
من مصنفات
السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي
شركة الغدير للطباعة والنشر المحدودة
البصرة – العراق
شهر جمادي الاولى سنة 1432 هجرية
الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات بان ( ان خ ) لهم اجرا حسنا لا اله الا هو له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي بيده الخير انه على كل شيء قدير والصلوة والسلام على المخصوص بحصر وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين وعلى آله واصحابه النجوم الزهر الدرر الغرر كلمات الله الجامعة وآيات الله المجموعة واوليائه الطاهرين الى يوم الدين ولعنة الله على اعدائهم ومبغضيهم ومفرقي كلماتهم ابد الآبدين ودهر الداهرين
وبعد من العبد الذليل الغريق في لجة محيط ( في محيط خل ) المعاصي والسيئات المقيد بوثائق العلائق والشهوات التابع لهواه الخاطئ العاصي لمولاه ( هذه خل ) اعلام بوصية من الوصايا التي وصاني ( وصي خ ) بها سيدي وسنادي ومولاي وعمادي ومن حبه ذخري ليوم معادي اعلى الله مقامه ورفع في الدارين اعلامه لاملي في ملأ الناس على العام والخاص من الفرقة الناجية الاحمدية والامة الراجية المحمدية كثر الله امثالهم وبلغهم في الدنيا والآخرة آمالهم ان افتريته فعليّ اجرامي وانا بريء مما تجرمون كيف واعتقادي فيما ادين الله به انه ماكان يقول الا بما يقول به اولياء الله وامناؤه ولا ريب ان قولهم قول الله ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او قال اوحى اليّ ولم يوح اليه شيء ومن قال سانزل مثل ما انزل الله الا لعنة الله على الكاذبين فاتبع ما يوحى اليك من ربك ( اليك خل ) واعرض عن المشركين
يا اخواني في الدين واوليائي المؤمنين اوصيكم ونفسي الخاطئة الفانية اولا بتقوى الله فان خير الزاد التقوى ولباس التقوى ذلك خير واتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون وثانيا باصلاح ذات بينكم فان فيه خير دنياكم ودينكم وقد امركم الله سبحانه بهما معا في ( بهما في خل ) سورة الانفال بقوله واتقوا الله واصلحوا ذات بينكم وذات بينكم الولاية التي هي عبارة عن كلمة التوحيد وآية التفريد والتجريد واصلاح ذات البين لا يحصل الا بعد اتفاقكم على الايتلاف وايتلافكم على رفع الاختلاف ( الخلاف خل ) واختلافكم ( اتفاقكم خل ) على قطع شجرة النفاق واجتماعكم على اثبات كلمة الوفاق فان الاجتماع على كلمة الحق تنال به اقصى الدرجات العاليات والافتراق يهبط به في اسفل ( تهبط به اسفل خل ) الدركات الهاويات قل تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم واجتمعوا لان الاجتماع على كلمة التوحيد هو عبادة الله والافتراق عنها هو عبادة الشيطان والشيطان يريد ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء فلا تعبدوه بالافتراق واعبدوا ربكم بالاجتماع الماعهد اليكم يا بني آدم الاتعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد اضل منكم جبلا كثيرا افلم تكونوا ( اولم تكونوا خل ) تعقلون
واعلموا يا اخواني المؤمنين العاملين ( العالمين خ ) وتنبهوا عن نومة الغافلين اخبركم بان اليوم يوم ابتلائكم واختباركم اليوم يوم تمحيصكم وامتحانكم ( الم خ ) احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ابتلاكم الله ببلاء لا دواء له الا الاعتصام بحبل الله والتمسك بعروة الله ( بالعروة خل ) الوثقى التي لا انفصام لها والتثبت ( التشبث خل ) بالابتهال والتضرع الى الله ليجمعكم ( ليجمعنكم خ ) ليوم الجمع الذي لا ريب فيه ولا يفرق ( لا تفرق خل ) بينكم والا هيهات هيهات لما توعدون ان حسابكم الا على ربي لو تشعرون غاب عنكم وليكم وفقدتم هاديكم الى دينكم جعل الله لنا من اهله دليلا وسقاه الله في الجنة رحيقا مختوما وشرابا سلسبيلا ابتليتم بفقده ليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور فلا تغرنكم ( فلا يغرنكم خل ) الحيوة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور والله ان بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله ( قد عادت كيوم قبض الله خل ) نبيه صلى الله عليه وآله والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة ولتساطن سوط القدر حتى يعود اسفلكم اعلاكم واعلاكم اسفلكم ( حتى يعود اسفلكم اعلاكم خل ) وليسبقن سباقون كانوا قصروا وليقصرن سباقون كانوا سبقوا والله ما كتمت وشمة ولا كذبت كذبة ولقد نبأت ( نبأكم خل ) بهذا المقام وهو اليوم فالاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين فلا تقعدوا ولاتهنوا وتدعوا الى السلم ( السلام خل ) وانتم الاعلون والله معكم ولن يتركم اعمالكم ولا تركنوا الى الدنيا انما الحيوة الدنيا لعب ولهو وان تؤمنوا وتتقوا يؤتكم ( يريكم خل ) اجوركم ولايسألكم اموالكم واتقوا الله ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون فبذلك تخرجون عن ربقة الايمان والاسلام ( يخرجون عن ربقة الاسلام خل ) وتدخلون في ثلة عبدة الاوثان والاصنام قال الله تعالى ( سبحانه خل ) لنبيه صلى الله عليه وآله ان الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين فلا تتيهوا في الارض حيران كالذي استهوته الشياطين فان في كل عصر لا بد من وليّ يقوم بامر الدين ويرفع عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وهو آية آية الله في العالمين وحجة حجته ( حجة الله خل ) على الخلق اجمعين وقد جاءكم من قبل بينة ( من بينة خل ) من ربكم ورسول من انفسكم وعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون وكان شاهدا عليكم في كل ما كنتم تعملون فلما حان حينه احكم الامر واتقن ووصاني بوصايا ( بوصية خل ) شديدة في مجالس عديدة وبيّن واظهر بلسان فصيح وقول صريح تاويل آية ما ننسخ من آية او ننسها نأت بخير منها او مثلها فلا بد في كل عصر من ظهور آية بعد آية لئلا يقول احد لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع آياتك من قبل ان نذلّ ونخزى فتأملوا ولا تتيهوا واعتصموا بحبل الله واستمسكوا بعروة الله واطلبوا التوفيق والهداية من الله وقدّموا لانفسكم من قدّمه الله واختاروا لهدايتكم من اختاره الله وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله عما يشركون ولقد امرني افاض الله عليه ( من خل ) شآبيب غفرانه ورحمته ورضوانه ان اوصيكم بتقديم من هو خير منكم وما تقدّموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم اجرا فقدّموا اعلمكم واعرفكم واورعكم واسبقكم واقدمكم وازهدكم واتقيكم فان اكرمكم عند الله اتقيكم وينبغي ان يكون منكم لا من غيركم لقوله تعالى ( سبحانه خل ) ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ليجمع كلمتكم ويرفع الخلاف من بينكم فقدّموه بقول مولاكم وعمادكم وهو اصدق الصادقين واعرف العارفين يضع كل شيء موضعه ولا يغري بالباطل حاشاه ثم حاشاه ( حاشاه حاشاه خل ) سبحان ربك رب العزة عما يصفون فاصغوا الى كلامي واقبلوا قولي فاني ما اقول لكم الا الحق وما انطق الا الصدق وما ابيّن لكم الا ما سمعت ووعيت ( رعيت خل ) وحفظت ورعيت فقدّموه واختاروه ( فاختاروه خل ) على انفسكم ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جائتهم ( جائهم خل ) البينات اولئك لهم عذاب عظيم ولا تتحزبوا احزاب قوم عيسى اذ قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله واطيعون ان الله هو ربي ( الله ربي خل ) وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين ظلموا من عذاب يوم اليم ولا يقول احد لئن اطعتم بشرا مثلكم انكم اذا لخاسرون فان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يأكل مما ( وآله يأكل ما خل ) تأكلون ويشرب مما تشربون أوعجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتّقوا ولعلكم ترحمون ذلك هدي الله يهدي به من ( يهدي من خل ) يشاء من عباده ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون فلا تشركوا بالله شيئا والله يعلم اعمالكم وليبلونكم حتى يعلم المجاهدين منكم والصابرين ويبلو اخباركم فتثبتوا ( فثبتوا خل ) بالقول الثابت ولا ترتدوا على ادباركم ان الذين ارتدوا على ادبارهم من بعد ما تبيّن لهم الهدى الشيطان سوّل لهم واملي لهم يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول ولا تبطلوا اعمالكم فالمقدم عليكم انما يبلوكم الله به ليبين لكم ما كنتم فيه تختلفون فما اختلفتم فيه من شيء ( اختلفتم في شيء خل ) فلا بد من ان اليه ترجعون لان ( وان خ ) المختلفين اذا لم يلجأوا الى ركن وثيق ولم يؤمنوا به فاذا هم ( لم يؤمنوا به ان هم خل ) ( اذا هم خ ) فريقان يختصمون فريق بربهم يشركون وفريق به يؤمنون فايّ الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون فالله الله يا اخواني من الاختلاف فان الاختلاف يقطع شجرة التوحيد الاختلاف يقمع كلمة التفريد والتجريد الاختلاف يهدم بنيان النبوة الاختلاف يزلزل اركان الولاية بالاختلاف يتضعضع اساس دينكم ومذهبكم بالاختلاف ينقطع حصن ملجأكم ومهربكم بالاختلاف يشمت بكم اعدائكم بالاختلاف يذهب ( ريحكم وخل ) ريح اوليائكم الاختلاف يوقعكم في الشرك الذي لا يغفر الاختلاف يهبطكم في قعر سقر وما ادريك ( ادريكم خل ) ما سقر لا تبقى ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر وعليكم عليكم يا اوليائي المتقين بالاتفاق فان الاتفاق يقوي ظهركم ويشد ازركم الاتفاق يقصم ظهر المعاندين الاتفاق يفصم عروة المخالفين ( ويشد ازركم بالاتفاق يفصم عروة المخالفين الاتفاق ينهدم شوكة المعاندين خل ) بالاتفاق يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا والآخرة بالاتفاق الوية الولاية في الخافقين ظاهرة الاتفاق عقد محكم من الله الاتفاق عهد معهود عن اولياء الله واوفوا بعهد الله ( واوفوا بالعهد خ ) ان العهد كان مسئولا فانصروا الله باحكام عقده والوفاء بعهده فانكم ان تنصروا الله ينصركم ويثبّت اقدامكم فاتقنوا امركم بالاتفاق على واحد منكم فلا بد لكل فرقة من ملجأ ومقر ولكل طائفة من مهرب ومفر ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون ان كنتم بالله وآياته تؤمنون
واعلموا انه لا بد لتشديد بنيان الاتفاق واتقان ( اتفاق خل ) اساس الوفاق وقطع شجرة الخلاف ورفع فساد الاختلاف من بيان وصية اخرى وهي ان اخواننا ( وهي اخواننا خل ) المؤمنين على ثلثة اصناف عالم عارف ( عامل خل ) كامل وطالب جاهد ( مجاهد خ ) مشتغل وعام ( عامي خ ) قاصر جاهل ولكل رأيت منهم مقاما لو قاموا ( اقاموا خل ) انفسهم في هذا المقام وراموا ذلك المرام وسلكوا مسلكهم ونهجوا منهجهم فلا يضلون عن سبيل الله ولا يضلون ويجتمع كلمتهم وما يتفرقون ( لا يتفرقون خل ) والا لو يجدون ملجأ او مغارات او مدّخلا لولّوا اليه وهم يجمحون اما العامي الجاهل ( اما الجاهل العامي خل ) فلينظر في قوله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فلما لا يعلم ( لم يعلم خل ) يجب عليه ان يتعلم ممن يعلم ويسال عنه ويهتدي بهداه ويقتدي بتقواه ولا يرجع ( لا يلجأ خ ) الى من سواه فهو مسلم له ومطيع لامره ونهيه فليس بينهم اختلاف وجعل ( حصل خل ) فيهم الايتلاف واما القسم الطالب المشتغل فلا ريب انهم على طبقات ورفع الله بعضهم فوق بعض درجات ينبئك قوله تعالى في كتابه الكريم وفوق كل ذي علم عليم فيجب على اهل الطبقة السفلى اطاعة اهل الطبقة العليا والانقياد لهم والاقتداء بهم والاهتداء بنورهم والاخذ عنهم والحضور لديهم وسلوك جادة الانصاف والانحراف عن طريق الجور والاعتساف فيحصل بينهم الوفاق ويرفع عنهم الخلاف والنفاق فكانوا اخوانا على سرر متقابلين وبذلك يشف ( يشفي خل ) صدور قوم مؤمنين واما سلوك اهل كل طبقة بعضهم مع بعض فيجب على كل منهم لكل ( كل لكل خل ) منهم ما لم ير منه قبيحا التعديل والتوثيق والاغضاء ( الاعضاد خل ) والتجنب عن الجرح والتفسيق ( وخل ) لو رأى والعياذ بالله بعض منهم من الآخر فعلا منكرا او ( وخل ) سمع قولا زورا اعاذنا الله واياكم منه فليغضه ( فليعفيه خل ) ولا يظهره لاحد ( على احد خل ) ويتخلق باخلاق الواحد الاحد فانه ستار العيوب وغفار الذنوب ولا يحب ان تشيع ( يشيع خل ) الفاحشة في اخيه المؤمن وصديقه الحميم ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم نعم يجب عليه ان يخبره ويظهر لنفسه بقول ليّن حسن دون كلام غليظ خشن لقوله تعالى وقولوا للناس حسنا وقولا ( قولوا خل ) له قولاً ليّنا لعله يتذكر او يخشى فيرجع الى الحق الذي لديه ويتوب عما كان عليه ويمجّده ويعظّمه في حضرته ويعدّله ويوثّقه في غيبته ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله بكل ( على كل خل ) شيء عليم واما العالم العادل ( واما العالم العامل الكامل خل ) فهو الرئيس المطلق والحاكم بالحق فيجب على كل من دونه اتباعه