
من مصنفات
السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي
شركة الغدير للطباعة والنشر المحدودة
البصرة – العراق
شهر جمادي الاولى سنة 1432 هجرية
اما بعد فيقول العبد الفقير الفاني كاظم ابن قاسم الحسيني الرشتي انه قد امرني المولى الممجد طالب الحق والرشد والصواب جناب الحاج محمد احمد الله عواقبه ان املي بعض الكلمات على الاسم الاعظم الظاهر في الهياكل الاربعة عشر واظهار بعض خفايا ذلك الاسم المعظم وبيان ما اشتهر انه ثلثة عشر حرفا اربعة منها من التورية واربعة من الانجيل وخمسة من القرآن وقد ورد امره في حال كان القلب مشتغلا والخاطر مشوشا لتوارد الاحوال وتصادم الاعراض وتراكم الاشغال لكنني لا يسعني الا امتثاله واجابته اذ لا يسقط الميسور بالمعسور والى الله ترجع الامور
فاقول اعلم ان هذا الاسم الاعظم المعظم قد وقع اجماع اهل الحروف على انه من اعظم الاسماء وكلهم نقلوه عن علي عليه السلم وقطعوا بذلك ولم اجد فيما تتبعت مخالفا له وذكروا له خواصا غريبة عجيبة بحيث جعلوه لكل معضل ولكل مشكل بجميع انحاءه وجميع اقسامه وقد ذكروا قليلا من كثير خواصه لو ذكرناها هنا يطول الكلام ومن اراد ذلك فليراجع الى كتب القوم ومرادنا في هذا المقام بيان بعض ظهورات ذلك الاسم
قال مولينا الحجة المنتظر عجل الله فرجه على ما رواه شيخي وثقتي واستادي اطال الله بقاه عن ابيه المقدس زين الدين ابن ابراهيم عمن رواه عن الحجة عليه السلم في حديث الى ان قال عليه السلم :
ثلث عصى صففت بعد خاتم على رأسها مثل السنام المقوم
وميم طميس ابتر ثم سلم كهيئة سلام وليس بسلم
واربعة مثل الانامل صففت تشير الى الخيرات من كل مغنم
وهاء شقيق ثم واو منكس كانبوب حجام وليس بمحجم
خطوط على الاعراف لاح رسومها عليها براهين من النور فاعلم
فعدتها من بعد عشر ثلثة فلا تك في احصائها ذا توهم
عليه من النور الالهي جلالة الى كل انسي فصيح واعجم
فمن احرف التورية منهن اربع واربع من انجيل عيسى بن مريم
وخمس من القرآن وهي تمامها فاصغ الى الاسم العظيم المعظم
فيا حامل الاسم الذي جل قدره توق به كل المكاره تسلم
فلا حية تدنو ولا عقربا ترى ولا اسد يأتي اليك يهمهم
ولا تخش من رمح ولا ضرب خنجر ولا تخش دبوسا ولا رمي اسهم
هم الطور والشورى هم الحج والنسا هم الشجر الطوبى لدى المتفهم
وصل على المختار من آل هاشم وعترته يا ذا الجلال وسلم
اقول وقد وجدت اشعارا منسوبة الى امير المؤمنين عليه السلم في بيان هذا الاسم على الترتيب المذكور في هذه الابيات الشريفة لكن فيها زيادة قوله عليه السلم :
وآخرهم مثل الاوائل خاتم خماسي اركان على السر احتوت
فهذا هو اسم الله جل جلاله واسماؤه عند البرية قد سمت
الى ان قال في آخره مقال علي ابن عم محمد ( صلى الله عليه وآله )
وسر علوم في الخلايق جمعت
وصل الهي كل يوم وساعة
على المصطفى المختار ما نسمة سمت
وهذه صورة الاسم الاعظم 
اعلم ان الاسم هو ظهور المسمى بمجالي تجلياته فالمتجلى له محل ورود الاسم ووقوعه الذي يدعو بالاسم والتجلي فيه هو الاسم من حيث التعلق والارتباط والمتجلى هو المسمى واذا امعنت النظر وعمقت الفكر في قول علي عليه السلم : بل تجلى لها بها وبها امتنع منها واليها حاكمها وقول الصادق عليه السلم : خلق الله المشية بنفسها واقام الاشياء باظلتها تنبهت للسر ولا يمكن التصريح بالعبارة بصريح الاشارة
واياك واسم العامرية انني اخاف عليها من فم المتكلم
فقوام الموجودات بالاسماء لانها ليست شيئا الا بالتجليات الفعلية وكلية الاسماء وجزئيتها انما هي تابعة لعموم التجلي وخصوصه ولما كان ما من الحق سبحانه واحدا كان تجليه واحدا وباقي التجليات كلها شؤن واطوار لذلك التجلي الاعظم فيكون ذلك هو الاسم الاعظم وهو الذي به قوام المكونات والموجودات كلها فيكون قطبا لكل اكوار الكائنات ولما كان القطب له ارتباط بالكرة والدائرة والا لم يكن قطبا وجب ملاحظة انحاء حاجة الموجودات بالنسبة الى ذلك الاسم الاعظم فان الاسم ليس الا ظهورا للغير والا لم يكن اسما بل كان ذاتا فوجب اعتبار الداعين بالاسماء وجهات فقرهم واضمحلالهم وظهور شمول احاطة الاسم قال الله عز وجل : ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وقال عز وجل : قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى اذن من دون ذكر الغير نفي الاسمية والصفتية وانما هو مقام التوحيد كمال التوحيد نفي الصفات عنه ومع ذكر الغير اي التعلق مضمحلا فانيا فهناك ظهور الاسمية والتعلق كلما كان اقرب الى البساطة وادنى الى عالم الاطلاق كان شموله اكثر واحاطته اعظم اذ ما بعده اذن من فاضل ظهوره واشراقات تلألأ نوره ولما ان الظهور تثلث بالنسبة الى عاليه اي الظاهر وسافله اي المظهر ونفسه ورتبة مقامه فتربع بتكيفه بكيفية الفاعل اي الحرارة واليبوسة وكيفية المظهر من حيث القبول اي البرودة والرطوبة ومن حيث امساك الظهور وحفظ النور اي البرودة واليبوسة وكيفية نفسه اي الحرارة والرطوبة لكونه مثال الظاهر الملقى في هوية المظهر فاذا اقترن التثليث مع التربيع تولد منهما التسبيع وهو منتهى الكمال وغاية ظهور الجلال والجمال لانه ادنى ما يتحقق به الظهور في مقام التعلق فلو نقص واحد من هذه السبعة بطل الظهور واستتر النور وهو من معاني قوله عليه السلم : لا يكون شيء في الارض ولا في السماء الا بسبعة فاول المظاهر اقصى مقاماتها وابسط درجاتها سبعة والظهور الذي هو الاسم انما يظهر حسب المظهر فيكون للظهور الاول الذي هو الاسم الاكبر المحيط بكل ذرات الوجود سبع مراتب حسب المتعلق فلذا ظهر هذا الاسم المكرم في سبعة اطوار والمجموع اربعة عشر وهو السبع المثاني حيث قال الله عز وجل : ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم والسبع المثاني هو الاسم الاعظم كما هو المصرح في هذا الخاتم المكرم وقد دل العقل والنقل ان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي اعطي الاسم الاعظم وكذا باقي الائمة صلى الله عليهم فكل واحد اوتي السبع المثاني الا ان الكل على اطوار واحوال ففي هذا الاسم يجمع جميع مراتب الاسم الاعظم وجميع مقامات شموله واحاطته الا اني اشير الى وجه واحد منها اذ لا يمكن بيان الكل او الاغلب الاكثر لان للحيطان آذان
فالخاتم
ا
اشارة الى ظهور الاسم اي التجلي الاعظم كما في الدعاء : في خمس مقامات وهي المقامات والعلامات التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرف الله سبحانه بها من عرفه لا فرق بينه وبينها الا انهم عباده وخلقه المقام الاول مقام الباطن والسر المقنع بالسر وحق الحق وظل الكينونة وسرها ونورها وحجابها ووجهها الكلي وضوءها المضيء والمقام الثاني ظهور ذلك الاسم الاعظم في مقام الباطن من حيث هو باطن والسر المستسر بالسر وحق الحق وظهور الكينونة واول مقام بروزها ومبدء ظهور احببت ان اعرف والمقام الثالث هو الظهور في مقام الظاهر وسر السر ومقام العماء والمقام الرابع هو الظهور في مقام الظاهر من حيث هو ظاهر ومقام السر وباطن الباطن ومقام الظاهر والمقام الخامس مقام الظهور واشراق النور ورتبة التجلي ومقام المصدر ومحل المعاني ومظهر لواء الحمد وحقيقة السر ورتبة جلال القدرة والزيت الذي يكاد يضيء ولو لمتمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم وهذا الخاتم هو نقطة قد ظهرت في خمسة اطوار كل طور عين الآخر ظاهره في باطنه وباطنه في ظاهره وهذه الخمسة الجامعة في النقطة الواحدة هي الخمسة الاحرف التي تخججت لا يمكن البيان عنها كما في الحديث عن الرضا عليه السلام فاشار بالخاتم الى الحقيقة المحمدية صلى الله عليه وآله الذي هو قطب الاقطاب وما جعل له من الحروف سوى النقطة للاشارة الى انه صلى الله عليه وآله اصل ومقوم للالف اللينية التي هي الاب للحروف كلها اذ منها نشأت الحروف واليها عادت فقد تعد الالف اللينية من الحروف بخلاف النقطة ولذا جعل هذا الاسم المكرم ثلثة عشر حرفا واخرج الخاتم عن الحروف لبيان انه الاشارة الى الخمسة الاحرف التي ليست من المتداولة في الحروف العربية من الثمانية والعشرين وانما هي مخفية ومكتومة عند اهلها تدور عليها رحى الاجابة ومنها يركب الاسم الاعظم ولظهور تلك الاحرف هنا ظهرت تلك الخواص العجيبة الغريبة منه
فالثلث العصى

اشارة الى الالفات الثلث اي اللينية والقائمة والمنبسطة
فاولها علي عليه السلام لانه عليه السلم ابو الائمة وسليل النبوة المخصوص بالاخوة فما من الاب مادة لان الحروف قد تقطعت من الالف كالائمة سلام الله عليهم منه عليه السلم ولذا كان امير المؤمنين لانه يميرهم العلم
وثانيا هو الحسن بن علي عليهما السلم لانه عليه السلم بعد ابيه في الشرف والفخر واول حرف ظهر منه واول غصن اخذ من شجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى واول التفضيل من ذات الله العليا وهو عليه السلم اقرب الى البساطة التي هي صفة القيامة
وثالثها هو مولينا وسيدنا الحسين بن علي عليهما السلم وروحي لهم الفداء فانه صلوات الله عليه قد انبسط نوره وانتشر ظهوره وظهر به الكتاب واوضح به فصل الخطاب ولذا ورد في الزيارة اشهد لقد طيب الله بك التراب واوضح بك الكتاب واجزل بك الثواب والكتاب هو مقام الالف المبسوطة لانها مبدء الكتاب وهو بسم الله الرحمن الرحيم قال النبي صلى الله عليه وآله : ظهرت الموجودات من باء بسم الله الرحمن الرحيم
والالف المنبسطة الراكدة الفوقانية اشارة الى سيدتنا الزهراء صلى الله على ابيها وبعلها وبنيها وعليها فانها ظاهرة لهم وحامل ووعاء لهم فكان قشرهم بما اقتضى ان يكون ذلك محلها وموقعها قال الله عز وجل : انا انزلناه يعني عليا عليه السلم في ليلة مباركة انا كنا منذرين وهي الصديقة الطاهرة روحي فداها فيها يفرق كل امر حكيم اي امام حكيم بعد امام حكيم ويجوز ان يكون المراد بالسنان المقوم هو امير المؤمنين عليه السلم لانه طعن ونقمة على الكافرين الجاحدين ورمح الله وسيفه في السموات والارضين ويجوز ان يكون المراد به الحسين عليه السلم لانه الظاهر بامر الله والضارب بسيف الله والطاعن برمح الله والظاعن في سبيل الله والشجاع الذي يهزم الصفوف ولا يكترث بالالوف والكل مراد وليس هذا الجواز مجرد الاحتمال بل على الحقيقة لانهم حقيقة واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض فيجري لاحدهم ما يجري للآخر وقد ورد في تفسير قوله تعالى : والتين انه الحسين عليه السلم والزيتون هو الحسن عليه السلم وطور سينين هو علي عليه السلم وهذا البلد الامين هو رسول الله صلى الله عليه وآله وقد ورد ايضا بعكس هذا الترتيب ايضا اشارة الى ما ذكرنا وهكذا الكلام فيما ذكرنا هنا من الاحتمالات
قوله عليه السلم : وميم طميس ابتر

اشارة الى الاربعين ليلة لميقات موسى عليه السلم والى ظهور تلك الخمسة المذكورة في اركان العرش التي هي الالفات المذكورة وحملته ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية فاستنطق له الميم على مقتضى قواها ومقامها لانها من عالم الشهادة لكنها حاملة للمظاهر الغيبية وهو اشارة الى مولينا علي بن الحسين عليهما السلم
وقوله : ميم طميس ابتر اشارة الى ما في صحيفته المباركة من قبل الله عز وجل : واعبد ربك حتى يأتيك اليقين والى قوله عليه السلم في دعاء الصحيفة في يوم الاضحى ويوم الجمعة : اللهم ان هذا المقام لخلفائك الدعاء
وقوله عليه السلم : ثم سلم

وهو محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق عليهم السلم فانهما صلى الله عليهما كانا سلمين للشيعة لاظهارهما ما تصل به الى اعلى الدرجات واقصى المقامات مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا فلولا ان من الله على الخلق بهما صلى الله عليهما ببسطهما العلوم والمعارف والآداب والطرايق والتكاليف الظاهرية والباطنية والحقيقية والظاهرية ما نجى احد من الخلق
قال الله عز وجل : فلولا فضل الله عليكم وهو الباقر عليه السلم لانه ظهور محمد صلى الله عليه وآله فلذا سمي باسمه المبارك صلى الله عليهما ورحمته وهو مولانا الصادق عليه السلم لانه ظهور علي عليه السلم ولذا سمي جعفرا فبالجيم اشار الى الجمع على المعاني كلها وبالعين الى العلم والمعرفة اللتان اظهرهما وبالفاء اشار الى الفقر الذي هو الفخر وكمال العبودية والذلة لله عز وجل التي ظهرت منه عليه السلم قولا وفعلا وبالراء اشار الى الرفق والمداراة وحفظ السد الذي بناه ذو القرنين للحفظ عن شر يأجوج وماجوج كما هو المعلوم من سيرته الشريفة حيث ادب اصحابه بما ادب من شدة الكتمان والتقية الى ان قال عليه السلم ما معناه صاحبوا القوم حتى يقولوا رحم الله جعفر بن محمد عليهما السلم نعم ما ادب اصحابه
قوله عليه السلم : واربعة مثل الانامل صففت

يشير بها الى موالينا وساداتنا موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد صلى الله عليهم لانهم عليهم السلم في عالم الظهور جرى لهم حكم واحد ولذا كان يومهم الاربعاء صلى الله عليهم ولهم عليهم السلم زيارة خاصة في يوم الاربعاء فيشير بهذه الاربعة الى ينبوع الخلق والرزق والحيوة والموت في طبايعها واحوالها وخواصها واقتضاءاتها وقراناتها وملائكتها علويها وسفليها
قوله عليه السلم : وهاء شقيق

وهو الاشارة الى مولينا وسيدنا الحسن العسكري عليه السلم لان يومه عليه السلم يوم الخميس وانما كان كذلك لانه مبدء ظهور الاجتماع ومبدء الاتصال والدخول في المسجد عودا كما دخلوه اول مرة لان نزول الحوراء من الجنة لشيث هبة الله عليه السلم كان في عصر يوم الخميس والهاء هي حرف ليلة القدر وهي سر الخاتم وظهوره وهي التوحيد الذي ظاهره في باطنه وباطنه في ظاهره واسمه عين مسماه في لا اسم ولا مسمى وهي تثبيت الثابت وهي كف الحكيم الطاهر في يد العليم وهي الكلمة التي انزجر لها العمق الاكبر اي كن وهي اركان الصلوة واوقاتها في العوالم كلها وهي الظاهرة الحافظة لنفسها في جميع مراتب التربيع والتكعيب وهي اعظم مظاهر الاسم الاعظم
قوله عليه السلم : ثم واو منكس

وهي الاشارة الى الحجة ابن الحسن صلوات الله عليهما وعلى آبائهما الطاهرين لانها تمام العدد التام المثنى في مراتب ظهورات الولاية الظاهرة في الكرسي علم الله الظاهر فيكون يومه يوم الجمعة لانه الستة من ايام الاسبوع وعند الواو جميع ظهورات الهاء على التفصيل لان الهاء صاحب الجمع والواو صاحب التفصيل ولذا يظهره الله سبحانه على الدين كله ولو كره الكافرون ولو كره المشركون وسر التنكيس هو عوده بعد الاختفاء وظهوره بعد الغيبة وتمام الابتلاء وبيان قوله عز وجل : وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا فالواو الاولى اشارة الى الدنيا والثانية اشارة الى العقبى اذ كل منهما خلقهما الله سبحانه في ستة ايام والالف القائم في الوسط هو القائم روحي فداه الواقف بين الطتنجين والبرزخ بين العالمين مطهر الارض عن الارجاس ومصفيها عن الانجاس قال الله عز وجل خطابا لآل محمد عليهم السلم : كما بدءكم تعودون وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة ولذا رقم الواو على هيئة الراجع
وقوله عليه السلم : وآخرهم مثل الاوائل خاتم خماسي اركان على السر احتوت
اشارة الى ظهور تلك النقطة في العود كظهورها في البدو بل البدو عين العود فالنقطة الظاهرة في الاولى عين الظاهرة في الاخرى وذلك الاول هو عين الآخر وللاشارة الى ان الخاتم هي الشجرة وهذه الحروف هي اغصانها واصولها وشعبها واطوارها وتفصيل المقال يؤدي الى ذكر ما لا ينبغي من شرح الاحوال
اخاف عليك من غيري ومني ومنك ومن زمانك والمكان
فلو اني جعلتك في عيوني الى يوم القيمة ما كفاني
واما قوله عليه السلم : فمن احرف التورية فيهن اربع فاعلم ان التورية اشارة الى موسى النبي على نبينا وآله وعليه السلم وقد قال صلى الله عليه وآله : يا علي انت مني بمنزلة هرون من موسى فمحمد صلى الله عليه وآله هو موسى اصلا وحقيقة والتورية له اصالة وذاتا وموسى النبي عليه السلم موسى من باب الحقيقة بعد الحقيقة والمجاز الحقيقي والتورية النازلة عليه مجاز لتلك التورية ومثال لها ففي هذه الكلمة الطيبة المباركة اربعة احرف منها من حروف التورية اي محمد صلى الله عليه وآله فان اربعة منهم اسمهم محمد صلى الله عليه وعليهم او اربعة من الظهورات الفرعية لهذا الاسم المبارك ظهرت لموسى عليه السلم حين تجلى ربه له على الجبل وتلك الاربعة هي ظهور الكلمة التامة الثانية التي حملها رجل من الكروبيين واظهرها بقدر سم الابرة لموسى فحقيقة ذلك الملك هو الخامس والاربعة الاحرف هي قول : يا موسى اني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلوة لذكري والتورية جميعها ظهورات هذه الكلمة وتفاصيلها ومقتضيات احوالها في كل مقام وحال وتلك الاربعة الاحرف هي اصل التورية ومنشأها وبها قوامها فافهم ان شاء الله تعالى
وقوله عليه السلم : واربع من انجيل عيسى بن مريم اعلم ان عيسى بن مريم هو مثال علي عليه السلم كما اشار اليه الحق عز وجل ولما ضرب ابن مريم مثلا حين قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما معناه لولا خوف ان يقول الناس ما قيل في عيسى بن مريم عليه السلم لقلت في علي عليه السلم فضايل لا يمر بقوم الا انهم يأخذون التراب من تحت اقدامه ويتبركون به قال المنافقون يريد محمد صلى الله عليه وآله انا نعبد ابن عمه كما عبدت النصارى المسيح عيسى بن مريم فانزل الله عز وجل : ولما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يصدون وقالوا ءآلهتنا خير ام هو ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون ان هو اي عيسى بن مريم الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنياسرائيل وهو علي عليه السلم او هو والطيبون من اولاده عليهم السلم فلما كان عيسى مثلا لعلي عليه السلم فيشار به اليه عليه وعليه السلم ولا شك ان اربعة منهم صلى الله عليهم اسمهم المبارك على عليه السلم او كما ذكرنا في التورية حرفا بحرف انما خص التورية والانجيل مع ان كل الانبياء هكذا لشيوع كتابيهما وخفاء كتب الآخرين وشدة ارتباطاتهما بالنسبة الى احوال قومهما
قوله عليه السلم : وخمس من القرآن وهي تمامها القرآن هو الفرقان اي الممتاز المتفرق خمسة احرف من تلك الكلمة الطيبة وهم الحسن والحسين وجعفر وموسى وفاطمة صلوات الله عليهم وعليها والحسن مكرر بين المجتبى والعسكري عليهما السلم وانما جعل العدة ثلثة عشر لبيان ان النقطة التي اشار بها الى الخاتم ليست من الحروف وانما هي اب الحروف واصلها ومنشأها ومبدءها وقد يطلق عليها الحروف لكنها ليست في صقع الحروف المعروفة الثمانية والعشرين كما قال مولينا الرضا عليه السلم : ان الحروف في اصل خلقتها ثلثة وثلثون حرفا ثمانية وعشرون منها هي المعروفة بين الناس وخمسة منها تخجج لا يجوز البيان عنها وهذه النقطة جامعة لتلك المراتب الخمسة فلك ان تجعلها من الحروف ولك ان لا تجعلها وعلى كل حال فهي خارجة عن صقعها ومقامها لان مقامها مقام البطون والحروف مقامها مقام الظهور والتفصيل وهي مقامها مقام الاب والحروف مقامها مقام الابن فجرى الحكم في الظاهر كالباطن حرفا بحرف ولاجل ذلك ظهر ما ظهر منه من الخواص الغريبة العجيبة اذ كل العجائب عنهم ومنهم وبهم واليهم ناد عليا مظهر العجائب ولاشتمال هذه الاحرف المباركة تلك الاسرار العالية من باطن بسم الله الرحمن الرحيم الذي قال مولينا الرضا عليه السلم : ان البسملة اقرب الى الاسم الاعظم من سواد العين اليى بياضه انتهى وهذا القرب قرب المداخلة وهو اقرب من الملاصقة وهذه الاحرف اشارة الى ذلك الباطن الذي كانت البسملة حاملة له
واما كيفية بيان ان آل محمد صلى الله عليهم هم الاسم الاعظم الاقدم فاطلبه من شرحنا على الخطبة الطتنجية ومما ذكرنا في مباحثاتنا فان ذكرها يحتاج الى بسط في المقال ولا يسعني الآن ذلك وقد قالوا عليهم السلم : نحن الاسماء الحسنى التي امركم الله ان تدعوه بها وهم المثل الاعلى وفي الدعاء : وباسمائك الحسنى وامثالك العليا ونعمك التي لا تحصى انتهى هذه هي الائمة الاحد عشر صلى الله عليهم وفاطمة الزهراء صلوات الله عليها وعلى ابيها وبعلها وبنيها فيه وباكرم اسمائك عليك وباحبها اليك واقربها منك وسيلة واشرفها عندك منزلة انتهى وهو مولينا علي عليه السلم وفيه بعده وباسمك المكنون المخزون الاكبر الاعز الاعظم الذي تحبه وتهواه وترضى به عمن دعاك فاستجيب له دعائه الدعاء هو رسول الله صلى الله عليه وآله وفي دعاء ليلة المبعث الى ان قال : وباسمك الاعظم الاعظم الاعظم وبذكرك الاجل الاعلى الاعلى الاعلى وبكلماتك التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر الدعاء فالاسم الاعظم هو علي عليه السلم والذكر الاعلى هو رسول الله صلى الله عليه وآله قال تعالى : ذكرا رسولا والكلمات التامات هم الائمة سلام الله عليهم قال مولينا الكاظم عليه السلم : نحن الكلمات التي لا يستقصى فضلنا ولا يستحصى
واعلم وفقك الله ان ما ذكرت لك هو اعلى معاني هذا الاسم الاعظم فخذه وكن من الشاكرين اذ ليس وراء عبادان قرية وهنا وجوه اخر تركت ذكرها لما بي من الكسالة ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
(وقد فرغت من تسويد هذه الرسالة الشريفة يوم الاثنين السابععشر من شهر رجب المرجب سنة الواحد والخمسين بعد الماتين والالف من الهجرة على مهاجرها الوف صلوات وتحية)