
من مصنفات
السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي
شركة الغدير للطباعة والنشر المحدودة
البصرة – العراق
شهر جمادي الاولى سنة 1432 هجرية
الحمد لله الذي مد نقطة الكينونة في عالم البينونة بالالف الابتداع وادارها بها في مرتبة امكانها على قطب نفسها بوحدتها مختلفة الاجناس والانواع فافردها وجمعها وفرقها وفصلها واختار لكل مقتضى بدو شأنه في علم الغيب صقعا من الاصقاع فاظهر سر النقطة في الالف الاولى كاظهار سرها في الحروف المصاغ عنها الكلمة العليا بسر الاختراع وتلك الاسرار قشور وظواهر لتلك الهويات اعارها اياها بها للامتناع ( الامتناع خل ) ليحفظها ويقيم ميلها ويشد ازرها ويريها منعته وعزته والا فالحقيقة الهوية ممتنعة عنها اي امتناع فكسى ظاهر ( ظاهرها خل ) بكسوة باطنها بحلية مثاله الملقى في هوياتها على جهة الابداع واستدارت فاستبانت واستعارت فاستدلت واستكمنت ( استمكنت خل ) فاستخرجت ما فيها لسر الانتفاع فحققت وذلت وذهبت وولت فوصف ( فوصفت خل ) ودلت فعظمت وجلت لما بدت فيه ( قبة خل ) من ذلك الشعاع فاوجد سبحانه وله الحمد بها البسملة الكونية في الرتبة الامكانية بظاهرها وباطنها بسر الابداع فكانت هي الاسم الاعظم والنور الاقدم والحجاب الاقدم والسر المعمي والرمز المنمنم في الصدور والاصدار والوقوع والايقاع فتحققت الكاينات فكانت وتمايزت وبانت واجتمعت والتئمت فيها على سبيل الاستقرار والاستيداع فتخالفت فيها الكثرة والوحدة وتعاورت وتفرقت وامتزجت وتمايزت وتلايمت في مقام الاجتماع فكانت الكرة عين الدائرة وهي المحور المنتهي الى النقطة المنتهية الى نفسها بنفسها من نفسها بالوصل والضم والاقلاع فلما تمت الكلمة وعظمت النعمة وائتلفت الفرقة ظواهر نقطة الباء في سرائر ( اسرار خل ) الخلقة ظهرت الشئون المختلفات والاسباب المتصلات المقترنات فاقام سبحانه السموات العاليات بغير دعائم وامسكها بلا قوائم وكونها من شعلات نارية متوقدة من الشجرة الزيتونة وعينها بحدود الهيئة متخذة من وجوه حجاب الوحدانية وزينها بالكواكب المضيات ( المضيئات خ ) وحبس في الجو مكفهرات ( وحبس في الجو سحائب مكفهرات خل ) وبسط الارضين على زبد الماء الذي رشح من بحر جري ونبع من حرف من حروف الكلمات التامات فادار العلويات على السفليات واستقبلت السفليات بمطارح فيضها من العلويات فاستخرج منها الانسان والحيوان والنبات فنطقت الالسن بجوامع البيان بانه الله الجبار ذو المن والاحسان والفضل والامتنان قد قصر الواقفون ( الواصفون خل ) عن نشر ادنى صفة من صفاته وعجز العادون عن احصاء شيء من مآثر سماته وكلت البصائر لادراك معرفة ادنى ما استاثر من سر ملكه وحسرت الضمائر عن البلوغ الى هوية شيء من آثار صنعه وفنيت الحقايق عند ظهور ذرة من شعاع نور قدسه مع انه لا يرى سواه ولا يشاهد غيره قد ملأ الدهر قدسه واحاط بكل شيء علمه وخضع كل شيء دون جلال قدرته الطايف عليه نور عزته واضمحلت الغرايز دون سطوع نور جمال آيته لا اله الا هو له الحكم واليه ترجعون والصلوة والسلام على اول العدد وصاحب الابد نور الله الذي قهر به غواسق العدم