لأن كل من دونه اتباعه ( فيجب على كل اتباعه لأن الكل اتباعه خل ) فهو حاكم مطاع وحكمه لازم الاتباع اطاعته واجبة على كل الانام ومخالفته في الشريعة والطريقة والحقيقة حرام قال ابو عبد الله عليه السلام فمن قد روى ( عليه السلام انظروا الى رجل منكم قد روى خل ) حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف احكامنا فارضوا به حكما فاني قد جعلته عليكم حاكما فاذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فانما استخف بحكم الله وعلينا رد والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله نعم يجب على هذا الحاكم العادل ان يربّي ايتام آل محمد عليهم السلام ويعلّم اطفالهم ويغضي عن قبايحهم ويؤدّبهم تاديب الوالد الشفيق لانهم بمنزلة اولاده ويجب على الوالد الرؤف العطوف الرحيم ان يتعطّف ويترئّف ويترحّم على اولاده والتحمل لجرائمه وقبايحه وشنائعه وفضائحه ( لجرائمهم وقبايحهم وشنائعهم وفضائحهم خل ) ويؤدبهم بحيث لا يفضي الى هتك ستر او كشف سر ( وكشف ضر خل ) ويجب على كل اولاده ( اولا خل ) التأدب بآدابه والتخلق باخلاقه والاخذ بقوله والعمل بعلمه ( بعمله وعلمه خل ) فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ( كأنهم خل ) وليّ حميم ومن مخالفته نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وبعد ذلك اذا كان كذلك فاين التفرقة والاختلاف واين التنازع والخلاف فاذا سلكوا هذا المسلك ونهجوا هذا المنهج ما تحسبهم الا نفسا واحدة مشتملة على اجزاء متفرقة وترى تفرقهم عين الايتلاف وما تظن ( ما يظن خ ) فيهم بعد الاختلاف ( وخ ) لو تحرك واحد منهم فكلهم يتحركون ولو سكن فجميعهم يسكنون كاليد المشتملة على اجزاء مختلفة وابعاض غير مؤتلفة ولكن مع ذلك كلها تتحرك بحركة واحدة ليست فيها اختلاف وما ترى بين بعضها مع بعض سوى المحبة والايتلاف فاستقرّوا وثبّتوا بالقول الثابت ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا ولا تفرقوا ولا تنازعوا ( لا تتنازعوا خل ) فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم ترحمون ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون رحم الله امرءا وجد عملا صالحا فرآه حسنا ويعمل ( رآه حسنا تعمل خل ) به ويتجنب ( تجنب خل ) عن مخالفته فوقّروا اشياخكم وقدّموا علمائكم وكبّروا كبراءكم وعظّموا نظراءكم ولا تحقروا صغاركم واكرموا اتقياءكم والتمسوا عبادكم واقتدوا بزهادكم وتبرّكوا باوليائكم ولا تفسدوا في الارض ولا تقطعوا ارحامكم وان تتولّوا يستبدل قوما غيركم ( يستبدل بكم غيركم خ ) ثم لا يكونوا امثالكم
واعلموا يا اخواني اني لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول لكم اني ملك ان اتبع الا ما يوحى اليّ ولا اتبع اهواءكم قد ضللت اذا وما انا من المهتدين واني على بينة من ربي وآمنت بما انزل الله من كتاب وامرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا اعمالنا ولكم اعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا واليه المصير واحذروا كيد الشيطان ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعوا حزبه ليكونوا من اصحاب السعير يا اصحابي سمعتم قولا سديدا وحثّا ( حشا خل ) شديدا فلا تقولوا الا قولا سديدا لان ( الان خل ) هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا قد جاءكم بصائر من ربكم فمن ابصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما انا عليكم بحفيظ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ربنا انك جامع الناس ليوم لا ريب فيه ان الله لا يخلف الميعاد اللهم انا نشكو اليك فقد نبينا وغيبة ولينا وكثرة عدونا وقلة عددنا وشدة الفتن بنا وتظاهر الزمان علينا فصل على محمد وآله واعنّا على ذلك بفتح منك تعجله وبضرّ ( وضرّ خ ) تكشفه ونصر تعزه وسلطان حق تظهره لتقوي به ظهرنا واشدد به ازرنا كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا وبما في ضمائرنا وسرائرنا عليما خبيرا
ولجميع المطالب والمقاصد ورفع المهمات وقضاء الحوائج ودفع ( رفع خل ) الاعادي وترويح ( لترويح خل ) الروح الاقدس والضريح المقدس لمولانا وسيدنا اعلى الله مقامه فاتحة ( الفاتحة والسلام على اهل السلام ورحمة الله خل )