شرح كلمات بعض العلماء

السيد كاظم الرشتي
النسخة العربية الأصلية

رسالة في شرح كلمات بعض العلماء

من مصنفات

السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي

جواهر الحكم المجلد السابع

شركة الغدير للطباعة والنشر المحدودة

البصرة – العراق

شهر جمادي الاولى سنة 1432 هجرية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله الطاهرين

اما بعد فيقول الفقير الى الله الغني ابن محمد قاسم محمد كاظم الحسيني الرشتي ان بعض العلماء الراشدين والفضلاء المحققين نادرة الزمان ودرة الاوان قد ارسل اليّ بعض الكلمات والاشارات من افاضاته السامية واشاراته العالية وامرني باني اذا وقفت على شيء ينافي الحقايق الباطنية والاسرار الالهية مع قصور باعي وقلة اطلاعي على معرفة الاشياء كما هي انبه على ذلك وكان ما كتبه ادام الله تأييده في غاية التحقيق والتدقيق مشتملا على المطالب العالية والمراتب السامية الا ان في بعضها ما يوافق القوم من الامور القشرية الظاهرة وان كان على الظاهر المعروف عندهم عين اللب فاردت امتثالا لامره العالي ان انبه على ذلك مما استفدنا واستضأنا من مشكوة انوار آل محمد عليهم السلم والوح على بعض الحقايق والاسرار ليكون زخرفا اذ امتاز الاخيار من الاشرار فكتبت هذه الكلمات القليلة على العجالة وما اطلعت بتفصيل الاجمال معتمدا على فهمه العالي وادراكه السامي ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله ادام الله توفيقه : اعلم ان شواهد الكتاب والسنة الى ان قال : تدل على ان الحب الذاتي اقتضى الظهور الكوني والعلمي للاكوان

اقول وبالله التوفيق ان المحبة ان كانت من الصفات الذاتية كالعلم والقدرة والحيوة وغيرها منها فهي لا تقتضي محبوبا اصلا كما ان العلم الذاتي والقدرة الذاتية والسمع الذاتي والبصر الذاتي لا يستدعي ولا يقتضي معلوما ومقدورا ومسموعا ومبصرا هل اطلاق الصفات من جهة اثبات الكمال وسلب النقص والا كمال التوحيد نفي الصفات عنه كما ان الذات البحت لا يستدعي شيئا غيرها كذلك الصفة لكونها عينها بلا فرق حقيقي ولا اعتباري كما هو المعلوم للمقتضي ( للمقتفي ظ ) اثار اهل العصمة عليهم السلم والشار ( الشارب ظ ) من حوضهم والمستظل تحت لوائهم قال مولينا الصادق عليه السلم روحي فداه على ما رواه في الكافي لم يزل ربنا عز وجل عالما والعلم ذاته ولا معلوم والسمع ذاته ولا مسموع والقدرة ذاته ولا مقدور فلما حدثت الاشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم والسمع على المسموع الحديث ولا يشك عاقل ان الوقوع هو الفعل وهو الادراك نعم الاقتضاءات والتجليات انما هي للفعل في مرتبة المفعول المطلق والا لم تكن الذات بحتا ضرورة ان المقتضى يقتضي الاقتضاء والمقتضى لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلثة وما من اله الا الله واحد فعلى هذا التقرير لا مجال للقول بان الحب الذاتي اقتضى الظهور اه ولا مجال ايضا لجعل المحبة من الصفة الذاتية لمنافاته لقوله تعالى كنت كنزا مخفيا فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف فانه بصريحه يدل على ان المحبة متأخرة عن الذات مساوقة للفعل والخلق للايجاد هذا وان كانت المحبة من الصفات الفعلية كما هو الحق فلا مجال ايضا للقول بان الحب الذاتي اقتضى كذا لان صفات الافعال لا تنسب الا الى الفعل ولا تنسب الى الذات الا على سبيل الاضمحلال وعدم الالتفات وليس كك فيما نحن فيه وان كان المراد هو الشق الثاني لكن الاصطلاح الخاص الماتن وفقه الله جرى عليه فلا بأس به لكن الاصوب والاولى على الاخير والواجب على الاول محو هذه العبارة العبارة من الكتاب ليكون بالاقتضاء اقرب وبالاتباع ابعد لانه من كلمات القوم والحق الحقيق بالتحقيق والتصديق هو ان المحبة في قوله تعالى فأحببت ان اعرف هو الوجود المطلق المعبر عنه بالولاية المطلقة والازلية الثانية اما رأيت وفقك الله كلام شيخنا روحي فداه حيث عد من اسامي الوجود المطلق عالم فأحببت ان اعرف والمحبة الحقيقية فالمحبة الاولية نفس الوجود المطلق احبه بنفسه واقامه في ظله والمحبة الثانية نفس الوجود الصرف اي مقام التجلي للتجلي بالتجلي في التجلي مع التجلي المتقيد بالشؤنات الخلقية والمحتجب بالحجب الوهمية العرضية قال عليه السلم محو الموهوم وصحو المعلوم فلا تتجلى تلك المحبة الا اذا كشفت السبحات وازالت الاعتبارات وهو قول الصادق عليه السلم المحبة حجاب بين المحب والمحبوب وقال واذا هاج ريح المحبة استأنس في ظلال المحبوب واثر محبوبه على من سواه بقطع الالتفات وازالة السبحات فالمحبة الثانية هي نفس الوجود الثاني الماء النازل من سبحات الوجود الاول المعبر عنه بالوجود المطلق فالمحبة نفس المحبوب وهو نفس المحبة فاتحدت المراتب بل وحدت فهو الشاهد والمشهود والشهود والظاهر والمظهر والظهور والمحب تقتضي ظهور المحبوب بالمحبة والذات فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى في ما لا يتناهى لكن المسلك صعب دقيق لا يهتدي اليه الا من انار الله تعالى قلبه بنور الكشف والمعرفة فالعبارة الصحيحة في هذا المقام هو ان تقول ان المحبة الحقيقية اقتضت الظهور العلمي والكوني للاكوان وكينونات الاكوان اقتضت الشرعين الشرع الوجودي التكويني والتكوين الوجود الشرعي فاعطاها الله سبحانه ما سئلته كما سئلته كما اراد وبعبارة اخرى فاجابها الله تعالى كما سئلته وسئلها كما اجابت وكلا الامرين كانا بالانقياد الاختياري اذ بعد ما قررنا ان كل واحد منهما شرع شرعه الله تعالى كيف يبقى مجال بالقول بالاضطرار ولا يقبل العقل اسناد الجبر والاضطرار في الشرعية الاحمدية المحمدية صلى الله عليه واله تعلم ان الوجود التشريعي ظاهر للشرع الوجودي ولا يخالف الباطن الظاهر قط الم‌تنظر الى قوله تعالى كن فانه امر وتكليف للفاعل المختار على نهج الاختيار بصحة القول فيكون كما قال تعالى كن فيكون هي الضمير في فيكون يرجع الى الفاعل او الى القابل ان قلت بالاول فقد اخطأت وان قلت بالثاني فأين الاضطرار فاذا تأملت في الخطابات القرانية رأيت كلها كك فتعرف ان المفعول هي فاعل فعل الفاعل لكنه المفعول المطلق فلا جبر ولا قسر في الوجود ابدا بل ليس في القران ولا في الحديث ولا في الكلمات المتداولة على السنة الناس عبارة تدل على الجبر والقسر والاضطرار وحاشا ان تنسب الى الله تعالى انه ماقدر على التعبير بالعبارة الدالة على الجبر والقسر وحاشا ان تنست ( تنسب ظ ) الى الله تعالى انه بين ووصف لنا خلاف ما هو الواقع فلا جبر ابدا لا في الشرع التكوين ولا في التكوين الشرعي لكن هذا المطلب صعب مستصعب وهو من الاحاديث التي قالوا عليهم السلم ان امرنا صعب مستصعب اجرد كريم ذكوان مقنع لا يحتمله الا الملك المقرب والنبي المرسل والمؤمن الممتحن قلبه للايمان ففي قوله ادام الله توفيقه وتأييده تنافا ظاهر وهو قوله فالاول حصل بالانقياد والاضطراري لأمر كن في الشرع التكويني لان الانقياد هو المطاوعة وهو قبول المنفعل تأثير فعل الفاعل المسور (؟) ولا ريب ان القبول لا يمكن الا فيما يمكن في حقه واذ ليس فليس فلا يكون هذا القابل مضطرا لقبول ما يمكن في حقه الا ان ظهور ما يمكن في حق الشيء قد يكون باعانة الخارج عن ذاته كما لا يخفى وهل يمكن ان يقبل الماء الانجماد حال كونه سيالا والنار التبريد حالة كونه حارة ولا تتعلق المقدرة بامثال هذه الامور ابدا فلا يقبل شيء شيئا الا بالاختيار فالمضطر لا يمكن له الانقياد ابدا كما لا يمكن انقياد الماء السيال للانجماد وان امره الامر لكونه خارجا عن محيطة الامكان فلا تحرق النار الا بالاختيار ولا تصور الحجر الا بالاختيار على ما نحو ما حرر نعم يحتاج ذلك الى الاعانة الخارجية فالمضطر لا ينقاد ابدا الا ان يكون الاطلاق مجازا لا حقيقة باعتبار الاختلاف في الشدة والضعف كالبساطة التي تطلق على افراد الممكنات مع اتفاقهم بان كل ممكن زوج تركيبي مع اتفاقهم بان المجردات بسايط وان الافلاك بسايط والعناصر بسايط ان كان المراد فلا بأس لكنه قشري ظاهري وامثال هذا الكلام لا يستعمل في مقام بيان الحقايق والكشف عن الباطن والاسرار وكذا الثاني في تعقيب الكلام بالشرع التكويني فكيف تصور الجبر والاضطرار والقسر في الشرع فقولك الانقياد تثبت الاختيار والاضطرار وتنفيه والشرع ايضا تثبت فلا تزال تثبت عين ما تنفي وتنفي عين ما تثبت هذا امر عظيم قل من عثر عليه ولا وجدتكم ( لما وجدتكم ظ ) عارفا طالبا صدوقا مصدقا اظهرت لكم فخذه وكن من الشاكرين والعبارة الصحيحة في هذا المقام هو ان تسقط الانقياد الاضطراري من الكلام وتقول والاول حصل بامر كن في الشرع التكويني فانها صحيحة مطابقة لما هو الواقع لكن مولينا اياك اياك ان تظن انا نقول بالاعيان الثابتة الغير المجعولة فنقول ان هناك اعيان ثابتة معدوم العين قديمة طالبة للوجود ومستعدة لامتثال امر كن كما ذهب اليه العارف المحقق الكاشاني فانه كفر وزندقة ونبرأ الى الله من هذا الاعتقاد واسئل الله ان يعصمنا من الزلل ونرجو ان نكون ممن قد عصمه الله تعالى حيث وعد وعد الحق في قوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ونرجو ان نكون بتوفيق الله ممن آمن بالله وكفر بالطاغوت لكنا نقول ان الاعيان الثابتة هي الوجودات العلمية الامكانية التي احدثها لا من شيء دفعة واحدة وجف القلم وهي الكينونات المقتضية وهي الذكر الاول للاشياء قال تعالى بل اتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون وتلك الكينونيات اختلفت اقتضاءاتها عين تعلق الجعل عليها لا قبلها ولا بعدها كالكسر والانكسار والفعل والانفعال وهذا تلويح لمن عرف وشواهد هذا المطلب في الافاق والانفس كثيرة افلم‌ ينظروا في ملكوت السموات والارض وان عسي ان يكون قد اقترب اجلهم فلنقبض العنان فللحيطان آذان :

