
من مصنفات
السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي
شركة الغدير للطباعة والنشر المحدودة
البصرة – العراق
شهر جمادي الاولى سنة 1432 هجرية
ايها الناس ان هذا يوم قد اجتمعت فيه حرمتان احديهما الغدير والاخرى الجمعة فازداد شرفا على شرف ونورا على نور والحرمة الثالثة الحضور عند امير المؤمنين عليه السلام وهذه حرمات قل ما يتفق اجتماعها وتواصلها فاحمدوا الله واشكروه واعرفوا قدر هذه النعمة وافهموا مقام هذه الكرامة وتقربوا الى الله تعالى بالعمل الصالح واعلموا ان العمل الصالح لا يصعد الى درجة القبول الا بالاعتقاد الصحيح ومعرفة فضل امير المؤمنين عليه السلام والاعتراف بعلو مقامه وسمو رتبته واعلموا انه عليه السلام واخوه ( اخاه ظ ) واولاده وزوجته عليهم السلام امناء الله وابواب رحمته ومقاليد مغفرته وسحائب (كذا) رضوانه ومفاتيح جنانه هم مفاتح الغيب هم السر اللاريب هم محال المشية وهم السن الارادة وهم قصبة الياقوت وهم حجاب الملك والملكوت
ايها الناس نزلوهم في مراتبهم ولا ترفعوهم عن الحد الذي جعله الله لهم لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق هم ليسوا بارباب من دون الله ولا هم شركاء مع الله ولا فوض اليهم امر الله بل هم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم وكذلك نجزي الظالمين
ايها الناس انهم كلمة الله وانهم حملة امر الله وان رسول الله صلى الله عليه وآله عبد لله شرفه الله وعظمه بحقيقة ما هو اهله وعرج بجسمه الى السماء بل بثيابه ونعله وان الخلق يوم القيمة يحشرون بابدانهم واجسادهم الدنيوية المرئية المحسوسة في الدنيا والله سبحانه هو العالم بالاشياء كلها قبل ايجادها ومع وجودها وبعد وجودها فلا تتفاوت له الاحوال ولا يوصف بالانتقال ولا يعتريه زوال ولا اضمحلال وهو الحي القيوم القادر المتعال
ايها الناس هذا هو الاعتقاد الصحيح فمن اعتقد بهذا الاعتقاد فميزانه رجيح يستحق ثواب الله ويستوجب عطاء الله بزيارة امير المؤمنين عليه السلام في هذا اليوم ومن لم يعتقد الذي ذكرناه كله او بعضه فقد حبط عمله وما له في الآخرة من خلاق
ايها الناس هذا اعتقادي وديني وعليه انعقد ضميري وبه ادين الله في سري وعلانيتي وملئت كتبي ومصنفاتي من هذا النوع من الاعتقاد وجميع كلماتي ترجع الى ما ذكرنا وان كانت بعبارات مختلفة وارى علماء هذا البلد ينازعوني ويخالفوني فان كان نزاعهم وخلافهم في هذه العقايد فاني ادين الله بها وابرء ( الى الله خل ) من كل من لم يعتقدها وان كان ينسبون الى ما ينافي هذه العقايد فاني ابرء الى الله منها وممن يدين بها وارادوا مني الاجتماع فطلبت منهم الحكم لقطع النزاع وما استصعبت عليهم في امر الحكومة بل اخترت لهم علماء اتقياء ابرارا زهادا يصلحون للحكم في هذه المسائل لان الحكم في هذا المقام هو الذي يعرف ضروريات المذهب والدين وحيث ان علماء العراق متهمون بي وبهم اخترت لهم علماء غرباء زوارا اتقياء وانا عندكم من الآن الى غدات غد متى ما شائوا بشرط الحكم فانا حاضر ولا تختلفوا ولا تتقولوا الكذب والزور ولا تقولوا ان فلانا اردنا منه الاجتماع لقطع النزاع فابى ولا ريب ان قطع النزاع لا يكون الا بالحكم المطاع واما بدونه فيزداد النزاع والجدال ويحدث ما تمج منه اولوا الابصار والاسماع والصلوة على رسول الله الصادق الامين والسلام على عباد الله الصالحين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته