
من مصنفات
السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي
شركة الغدير للطباعة والنشر المحدودة
البصرة – العراق
شهر جمادي الاولى سنة 1432 هجرية
اما بعد فان العبد الفاني الجاني يقدم العذر اليكم من بسط المقال وشرح حقيقة الحال في اجوبة هذه المسائل لكثرة الاشغال ( الاشتغال خل ) واختلال البال وعروض الامراض المانعة من استقامة الاحوال ولكني اتيت ( اتيته خل ) بمختصر المقال واقتصرت على الاشارة الى الاستدلال وذكرت اصل ابواب ( الجواب خل ) الصواب بلا ذكر مقدمات ربما يحتاج اليها لافادة الحال واكتفيت ببعض الامثال لان ذلك الان هو الميسور ولا يسقط بالمعسور والى الله ترجع الامور وقد جعلت السؤال متنا والجواب كالشرح له مراعاة لكمال التوافق والتطابق والله ( والله المستعان خل ) وهو حسبي ونعم الوكيل
قال سلمه الله تعالى : السؤال الاول - بيان نمايند ( نمائيد خل ) كه سرّ عصمت انبياء واولياء قولا وعلما وعملا چه چيز است
اقول لا شك ولا ريب ان العاقل اذا علم وقطع وتيقن بقبح شيء و ( وضرورة لا يرتكبه البتة وان كان مختارا قادرا على فعله واذا علم وقطع وتيقن بنفع شيء وخل ) حسنه وان ( انه خل ) يجلب به اليه المنافع العظيمة والفوايد الجسيمة مما هو محتاج اليها يرتكبه بعلمه ويباشره ( يرتكبه ويباشره خل ) البتة وان كان مختارا قادرا على تركه ولذا ترى العاقل لا يرمي بنفسه او ببعض اجزاء ( او بعض اجزائه خل ) باختياره في النار المحرقة ولا يغمس نفسه في الكنايف ( الكثايف خل ) والقاذورات من غير الجاء وضرورة ولا يباشر الميتة العفينة ( العفنة خل ) النتنة التي يسيل منها القيح والصديد ويترك مباشرة هذه الامور وامثالها البتة سواء منعه مانع وزجره زاجر ام لا بل علمه بقبح هذه الامور وقطعه هو الذي منعه من ( عن خل ) ارتكاب القبايح والمضار الا ان يخرج من العقل بجنون او سفه او سكر فح يفعل ويرتكب تلك القبايح ويتوجه اليه شئامة ما فعل ورضالة ( وخامة خل ) ما ارتكب وكذلك اذا رأى اكلا طيبا وهو محتاج اليه يأكله البتة وان كان قادرا على تركه ولم يكن الداعي اليه والى غيره من الافعال الحسنة الا علمه بها لا غير ذلك فما دام على عقله وشعوره واختياره لا يتركها يقينا الا اذا خرج عن العقل والاختيار فظهر لك بالضرورة ان العاصم والمانع لفعل القبايح وترك الحسنات ليس الا العلم والداعي الى الفعل ( فعل خل ) القبايح وترك الحسنات ليس الا الجهل بالقبح او الحسن او الاضطرار او العناد ومكابرة العقل وقلة الانصاف وعدمه فاذا عرفت ذلك فاعلم ان ( ان الله خل ) سبحانه لما خلق الخلق في العالم الاول عالم الذر عرض عليهم الايمان وعرفهم الطاعات والحسنات والقبايح والسيئات واراهم الشرور والمعاصي وقبحها وسوء منظر ومنقلب اهلها المرتكبين لها المباشرين اياها بحيث ما خفي على اهل ذلك العالم شيء من حسن الطاعات وقبح المعاصي والسيئات والانبياء والاولياء عليهم السلام لما سبقوا في ذلك العالم الى الاجابة فشملتهم زيادة العناية فشاهدوا من الحقايق اللاهوتية والذوات الناسوتية واقتضاءاتها واسبابها وعللها ما لم يحط به غيرهم فلما انزل الله سبحانه الخلق الى هذه الدنيا دار المحن والابتلاء والفتن والاختبار نسي الخلق ما ذكروا به في العالم الاول من تلك المحاسن والقبايح ما سوى الانبياء والاولياء (ع) فانهم بقوا على العهد الاول ولم ينسوا الذكر الاول فكانوا بذلك اهل الذكر وساير الخلق اهل النسيان فامر الله سبحانه الذين نسوا ان يسئلوا ويتعلموا من الذين ذكروا فقال سبحانه فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر فحيث ان الانبياء والاولياء (ع) بقوا على العلم الاول وفي تنزلاتهم في العوالم ازدادوا علما ويقينا فقبح المعاصي والسيئات ظاهر عندهم كظهور حرارة النار ونتن الجيفة عندنا فمحال ان يرتكبوها كما انك محال ان ترمي نفسك في النار وتباشر الجيفة النتنة ( المنتنة خل ) مع اختيارك ونتن المعصية اعظم من نتن الجيفة وقد قال عليّ بن الحسين ( عليهما السلام زين العابدين خل ) لو ظهر نتن المعصية لما جلس احد بجنب صاحبه وقال ( قال الله خل ) تعالى الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا وكذلك حسن الطاعات والحسنات ظاهر عندهم كحسن الطيب والمطاعم والمشارب اللذيذة والمناكح عندنا فمحال ان يرتكبوها ( يتركوها خل ) كما انك كذلك فالعصمة في الانبياء والاولياء ( عليهم السلام خل ) عبارة عن العلم بحسن الطاعات وقبح المعاصي والسيئات وعدم خبث ( وخل ) العياذ بالله في ذاتهم ليوجب عنادهم ومكابرة عقلهم وعدم انصاف ربهم ونفسهم كالكفار المستوجبين لخلود النار واما اهل المعاصي من المؤمنين فالغالب فيهم الجهل بالقبح والحسن واقترافهم لها ارتكاب الجاهل او السكران ما يضره وعذابهم تلوثهم بالواث تلك النجاسات والكثافات وتطهيرهم عنها بمباشرة اوليائهم كما اذا رمى ( رامى خل ) الجاهل نفسه في الكنيف او النار فان وليه يخرجه منها ويداويه ويطهره وذلك التطهير وصحبة تلك الكثافات هي عذابه الى ان يتصفي منها ويدخل الجنة واليه الاشارة في قوله تعالى انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ولا ريب ان الجاهل المحض ليس بعاص حتى يتوجه اليه التوبة فليس المراد بفاعل ( بعامل خل ) السيئة في هذه الاية الشريفة من لم تبلغه الحرمة ولم يعلم انها معصية فان ذلك ليس بمكلف عقلا ونقلا ( وخل ) كتابا وسنة واجماعا بل المراد منه الذي بلغه النهي وعرف الحرمة لكنه جاهل بقبحها وخبثها ونتنها وليس بعالم بها كالعلم بقبح الجيفة ونتنها وهذا هو الذي توجه اليه التكليف وتقبل توبته اذا تاب وذلك معلوم واضح وقد قال سبحانه ايضا الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون ومفهومه انهم كانوا حين اقترافهم ( اقترانهم خل ) المعصية غافلين لا بغفلة ( لا المغفلة خل ) عن اصل الحرمة وتوجه النهي عليهم بل عن خبثها وقبحها والموجب ( الواجب خل ) لتوجه النهي اليها فاذا عرفت ذلك واتقنته فخذه وكن من الشاكرين وليس وراء هذا الكلام كلام وما ذكره المتكلمون في العصمة لا يدفع الايراد ولا يوجب الاطمينان فالسر في عصمة الانبياء والاولياء (ع) في جميع الاحوال هو مقتضى فطرتهم وعلمهم وكينونتهم الحقيقية ( الحقيقة خل ) وعدم نسيانهم ما ( فاذا خل ) ذكروا به وصفاء سريرتهم وطويتهم لا غير ذلك والذي ذكروا ان السر اطمينان النفوس ( نفوس خل ) الرعية ( المرعية خل ) بصدقهم وحقيقة اقوالهم وافعالهم فذلك من بعض لوازم ما ذكرناه فافهم
قال سلمه الله تعالى : السؤال الثاني - بيان نمائيد كه ولايت مطلقه وانا عرضنا الامانة الى آخر چه خطابست ومقصود از آن چيست
اقول اعلم ان الولاية المطلقة هي الرياسة العامة والسلطنة الكبرى على كل من بعث اليه محمد ( محمد رسول الله خل ) صلى الله عليه وآله وقد دل العقل والنقل ان امته صلى الله عليه وآله كل الوجود من جميع الاكوان والاعيان كما نطق به صريح القرآن تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا والعالمون كل ما سوى الله لقوله تعالى الحمد لله رب العالمين فالعالمون ( فالعالمين خل ) الذين كان الله سبحانه ربهم يكون محمد صلى الله عليه وآله نبيهم وله الولاية علهيم بالولاية الاولية وعليّ امير المؤمنين (ع) وروحي له الفداء وليهم بالولاية الثانية ( الثانوية خل ) التفصيلية وهي الرياسة العامة على الخاصة والعامة والتصرف بالله سبحانه في كل مذروء ومبروء واعطاء كل ذي حق حقه وايصال كل شيء الى الحد المخلوق له وتيسير الاسباب لاظهار مسبباتها وهو قوله تعالى انما انت منذر ولكل قوم هاد وقال رسول الله (ص) انا المنذر وعليّ الهادي والهداية هنا بمعنى الايصال الى المطلوب كما ان هداية المنذر ارائة الطريق فالايصال الى المطلوب على جهة العموم اعطاء كل ذي حق حقه على جهة العموم والا لم يوصل الطالب الى مطلوبه وهذا هو الولاية العامة المطلقة وهذه الولاية هي الامانة المعروضة على السموات والارض والجبال فان الله سبحانه اراد ان يختبر الخلق ويعرفهم انه سبحانه اعلم حيث يجعل رسالته وان الولاية التي حملتها ( حملها خل ) الحقيقة المحمدية (ص) مما لم تكن ( لم يكن خل ) لاحد حملها والتحمل لاعبائها والتصرف في الذرات الوجودية على حسب ما يريد الله كما يريد الله فاظهر سبحانه هذا المعنى للخلق واراد ان يعرفهم عجزهم عن تحمل هذه الولاية المطلقة حتى لا يكون لهم على الله حجة ولا يقولوا انه سبحانه لو حملها ايانا لتحملناها واتينا بمقتضياتها ولوازمها من العدل الحقيقي فعرضها سبحانه على السموات اي العلويات كلها بجميع المعاني والارض اي السفليات والقوابل والاستعدادات ومطارح اشعة الفيوضات ومهابط جهات الامدادات والجبال اي الحقيقة الملتئمة والمؤتلفة المجتمعة من القوابل والمقبولات والاسباب والمسببات وتمام الشيء باجتماع جميع المراتب من العلل والمعدات فابين ان يحملنها لعدم قابلية حملها لانها حقايق جزئيات اضافية فلا يسعها ( فان يسعها خل ) الاحاطة بالجميع ولذا اشفقن منها وخفن ان يأتوا بما لا يليق لجلال قدرة الحق سبحانه وحملها الانسان وهو امير المؤمنين (ع) لان قابلية ذاته المقدسة هي الزيت الذي يكاد يضيء ولو لم تمسسه نار انه كان ظلوما جهولا اي مظلوما مجهول القدر وهو (ع) كذلك فالامانة هي الولاية والخطاب لبيان حسن اختياره سبحانه ( تعالى خل ) وامتيازه لهذا الولي المطلق عما سواه من المخلوقات وان هذه الحاملية انما هي باختيار وحسن طلب منه (ع) لا على جهة الجبر وهذا احد الوجوه في الاية ( الولاية خل ) الشريفة والوجوه الاخر تركناها لعدم الاقبال وتبلبل البال وكثرة الشواغل والله ولي التوفيق
قال سلمه الله تعالى : السؤال الثالث - حديث تازيانه جناب پيغمبر ( رسول الله خل ) (ص) در مقدمه سواده چه ( به چه خل ) نحو است آيا ضرب تازيانه عمدا بود يا سهوا آيا سهو بر رسول كامل كه باطن او منبع اسرار لاهوت است ميسر ميشود يا نه كيفيت تازيانه را جواب وافي بيان نمايند
اقول اعلم ان النبي (ص) منزه عن السهو والنسيان والخطاء والغلط ولكنه (صع) حيث كان حريصا على المؤمنين رؤفا بهم رحيما عليهم يحب الخير لامته يسبب اسبابا ( بسبب اسباب خل ) ويفتح لهم ابوابا لخلاصهم من النار ودخولهم في الجنة ومن تلك الاسباب ضرب سوادة بالسوط فقد ضربه (ص) من غير ان يخبره حتى يتوهم ان هذا الفعل مما يقتص به فاستدعى (ص) القصاص فتقدم سوادة للقصاص فكشف رسول الله (ص) عن بطنه فقبله سوادة وتشرف بهذه الشرافة حتى لا يمس بدنه النار لانه قد مس بدن رسول الله (ص) سيد الاطهار مؤمنا مصدقا معتقدا فضربه صلى الله عليه وآله لم يكن عن سهو بل انما كان لاجل نجاته من النار وادخاله الجنة بهذا السبب ولذا لما سئله ( سئل خل ) سوادة قال يا رسول الله (ص) ما ادري ضربك اياي عمدا او سهوا فقال رسول الله (ص) حاشا ان تعمدت ذلك يعني حاشا ان تعمدت اذيتك واضرارك لا انه سهى ولذا لم يقل (ص) سهوت فان ذلك لا يجوز عليه نعم لم يتعمد الاذية له كما هي الظاهرة المتبادرة من العمد في امثال هذا المقام وانما تعمد الانعام عليه والتشريف له باكمل الشرافة وادخاله الجنة وخلاصه من النار ولهذه العلة ضرب سوادة ولم يكن ساهيا ولا متعمدا له بالاهانة والسلم
قال سلمه الله تعالى : السؤال الرابع - لا جبر ولا تفويض بل امر بين الامرين را اشاره كامل وبيان وافي ادا فرمايند
اقول لا ريب ان الله ( ان الجبر بمعنى ان الله خلق خل ) سبحانه خلق الكفر في الكافر والمعصية في العاصي والايمان في المؤمن والاسلام في المسلم بحيث لا مدخلية للعبد في شيء من هذه الامور ثم يثني على المحسن باحسن الثناء ويذم الكافر ويزري عليه كمال الازراء ويعطي من غير استحقاق للعطاء ومنع ( يمنع خل ) غير مستحق للمنع وتفضيل شيء على شيء وترجيح شيء ( ويفضل شيئا على شيء وبرجح شيئا خل ) على شيء بلا جهة ولا خصوصية ولا حكمة فعل العابث الغير الحكيم بل لا يمكن ( لا يكون خل ) صدوره ووقوعه عن ( من خل ) عاقل فضلا عن ( من خل ) حكيم مع استلزامه البخل والظلم ووضع الشيء في غير محله وموضعه واما قوله تعالى لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون فلا يدل على عدم الحكمة وان الفعل مجازفة وانما المراد ان ما يفعله سبحانه كله على جهة الحكمة والصواب فلا يسئل عن العلة اختبارا وامتحانا واحتمالا لعدم الاصابة ( الاجابة خل ) في الفعل والانشاء كما هو شأن الممكن الحادث الغير المعصوم وقوله تعالى وما تشاؤن الا ان يشاء الله معناه ان الله سبحانه شاء ان يجري الخلق في اقتضاءاتهم على حسب ميولاتهم واراداتهم واختياراتهم ولو شاء ان يجبرهم في افعالهم على ما يريد سبحانه لفعل كما قال تعالى ولو شئنا لاتينا كل نفس هديها ولكن الجبر حيث كان قبيحا شاء سبحانه بالمشية الحتمية ان يكون افعال العباد واقتضاءاتهم كلها على جهة الاختيار فكلما يشاؤن ويفعلون هو بمشية الله سبحانه ان يجروا افعالهم على اختياراتهم وميولاتهم واراداتهم ولو لم يشأ الله ذلك لما غلب ( لما غلبت خل ) مشيتهم مشية الله سبحانه فكلما يفعلون من افعال الخير ففيه المشية والرضا وكلما يفعلون من افعال الشر ففيه المشية بدون الرضا قل ان الله لا يأمر بالفحشاء والمنكر ولا يرضى لعباده الكفر فالجبر باطل بالضرورة لاخراج الحق سبحانه عن الكمال المطلق واثباته الظلم والبخل والترجيح من غير مرجح والتخصيص من غير مخصص وامثال ذلك من قبايح الامور وشنايع الاحوال تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا واما التفويض بمعنى ان الله سبحانه خلق الخلق وجعل فيهم الاختيار والميل والشهوة واعطاهم القدرة والقوة والالات والادوات التي بها يتمكن من اصدار الفعل واحداثه ثم رفع يده عنهم فهم فاعلون بارادتهم وهو سبحانه معزول عنهم فذلك ( وذلك خل ) ايضا بديهي البطلان واخراج الله سبحانه عن عظمته وللامكان عن رتبة اذ لو استقل الممكن عن المدد وقتا ما لا يستقل ( لا استقل خل ) في كل الاوقات فالممكن اذا احدث شيئا بنفسه بغير الله سبحانه كان مستقلا واجبا وقلب الامكان الى الوجوب لا يقول به عاقل بل سفيه جاهل فاذا بطل الامران فلا بد ان يكون الفعل والاحداث بامر بين الامرين بان يكون الله سبحانه حافظا للعبد بعد ما اعطاه الاختيار والارادة والالات والادوات وجميع ما يقتضي حدوث الفعل والاثر فالعبد هو الفاعل ما دام محفوظا بيده سبحانه فان رفع المدد عنه حال ( المدد حال خل ) الفعل لاضمحل وانعدم فالعبد يفعل فعله بمدده تعالى وهو حافظ لاختياره ووجوده والعبد فاعل بفعله وهو قوله تعالى الذين اتخذوا من دونه اولياءا الله حفيظ عليهم وقوله تعالى كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا فالعبد حين يفعل الخير يمده الله سبحانه بتوفيقه وحين يفعل الشر يمده بخذلانه ومن ظلمة انية العبد حين الفعل فان رفع الله سبحانه المدد عن العبد لم يكن شيئا وانعدم واضمحل فبطل التفويض وان رفع عنه الارادة والاختيار وفعل سبحانه ذلك الفعل لم يكن ذلك الفعل ( ذلك فعل خل ) فعل العبد وانما هو فعل الحق سبحانه فيوصف سبحانه بفعل القبيح وفعل الشر والباطل تعالى الله عن ذلك فالفاعل هو العبد بمدده ( يمده خل ) سبحانه اياه اما بالتوفيق او الخذلان اما سمعت الله سبحانه يقول من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا مثال ذلك الصورة التي في المراة فانها اثر من اثارك حادثة بتجليك واشراقك فما دام اشراقك ونظرك ولحاظك في المراة تلك الصورة موجودة متحققة واذا اعرضت عنها عدمت واضمحلت ولكن انظر انها كيف تتحرك وانت ساكن اذا تحركت المراة ولولا انها فاعلة فعلها لمافعلت وخالفت ارادتك ولكنها حين ما تخالفك وتتحرك مع سكونك محفوظة بنظرك ولحاظك مستمدة من تجليك واشراقك فانك ( فانت خل ) الحافظ لها حين ما تفعل فعلها مع عدم محبتك لذلك الفعل ولولا حفظك اياها والتفاتك اضمحلت وفنيت ولم تقدر على الفعل والاحداث واذا اردت ان تقهرها على ما تريد تحركت والمراة ساكنة فانها تتحرك على وفق محبتك وهو معنى قوله تعالى ولو شئنا لاتينا كل نفس هديها ولكن حق القول مني لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين فافهم ضرب المثل ولله المثل الاعلى واعلم ان المثال مقرب من وجه ومبعد من كل الوجوه واعلم ان الاختيار كمال والاضطرار نقص والمختار اشرف من المضطر والله سبحانه يجري فعله في خلقه على اكمل ما يمكن وحاشاه سبحانه ان يترك الاولى وهو الذي عاقب الانبياء (ع) عليها فوجب ان يكون خلقه سبحانه ومخلوقاته كلها مختارين فخلق سبحانه ذواتهم وحقايقهم من قبضتين قبضة من نور وقبضة من ظلمة ومزجهما حتى صارتا شيئا واحدا وبهذا المزج والخلط حصل التركيب ومن كل شيء خلقنا زوجين ومن التركيب حصل الاختيار والله سبحانه هو الحافظ لعباده وخلقه بمدده وامداده كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وماكان عطاء ربك محظورا وهذا هو الامر بين الامرين فافهم فان ( بان خل ) الكلام في هذا المقام طويل والبدن عليل والقلب كليل وما ذكرناه يروي الغليل ان انصف والقى السمع وهو شهيد
قال سلمه الله تعالى : السؤال الخامس - نزول جبرئيل (ع) بر رسول (ص) چهگونه است آيا قبل از نزول عالم مي توانست بود ( عالم بود خل ) احكام جبرئيل را يا نه وعلى الثاني لازم ميآيد كه ملك منزل ( منزلة خل ) اشرف باشد از رسول علام صلى الله عليه وآله
اقول اعلم ان الله سبحانه ابى ان يجري الاشياء الا باسبابها وكل عالم من العوالم يقتضي حكما خاصا بحسب قوامه ( مقامه خل ) وكينونته ومقتضى فطرته يجري ذلك الحكم على القاطنين في ذلك العالم وان كان في العالم الاعلى كان متصفا بغير ذلك الحكم فالنبي (ص) في العالم الاول لم يكن محتاجا الى جبرئيل ولا الى غيره من الملائكة وهو (صع) يتلقى الفيض في كل شيء تكوينا وتشريعا علما وعملا ويوصل الى المستحقين والفقراء اللائذين بباب الحق سبحانه بل هو صلى الله عليه وآله معلم جبرئيل وساير الملائكة احكام التسبيح والتهليل والتكبير و الاخبار في هذا المعنى متواردة متكاثرة ولذا لما عرج رسول الله (ص) المعراج ووصل الى مقام قاب قوسين وحده ووقف جميع الملائكة في حدهم الخاص بهم حتى جبرئيل قال له صلى الله عليه وآله حين وقوفه ولو اني تقدمت مقدار شعرة لاحترقت اجنحتي كلها فاوحى الله سبحانه الى نبيه (ص) في ذلك المقام جميع احكام الشريعة والقي اليه جميع الافاضات والفيوضات والعلوم والاسرار ولم يكن لجبرئيل هناك وجود اصلا فضلا عن ان يكون واسطة وقد قال مولينا الصادق (ع) كان بينهما حجاب يتلألأ بخفق ( ه خل ) واين جبرئيل وغيره ممن هو اكبر واعظم واجل منه في ذلك المقام فهناك تلقى الاسرار والعلوم وساير الاوطار والاطوار من الله سبحانه بلا واسطة احد فلما رجع (ص) من ذلك العالم عالم الغيب الاول ونزل الى عالم الشهادة صحبه جبرئيل وساير الملائكة لان احوال عالم الغيب لا يصل الى عالم الشهادة الا بوسايط وروابط بين العالمين والملائكة تلك الوسايط والروابط فلا يمكن نزول شيء الى ظاهرية النبي (ص) الا بواسطة الملائكة من جبرئيل وغيره من الملائكة او الواح الملكوت من السموات والارض والافاق والانفس فتوسط الملائكة في عالم الشهادة لا يوجب شرافتهم على احد فضلا عن النبي (ص) كما ان الحواس الظاهرة من البصر والسمع والشم والذوق واللمس متقومة بالروح والقلب ( بالقلب والروح خل ) ولا غناء لها عنهما بحال من الاحوال مع ان القلب في علومه وادراكاته الشهودية الجسمانية محتاجة اليها فلولا السمع ما ادرك الاصوات ولولا البصر ما ادرك الالوان ولولا الشم ما ادرك الروايح ولولا الذوق ما ادرك الطعوم ولولا اللمس ماادرك الخشونة والنعومة والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة ولا يلزم من ذلك احتياجه اليها حقيقة او شرافتها عليه والنملة علمت سليمان النبي (ع) ما علمت والهدهد كان يدليه ( بدليله خل ) على الماء والخضر علم موسى ولا شرافة لهؤلاء المعلمين ( على المتعلمين خل ) بحال من الاحوال وانت تنظر الى الكتاب المكتوب وتعلم مطالبه من العلوم ولولا الكتاب لماادركتها ومع ذلك لا يقال ان الكتاب في القرطاس اشرف منك لانه الواسطة في ادراك تلك العلوم وبالجملة فالملائكة وامثالها اسباب في هذه الدنيا والعالم الجسماني وعالم النفوس المقترنة بالاجسام لظهور تلك العوالم الغيبية والاسرار الالهية في هذه النشأة الشهودية لا غير ومن دون توسطها حيث ان الله سبحانه جعل العالم عالم الاسباب لا تظهر تلك الاحوال والرسوم ولا يوجب ( لا توجب خل ) ذلك لهم شرافة وكرامة على الذي يظهر له تلك الاحوال الا ترى ان البقول والثمار الحاملة للارواح كانت سببا لظهورها في النطفة ثم ان النطفة كانت سببا لظهورها في العلقة وهي سبب لظهورها في المضغة وهكذا الى ان تظهر ظهورا بينا في الجنين ثم الجنين سبب للولادة الدنياوية وهكذا من المعدات والاسباب الى ان يظهر العقل ويبلغ ثم ينضج ويتم في الثلثين ثم يكمل في الاربعين وهل لعاقل ان يقول ان تلك الاحوال والاطوار اشرف من الروح الظاهر في البدن الجسماني ( الجسماني في سن اربعين سنة كلا وحاشا مع ان الروح في العالم الجسماني خل ) الدنياوي لا يتنزل ولا يظهر الا بهذه الاسباب والجهات فافهم فقد اوقفتك على حقيقة الامر فما اسعدك لو وفقت لفهمه ( وقفت لفهم خل ) والسكون والطمأنينة له فان كثيرا ما يختلج في قلوب الناس هذا المعنى ولا يعرفون حقيقة الامر فتشوش اذهانهم فمنهم من يقول ان هذه الوساطة صورية لحكم ومصالح والا كان رسول الله (ص) يعلم من غير نزول ملك ومنهم من يقول انه (ص) ما كان يعلم اصلا في جميع المراتب الا بالملك والقول الفصل والمذهب الجزل هو الذي ذكرت لك من ( مع خل ) ان الملائكة اسباب لظهور العوالم الغيبية الى ظاهر بشريتهم على ما فصلنا لك ولو كان لي اقبال ولم يكن في القلب كلال وملال لشرحت لك حقيقة الحال واريتك ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولاخطر على قلب بشر وفيما ذكرنا كفاية لاهلها ثم اعلم ان ما ينزل به جبرئيل من القرآن فانما كان يعلمه رسول الله (ص) قبل نزوله لان القرآن قد انزله الله في ليلة القدر كله مجتمعا في البيت المعمور في السماء الرابعة وجبرئيل كان يأخذ من البيت المعمور كل اية كانت المصلحة في ابرازها واظهارها في ذلك الوقت فتوسط جبرئيل لوقت الاظهار لا لاصل القرآن وقد كان يعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله قبل ذلك وهو قوله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به وقد سمعت ما ورد على ما هو المروي في اغلب كتب الشيعة في الامامة ان لم يقل ( لم تقل خل ) في كلها ان امير المؤمنين (ع) حين ما تولد قرأ القرآن من اوله الى اخره كما انزل ولم ينزل في ذلك الوقت على النبي منجما حرف واحد لانه (ع) ولد قبل البعثة بسبع سنين او عشر سنين وقد صرح بما ذكرنا الشيخ الثقة الصدوق محمد بن عليّ بن بابويه في رسالة الاعتقادات اعتقادنا في نزول القرآن ليلة القدر وان القرآن نزل في شهر رمضان في ليلة القدر جملة واحدة الى البيت المعمور ثم فرق في مدة اربعة وعشرين سنة وان الله اعطى نبيه محمدا (ص) العلم جملة واحدة ثم قال ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضي اليك وحيه وقل رب زدني علما وقال الله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم ان علينا بيانه انتهى كلامه
قال سلمه الله تعالى : السؤال السادس - بيان فرمايند كه جناب رضا (ع) عالم بود كه انگور مسموم را خورد يا جاهل وعلى الاول لازم ميآيد كه مخالفت حكم الهي نمايد بمفاد كريمه ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة وعلى الثاني لازم ميآيد كه امام بحق جاهل ونادان باشد حقيقت مطلب را بيان فرمايند
اقول لا شك ولا ريب ان مولانا وسيدنا الرضا (ع) ( عليه وعلى آبائه وابنائه افضل السلام ولعنة الله على قاتله وظالمه خل ) كان يعلم ذلك لانه (ع) كابائه (ع) عندهم نور التفرس ونور انا انزلناه اذا نظروا الى شيء يعلمونه بحقيقة ما هو عليه وكان عليه السلام يعلم ان ذلك العنب مسموم وقد صرح بذلك (ع) لهرثمة وقال (ع) في حديث الى ان قال وقد عزم هذا الطاغي على سمّي في عنب ورمان واما العنب فانه يغمس السلك في السم ويجذبه بالخيط في العنب واما الرمان فانه يطرح السم في كف بعض غلمانه ويفرك الرمان بيده ليلطخ حبه في ذلك السم وفي رواية ابي الصلت ان المأمون لما ناوله عليه السلام العنقود قال له كل منه فقال له الرضا (ع) تعفيني منه فقال لا بد من ذلك وما يمنعك منه لعلك تتهمنا بشيء الحديث ومع ذلك اكله كيف يمكن ان يقال انه (ع) ما كان يعلم ان العنب مسموم بلى والله كان يعلم ذلك وانما اكله عالما بان فيه السم واما قولك ان ذلك يلزم مخالفته (ع) لله تعالى حيث نهى الله تعالى عن القاء النفس الى التهلكة في قوله تعالى ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة فلا يلزم ذلك فان التهلكة انما تكون اذا كان ( كان في خل ) مخالفة الله واما اذا كان في طاعة الله فذلك عين النجاة وقد كان امره الله سبحانه بذلك في اللوح الذي اتت له ( الذي انزله خل ) على رسول الله (ص) وفيها اسماء الائمة الاثني عشر واحوالهم وقاتليهم كما في الكافي عن الباقر (ع) وفي الصحيفة المختصة به (ع) فان لكل امام صحيفة مختومة نزلت عن الله سبحانه الى نبيه (ص) وكل امام منهم عليهم السلم يفك خاتم صحيفة ويعمل بكلما فيها والحسين (ع) مكتوب في صحيفة ( صحيفته خل ) ما عمل به عليه السلام والرضا (ع) مكتوب في صحيفة ( صحيفته خل ) انه يأكل العنب المسموم كما اذا امر الامام عليه السلام رجلا بالجهاد وقال له لا ترجع عن القتال حتى تقتل ايجوز للرجل ان يخالف ويقول ان الله تعالى نهاني عن ذلك وقال لا تلقوا بايديكم الى التهلكة وكذلك اذا دعى النبي او الامام عليهما السلام الناس الى الجهاد ومع ( الجهاد مع خل ) عدم ظن السلامة بل ظن الهلاك هل سعيهم ( يسعهم خل ) الامتناع معتذرين بالاية وان دفع الضرر المظنون واجب لا بل يجب عليهم الخروج حتى يهلكوا او يظفروا ولا يجوز عليهم الفرار ومن يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله ومأويه جهنم وبئس المصير وبالجملة اذا امر الله بحفظ النفس يجب حفظها ولا يجوز اهلاكها واذا امر بهلاكها لا يجوز حفظها فان في حفظها هلاكها وهم سلام الله عليهم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون فافهم ثبتك الله فلم يلزم شيء مما ذكرت من الجهل او القاء النفس الى التهلكة وعلى هذا فاحمل فعل جميع الائمة (ع) عند القتل بالسيف والسم فامير المؤمنين (ع) كان يعلم ان ابن ملجم لعنه الله تأهب لقتله (ع) وانه يقتله في تلك الساعة وتلك الحالة وسكت (ع) عن المدافعة ولم يبادر بقتله حين عزم وتوطأ للقتل بامر من الله سبحانه وشوقا الى لقاء الملأ الاعلى والحسن (ع) كان يعلم ان الماء مسموم وانه الساعة التي دعاه الله فيها الى جواره فاجاب والحسين (ع) كان يعلم قطعا انه يقتل في ذلك اليوم وتلك الساعة وان قاتله لعين اهل السموات والارض فلان وكذا باقي الائمة عليهم السلام كل واحد يعلمون يوم موتهم وسبب قتلهم وشخص قاتلهم فيمضون تقدير الله سبحانه فيهم سلام الله عليهم وهم في كمال الرضا والطمأنينة اما سمعت ( ما سمعت خل ) قول امير المؤمنين عليه السلام حين ضرب على قرنه لعن الله ضاربه وقاتله فزت ورب الكعبة فافهم راشدا واشرب عذبا صافيا
قال سلمه الله تعالى : السوال السابع - بفرمائيد كه موجب بدا چيست وتردد از خداي ( حق خل ) تعالى چيست چنانچه در حديث قدسي است ما ترددت في شيء انا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت وانا اكره مسائته
اقول البدا ( البداء خل ) ظهور الحكم والامر الغيبي بعد انقضاء مدت الحكم الذي قبله لتغيير مصلحة والحكمان عند الله سبحانه في اللوح المحفوظ مثبت محفوظ ولكن عند الملائكة الحملة والحفظة ( الحملة الحفظة خل ) فعندهم يثبت شيء ويمحي شيء لعدم احاطتهم بالامور الغيبية دفعة واحدة لعدم اقتضاء الامكان ذلك لانه امر تدريجي والذي جميع كمالاته فعلية ( فعليته خل ) هو الله سبحانه فاذا ظهر شيء بعد ثبوت الشيء الاول يقال انه بدى الله ( بدا لله خل ) اي اظهر الله تعالى ذلك الامر او بدا وظهر لاوليائه سبحانه وحملة افاضاته ونسبه الله الى نفسه تشريفا وتعظيما وتفخيما كما نسب الروح الى نفسه والبيت الى نفسه في قوله تعالى ونفخت فيه من روحي وطهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود مع تنزهه سبحانه عن الروح والبيت والنسبة تشريفية اي تفخيم وتعظيم للمنسوب لبيان ان حكمه حكمه ( تعالى خل ) وقد قال مولينا الصادق (ع) في قوله تعالى فلما اسفونا انتقمنا منهم ان الله سبحانه لا يأسف كاسفنا ولكنه تعالى جعل اولياء جعل اسفهم اسفه ورضاهم رضاه وسخطهم سخطه فاذا اسف اولئك نسبه الى نفسه كما قال تعالى من اهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة نقلت معنى الحديث وقال تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله الذين يبايعونك انما يبايعون الله ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وامثالها فالله سبحانه لكمال رأفته ( ذاته خل ) ورحمته بهم وبيان ان مشيتهم مشيته وارادتهم ارادته ومحبتهم محبته وانهم لا يشاؤن الا ان يشاء الله خصهم سبحانه بنفسه فجعل ما ينسب اليهم منسوبا الى نفسه تبارك وتعالى وقال تعالى ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ولا ريب ان الله سبحانه لا يتجدد له شيء فالمراد اوليائه اي ليعلمن اوليائه الذين صدقوا وليعلمن اولئك ( اوليائك خل ) الكاذبون وهو سبحانه عالم بهم قبل وجودهم وقبل ذكرهم وقبل اختيارهم واختبارهم فاذا عرفت ذلك فاعلم ان نسبة البدا الى الله سبحانه من هذا القبيل فالبداء اي الظهور بعد الخفاء انما يكون لاوليائه تعالى فما ( كما خل ) ينسب لاوليائه ينسب اليهم لانه لا فرق بينه وبينهم الا انهم عباده وخلقه يريدون ان يفرقوا بين الله ورسوله وفي الزيارة القضاء المثبت ( مااستأثرت خل ) به مشيتكم والممحو ما لااستاثرت به سنتكم او مشيتكم الزيارة وهي زيارة آل يس واما علة البدا والموجب له تغيير الموضوعات الغيبية والشهودية من عالم الاكوان والاعيان المستدعية للآجال والمدد الوجودية فتنقطع تلك الآجال بتغير ( بتغيير خل ) تلك الموضوعات فاذا تغير الموضوع استدعى حكما اخر على حسب ذلك الموضوع من كمال او نقص او قوة او ضعف ( او خل ) استمرار او انقطاع فلا تزال يمحي شيء ويثبت شيء في الواح المحو والاثبات واما في اللوح المحفوظ فالحكمان ثابت والامران واقع وليس لله سبحانه وعنده زيادة ونقصان وتغير وتبديل وعلمه سبحانه لا يتبدل ولا يتغير ولا يزيد ولا ينقص لان ذاته ( لانه ذاته وخل ) ليس فيها تكثر ولا اختلاف وتغيير سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا فمن اثبت البداء في ذاته تعالى بظهور شيء وخفائه لديه كما هو المتبادر من المبداء ( البداء خل ) فقد اخطأ وخبط خبط عشواء ومن انكر البداء رأسا حذرا عن الوقوع في ذلك المزبور فقد اخطأ الصواب كيف وقد قالوا عليهم السلام ماعبد الله بشيء اعظم من البداء ومن قال ان علم الله سبحانه واحد لا تغيير فيه ولا اختلاف ولا محو ولا اثبات ( ولا ظهور ولا خفاء وانما هي شأن الامكان في الاكوان والاعيان والمحو والاثبات خل ) يقعان عند الحملة والحفظة ولوح المحو والاثبات والبداء لاولئك ونسبة ( نسبته خل ) الى الله تعالى انما كانت لاجل التشريف والتعظيم والتفخيم فقد اصاب واما قولكم وما معنى نسبة التردد الى الله تعالى فاعلم ان الله سبحانه منزه عن التردد والاضطراب والاختلاف بضرورة الاسلام فيجب تأويله بما يقتضي المذهب الحق فنقول ان الله سبحانه حيث حكم ان لا يميت المؤمن وينقله من هذه الدنيا الى الدار الاخرة الا باختياره الانتقال واشتياقه الى الدار الاخرة ولما كان المؤمن يكره الموت ويحب البقاء في هذه الدنيا لحرث الاخرة ومتاعها وربما كانت المصلحة في خروجه من الدنيا لبلوغ الاجل والكتاب ( الاجل الكتاب خل ) وهو لا يرضى الخروج والموت وهو سبحانه حكم ان لا يميته الا برضاه فيردد سبحانه باحوال المؤمن ويقلبه من حال الى حال كان يردد به من حالة ( حال خل ) الفقر الى حالة الغناء ومن ( حالة خل ) الغناء الى حالة الفقر ومن حالة الصحة الى المرض ومن حالة ( حال خل ) الرخا الى الشدة وهكذا يردده باحواله واطواره وشئوناته التي تقتضيه النشأة الدنياوية الى ان يسأم حيوة الدنيا ويبغضها ويميل الى الاخرة واحوالها حتى تكون موته برضاه ولذا قال تعالى ما ترددت في شيء بتقلبه من حال الى حال ومن طور الى طور كترددي ( كتردد خل ) المؤمن باحواله واطواره لانه يكره الموت والخروج من هذه الدنيا مع ان خروجه هو المصلحة له في دينه واخرته ولو اقبض روحه من غير رضاه يسؤه ( يسوء خل ) وانا اكره مسائته مع ان الخروج هو المصلحة فاردد به في هذه الاحوال والاطوار الى ان يرضى الخروج الذي هو الصلاح ولذا لم يرض ابراهيم (ع) حتى اراه الله تعالى ملك الموت بصورة شيخ هرم قد احدودب ظهره وسالت دمعته وماء انفه وسقطت قوته وذهبت طاقته ثم رضي بعد ذلك بالموت وكذلك موسى على نبينا وآله وعليه السلام وقصته مشهورة فبالجملة جميع الانبياء والاولياء كرهوا الموت ولم يرضوا الا بالانحاء والترددات في احوالهم والانقلابات في اوضاعهم في انفسهم ومن غيرهم ماعدا نبينا وامامنا امير المؤمنين عليهما الصلوة والسلام فان النبي (ص) قد استأذنه ملك الموت وخيره عن ( يخيره من خل ) الله تعالى في البقاء في الدنيا ابد الدهر ولا ينقص من حظه عند الله مثقال ذرة والخروج عن الدنيا وملاقات حضرة القدس والسير في محال الانس فاختار لقاء الله وآثر الاخرة على الدنيا والبقاء فيها واما امير المؤمنين (ع) فقد سمع منه غير مرة ان ابن ابي طالب انس الى الموت من الطفل بثدي امه ولما ضرب (ع) قال فزت ورب ( برب خل ) الكعبة واما باقي الانبياء والاولياء فلا ان اردت تفصيل الامر في ذلك انظر ( الى خل ) كتاب معالم الزلفى للسيد هاشم البحراني تجد من ذلك شطرا وافيا فالولي الذي لا يرضى بالموت يردده الله باحواله ويقلبه باطواره الى ان يرضى فيقبض روحه وهنا معنى اخر يرجع الى ذكرنا سابقا في البداء ونسبته الى الله تعالى وحيث كان هذا التردد كالاسف بيد الولي الذي اليه امر الموت والحيوة واليه الاياب وعليه الحساب وهو يتردد في قبض روح المؤمن حتى يرضى فنسب ذلك التردد اليه سبحانه تكريما وتعظيما لوليه كما نسب اليه الروح والبيت والحزن والمكر والبيعة وغيرها من الامور التي يتعالى جلال شأنه العظيم عن الاتصاف بها ويصح اتصاف وليه بها فينسب اليه وصف وليه ( بها خل ) شرفا وكرامة ومزيدا فافهم وقد فتحت لك بابا واسعا من العلم ينفتح منه الف باب في معرفة الايات والاخبار الواردة عن السادات ( السادة خل ) الاطياب عليهم السلام في المبدأ والاياب
قال سلمه الله تعالى : السؤال الثامن - حروف اسماء كه گويا در الفاظ مستعمل است چيست قديم است يا حادث چند نوع است كوني ( كون خل ) است يا امكاني ( امكان خل ) در اين صورت اسماء ( وخل ) حروفات جلاليه را اشاره داشته داريد ( جلاليه اشاره داشته خل )
اقول الاسم مشتق من الوسم وهو العلامة والسمة ( الوسمة خل ) على المسمى والمتوسم هو الناظر في تلك السمات والعلامات والشاهد لتلك الاسماء والصفات مما يدل على الاشياء في انفسها من حيث سعادتها وشقاوتها ومن حيث حسنها وقبحها وقد قال تعالى يعرف المجرمون بسيماهم وقال تعالى سيماهم في وجوههم من اثر السجود ومما يدل على الحق سبحانه من مشاهدة الايات المرئية في الافاق وفي انفس الخلايق من قوله تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق فعلى هذا كل اثر يدل على مؤثره ( مؤثر خل ) وحيث كانت الموجودات الممكنة اثار فعله تعالى واشعة انوار فيضه كانت المخلوقات كلها اسماء دالات على الحق سبحانه فعلى هذا فالاسماء على قسمين اسماء لفظية و اسماء كونية وجودية معنوية او الاسماء كلها لفظية لان اللفظ في اللغة بمعنى الرمي كما قيل اكلت التمرة ولفظت النواة والموجودات كلها قد رميت من فعله تعالى فكلها ملفوظة من فعله تعالى ورميها ( رميتها خل ) احداثها وايجادها واخراجها من عالم الامكان ورميها في عالم الكون وهذا اللفظ على قسمين تدوينية كالاسماء الحسنى المكتوبة في القرآن وفي غيره وتكوينية وهي ذوات الموجودات وتلك الذوات حيث كانت ممكنة وكل ممكن زوج تركيبي مركب من المراتب الكثيرة وتلك المراتب اجزاء ذات ذلك الاسم الكوني اللفظي او اللفظي وتلك الاجزاء حروفه قد تقوم الاسم بها فهي تابعة في مقام ومتبوعة في مقام وهو مقام الظاهر بزعمهم ان الجزء مقدم على الكل وتلك الحروف التي تألفت منها الاسم التكويني والاسم التدويني كيف يعقل ان تكون قديمة لان القديم يأبى عن الكثرة والاختلاف والاقتران والاجتماع ولعمري ان ذلك غني عن البيان ولا يحتاج الى اقامة البينة والبرهان وان اريد بالحروف الاعيان الثابتة لانها بالظهور والاقتران تكون منشأه ( منشأ خل ) الاسماء فان مقام الاسماء عندهم مقام الواحدية وهي مرتبة الاعيان الثابتة وان ارادوا بالحروف هذا المعنى فلا ريب انها حادثة فان التعدد ينافي القدم فان نفوا التعدد رأسا ولم يثبتوا في الذات غيره ( غيرها خل ) فبطل قولهم الاعيان الثابتة وانها مستجنة في غيب الذات استجنان الشجرة في النواة او ( وخل ) مندرجة فيها اندراج اللوازم في الملزومات وكل ذلك منافية مع كونها الاعيان الثابتة وان قالوا ان ذلك في مقام التعبير كما يقول ( نقول خل ) ان العلم والقدرة عين الذات بلا تعدد نقول ان تلك الصفات لمحض التعبير والذات واحدة فان كان حال الاعيان هي حال تلك الصفات ( الصفة خل ) فيبطل بذلك جميع اللوازم التي هي مقتضى القول بالاعيان الثابتة من اثبات العلم بالاشياء قبل وجودها ومعرفة سر القدر وسر سر القدر وليس هنا موضع استقصاء القول في هذه المسئلة وقد اقمنا على بطلانها براهين عقلية ونقلية في عدة مواضع من كتبنا ورسائلنا ومباحثاتنا واجوبتنا للمسائل والحاصل ان حروف الاسماء كلها حادثة ليست بقديمة وهي انحاء وانواع منها الحروف الامكانية وهي ذكر الاشياء كلها في المشية المعبر عنه بالعلم الامكاني والاعيان الثابتة الامكانية وهذه حروف المشية والارادة والولاية وهي الاسم الاعظم الاعظم الاعظم وتلك الاذكار حروفها وهي الشمس المضيئة تحت قعر بحر القدر ومنها الحروف التي تالفت منها الكلمة التي انزجر لها العمق الاكبر وهي الرتبة الثالثة منها فالاولى النقطة والثانية الالف والثالثة الحروف العاليات والرابعة تمام الكلمة التامة ومنها الحروف التي تالفت منها الكلمات الكونية وهي ثمانية وعشرون كلمة كل كلمة مشتملة على حروف بحسب عالمها تابعة لعالمها ولولا خوف الاطالة ولما بي من الكسالة لاطلقت عنان القلم في هذا الميدان وشرحت امر هذا الشان وفيما ذكرنا كفاية لاولي الدراية واما حروف الاسماء اللفظية التدوينية فلا ريب ان كل حرف ( حروف خل ) منها اشارة الى امور غيبية واطوار الهية اماسمعت ما ورد في بسم الله الرحمن الرحيم ان الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم ملك الله وفي رواية مجد الله والله الالف الاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا واللام الزام خلقه ولايتنا والهاء هوان لمن خالف ولايتنا الحديث وقال الباقر (ع) في تفسير قل هو الله احد ان الهاء اشارة الى تثبيت الثابت والواو اشارة الى الغايب عن درك الحواس ( الحواس ولمس الناس وقال عليه السلام في الصمد انه خمسة احرف فالالف دليل على انيته وهو قوله عز وجل شهد الله انه لا اله الا هو وذلك تنبيه واشارة الى الغايب عن درك الحواس خل ) واللام دليل على الهية بانه ( الهيئة بالله خل ) هو الله والالف واللام مدغمان لا يظهران على اللسان ولا يقعان في السمع ويظهران في الكتابة دليلان على ان الهيته بلطفه خافية لا يدرك بالحواس ولا تقع في لسان واصف ولا اذن سامع لان تفسير الاله هو الذي اله الخلق عن درك مائيته وكيفيته بحس او بوهم ( لا خل ) بل مبدع الاوهام وخالق الحواس وانما يظهر لك ( ذلك خل ) عند الكتابة دليل على ان الله سبحانه اظهر ربوبيته في ابداع الخلق وتركيب ارواحهم اللطيفة في اجسادهم الكثيفة فاذا نظر عبد ( العبد خل ) الى نفسه لم ير روحه كما ان لام الصمد لم يتبين ولم تدخل في حاسة من الحواس الخمسة فاذا نظر الى الكتابة ظهر له ما خفي ولطف فمتى تفكر العبد في مائية الباري وفي كيفيته اله فيه وتحير ولم تحط ( لم يحط خل ) فكرته بشيء يتصور له لانه عز وجل خالق الصور فاذا نظر الى خلقه يثبت له انه عز وجل خالقهم ومركب ارواحهم في اجسادهم واما الصاد فدليل على انه عز وجل صادق وقوله صدق وكلامه صدق ودعى عباده الى اتباع الصدق بالصدق ووعد بالصدق دار الصدق واما الميم فدليل على ملكه وانه الملك الحق لم يزل ولا يزال ولا يزول ملكه واما الدال فدليل على دوام ملكه وانه عز وجل دائم تعالى عن الكون والزوال بل هو الله عز وجل مكون الكاينات الذي كان بتكوينه كل كائن ثم قال (ع) لو وجدت لعلمي الذي اتاني الله عز وجل حملة لنشرت التوحيد والدين والاسلام والايمان والشرايع من الصمد وكيف لي بذلك ولم يجد جدي امير المؤمنين (ع) حملة لعلمه حتى كان ( يتنفس الصعداء وخل ) يقول على المنبر سلوني قبل ان تفقدوني فان ما بين ( فان بين خل ) الجوانح مني علما جما آه آه آه ( آه آه خل ) لا اجد من يحمله الا واني عليكم الحجة البالغة فلا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور واقتصرت في بيان الاشارات بحروف الاسماء الحسنى على ذكر الحديث الشريف فان فيه اشارة الى نوع المقصود ولو اردنا شرح جميع الحروف لطال ولادى الى ذكر ما لا ينبغي اذ لا ( ما خل ) كلما يعلم يقال ولا كلما يقال حان وقته ولا كلما حان وقته حضر اهله
قال سلمه الله تعالى : السؤال التاسع - بيان فرمايند در شب معراج كه سبحان القديم فرمان بنماز عباد بر رسول ( صلى الله عليه وآله خل ) داد در عرض راه پس چرا موسى (ع) عدم طاقت امت را بر رسول ( صلى الله عليه وآله خل ) نشان داد رجعت بمقام كرد تا تخفيف نماز شد چرا ساير انبياء (ع) نشد وچرا نماز پنجاه ركعت شد آيا نبي (ص) عالم نبود كه موسى (ع) عدم طاقت عبادت ايشان را انشاء ( افشا خل ) كرد با وجود اينكه از موسى (ع) انبياء مقربتر در علم بود ( مقربتر بودند از علم خل ) خصوصا محمد (ص)
اقول هذا السؤال ينحل الى مسائل : الاولى لم قبل نبينا (ص) الخمسين ولم يسئل الله التخفيف حتى كان غيره يظهر له عدم طاقة امته ويسئلوا ان يرجع ويسئل التخفيف للامة مع ( التخفيف مع خل ) انه اولى بذلك الثانية لم اختص نبي الله موسى (ع) دون غيره من الانبياء بذلك مع ان فيهم من هو اشرف وافضل من موسى (ع) الثالثة لم فرضت الصلوة خمسين من دون زيادة ونقيصة اما الجواب عن الاولى فاعلم ان رسول الله (ص) له مقام المحبة والحب يقتضي ان يخضع وينقاد ويقبل كلما يصدر من المحبوب عليه ولذا كان جميع الانبياء (ع) لما اوحى الله اليهم في اول النبوة والبعثة بمضمون قوله تعالى ان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله كانوا يستصعبون ذلك على امتهم ويقولون ان امتنا لا تقوى على تحمل ذلك فان التجنب عن حديث النفس اصعب ما يكون فمن جهة ابائهم (ع) عن القبول واستصعابهم ذلك على امتهم كان يلزمهم الله بذلك فكانت الامم الماضية اذا قصدت شرا او معصية يكتب عليهم ذلك وان لم يفعلوا ويظهر ( او يظهروا خل ) في الخارج واما نبينا (ص) حيث كان حبيبا وله المحبة لا تجتمع من الاستصعاب والاستثقال ( حبيبا والمحبة لا يجتمع مع الاستصعاب والاشتغال خل ) لامر المحبوب فلما عرض الله سبحانه على نبيه مضمون الاية قبلها صلى الله عليه وآله عن صميم القلب واللسان فقال تعالى آمن الرسول بما انزل اليه من ربه ثم قال صلى الله عليه وآله اجابة عن المؤمنين (ع) والمؤمنون كل آمن بالله الاية وكذلك لما فرض سبحانه على امته خمسين صلوة قبلها كما هو مقتضى المحبة ان لا يقترح على حبيبه فلا يقتضي مقامه (ص) الا ان يقبل كلما يأمر الحق سبحانه لانه الحبيب والمحب كما وصف الشاعر نظم :
وحيوتكم وحيوتكم قسما وفي عمري بغير حيوتكم لماحلف
لو كان روحي في يدي ووهبته المبشر لوصالكم لم انصف
فلا يسعه (ص) الا القبول لنفسه ولامته وقد فعل على موجب مقامه جزاه الله عن امته خير ما جازي نبيا عن امته
واما الجواب عن المسئلة الثانية فاعلم ان نبي الله موسى (ع) قد ابتلي دون الانبياء (ع) بقوم لجوج عنود عسوف ظلوم فان كان ساير الانبياء (ع) قد ابتلوا باذيتهم من كفار امتهم فهو (ع) قد ابتلي بالمؤمنين ( بالمؤمن خل ) من امته الا ترى انه (ع) لما انجاهم من اذية فرعون وقد كان يذبح ابناءهم ويستحيي نساءهم واظهر لهم تسع ايات ظاهرات دالات على نبوته وصدق دعوته فلما وصلوا الى البحر واعقبهم فرعون وجنوده ويبس لهم البحر وقال لهم ادخلوا فابوا لانهم اثني عشر سبطا وارادوا ان يكون لكل سبط طريق اخر لا يختلط كل فرقة مع الاخرى فلما جعل (ع) اثني عشر طريقا مسلكا ( طريقا بحيث خل ) بحيث كل مسلك لا يرى السالك فيه السالك في ( فيه في خل ) غيره ابوا ان يدخلوا لانهم لا بد ان يرى كل فرقة الاخرى فجعل (ع) المسالك شبابيك وهذا وفرعون ورائهم فلما خرجوا من البحر واتوا على قوم يعكفون على اصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا الها كما لهم الهة وبالجملة لجاجة قوم موسى وعنادهم وعتوهم وحمقهم وسوء رأيهم وقلة ديانتهم وعدم معرفتهم معلوم لا يحتاج الى بسط وشرح ولذا لما عرف موسى ان امة محمد (ص) اوجب الله عليهم خمسين صلوة اشفق على النبي (ص) وعلى الامة فسئل التخفيف والتمس منه صلى الله عليه وآله فاجاب ملتمسه وسئل التخفيف عن الله تعالى روى الصدوق في التوحيد بالاسناد عن زيد بن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال سئلت ابي ( عن ابي خل ) زين العابدين فقلت له يا ابا اخبرنا ( اباه اخبرني خل ) عن جدنا رسول الله (ص) لما عرج به الى السماء وامره ربه بخمسين صلوة كيف لم يسئله التخفيف عن امته حتى قال له موسى بن عمران ارجع الى ربك فاسئله التخفيف وان امتك لا تطيق ذلك فقال (ع) ان رسول الله (ص) لا يقترح على ربه عز وجل ولا يراجعه في شيء يأمره به فلما سئل موسى ذلك كان شفيعا لامته اليه لم يجز ( ولم يجز خل ) له رد شفاعته فرجع الى ربه فسئله التخفيف الى ان ردها الى خمس صلوات وقال فقلت يا ابه فلم لا يرجع ربه فلميسئل التخفيف بعد خمس صلوة فقال يا بني اراد صلى الله عليه وآله ان يحصل الامة التخفيف مع اجر خمسين صلوة لقوله عز وجل من جاء بالحسنة فله عشر امثالها الا ترى انه لما اهبط الى الارض نزل عليه ( اليه خل ) جبرئيل فقال يا محمد (ص) ان ربك يقرئك السلام ويقول انها خمس بخمسين ما يبدل القول لدي وما انا بظلام للعبيد
واما الجواب عن المسئلة الثالثة فاعلم ان اصول ( احوال خل ) المراتب في الانسان وفي العالم خمسون لان كل شيء مركب من العناصر الاربعة وله طبيعة مؤلفة ممتزجة مركبة تسمى بالطبيعة الخامسة المعبر عنها بالمزاج وهذه الخمسة قد جعلها الله سبحانه في عشر خزائن من الخزائن التي قال سبحانه وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم وتلك الخزائن كلياتها عشرة كاملة الاولى الامكان الثانية الكون اي الوجود المعبر عنه بالفؤاد والثالثة العقل بمراتبه الثلثة ( الثلث خل ) من العقل المرتفع والمستوي والمنخفض الرابعة الروح اي الرقيقة وورق الآس الخامسة النفس بمراتبه السبع والاربع السادسة الطبيعة السابعة المادة جوهر الهباء والثامنة المثال البدن النوراني والتاسعة الجسم الطبيعي والعاشرة الجسم التعليمي وهو العرض من المقولات التسع وكل مرتبة من هذه العشر ( العشرة خل ) توجد فيها تلك الخمسة كل مرتبة بحسبها فالحاصل من الخمسة و( الخمس في خل ) العشرة خمسون فاذا تحققت هذه المراتب احب الله سبحانه ان يكون لكل مرتبة ( مراتبه خل ) صلوة حتى تشرق الانوار من الصلوة التي هي خير موضوع على قابلية الانسان ليستحق ( المستحق خل ) زيادة الاكرام من الملك العلام والخمسة تقوم مقام الخمسين كما في الحديث المتقدم لقوله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر امثالها وهنا وجه اخر روي عنهم عليهم السلام صريحا ان ساعات الليل والنهار اربعة وعشرون وجعل لكل ساعة ركعتان فصار المجموع ثمانية واربعين وللشفق ايضا ركعتان فالمجموع خمسون وبالجملة وجوه الخمسين كثيرة اقتصرنا على ما ذكرنا حذرا عن التطويل ولعدم الفراغ
قال سلمه الله تعالى : السؤال العاشر - بيان فرمائيد كه وجود تشريعي ووجود تكويني كدام است
اقول اعلم ان امر الله سبحانه لا بد ان يكون على طبق الحكمة من امر محكم ونظام متقن فالوجود التشريعي يراد به الاحكام الشرعية من الاعمال فانها متقومة بمادة وصورة مادتها امر الله سبحانه التشريعي ( الشرعي خل ) مثل صل وزك وحج وافعل الخير وصورتها عمل العبد وهيئة ( هيئته خل ) تكونه وانصداره من العبد فتلك المادة والصورة تحقق وتأصل وتجوهر ويظهر يوم القيمة جالسا ( جاذبا خل ) لصاحبه كل الخير وفعل الشر متقوم من عكس الامر وظله وهو مادته وهيئة ( هيئته خل ) عمله صورته وبهما يتحقق ( العمل ويوجد ويستقر في سجين كما ان الاول مقره في اعلى عليين فذلك العمل وجود حقيقي خل ) مادته من الامر الشرعي واما الوجود التكويني ( التكوني خل ) فهي الشيء المركب من المادة والصورة مادته اثر الامر وهي كن وصورته انصدار الشيء وهيئة كينونته وهي يكون فبتلك المادة والصورة تمام الشيء فاذا تحقق هذا الكون المسمى بالوجود الكوني تستمد وتترقي اما الى الدرجات العالية والامدادات الحقيقية او الى الدركات السافلة وما يظهر من احكام الخذلان بالوجود الشرعي اصلا وعكسا وكلما يتمسك بالوجود الشرعي يتقوى ويزداد نورا وبهاء وحسنا وضياء لان الوجود الشرعي روح الوجود التكويني جالب له النور من المبدء الحق كالبلور الجالب الجامع لاشراق الشمس حتى تظهر ( اظهر خل ) اثار الحرارة باكمل مراتبها التي هي الاحراق فالوجود الشرعي حيث انه من جهة الحق ووجهه الى الحق سبحانه وجاذب وجالب الفيض منه سبحانه الى الوجود الكوني كان روحا للوجود الكوني واصلا له وان كان اصلهما شيئا واحدا فان الوجود الكوني اثر الفعل والوجود الشرعي ايضا اثر الفعل الا ان الفعل الثاني من جهة جذب المدد من الله سبحانه والفعل الاول من جهة الكينونة والهوية وبين المقامين فرق واضح بين والكلام في هذا المقام طويل الذيل وممتد السيل اقتصرنا على ما ذكرنا فان فيه كفاية للمستوضح المسترشد
قال سلمه الله تعالى : السؤال الحادي عشر - بيان نمائيد كه در شب معراج حضرت رسالت پناه صلى الله عليه وآله در عرش ( عرض راه خل ) هفتاد هزار قنديل ديد كه در ميانه يكي از آنها ما سوى الله بود آيا در ديگران چه بود
اقول الذي وقفت من الرواية في هذا المقام ان رسول الله (ص) رأى الف قنديل معلقا بالعرش سمواتكم وارضوكم كلها في قنديل واحد واما انه راى صلى الله عليه وآله سبعين الف قنديل وكلما سوى الله في قنديل فالذي اعتقد واجزم ان الجزء الاخير ليس من الحديث ولا كلام عاقل فان ما سوى الله اذا كان في قنديل واحد فباقي القناديل ما هو هل هو حادث او قديم فان كان حادثا كان ما سوى الله وان كان قديما كان مع الله آلهة اخري واظن ان المذكور في الحديث ان عالمكم في قنديل واحد واشتهر عند الناس ان العالم اسم لما سوى الله ولم يعلموا ان العالم كما يطلق على ما سوى الله يطلق على كل نوع من انواع الموجودات الا تريهم يقولون عالم العقول عالم النفوس عالم الارواح عالم النار عالم الهواء عالم الماء عالم التراب وبالجملة فالمراد بالعرش هو العرش الاعظم الاعلى اي المشية والارادة والاختراع ( والابتداع خل ) والولاية المطلقة والحقيقة المحمدية والقناديل مراتب الموجودات ومعنى تعلقها عليها ارتباطها بتلك الحقيقة المقدسة صلى الله عليه وآله ( عليها خل ) وتحققها وتقومها وتذوتها بها والالف المراتب الحاصلة من المراتب العشر التي ذكرناها اذا ربعت فيكون الحاصل مائة واذا كعبت المأة او ( اي خل ) لوحظت في العشر ( عشر خل ) قبضات التي خلق كل من مراتب تلك المأة منها ويكون الحاصل الفا واما السبعون الالف فانما يكون بملاحظة الكيان الثلثة ( الثالثة خل ) مع الكيفيات الاربع التي جميعها سبعة في ذلك الالف المذكور ويكون الحاصل من المجموع سبعة الاف و اذا فصلت السبعة في الرتبة الثانية كانت سبعين فكان المجموع سبعين الفا على مقتضى الرواية التي ذكرها جنابك ومعنى ان سمواتكم وارضكم في قنديل واحد ان احد القناديل المعبر عنها بالمراتب عالم الاجسام والسموات السبع والارضون السبع وما فيهما وما بينهما كلها في عالم الاجسام وهو احد القناديل فلك ان تقول كما نقلنا في الحديث ولك ان تقول في كل قنديل عالم مستقل برأسه فان المراد بالعالم المستقل برأسه احدى المراتب والمقامات من الاطوار الوجودية فافهم فهمك الله تعالى والسلام خير ختام تمت ( فافهم وفقك الله تعالى قد فرغ من تسويد هذه العجالة منشئها في يوم الجمعة من شهر ربيع الثاني من شهور سنة ١٢٥٧ من الهجرة المقدسة على مهاجرها آلاف الثناء والتحية حامدا مصليا مسلما مستغفرا خل )