ومستخبر عن سر ليلى اجبته بعمياء من ليلى بلا تعيين

يقولون خبرنا وانت امينها وما انا ان خبرتهم بامين

فاعرف السر وكن كما كنا

قوله ادام الله تأييده وتوفيقه : وانما اعتبرت تركيب في الحرفين في بدو الايجاد اه

اقول وبالله التوفيق انه ليس هنا حرفين بل هي ثلثة احرف لان كن في الاصل كون حذفت الواو للاعلال للاشارة الى اللطيفة المنطوية الامرين وهو الامر بين الكاف والنون الذي في الدعاء وفي الحديث على ما رواه الشيخ رجب البرسي في مشارق ‌الانوار ومن اللطائف انها ستة معنى وعددا وقائم بين قاعدين نقشا وملكان توسطها الجبروت لفظا ومطوية لفظا ونقشا وهي اشارة الى الالف المنطوي في بسم الله الرحمن الرحيم لفظا ونقشا وفيها اشارات لا يمكن البيان الان وبالجملة كلمة كن ليست مركبة من حرفين بل هي من ثلثة احرف وكل حرف اشارة الى امر عظيم له مدخلية تامة في الايجاد فهذه الثلثة التي هي اجمال السبعة في قوله عليه السلم لا يكون شيء في الارض ولا في السماء الا بسبعة الحديث تعتبر اولا في انفسها بانفسها وثانيا بتعلقاتها فالتركيب في الاثر حكاية عن التركيب في المؤثر لا ذاته واثر الاقدام تدل على المسير فكلمة كن ذات وجدت بها الكاف والنون ووجدت بهما الواو المطوية اي المضمحلة الفانية الغائبة غيبي اذا بدا وان بدا غيبي ولذا قلنا ان الكاف استدارت على نفسها ونفسها استدارت عليها فالتركيب في الحقيقة والواقع فيه وتركيب المتعلق حكاية عن تركيبه هذا سر لا يفيده الا سر رمز رمزناه ولب سترناه فاحفظه ويحفظه عن الزلل والله خليفتي عليك فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين

قوله ادام الله توفيقه : في بدو الايجاد كلمة كن هو نفس الايجاد

قال الرضا صلوات الله على جده وجدته وعمه وابائه وابنائه واما ارادة الله فاحداثه لا غير لانه لا يروي ولايتهم (كذا) ولا يفكر بل يقول للشيء كن فيكون بلا لفظ ولا كيف لذلك كما انه لا كيف له والايجاد هو وجد بنفسه الملتمة من حرارة شمس اسم الله القابض ورطوبة الرحمة والتعفين في بطن العرش والانعقاد والانحلال والفرق بين الايجاد ووجوهه وهو الفرق بين ادم وابنائه فافهم

قوله سلمه الله تعالى : مع انشاء الوجود من نقطة الرحمة المتفقة بالوحدة الحاصلة بانبساطها الحروف فلا تعدد هناك ولا حرفية

اقول ان اراد بالوجود الوجود المقيد فلا يصح ابدا لان الوجود المقيد ما بدأ من النقطة التي ارادها سلمه الله بل من الكلمة التامة التي انزجر لها العمق الاكبر وخضعت بها السموات والارضون وكذا اذا اراد بالحروف المقيدات نعم حروف نفسها بدأت منها بواسطة الالف التي هي النفس الرحماني فافهم

قوله : واول الحرفين في المعبر به اشارة الى اول الاول واخرها الى اخر الاخر

يريد بالاول هو الكون وبالاخر هو العين وما دل الاول هو الكاف وباخر الآخر هو النون يعني كلمة كن اشارة الى الوجود والماهية وهو صحيح لكنه قشري ظاهري بل الحقيقة ان الكاف اشارة الى ما يتحقق به الكون وهو تمام الاحدية التي هي تمام الواحدية في بسم الله الرحمن الرحيم ولذا عرفها بالكاف لان لها من العدد عشرون وهو تمام الواحد وهو قوله تعالى عليها تسعة ‌عشر وهو تمام الواحد وتمامها العشرون ولذا قالوا انه الاسم الاعظم ولذا خصصت الكاف بالمبدئية (ظ) والمصدرية لجمعها مرتبتا الواحد والاحد اللذين هو تمام العلة والمعلول والاثر والمؤثر ولذا قال الامام عليه السلم ان بسم الله الرحمن الرحيم اقرب الى الاسم الاعظم من سواد العين الى بياضه وهو قرب المداخلة بالممازجة والمراد بها اللغات الثلث المحتجبة (ظ) في بسم الله الرحمن الرحيم ولذا قلنا انها تستدير على نفسها على خلاف التوالي ونفسها تدور عليها على التوالي هذا اجمال ما يعبر عنه بالكاف على الاجمال والنون اشارة الى ما يتحقق به العين وهو الابداع الاول كما ان الكاف هو الاختراع الاول والواو اشارة الى حرف الوجود الغائب عند وجودها المضمحل عند ظهور نورهما وهو سر السكون في سين بسم الله الرحمن الرحيم

وقوله سلمه الله : اشارة الى المقال اول الوجود الى اخره

كلام لا يصلح ذكره في مقام الباطن والتحقيق وليس مطلب بحث (ظ) ولا بد في لغزه (ظ) من الاشارة الى هذا الامر الخفي بعيد المنال بل لا احد من المحققين والعقلاء قال بالفصل بين الوجودات الا الذين قالوا المعدومات وان الاشياء تفنى وتعدم وامثال ذلك من المزخرفات والمموهات بل الاشارة في النون ان الاول هو عين الاخر وان الظاهر هو عين الباطن هو الامر العظيم والخطب الجسيم الذي حرت منها (ظ) فيه الاذهان وتكدرت العقول الصافية من جهة الشوب بالاوهام الباطلة الم‌تر ان اخر النون هو اولها والوسط هو الواو المشار بها الى الستة الايام التي خلق الله فيها السموات والارض يعني ان الواو عين النون وآخره هو عين اوله ومن العجب ان الواو المتوسط كذلك ايضا لان اوله هو عين آخره والوسط هو الالف مبدء المبادي ومادة المواد واسطقس الاسطقسات فافهم وكن به ضنينا (ظ) ولا تبرزه الاعداء وفقك الله لا تخف ( لما يحب ظ ) ويرضى والسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله ادام الله توفيقه وتأييده : فبعدم (ظ) توسط الاختيار اولا لم تحصل المخالفة في امتثال الشرع الاول

