هل يصدر من الواحد اكثر من واحد

الشيخ أحمد الاحسائي
النسخة العربية الأصلية

الشيخ أحمد الاحسائي - هل يصدر من الواحد اكثر من واحد

رسالة في انه هل يجوز ان يصدر من الواحد اكثر من واحد

والظاهر والله اعلم انها

من مصنّفات

الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي

حسب جوامع الكلم – المجلد الثاني
طبع في مطبعة الغدير – البصرة
في شهر ربيع الاخر سنة 1430 هجرية

بسم الله الرحمن الرحيم

قال : مسئلة - هل يجوز ان يصدر من الواحد اكثر من واحد ام لا والبرهان على الحق منهما فان كان الثاني وليس الا النور المحمدي صلى الله عليه وآله فاي شيء صدر عنه ثم اي شيء حتى ينتهي الى هذه النشأة
اقول اعلم ان الواحد البسيط كل جهة بحيث لا يمكن ان يعتبر فيه لذاته جهة وجهة ولا حيث وحيث ولا اعتبار واعتبار لا يصح ان يوصف بصفات متعددة من هذه الحيثية بكل اعتبار هذا حكم الذات وصفاتها الذاتية من ان يوصف بالحيوة والعلم والقدرة والسمع والبصر الى غير ذلك فهذه الصفات وان كانت عين الذات وكل صفة نفس الاخرى كما قال الصادق عليه السلام يسمع بما يبصر به الخ الا انها متعددة بالاعتبار والتسمية من جهة تعدد آثارها فاما الواحد بالاعتبار الاول فلا يصح ان يصدر عنه اكثر من واحد لانه لو صدر عنه اكثر من واحد لكان ما زاد على الواحد اما ان يكون صادرا عنه او لا الثاني خلاف المفروض فلا يصح والاول ان كان ما زاد على الواحد هو الواحد ولا تميز بينهما ولا اثنينية فلا زيادة وان تحققت الاثنينية ثبت خلاف المفروض وهو باطل لان المفروض الا جهة وجهة فلا يكون التعدد الا عن متعدد ولو بالاعتبار والمفروض الا تعدد ولو بالاعتبار واما الواحد بالاعتبار الثاني فيصح ان يصدر عنه اكثر من واحد لاعتبار تعدد الصفات فان زيدا اذا كان عالما وصائغا ونجارا صح ان يصدر عنه العلم باعتبار علمه والصياغة والنجارة كذلك ولكن الواقع انه ما صدر عنه سبحانه الا واحد الا ان ذلك الواحد قد جمع مظاهر صفات الذات فهو في نفسه واحد ومتعدد باعتبار فتكثرت الافاعيل باعتبار تعدده لان الواحد الحق سبحانه واحد وباعتبار دون ذلك وصف نفسه بصفات فاول فائض عن الحق سبحانه هو عالم الامر والابداع والمشية والارادة وكلها معنى واحد وان اختلفت اسماؤها كما قال الرضا عليه السلام الابداع والمشية والارادة ثلثة ومعناها واحد وجميع هذا العالم على اختلاف مراتبه بسيط ليس فيه كثرة ولا تعدد الا انفسها ولكنه انما يتكثر اثره بتعدد قابليات مفعولاته ثم كان اول صادر عنه العقل الاول نسبته اليه وصدوره عنه كالسراج عن النار كما اشار اليه سبحانه في قوله مثل نوره اي العقل الاول الى ان قال تعالى يكاد زيتها يضيء ولو لم ‌تمسسه نار نور على نور فالزيت قابلية وهو الدواة الاولى والبلد الميت والارض الجرز والنار هو المشية والسحاب المتراكم والكلمة التامة ويجمع النار والزيت المصباح فقوله تعالى كن يشير الى المشية والابداع بالكاف والى الدواة الاولى والارض الجرز والبلد الميت بالنون فافهم وكان العقل الاول بسيطا وهو الالف القائم فلا كثرة فيه باعتبار التشخص الصوري واما باعتبار التشخص المعنوي ففيه كثرة لانه مجموع المعاني المجردة عن المادة والصورة والمدة ثم كان اول صادر عن العقل الاول النفس الكلية وهي مجموع الصور المجردة عن المادة والمدة وهو اللوح المحفوظ والكتاب المسطور والالف المبسوط و النور الاخضر الذي اخضرت منه الخضرة كما ان العقل الاول هو القلم والطور والنور الابيض الذي منه البياض ومنه ضوء النهار وبينهما برزخ لا يبغيان وهو الروح الاولى ونفخت فيه من روحي وشكله بين شكل العقل الذي هو القائم وبين شكل النفس الذي هو الباء المعبر عنه بالالف المبسوط وشكل هذا بينهما

هكذا

بعضه قائم وبعضه مبسوط لانه مجموع الرقائق ومثل الصور المجردة التي في الروح نسبتها من صور اللوح المحفوظ نسبة عالم المثال من الاجسام وهو نور اصفر منه اصفرت الصفرة ثم كان اول صادر عن النفس الكلية الطبيعة الكلية وهو نور احمر بسيط منه احمرت الحمرة وشكله شكل جيم وهو الالف الراكد ثم كان اول صادر عن الطبيعة الكلية هيولي الكل وهي آخر المجردات وقولي اول صادر عنه مجاز واما الحقيقي من القول فاول صادر عن الله سبحانه عالم المشية بتوسط نفسها لا غير لانه خلقها بنفسها وصدر العقل عن الله سبحانه بواسطة المشية وصدر الروح الكلية عن الله بواسطة المشية والعقل وصدر النفس الكلية عن الله بواسطة المشية والعقل والروح وصدر الطبيعة الكلية عن الله بواسطة ما ذكر وصدرت هيولي الكل عن الله بواسطة ما تقدمها وصدر عالم المثال وشكل الكل عن الله بواسطة ما تقدمه وصدر جسم الكل عن الله بواسطة ما قبله وصدر الفلك الاطلس عن الله بواسطة ما سبق ذكره وصدر الفلك الكوكب عن الله بواسطة ما سبقه وصدر فلك الشمس عن الله بواسطة ذكر وصدر فلك الزحل وفلك القمر عن الله بواسطة ما ذكر وبواسطة فلك الشمس وخصوص العقل الاول وصدر فلك المشتري وفلك عطارد عن الله بواسطة ما ذكر وبواسطة الشمس وخصوص النفس الكلية وصدر فلك المريخ وفلك الزهرة عن الله بواسطة ما ذكر وبواسطة الشمس وخصوص الطبيعة الكلية وصدر عن الله بواسطة ما سبق كرة النار وصدر عن الله بواسطة الجميع الهواء وصدر الماء عن الله بتوسط الجميع وصدرت الارض عن الله بتوسط الجميع وكذلك صدر المعادن عن الله بتوسط الجميع وكذلك صدر النباتات بتوسط ما قبله مما ذكر وكذلك صدر الملك وكذلك صدر الجان وكذلك صدر الانسان فهذا ترتيب مراتب كليات الوجودات على سبيل الاختصار والاقتصار

واعلم ان نور المحمدي صلى الله عليه وآله له مراتب اعلاها مقام او ادنى وهو بحر المشية ودونه مقام قاب قوسين وهو مقام العقل الاول والاسم البديع ودونه مقام الحجب والاسم الباعث

فالاول مقام لنا مع الله حالات هو فيها نحن ونحن هو وهو هو ونحن نحن

والثاني مقام اوحينا اليك روحا من امرنا الآية

والثالث مقام الروح الذي على ملئكة الحجب الذي اشار اليه عليّ بن الحسين عليه السلام في صحيفة السجادية في دعائه للملائكة فانه عليه السلام ذكر الروحين فقال عليه السلام والروح الذي على ملئكة الحجب والروح الذي هو من امرك والسلام على من اتبع الهدى

المصادر
المحتوى