فائدة في علم الله تعالى (بالمعلومات)

الشيخ أحمد الاحسائي
النسخة العربية الأصلية

الشيخ أحمد الاحسائي - فائدة في علم الله تعالى (بالمعلومات)

فائدة في كيفية تعلق علم الله بالمعلومات

من مصنّفات

الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي

حسب جوامع الكلم – المجلد الثاني
طبع في مطبعة الغدير – البصرة
في شهر ربيع الاخر سنة 1430 هجرية

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه ثقتي

( الحمد لله رب العالمين والصلوة على محمد واله الطاهرين اما بعد خ‌ل )

قال العبد المسكين احمد بن زين ‌الدين الاحسائي في بيان ما يمكن العبارة عنه من صفة تعلق علم الله بالمعلومات من حيث هي معلومات اذ بدون تلك الحيثية لا سبيل للممكن اليه وتلك الصفة صفة رسم لا صفة قدم فان القديم يتعالى عن الحدوث بكل اعتبار والعبارات تعبير وتفهيم وان ( وان كان خ‌ل ) ذلك النظر بعين منه فان ذلك النظر وتلك العين من المعاني وهي ( هو خ‌ل ) فينا من المعاني السفلى وهي من المعاني العليا كالشعاع من المنير وتلك العليا هي التعين الاول وهو اول مظاهر الذات فافهم

فاقول اعلم ان الله سبحانه علم المعلومات بعلمه الذي هو ذاته اذ لا شيء غيره بما يمكن في ذواتها وما يمتنع في رتبة الامكان وهو اذ ذاك عالم اذ لا معلوم وعلمه بها هو كينونة ( بها هي كينونية خ‌ل ) الذات على ما هي عليه مما ( بما خ‌ل ) له لذاته بلا اختلاف ولا تكثر وهو الربوبية اذ لا مربوب فاقتضت ذواتها بما هي مذكورة به في كل رتبة من مراتب الوجود ( الوجوب خ‌ل ) والجواز من الازل الى الحدوث ( الحدث خ‌ل ) الى الابد الذي هو ذلك الازل ما يمكن لها ويمتنع في الامكان كل ( في كل خ‌ل ) رتبة بحسبها من صفة الكينونة التي هي ربوبية تلك الاقتضاءات وتلك الصفة هي نور الكينونة وظلها وتلك الاقتضاءات هي سؤال المعلومات ما لها من تلك الصفة فحكم لها ثانيا حين سألها بسؤالها بما سألته في كل رتبة بما لها فيها وهذا الحكم هو تلك الصفة التي هي ظل الكينونة وهو ( هي خ‌ل ) الربوبية اذ مربوب وبها قام كل مربوب في كل رتبة بحسبها وتلك المعلومات بكل اعتبار لا شيء الا انها لا شيء في الازل بمعنى الامتناع الا بما هي شيء في ( وفي خ‌ل ) الحدوث بمعنى الامكان في الامكان واما في الامكان فهي شيء بما شاء كما شاء يعني انها شيء بذلك الحكم وهو ظل الكينونة فاعطاها بحكمه ومشيته ما سألته من الوجود وامكن فيها ما اقتضته من الامكان وان لم ‌تقتضه في الوجود فما لم‌ تقتض وجوده في الوجود تقتضي وجوده في الامكان وهاتان الرتبتان اقتضاء ما يمكن لها من تلك الصفة المذكورة لانه اذا شاء اقتضت ما في الوجود في الامكان وما في الامكان في الوجود لان ذلك هو ما لها من تلك الصفة التي هي المشية التي بها الاقتضاء وذلك حكم الاختيار الربوبي فلم ‌تقتض الا ما شاء لان مشيته هي الربوبية اذ مربوب وهي صفة ( الصفة خ‌ل ) الربوبية اذ لا مربوب كما مر ولم ‌يشأ الا ما اقتضت به ( اقتضته خ‌ل ) من مشيته وتلازمهما في التحقق الظهوري وتقدم المشية على الاقتضاء ذاتا كمثل تلازم الفعل والانفعال في التحقق الظهوري كالكسر والانكسار وتقدم الكسر على الانكسار ذاتا وان تساويا ( تساوقا خ‌ل ) في التحقق الظهوري وتلك الربوبية اذ لا مربوب التي هي الكينونة ( الكينونية خ‌ل ) كما مر هي علمه بمخلوقاته اولا وصفتها التي هي ظل الكينونة ( الكينونية خ‌ل ) والربوبية اذ مربوب علمه بمخلوقاته ثانيا قال تعالى اشارة الى الرتبتين ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء فما شاء من علمه يحيطون بشيء منه كما شاء فافهم وهذا العلم الذي لا يحيطون بشيء منه اي الكينونة ( منه هي الكينونية خ‌ل ) هو من علمه بذاته الذي هو ذاته كيدك منك كما في رواية حمران بن اعين عن ابي ‌جعفر عليه السلم وكما في رواية هشام بن الحكم عن ابي ‌عبد الله عليه السلم وله المثل الاعلى في السموات والارض وهو السميع العليم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ( وصلى الله على محمد وآله الطاهرين خ‌ل )

وكتب منشيها في ١٢ من شهر ربيع المولود (ص) سنة ١٢١١ ( ١٢١٠ خ‌ل ) حامدا مصليا مسلما مستغفرا مستقيلا

المصادر
المحتوى