مفاد هذا الكلام (ظ) هو ان الانقياد وكان بالاضطرار من جهة عدم توسط الاختيار بين الفاعل والمنفعل فان عدم الاختيار هو الاضطرار المكان اقول التضاد بل التناقض والوسط لا يكون الا بين شيئين وليس هنا الا الفاعل والمنفعل وبعبارة اخرى الفعل والمنفعل وهذا صريح في الاضطرار في القبول لقوله ( سلمه الله ظ ) تعالى لم تحصل المخالفة يعني عدم حصول المخالفة في القبول من جهة الاضطرار اي عدم اختيار القابل منسوب الى الفعل اي ما يتعلق به نفسه اي المقبول من حيث الذات مع قطع النظر عن الارتباط بالقابل كما هو تقريره سلمه الله في الاصطلاح الخاص به وما ادري كيف يتطابق كلامه وفقه الله في المقام مع المراد المكنون في ضميره في قوله فبعدم توسط الاختيار اولا لم تحصل المخالفة في امتثال الشرع الاول فانه بالاول اثبت الاضطرار وعدم توسط الاختيار وبالامتثال اثبت الاختيار وتوسطه ونفي الاضطرار ووجوده كما هو الحق كما لا يخفى على من يعرف لحن القول والاية الشريفة المستشهد بها اي قوله تعالى فقال لها وللأرض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين صريح في الاختيار في الاختيار حيث نسب الاتيان المأمور به الى السماء والارض فهما فاعلان لفعل الفاعل بأي امره سيما في اخباره تعالى عنهما بالاطاعة حيث قال قالتا اتينا طائعين اي مطيعين منقادين غير مضطرين ولا مجبورين ولا نحتاج لاثبات الاختيار الا تجسم الاستدلال والماتن وفقه الله قابل به لكن العجب كل العجب من عدم الاعتناء بان العبارة قاصرة عن تأدية المراد ان كان المراد كما سمعنا منه دام ظله العالي حيث وافقنا في المراد ولا حول ولا قوة الا بالله العلي لان المراد نسبة الاضطرار في الفعل المتحقق به الوجود اي المقبول والاختيار في قبول القابل المقبول المتحقق بالفعل المتحقق به القابل حين وجود المقبول وكلامه سلمه الله صريح في الثاني ومراده هو الاول وبينهما بون بعيد ولا يرتبطان بالف علاج كما لا يخفى على المتوسم

قوله سلمه الله : بخلاف الثاني المتوسط فيه الاختيار

اقول لا فرق بين الاول والثاني في توسط الاختيار لان الثاني صفة الاول لان الاول في تحقق الذوات والثاني في تحقق الصفات ولا تخالف بينهما الا بالاصلية والتبعية لكن الامر في الامر مشكل جدا واثبات الاختيار في ذلك صعب ولذلك ترد العلماء انكروا الاختيار في الاول واثبتوا في الثاني والفقير ابتليت بامثال هؤلاء من اهل القشر والظاهر كثيرا حتى انهم اذا سئلوا الفقير عن الامرين اجبتهم بان الامتثال في الاول اضطراري وفي الثاني اختياري وكنت اتعجب ان الامتثال كيف يكون اضطراريا وان الجبر الذي في الحقيقة هو الظلم كيف يصدر عن الحكيم وكيف يمكن طرح الايات والاحاديث الدالة على هذا المطلب وكيف يعتمد على العقول الناقصة الضعيفة المغيرة في امثال هذا المقامات عصمنا الله واياك من الزلل بمحمد ثم ان كان مراده وفقه الله تعالى بالاضطرار والاختيار هو ان في الاول هو الخلق والفعل وايجاد الوجود ولا مدخلية للقابل فيه وليس وجوده وحصوله اختياريا له وان كان تحققه وكونه واتمامه باختياره بخلاف الثاني فانه عبارة عن الاعمال المترتبة عليها تلك الاثار ولا شك انها انما تكون بالاختيار البتة نقول ولا قوة الا بالله انه لا فرق ايضا ح في الصورتين لانه كما ان القبول في الاول بالاختيار منسوب الى الفعل وليس وجوده اختياريا له وان كان قبوله اختياريا كك في الثاني لان وجوده تلك الاعمال والافعال انما هو منسوب الى الامر والنهي اللذين لا مدخلية للعبد فيهما وليس وجودهما وحصر لهما ( حصولهما ظ ) اختياريا له نعم قبولهما وفعلهما وترتب اثارهما عليهما اختياري كالاول حرفا بحرف والتفرقة تحكم محض فلا معنى لاعتبار توسط الاختيار في الثاني دون الاول الا باعتبار التجوز وظهور الامر في الثاني دون الاول كما ذكرنا فاعتبار توسط الاختيار في الحالين مما لا بد منه وهو سر طي الحروف الثالث من كن في الحرفان للاشارة الى خفائه وصعوبة مسلكه ودقة مأخذه فافهم راشدا واشرب صافيا

وقوله ( وفقه الله ظ ) لمراضيه صار الحرفان ثلثة احرف مراده بالحرفان حرفي كن على الظاهر ومراده بثلثة احرف حروف علم وعبد وعرف وكلم وامثالها وامثالها وهو صحيح في كن (خ) فيكون للاشارة الى تثليث المكون فان الايجاد لما تعلق بالموجد ظهرت ثلثة اشياء الكون والعين والنسبة الارتباطية التي يسميها اهل المنطق بالنسبة الحكمية وهذا اعتبار الشيء في نفسه مع قطع النظر عن ملاحظة كونه جبروتيا او ملكوتيا او ملكيا وامثالها وهو سر اطواء الواو في كن واظهارها في فيكون الذي هو قبول كن وهو معنى ما اشرنا اليه في بعض رموزاتنا انه لما ظهر ما ظهر بما ظهر لما ظهر كما ظهر تثلث ما ظهر بما ستر كما ظهر واما اعتبار الحرفين في كن وصيرورتهما ثلثة وفي العبد واشباهه فبعيد جدا نعم يمكن تصحيحه اذا كان الحرفان في مرتبة القابل اي المفعول اي التكوين التشريعي باعتبار عدم توسط الاختيار كما زعمتم لتكون هذه الحروف الثلثة رتبة ثانية له لان الشرع التكويني رتبة ثانية للتكوين التشريعي لكونهما جميعا في مرتبة المفعول وسرسا (كذا) الثاني للاول كما ذكر غير مرة واما اعتبار الحرفين في الفعل وصيرورتهما ثلثة في المفعول الثاني وهو مما لا يرتبط نعم ليكن تصحيحه اذا اعتبرتها في المفعول المطلق لا المفعول به كما لا يخفى على العارف الفطن وان كان له وجه صحة على اعتبار بعيد جدا واما تثليث حروف ع ر ف وع ل ( م ) وع ب د فهي اشارة الى المراتب والمقامات الثلثة اي مقام العارفين ومقام العابدين ومقام العالمين ومن اللطايف ان كل واحد شامل لمراتب اخرية واليها تشير بعض اسرار فاتحة الكتاب فالاشارة الى المقام الاول الذي هو الآخر في الصعودي مقام العارفين فيها قوله تعالى الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لان هنا حق لا خلق فيه وهو مقام المعرفة وعالم المحبة التي هي حجاب بين المحب والمحبوب ومقام كشف السبحات وازالة الاعتبارات ومحو الانيات فهناك يتحد العارف والمعروف والمعرفة والشاهد والمشهود والشهود والمحبة والمحب والمحبوب في مقامات الاسم ودرجات الرسم انتهي المخلوق الى مثله والجأه الطلب الى شكله انما تحد الادوات انفسها وتشير الالات الى نظايرها رجع من الوصف الى الوصف ودام الملك في الملك وعمي القلب عن الفهم والفهم عن الادراك والادراك عن الاستنباط وهجم له الفحص عن العجز والبلاغ على الفقد الطريق مسدود والطلب مردود دليله اياته ووجوده اثباته وهو تلك المرتبة ومقام المعرفة وتجلي الحق لك بك قال الصادق عليه السلم على جده وجدته وابائه وابنائه السلام واذا انجلي ضياء المعرفة في الفؤاد هاج ريح المحبة فاستأنس في ظلال المحبوب فاثر محبوبه على من سواه الحديث والاشارة الى الثاني اي مقام العابدين فيها قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين فان اول مقام العبادة مقام الفرق وهو اول التعين والتميز والبينونة (ظ) في الصفة في الجملة والحجاب لكنه دقيق دقيق يتلألأ (ظ) بخفق بواطنه زبرجد على معنى استيقن لان هناك حق وهو قوله اياك وخلق وهو قوله نعبد وكك اياك نستعين فالعبادة الكاملة لا تكون الا عند مفارقة الاضداد ولذا سمينا ذلك المولود العزيز عند الله لمفارقته الاضداد ومشاركته السبع الشداد كما لا يخفى على اهل السداد والاشارة الى الثالث الذي هو الاول في الصعود ولذا عبر الحق في قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا هو مقام العالمين فيها قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين لان هناك مقام الكثرة ومقام السؤال والطلب والحاجة وكثرة السؤال والالحاح كما هو شأن الخائفين العالمين الخاشعين انما يخشى الله من عباده العلماء فاذا دققت النظر رأيت جميع مراتب هذه الطبقة هكذا الا تنظر الى البسملة فان البسم ثلثة احرف والله الرحمن الرحيم ثلثة احرف لان كلما في الفاتحة في البسملة والمطوي في البسملة اشارة الى المطوي في كل من الثلثة وهو وجه من وجوه الاسم المكنون المخزون الذي اقامه الله في ظله فلا يخرج منه الى غيره فثلث كلا منها للاشارة الى كل منها بكل منها هذا من وجوه التثليث بالاجمال اما سر اتيان هذه الحروف المخصوصة في هذه الكلمات المخصوصة اما في العلم لكونه اقرب الينا فاعلم انه مركب من العين واللام والميم فالاول اشارة الى مراتب العلماء المكلفين المخاطبين الداخلين في عموم قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا هو وقوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملئكة واولوا العلم على العموم على التفصيل على الاجمال وذلك ان مراتب انواع الموجودات سبعة مرتبة الانسان ومرتبة الملك ومرتبة الجن ومرتبة الحيوان اي البهايم وحشرات الارض ومرتبة النبات ومرتبة المعدن ومرتبة الجماد وكل واحد منها مركب من عشر قبضات (ظ) فاذا ضربت السبعة في العشرة واستنطقتها يكون عين والعين بيناتها اذا استنطقتها تكون السين وبينات السين هي عين زبره وهو من العجايب ومااتفق في الحروف سواها وهو قوله تعالى يس والقران الحكيم انك لمن المرسلين فاشار بزبر العين الى مراتب الموجودات كلها اي المكلفين المخاطبين واشار به بيناتها الى المبلغ والداعي والرسول والوجه الاخر في هذا السر هو ان العين انما تحصل باستنطاق ضرب المراتب العشرة في المراتب السبعة اي العقل والروح والنفس والطبيعة والمادة والمثال والجسم او باعتبار تثليث الكون وتربيع الكيفية كما هو المعروف عندهم ان كل شيء مثلث الكيان ومربع الكيفية والوجه الاخر في السر في اعتبار العين في العلم انها اشارة الى المرتبة المعلولية ونسبته نسبته الى علته فان العلة اقوى من معلولها بسبعين درجة فنسبته اليها نسبة الواحد الى السبعين قال مولينا امير المؤمنين عليه السلم ان الشمس جزء من سبعين جزء من نور الكرسي والكرسي جزء من سبعين جزء من نور العرش والعرش جزء من سبعين جزء من نور الحجاب والحجاب جزء من سبعين جزء من نور السر ه‍ لان العلة لا تفعل الا في مرتبة المعلول وهويته الثا (كذا) وهي عبارة عن تنزل السبعة فافهم فانه على هذا التقرير ينبغي ان تكون نسبة الواحد الى العشرة لا الواحد الى السبعين وجوابه يظهر لك مما يوجد والحمد لله رب العالمين هذا في الزبر واما البينات فهي اشارة الى العلة فقد الحق سبحانه في هذه الحرف تمام العلة والمعلول اي تمام الاحدية والواحدية ونسبة المعلول الى العلة كما اشرنا واومأنا اليه ولما ذكر الحق تمام مرتب العلماء بجميع انحائها بالاجمال التام بحيث لا يدركها الا الاقلون الذين هم الكبريت الاحمر اراد ان يفصل ذلك الاجمال يكون في المنازل اسهل فعقب العين باللام فاشار الى ان هذا المعلول المخلوق او هذه المراتب الموجودة المكونة المشار اليها بالعين انما هي مركبة من عشر مراتب الدائرة عليها دورات ثلثة الدورة العنصرية والمعدنية والنباتية والجمادية والنباتية والحيوانية في نظرنا هذا والا فلك انظار مختلفة فيها والمجموع هي قوى اللام وهنا دقيقة لطيفة وهي ان اعتبار الثلثين الذي هو مدة تمام دورة القمر اشارة الى ان القابليات التي هي الصور في الحقيقة انما تتحقق بتدبير نفس ما يعبر عنه به بينات العين وهي الرحمة قال الصادق عليه السلم وروحي فداه ان الله خلق المؤمنين من نوره وصبغهم في رحمته فالمؤمن اخو المؤمن لابيه وامه ابوه النور وامه الرحمة قال النبي صلى الله عليه واله انا وعليّ ابوا هذه الامة اي امة الدعوة وقال تعالى ووصينا الانسان وهو الحسين بن عليّ عليهما السلام بوالديه وهو محمد وعليّ عليهما وعلى الهما الاف التحية والثنا على ما في الحديث وفي رواية اخرى ان الانسان هو رسول الله صلى الله عليه واله والوالدان الحسن والحسين عليهما السلم وهذا مشكل لكن على ما اصلنا في رموزاتنا في المولود الفلسفي يسهل الامر فيه فتفطن وفقك الله لما تحب وترجي (كذا) ولما ذكر الحق عز وجل بالاشارة مراتب القابليات وان كان تلزمه مراتب المقبولات بالكناية لكنه اراد التصريح وتفصيل ذلك الاجمال بالاجمال فعقب اللام بالميم وهو ليلة عيد الفطر مع الثلثين من شهر رمضان على ما قال عليه السلم ما معناه شهر رمضان لا ينقص عن ثلثين ابدا لان الميم عن الزبر بها (كذا) من العدد اربعون وهو تمام ميقات موسي قال تعالى وواعدنا موسى اي الشيء الكامل البالغ الى مقامه باكماله اي قوسين الصعودي والنزولي ووصوله الى مقام او ادنى هذا البيان بالاجمال في الشرعين ثم اراد التفصيل وتفصيل حدود الشريعة وبيان كيفية بلوغه ووصوله الى مرتبة الكمال ودرجة الجلال والجمال والتأهل لانزال التورية عليه فقال ثلثين ليلة لاتمام مراتب القابليات في الشرعين اما الاول بدوران قبضات العشر نفسها في ظهور كونها متميزا مترتبا عليه الاثار والمظاهر الدورات الثلثة السالفة ذكرها واما الثاني بدوران ما ظهر في كل منها من الانوار المتشعشعة من النور المشرق من صبح الازل دورة الالهام والملامة والاطمينان وفي الثالث ومن الثاني دورة ما رأيت شيئا الا ورأيت الله بعده ودورة ما رأيت شيئا الا ورأيت الله معه ودورة ما رأيت شيئا الا ورأيت الله قبله وفي الثالث من الثالث دورة ايكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدل عليك ومتى بعدت حتى تكون الاثار هي التي توصل اليك وان الله تعالى اجل ان يعرف بخلقه بل الخلق يعرفون به ودورة وان كل شيء مما دون العرش الى قرار الارض السابعة السفلي باطل مضمحل ما خلا وجه ( وجهك ظ ) الكريم ودورة كشف سبحات الجلال من غير اشارة ومحو الموهوم واطفاء السراج فلما كملت مراتب القابليات وصحت للوصول الى طريق النجاة والايصال الى الصراط السداد اتممناها بعشر وهو الليالي العشرة في قوله تعالى والفجر وليال عشر وهو في كل شيء من المراتب المذكورة بحسبها فالاول من الاول بدورانها الدورة الحيوانية والثاني من الاول بدورانها الدورة الانسانية والاول من الثاني بدورانها الدورة الكمالية وتشابهها السبع الشداد ودورة يا بن آدم اطعني اجعلك مثلي تقول للشيء كن فيكون وفي الثاني من الثاني دورة كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وفي الثالث من الثالث لنا مع الله حالات هو فيها نحن ونحن هو يا ابن آدم ظاهرك للفناء وباطنك انا فليمسك الكلام اذ ليس كلما يعلم يقال ولا كلما يقال حان وقته

اخاف عليك من غيري ومني ومنك ومن مكانك والزمان

ولو اني جعلتك في عيوني الى يوم القيمة ما كفاني

وكل هذه المراتب هي المكناة بليلة العيد التالي لرمضان الذي لا ينقص عن الثلثين ابدا فتم ميقات ربه اربعين ليلة لاتمام القابل والمقبول في جميع المراتب بجميع المراتب وهو قوى زبر الميم وهو كل الوجود وسر المعبود وظهور الرب الودود ولذا انكسرت بسم الله الرحمن الرحيم لانها الليلة ومقام الكثرة وعالم التفصيل وهو بالكسر حقيق وبالثمر يليق دق النظر الدقيق ترى ظاهرها كباطنها سرها كعلانيتها اذ بعد ما اشار بالنقطة الى الوحدة السارية التي هي ظل الوحدة الالهية السارية في اطوار الوجود اشار بالباء الى تنزله وانشعابه وتطوره باطوار الظهور الى القابل والمقبول ثم اشار الى الاول من الاثنين بالسين الدال الى الظهور والبطون الساكن الغير المتحرك اذ قد عرفت مما اسلفنا ان لا حراك للسين اي المشار بها اليه اي المرتبتان اي الدورات الثلثة الا بالدورة الرابعة فلذا سكنت وما تحركت ليطابق الظاهر الباطن فلما تمت بالميم المشار بها الى تمام كل من المرتبتين المشار اليها بالسين تحركت بالكسر لان الساكن اذا حرك حرك بالكسر ظاهرا وباطنا لفظا ومعنا سرا وجهرا تفطن الى هذه الرموز فان ما كتمنا اكثر والحمد لله رب العالمين اقول بلسان الحالي ومقالي :

كلما قلت اعتق الشكر رقي جعلتني لك المكارم عبدا

اين مهل الزمان حتى اؤدي شكر احسانك الذي لا يؤدى

هذا ما يتعلق بزبر الميم واما البينات فهي الخمسون وهي الاشارة الى المراتب الجامعة كل واحد منها الى هذه المراتب المشار اليها بالزبر بضرب الخمسة في العشرة وتظهر هذه المراتب كمال الظهور في القيامة ولذا كان يومها خمسين الف سنة فاصبر صبرا جميلا انهم يرونه بعيدا ونريه قريبا فظهر لك من هذا البيان ان هذه الحروف الثلثة في العلم كلها اجمال وتفصيل والمراد واحد على هذه الاعتبار فان العين اشارة الى المجموع على الوجوه المختلفة المذكورة والغير المذكورة واللام تفصيلها والميم تفصيل اللام كما فصلنا هذه من الوجوه المتعلقة بالتركيب المما (ظ) لملحوظة فيه خصوصية الحروف واما سر مكتوبية الميم وملفوظية العين واللام فللاشارة الى ان مرتبتي القابل والمقبول مجتمعة فيها فكان اولها هو عين اخرها وظاهرها نفس باطنها كما هو مقتضى التنزل والتعين بخلاف اللام والعين اما في الاول فليس فيه الا القابل وحده واما الثاني فلا نعتبرهما ولا يلاحظهما لان فيه نسبة المعلوم الى العلة فاشار بالحرف الواحد الى انه شيء واحد اي كرة واحدة يدور على قطبها وهو الكلمة التامة اي العلة واشار بالاختلاف اليه كما هو الظاهر فاجتمع الاتحاد والاختلاف في العين والاتصال والانطباق في الميم فاعرف فانه اصعب ما يرد على العلماء ولا تنظر الى من قال وانظر الى ما قال فان النظر بعين الاحتقار كما هو شأن القابل من حيث نفسه يورث الرد والاعتراض لمن نظر والا فهي والله من المطالب الصحيحة التي ليس فيها شك ولا ارتياب ولكن عين السخط تبدي المساويا وانما اشكو بثي وحزني الى الله واعلم من الله ما لا تعلمون هذا ما يتعلق بهذا اللفظ من حيث الترتيب وخصوصية العدد واما ما يتعلق بالحروف نفسها فاعلم ان الحروف تنقسم الى ثلثة اقسام حروف جبروتية وحروف ملكوتية وحروف ملكية كما هو المعروف عند اهل الفن والعلم ثلثة احرف جامعة كل حرف منها مرتبة من هذه المراتب والثلثة التي في ذلك المقام فالاول اشارة الى السر على الترتيب ذلك تقدير العزيز العليم وهو تمام الوجود والموجود فالعين اشارة الى عالم الجبروت وحجاب اللاهوت الوجه الحي الذي لا يموت ومن العجب انها ثلثة احرف مترتبة في التنزل وهي اشارة الى المراتب الثلثة التي في ذلك المقام فالاول اشارة الى السر اللاهوت المستقر في لب الحجاب الجبروتي ولذا قال شيخي روحي فداه انه في الدهر ووجهه في السرمد ولذا كانت الاشارة اليه باعلى الحروف والثاني اشارة الى نفس المقام وهو اول مرتبة الانعقاد واول غصن اخذ من الشجرة الباكورة في جنان الصاغورة والدرة البيضاء وحجاب اللؤلؤ اول العالمين وليس بملك كما صرح به مولينا الرضا عليه السلم وروح العالمين له الفدا (ظ) بل هو انسان كامل وشيخ واصل ابيض اللون وعلى يديه عصاة من النور واقف لعبادة ربه وقوف العبد الذليل بين يدي المولى الجليل فظهر في خفائه وخفي في ظهوره فانتشر ظهوره وتشعشع نوره حتى ملأ الكون وهو قول النبي صلى الله عليه واله في خطبة يوم الغدير الذي ملأ الدهر قدسه سبحان ربك رب العزة عما يصفون والثالث اشارة الى النفس الرحماني الثانوي بل الثالثي بل الرابعي وحجاب العقيق والانحلال الثاني بعد الانعقاد الاول وحلين مع عقدين لا بد منهما وحلله واعقده واحلله واعقد والريح المثير للسحاب والبرزخية الكبري وادم الثاني في نظرنا هذا والالف الثاني الذي هو الاختراع الثاني بعد النقطة التي هي الاول وثاني العالمين ووجه الكروبيين شيخ قاعد على كرسي النور ومنبر السرور راكع لله خاضع لعبادته عليه قباء اصفر من السندس والاستبرق چون ازو گشتي همه چيز از تو گشت الى هنا ينتهي العوالم الجبروتية بانتهاء الحروف الاول ولذا كانت حروف وجودها كلها نورية صافية عن شوب الظلمانية واللام وهي اشارة الى عالم الملكوت وحجاب الجبروت لانها عالم الكثرة كما كان في اللام فانها اول مراتب التفصيل لا بخلاف العين فانها وان كانت فيها الكثرة حتى ان العاري عن هذه الحقايق يريها اكثر من اللام لكنه اذا تفطن في السر البتة يسكن ولا يعترض ويظهر ذلك من تلويحات اشاراتنا ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم افرق بين التلويح والاشارة ولا تجمد ولا تقتصر على العبارة فانها حجاب اقطعه يا اهل الخطاب ليكشف لك السر من فصل الخطاب

بدا عرق في وجهه فسئلته لماذا تبدى قال لي وهو يمزح

الا ان ماء الورد حدى انائه وكل اناء بالذي فيه ينضح

وبالجملة ان اللام كالعين لكونها من تنزلها في هذا المقام تشمل على ثلثة احرف بنسبة مقامها فالاول اشارة الى مقام اشارة الى الانعقاد والاول الحاصل من الانحلال الاول والغصن الثالث من الشجرة الاولية والركن الثالث من مجموع الاربعة والكتاب المسطور في الرق المنشور والبيت المعمور واللوح المحفوظ والعلم الكوني الفيض المقدس او الاقدس الحجاب الزبرجد والنور الاخضر الزمردة الخضراء والبحر اللجي وليلة القدر انا انزلنا اي الاول من الاول في ليلة القدر اي الثاني لا يخفى على كل احد ان الثاني هو ظهور الاول وتنزله والقدر بمعنى الضيق كما قال تعالى ومن قدر عليه رزقه اي ضيق انما سميت تلك الليلة بذلك لضيق الارض من كثرة نزول الملئكة فيها والمناسبة غير خفية وما ادريك ما ليلة القدر من حيث الشرف والمنزلة بالنسبة الى ما دونها ليلة القدر خير من الف شهر الحاصل من المراتب الملكية في العوالم السفلية تنزل الملئكة والروح اي الاول قال مولينا العسكري عليه السلم وروح القدس في جنان الصاغورة ذاق من حدائقنا الباكورة والملئكة هي الانوار المتشعشعة من النور الكلي المنزلة الى ذلك المقام فالنور الابيض هو الاصل والانوار البيض كلها فروعه واشعته ولذا قال عليه السلم نور ابيض منه البياض ومنه ضوء النهار او منه ابيض البياض فافهم ولا تغفل من ادراك اللباب المجتمعة والمستورة في هذه القشور والظواهر ولا تقتصر على العبائر فيها اي في تلك الليلة المباركة باذن ربهم اي مربيهم وممد وجودهم ومذوت ذواتهم ومحقق حقايقهم وهو النون في قوله تعالى ن والقلم وما يسطرون وهو السر المخفي في بسم الله الرحمن الرحيم وهو نور السموات الباطنية والارضين الحقيقية وهو الامر الواحد الذي به قامت السموات والارضون وهو الدلالة من الكلمة التامة وهو مس النار في قوله تعالى يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار وهو النور على نور يهدي الله لنوره وهو هو وهو اسطقس الذي فوق الاسطقسات

واياك واسم العامرية انني اخاف عليها من فم المتكلم

اخاف عليها من ابيها وامها ومن سفه (؟) المسواك اذ مر في الفم

لو لم تكن اهلا لم‌ اظهرتك هذه الاسرار وما خفي اكثر واعظم يضيق صدري باظهاره ولا يضيق بكتمانه

ومستخبر عن سر ليلى اجبتهم بعمياء من ليلى بلا تعيين

يقولون خبرنا فانت امينها وما انا ان خبرتهم بامين

من كل امر من الاحكام القدرية الهندسات الايجادية والحدود الخلقية ومقادير الاشعة وهو بطن الام الذي السعيد سعيد فيه والشقي شقي فيه سلام هي حتى مطلع الفجر اي عود الاخر بالاول دورة كرة ودورة لان حركتها وضعية فسيرها كروي فافهم واما الثاني فهو اشارة الى الانحلال الاول في المقام الثالث لانعقاد الثالث والغصن الرابع من الشجرة الكلية الثانوية والركن الرابع مأوي من الانوار الاربعة العرشية مأوى جبرئيل ومعبر اسرافيل حجاب الياقوت واوسط الملكوت واول الظهور الثانوي بعدم اتمام الظهور الاولى الاضافي وهو عالم الطبيعة ومقبرة اموات عالم الذر فافهم راشدا واما الثالث فهو اشارة الى بحر الكمد وحجاب الزبرجد وجوهر الهباء الانعقاد الاول في العقد الثالث الذي هو في صورة الانحلال وهو لجة الهباء والهيولي الاولى للثالثيات فهو في هذا المقام مادة المواد وهيولي الهيوليات واسطقس الاسطقسات وهو الغصن الخامس من الشجرة اي الخلد وقريب الاتصال بعالم الملك فلذا كان ما يعبر بلحن هذا المقام في الوسط في اللام من العلم هو مثل ما يعبر به عن الملك باول الآخر اي الميم من العلم بل يمكن ان تقول عينه فافهم والميم اشارة الى اخر العوالم الناسوتية ان اعتبرنا اللاهوتية في الوجود المطلق والا فهو نفس العالم الناسوتي مظهر اسم الله المميت بحر اسود مظلم كالليل الدامس كثير الحيات والحيتان يعلو مرة ويسفل اخرى اضيق العوالم واوسعها واظهرها واخفاها وهذا الحرف ايضا باعتبار اسمها تشتمل على ثلثة احرف بنسبة مقامها وقد اشار الحق سبحانه الى هذه المراتب الثلثة بقوله الحق ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين وخير الامور اوسطها فليكن هو اولها فالاول هو مقام الوبر مهبط النور المستقر وهو لب لب القشر في الظاهر وهو اشرف مقامات الجسمية وهي المراتب الفلكية والثاني اشارة الى مقام الصوف وهو مقام اللب من القشر وهو البسايط العنصرية مما تحت فلك القمر المحاط بجوزهر والثالث هو القشر وهو مقام الشعر وهو المتولدات المركبات من حيث نفسها لا من حيث ما فيها من الجواهر العلوية والذوات المفارقة للمواد الجسمية فتم بتمام العلم العوالم الخلقية والمراتب الرسمية بجميع مراتبها صاعدة ونازلة فابان بالوضع هذه الخصوصية اي ان العلم عين المعلوم او ان العلم التام الكامل لا يتحقق الا بعد السير في هذه المقامات اما بالرسم او بالعين ولما كان العالي في غاية العلو لتعاليه عن الغيرية لا يظهر للغير كالغير بل انما يظهر لديه بعين ما بطن له به فلا شيء اظهر منه له فلا شيء ابطن منه عنده لانه لا شيء اظهر له اختص العلم بالمقامات السافلة وهو مقام اللام في العلم ومقام الميم وبقي مقام العين محجوبا مستورا ماالتفتوا اليه ولذا فسره المشهور بانه الصورة الحاصلة من الشيء عند العقل وكل تفاسيرهم للعلم في هذا المقام ولقد بسطنا هذا القول باكمل بسط مع تحقيقات وتدقيقات في مقدمتنا على الاربعين المسمى باحقاق الحق المبين وان اردت ذلك فاطلبه فانه كافية شافية والحمد لله رب العالمين الى هنا اختم المقال لعدم الاقبال وبلبال البال

المصادر
المحتوى