وصية الى المرحوم الحاج محمد كريم خان (الاثيم)

وصية الى المرحوم الحاج محمد كريم خان

من مصنفات

السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي

جواهر الحكم المجلد الحادي عشر

شركة الغدير للطباعة والنشر المحدودة

البصرة – العراق

شهر جمادي الاولى سنة 1432 هجرية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلوة والسلام على محمد وآله الطاهرين

فقد سألت يا أخي أيدك الله بصنوف تأييده وسددك بتوفيقه وتسديده أن أكتب لك الطريق الذي يوصلك إلى ما هو المطوب في الداراين وينجيك عما يريدك من أهوال النشأتين

فأقول أن كل مطلوب ومرغوب فهو عند الله سبحانه وكل محذور ومخوف ففي الاعراض عنه تعالى فعليك بالاخلاص والتوجه اليه على جهة الاختصاص وان تطيعه طاعة المحب للمحبوب والطالب للمطلوب لا طاعة العبد لسيده والرعيه لسلطانه فان الاول فيبعث على الميل القلبي والانجذاب المعنوي المستدعيات لتوجهك الى جنابه تعالى بكلك فاذا توجهت اليه كذلك يتوجه اليك كذلك كما قال عز وجل من اقبل اليّ شبرا اقبلت اليه ذراعا فاذا كان كذلك اشرق على صدرك نور العلم وعلى قلبك نور اليقين وعلى فؤادك نور المحبه فتعرف بذلك الحيث والكيف والكم وتعرف مقصولك وموصولك وما يؤول اليه امورك فتنفسح لمشاهدة الغيوب وتنشرح فتتحمل البلاء وهذا الاخلاص والمحبة يحصلان بكثرة التفكر وطول النظر في العالم وفي الافاق وفي انفس الخلائق وتنظر الى العالم بنظر التعجب والتحير والتفكر في خلق اجناس المخلوقات واختلاف خلق الارضين والسموات وتنظر في نفسك وانطوائها على جميع ما في العالم وتتحير في تلك الاوضاع الغريبه والاحوال العجيبه وتتأمل في تلك الهيئات وتطلب من الله عز وجل وعرف منك الصدق بطول تفكرك ونظرك وتحيرك فانه سبحانه لا يخيبك بل يجيبك ويوصلك الى ما تحب وترضى وعليك بتوزيع اوقاتك في الليل والنهار فتجعل لك ساعة لتلاوة القران مع التدبر والنظر والتفكر والالتفات الى اسراره الباطنيه ومعارفه الغيبية وساعة للعبادة والطاعة والاقبال على الصلوة والمناجاة وساعه لمطالعة كتب العلوم الدينية الحقة من احاديث اهل البيت عليهم السلام فلا تترك مطالعة كتب الاحاديث والاخبار واكثر النظر في مطالعة الاحاديث الواردة في احوال الأئمة عليهم السلام كما في كتاب الحجة من الكافي ومجلدات احوال الأئمه عليهم السلام من البحار والعوالم وكتب الصدوق رحمة الله مثل اكمال الدين وعيون اخبار الرضا (ع) والتوحيد وامثالها من الكتب مما يزيدك يقينا في اسرارهم والاطلاع على تلألؤ انوارهم سلام الله عليهم فأنك اذا عرفتهم بالنورانية اخلصت في حبهم وولايتهم فاذا وجدوا منك الاخلاص سقوك من حوضهم فلا تظمأ ابدا واعلم يقينا انك حين تنظر الى كتب العلوم فانت بمرأى منهم ومسمع فاذ انت طلبت منهم يبلغونك الى ما يحبون مما يحبه الله عز وجل ولاحظ في الاحوال كلها قوله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا وعليك بمطالعة مصباح الشريعة فانه ينور القلب ويزكي الفهم واجعل لك ساعة لمعاشرة الاخوان واذكر الله في خلال تلك الاحيان وساعة لتدبير احوال البيت واوضاعها على ما يحب الله تعالى وساعة للتفكر والنظر في المخلوقات وهكذا توزيع سائر الاحوال في سائر الاوقات ولا تغفل عن العمل بما في مصباح المتهجد من الادعية والاذكار والاوراد والاعمال وعليك بقراءة دعاء الصباح والمساء المروي عنهم عليهم السلام بطرق متعددة في كل صباح ومساء ثلاث مرات وهو : اصبحت اللهم ( معتصما بذمامك خ ) المنيع الذي لا يطاول ولا يحاول من شر كل غاشم وطارق من سائر من خلقت وما خلقت من خلقك الصامت والناطق في جنة من كل مخوف بلباس سابغة حصينة الى آخر الدعاء وهو مذكور في المصباح وذكره المجلسي ايضا في التحفة في آداب السفر فان هذا الدعاء عظيم الشأن جليل القدر يدفع به كل مكروه من مكاره الدنيا والآخرة على جهة العموم وقد جربناه واجزنا جنابك لقراءته فانه الاكسير الاعظم وعليك بمواظبة الصلوة على محمد وآله على هذه الصورة : اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم فانها مفتاح ابواب كل خير وليس لها حد موظف واقل ان تصلي كل يوم مائة مرة وفي يوم الجمعة الف مرة واذا كان لك حاجة الى الله تعالى فاطلب من الاسماء الحسنى ما يوافق حاجتك وتحسب ذلك الاسم بحساب الجمل الكبير ثم تصلي على محمد وآله بعدد ذلك ثم تذكر ذلك الاسم بذلك العدد ثم تصلي ايضا بعدد ذلك الاسم فتذكر حاجتك فانها مقضية ان شاء الله واذا طابقت اسما من اسماء الله تعالى مع اسمك في العدد واضبت عليه فانه يؤثر فيك تأثير الاسم الاعظم وكيفية اخذ العدد ان ترد الالوف والمئات والعشرات كلها بمراتبها الى الآحاد مثلا تقول في اسمك : السين ستة والعين سبعة والياء واحدة والدال اربعة والمجموع ثمانية عشر مرة ولك ان تذكره بعدد الكبير او بملاحظة الزبر والبينات في اسمك واسم والديك او في اسم ( الاسم ظ ) الاعظم البسملة وبالجملة كلما يزيد عددا يقوى تأثيرا و شرطه ان تواظب عليه بحيث يكون ملكة راسخة لك فح لا تدع ( تدعو ظ ) الله سبحانه لشيء به الا استحباب لك لكن بشرط الاقبال والتوجه واذا اصابك هم شديد فقل : لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين كل يوم ثلاثين مرة فانه مجرب جدا وللتوسعة وقضاء الحوائج الدنيوية تستغفر الله بعد كل صلوة فريضة سبعين مرة وعن النبي صلى الله عليه وآله من قال هذه الكلمات كل يوم عشرا غفر الله له اربعة آلاف كبيرة ووقاه من شر الموت وضغطة القبر والنشور والحساب والاهوال كلها وهي مأة الف هول اهونها الموت ووقى من شر ابليس وجنوده وقضى دينه وكشف همه وغمه وفرج كربه وهي هذه :

اعددت لكل هول لا اله الا الله ولكل هم وغم ما شاء الله ولكل نعمة الحمد لله ولكل رخاء الشكر لله ولكل اعجوبة سبحان الله ولكل ذنب استغفر الله ولكل مصيبة انا لله وانا اليه راجعون ولكل ضيق حسبي الله ولكل قضاء وقدر توكلت على الله ولكل عدو اعتصمت بالله ولكل طاعة ومعصية لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم هـ وهذا الدعاء المبارك احد عشر فصلا وكل فصل تقرأه لما هو له مثلا للضيق الشديد وتعسر الامور تذكر حسبي الله مأة وستة واربعين مرة وللخوف من العدو والاستيلاء والتسلط على من تريد تذكر اعتصمت بالله الفا وثمانية وستين مرة وهكذا باقي التصاريف بعدده الكبير فانه مجرب وهو احسن الادعية واسرعها اجابة وللحمي يجعل المحموم رأسه في جببه ويؤذن ويقيم او تكتب له هذه الكلمات ليستخر ( ظ) ( ليسجّز ظ ح ) بها ثلاثة ايام على الترتيب :

اليوم الاول : ف ر ع و ن ها م ا ن ق ا ر و ن ا ب ل ي س ف ي ا ل ن ا ر

اليوم الثاني : ها م ا ن ف ر ع و ن ق ا ر و ن ا ب ل ي س ف ي ا ل ن ا ر

اليوم الثالث : ق ا ر و ن ف ر ع و ن ها م ان اب ل ي س ف ي ا ل ن ا ر

انتهى وهذا ايضا مجرب جربناه مرارا كثيرة وانت مجاز عني في كل الاذكار والاوراد مما سطرنا هنا وما لم نسطر وسطره علماؤنا عن ائمتنا سلام الله عليهم ولضيق المجال اقتصرنا على هذه الكلمات وهي ان شاء الله جامعة لكل الخيرات ونسألكم الدعاء في مظان الاستجابة ولا حول ولا قوة الا بالله كتبها بيمناه الداثرة العبد الاحقر كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي حامدا مصليا مستغفرا