلاء الاكابر والكذابين وهي العلم والعمل
اما العلم فبأن يكون جميع علومه مستندة الى الائمة عليهم السلام بل الى اربعة اشياء الاول العقل المستقيم الشرعي على ما بينا لك الثاني كتاب الله فان العقل الصرف من غير استناده الى كتاب الله سبحانه باطل البتة والا يلزم ان يكون كل مذهب وملة على الحق قالت البراهمة انا لا نحتاج الى النبي ولا الى الرسول لان الرسول يجيئنا من الله تعالى بما يدرك عقولنا ام لا فان كان الاول فلا نحتاج لان عندنا عقول نعمل بما تدرك وان كان الثاني فلا نقبله ولا نؤمن به الحاصل ان العقل وحده لا يكفي في معرفة الحقايق والعقايد وانما يعتبر اذا كان مستندا الى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وقد حققنا القول في هذه المسئلة العظيمة في رسالتنا مقامات العارفين باكمل بسط وليس هذا بتقليد بل هو تصحيح كما ان اهل المنطق يصححون انظارهم بالقياسات التي عندهم من الاقترانية والاستثنائية وبرهنا في ذلك الكتاب ان العقل والشرع واحد لا اختلاف بينهما بوجه وبينا سر عدم موافقة بعض العقول للشرع وليس هنا موضع استقصائه الثالث احاديث اهل البيت عليهم السلام فان الكتاب وحده ما يكفي لظاهر العوام ولاتمام حجتهم وان كان هو وحده الكافي الشافي لاشتماله على الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والتقديم والتأخير والالتفات وغير ذلك واذا طابق العقل مع الكتاب فلايحكم بحقيقته للعلة المذكورة اذ ربما يكون منسوخا او باعتبار التقديم والتأخير اختلف معناه فلا يجوز لك الحكم الصريح بذلك فلا بد ان يأتي له بدليل من كلمات اهل بيت الوحي والتنزيل اهل الترجمة والتفسير يدل على مراد الله في القرآن المطابق للعقل الرابع الآفاق والانفس وهو العالم من الغيب والشهادة فان الله سبحانه وتعالى ما كلفك بشيء من العلوم والمعارف والحقايق الا وقد خلق له مثالا في العالم وهو الوصف الحالي وهو الكتاب التكويني وقد كتب الله سبحانه في هذا الكتاب جميع صفاته الافعالية وآثاره الخلقية واما الذات وصفاتها فنحن معزولون عن ذلك غير مكلفين به ومن قرء ذلك الكتاب وعرف معاني حروفه لايخطوا انشاء الله وهو قوله تعالى ويضرب الله الامثال للناس ومايعقلها الا العالمون اي العالمون بكيفية الاستدلال وقال تعالى افلم ينظروا في ملكوت السموات والارض وان عسى ان يكون قد اقترب اجلهم وقال تعالى وكأين من آية في السموات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون قال امير المؤمنين عليه السلام مخاطبا للانسان في الاشعار المنسوب اليه (ص) :
وانت الكتاب المبين الذي باحرفه يظهر المضمر
الحاصل ان العقل المطابق للقرآن المطابق للاحاديث ان طابق المثال الذي خلقه الله سبحانه في هذا العالم فهو حق البتة ليس فيه شوب باطل لانه قد اجتمعت فيه اربعة اشياء وكل واحد منها مستقل في التميز بين الحق والباطل واما الاحاديث فليس كل حديث يروي معمول به بل لا بد من النظر فيه على التفصيل المذكور في الروايات والعارف اذا اتي في كل مطلب ادعى بهذه الادلة الاربعة من حيث المجموع فاعلم ان المؤمن الذي امتحن الله قلبه للايمان ولا يكفي اذا اتى بالكل في بعض المطالب دون بعض فانه ليس منهم او اتى بالبعض في كل المطالب لانه قد يكون من القاء الشيطان وحكمه بالمتشابه دون المحكم هذا دلايل علمه ومن الدلايل انه يعطي الكل بقدر ما عندهم من الاستعداد ولا برز منه ما يخالف ظاهر ما عليه عامة الناس
واما العمل فبأن لا يترك النوافل والمستحبات ولا معاشرة الناس وحسن سلوكهم ولكن يكون بدنه مع الناس وقلبه يتعلق بالرفيق الاعلى ويذكر الموت كثيرا ويستعد له قبل حلوله ويتجافى عن دار الغرور ويستعد لعالم السرور ويترقى الى عالم النور كلامه ذكر وصمته فكر ونظره اعتبار صمته اكثر من كلامه وتكون اوقاته موظفة للطاعات والعبادات والنظر الى المصنوعات على حد ما قال سيدالشهداء عليه السلام في دعاء عرفة الهي امرتني بالرجوع الى الآثار فارجعني اليها بكسوة الانوار وهداية الاستبصار حتى ارجع اليك منها كما دخلت اليك منها مصون السر عن النظر اليها ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها انك على كل شيء قدير الدعاء ومعاشرة الناس على ما قلنا وحضور الجماعات وقلة الاكل وكثرة البكاء في الخلوات واعظم العلايم انك اذا دخلت عليه تنسى الدنيا بحذافيرها وتقبل على الآخرة ولا تذكرها الا اذا خرجت من عنده واذا وجدت مثل هذا الرجل فعليك بملازمته فانه القرية الظاهرة واحمد الله واشكره انه قد وفقني ( وفق ظ ) هذا المهجور المسكين المستكين في عنفوان الشباب قبل العشرين ادراك ملازمة المؤمن الممتحن ولما عرفته وانقطعت اليه لما علمت من ان الانقطاع اليه عين الانقطاع الى الله لكونه القرية الظاهرة للسير الى القرية المباركة الهمني الله سبحانه ببركة اجدادي المعصومين من العلوم والاسرار ومعرفة البواطن القرآنية والاحاديث النبوية فوق استحقاقي وقابليتي ولكنه من فضله يرزق من يشاء بغير حساب اقول بلسان حالي ومقالي :
كلما قلت اعتق الشكر رقي جعلتني لك المكارم عبدا
اين مهل الزمان حتى اؤدي شكر احسانك الذي لا يؤدى
فاذا عرفت العلماء واقسامهم عرفت ان الاولين لا خير فيهم ولا احد ينتفع بهم الا الضلال وان القسم الرابع انما يدور مدار الحق وخطاه قليل قليل من جهة عدم عصمتهم وذلك الخطاء ان فرض تحققه معفو عنه حيث كونه من الذين قال الله تعالى فيهم الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وقد هداه السبيل وعرفه المدلول والدليل واخرجه عن عالم القال والقيل وعرف الحيث والكيف واللم وعرف مفصوله وموصوله وما يؤل اليه اموره هنيئا له ثم هنيئا له جعلني الله واياكم منهم ومن المستنيرين بنورهم وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير والسلام على محمد وآله هداة السبيل