وبواسق الظلم عرش الله العظيم والقلم الاعلى القديم وكرسيه الحفيظ العليم سيد الكونين وامام الحرمين ومالك الدارين وملك الوجودين وصاحب قاب قوسين دليل الخلايق وهاديها شفيع البرايا وواقيها زين القيمة وصاحب الكرامة والحاكم يوم الطامة الاول الآخر الظاهر الباطن الفائق الرائق ( الواثق خل ) الفاتح الخاتم العالم الحاكم الشافع الراحم الهيكل العاصم الشاهد القاسم ابي القاسم محمد بن عبد الله وعلى اولاده المظلومين وامنائه المحجوبين وخلفائه المغصوبين الماخوذ حقهم والممنوع ارثهم الذين خلقهم الله من نور عظمته وجعلهم ابواب رحمته وولاهم ارضه وسمواته نطقت فيهم كلمته وظهرت منهم مشيته امرهم امره وحكمهم حكمه ومقامهم في الخلق مقامه آياته وعلاماته وكلماته سر الله المخزون واوليائه المقربون وامره بين الكاف والنون يفعل ما يريدون ويريد ما يفعلون ظاهرهم امر لا يملك وباطنهم غيب لا يدرك بطنوا لفرط ظهورهم واستتروا لعظم نورهم واحتجبوا عن غيرهم بغيرهم وانقادت الاشياء لامرهم واستسلمت بسريراتها لسرهم واعلنت بهوياتها لفضلهم وذكرهم صلى الله عليهم وعلى امنائهم والادلاء عليهم وانصارهم ولعنة الله على مبغضيهم ومنكري فضايلهم اجمعين ابد الابدين .
عباد الله انصتوا فاذا انصتم فاسمعوا واذا سمعتم فعوا واذا وعيتم فاحفظوا فاني شارح لكم بعض مزايا آل محمد صلوات الله عليهم والبلايا النازلة بساحتهم والمصائب الحالة بفنائهم ومستنصركم لاعلان ذكرهم واظهار امرهم وناظر كيف انتم صانعون وما جوابكم حين قال ربكم ومولاكم خطابا للملائكة الغلاظ الشداد قفوهم انهم مسئولون ما لكم لا تناصرون واعلموا ان الله سبحانه دعى محمدا وآله صلى الله عليه وآله في الذكر الاول الى طاعته فاجابوا دعائه وناداهم للاقبال عليه فلبوا ندائه فاقاموا مراسم العبودية بصافي طويتهم واخلصوا له الانقياد بسر ذاتهم وجبلتهم وسبحوا في ( مغطغط ظ ) بحار الوحدانية بخالص هويتهم وخاضوا تيار طمطام الاحدية بلبيب ( لب خل ) حقيقتهم فاصبحوا لا يرون سواه ولا يشاهدون ماعداه ولا ينظرون الى غيره ولا يبصرون سوى نوره فهم في بيداء المحبة هائمون يسبحون الليل والنهار لا يفترون فحيث اعطوا ربهم انفسهم بما لها اعطاهم ربهم من نفسه بما له فاقامهم مقامه والبسهم عزه واكرامه وولاهم امر الدنيا ويوم القيمة وجعل اليهم حساب الخلايق يوم الطامة وملكهم مقاليد الجحيم دار المقامة واعطاهم ملكوت الاشياء واسبابها من الخاصة والعامة فحسدوهم من في سجيته الشقاق واضمر عداوتهم من في طويته النفاق ولم ياتوا بمثلهم وارادوا ان يؤتوا مثلهم تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين تلك طين ملعونة ومركبات مسخوطة بعيدة من ( عن خل ) سماء المكرمات قريبة الى ماء الشهوات وارض النكبات قد استكنوا في الاراضي الخبيثات واعرضوا عن آل محمد السادات عليهم السلام من رب البريات واستوجبوا بذلك عظيم اللعنات عليهم لعنة الله ما سكنت السواكن وتحركت المتحركات ثم لما انزل الله سبحانه الخلق الى هذه الدنيا دار البلايا والمحن دار الغرور والفتن دار الابتلاء والاختبار دار تمايز الاخيار من الاشرار اظهروا بواطنهم الخبيثة واركسوا من اجاب دعائهم في الرذيلة والخسيسة وموهوا على الناس بالحيلة والدسيسة فشاركوا الناس بانفسهم واموالهم وخالطوهم بآمالهم واحوالهم فاقاموا دعائم الجور والظلم وشيدوا قواعد المكر والغشم واظهروا غياهب الظلمات وملئوا الكون من الغواسق المدلهمات الى ان مد الجور باعه واسفر الظلم قناعه ودعى الغي اتباعه فلبوه من كل جانب ومكان واطاعوه باللسان والجنان فراموا اطفاء نور الله واستضعفوا آل محمد صلوات الله عليه وآله آل الله وارادوا اخماد نورهم المخلوق من نور الله فواجهوهم بالظلم والعدوان وقابلوهم بالكفر والطغيان فنكثوا زمامهم وبيعتهم وتركوا مودتهم ومحبتهم وبدؤهم بالحرب وقابلوهم بالطعن والضرب ونصبوا لهم غوائل مكرهم وقاتلوهم بكيدهم وشرهم ولم يرعوا لهم ذماما ولا راقبوا فيهم اثاما الى ان ضيقوا عليهم اكناف الارض وسدوا عليهم سبل الراحة من الطول والعرض واولغوا فيهم سيوف الاحقاد ورموا نحوهم اسهم العناد الى ان تمكنوا منهم وبلغوا المراد فهم سلام الله عليهم بين صريع في المحراب قد فلق السيف هامته وشهيد فوق الجنازة قد شبكت بالسهام اكفانه وقتيل العراء قد رفع فوق القناة رأسه وسبيت نسائه وحرمه ومكبل بالسجن قد رضت بالحديد اعضائه ومسموم قد قطعت بجرع السم امعائه وخائف مترقب خرج لما كثرت اعدائه وقلت احبائه وشملهم عباريد تفنيهم العبيد وابناء العبيد تبكي عليهم السماء وسكانها والجبال وخزانها والهضاب واقطارها والبحار وحيتانها ومكة وبنيانها والجنان وولدانها والجحيم ونيرانها ولم يزالوا في البكاء والانين لما نال آل ياسين من الكفرة الفجرة الملحدين ولكن العاقبة للمتقين ولم يزالوا اولوا الشقاق والنفاق وحملة الاوزار المستوجبين للنكال والوبار متظاهرين ومجتمعين على اطفاء نور الدين وتلبيس الشك على اليقين واخماد ذكر الائمة الميامين عليهم سلام الله ابد الآبدين بحيث لم يبقوا منهم باقية وشيدوا اساس امر الباغية الطاغية الى ان جاء المتأخر اللاحق من اتباع الاول السابق من اهل تلك الطين الملعونة والمركبات المسخوطة وامضوا ان لم يشاركوا ( لا يشاركوا خل ) اسلافهم في اراقة دماء العترة الطاهرين وسلب ذراريهم الزاكية الزاهرة . . . في انكار فضائلهم وجحد ما اتضح من دلائلهم وسعوا في اطفاء نورهم وجهدوا في اخماد ذكرهم وشمروا عن ساق الجد في تضعيف ما دل على علو مقامهم ومنزلتهم وسمو درجتهم ومرتبتهم الى ان نزلوهم عليهم السلام عند الطغام العوام واشباه البهائم والانعام عن منازلهم التي جعلها الله لهم حسب وسعهم ( سعيهم خل ) وجهدهم فبعين الله يعملون وعلى الله يردون وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون فوا اسفاه على تلك المعالم التي درست ووالهفتاه على تلك الحرمات التي هتكت ووا حسراتاه على تلك الحقوق التي ضيعت والفضائل التي انكرت والمقامات العاليات التي حجبت وسترت اللهم انك اشد بأسا واشد تنكيلا فيا معشر الشيعة وحملة الشريعة واعضاد الملة ومحبي آل محمد صلى الله عليه وآله في الطوية والسريرة انتم نعم الفرقة انتم انصار الله والاطهار في خلق الله انتم شرف الدين وانتم عروة الدين انتم السابقون الاولون والسابقون الآخرون انتم اهل دعوة الله واهل اجابته واهل ولايته انتم تخرجون من قبوركم مشرقة وجوهكم قرت اعينكم قد اعطيتم الامان يخاف الناس ولا تخافون ويحزن الناس ولا تحزنون والله لولاكم ( لولا كنتم خل ) ما زخرفت الجنان والله لولاكم ما خلقت الحور الحسان والله لولاكم ما نزلت قطرة والله لولاكم ما نبت ( ما نبتت خل ) حبة والله لولاكم ما قرت عين والله لولاكم ما زال مين كل ذلك كرامة لانتسابكم الى آل محمد الاطهار وامناء الله في الاعلان والاسرار فتنافسوا في فضايل الدرجات وثبتوا قلوبكم في حب آل محمد السادات عليهم السلام من رب البريات فلئن اخرتكم الدهور وعاقكم من نصرة ساداتكم المقدور ولم تحضروا سيدالشهداء في الطف وكربلاء ولم تذوقوا كاس المنايا مع اولئك النبلاء ولم تدركوا ايامهم لتبلغوا من نصرتهم مرامكم وتفدوا انفسكم واموالكم دون امامكم فتداركوا ذلك باحياء ذكرهم ونشر فضائلهم وذكر حججهم ودلائلهم وبيان مناقبهم وشرح مراتبهم وتحقيق مقاماتهم ( مقالاتهم خل ) وتبيين درجاتهم وارووا احاديثهم واخبارهم وارفعوا اعلامهم وآثارهم واكتموا اسرارهم واعلوا منارهم وارغموا انوف اعدائهم بتقوية اوليائهم وكونوا في الدنيا معروفين بفضلهم ومسلمين لامرهم ومعترفين بعلو قدرهم كما كنتم في العالم الاول كذلك واعلموا ان لا فخر الا فخرهم ولا فضل الا فضلهم ولا نور الا نورهم ولا حكم الا حكمهم وامرهم هم حكم الله في العباد واركان توحيده في البلاد وامناء الله في المبدء والمعاد وعطاء الله الذي ما له نفاد ( ما له من نفاد خل ) .
وكان سلمه الله يقرء في عيد الفطر بعد ما يقرء الخطبة هذه الفقرات :
واعلموا عباد الله ان في هذا اليوم العظيم ينظر الله تعالى الى زوار قبر ابي عبد الله الحسين سيد شباب اهل الجنة فيقول ملائكتي أما ترون عبادي قد اقفروا الاوطان وهجروا الاولاد والنسوان يحنون الى حنين الطير الى اوكارها ويفدون على من فجاج الارض واقطارها قد ملئوا البلاد تكبيرا وتهليلا واتخذوا الوحدانية بزيارة الشهيد المظلوم الى سبيلا فاشهدكم وانا معكم من الشاهدين اني قد وهبت العاصين والمسيئين للمحسنين ووهبتهم اجمعين لمحمد صلى الله عليه وآله خاتم النبيين عباد الله هذا يوم عظيم وعيد كريم فرضه رحيم اختتم به شهر الصيام وافتتح به شهور حج بيته الحرام وحرم عليكم فيه الصيام واحلى لكم فيه الطعام وبسط الله لكم فيه رحمته وانزل بركته فسبحوا الله فيه وقدسوه وكبروه وهللوه واخرجوا من مال الله الذي اتاكم حق الزكوة المقرونة بالصلوة فان الله تعالى فرض عليكم في زكوة الفطر امرا وجعلها لكم سنة وطهرا فليخرجها كل امرء منكم من ماله عن نفسه وعياله من حر ومملوك وغني وصعلوك ( مفلوك خل ) صاعا من شعير او بر او زبيب او تمر فبادروا الى ما فرضه الله فانه اتاكم المال فرضا وسئلكم منه قليلا قرضا فقال ان تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ان احسن قصص المؤمنين وابلغ مواعظ المتقين كلام رب العالمين ان الله يامركم بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون .