
حسب جوامع الكلم – المجلد التاسع
طبع في مطبعة الغدير – البصرة
في شهر ربيع الاخر سنة 1430 هجرية
مما قال احمد بن زين الدين في رثي ابي عبد الله الحسين عليه السلم :
نَعَى النَّعِيُّ مُصَابَ الهَاشِميّينَا كَأَنَّ عاشورَ بالاَحْزَانِ يَعْنينا
فقُمْتُ في الحالِ عن تَمْييزِ رُزْئِهِم بالحُزْنِ اِذْ صَدَحَ النَّاعي به فينا
لِلّهِ رُزْءٌ جَليلٌ لَا يُرَى اَبداً اِلَّا لِتَقْطيعِ اَكْبادِ ٱلمُحِبّينَا
رُزْءٌ لَهُ فَجْعَةٌ طَمَّتْ فَكَانَ بِهَا عَنْ كُلِّ نائبَةٍ نابَتْ تَأَسّينَا
هذَا العُلُوُّ الكبيرُ الخَطْبِ موقِعُهُ تَدبَّرُوا سورةَ الاِسْرَاءِ تَالينَا
هذَا الَّذي لَمْ يَدَعْ للمؤمنينَ عُلاً ولا سُروراً ولَا دُنْياً ولَا دينَا
يا لَلرِّجَالِ عجيبٌ ذَا ٱلمُصَابُ اَمَا نَرى لَنا مُسْعِداً بالنَّوْحِ مَحْزُونَا
لِاَنَّهُ رُزْءُ فَرْدٍ لَا نَصيرَ لَهُ بينَ المَلاعينِ مِنْ بعدِ المُحَبينَا
لَهْفِي لَهُ في رجالٍ اَبْرَقُوا وهُمُ ظُبَا القَنا وضياءٌ في الدّياجينَا
كَم قَدْ سَقَوْا فاجِراً كأسَ الرَّدَى وغدا يُسْقى بذلِكَ زَقُّوماً وغِسْلينَا
وكَمْ اَبادُوا مِنَ الاَعْدا بِضَرْبِهِمِ جَمّاً غَفيراً واِنْ كانُوا قَليلينَا
لِيَهْنِهِم اِذْ دعَا الدّاعي لِحَيْنِهِمِ تَصَارَخُوا لِمُنَاديهِمْ مُلَبّينَا
فَجَرَّدُوا لِموَاضِي العَزْمِ وادَّرَعُوا قلوبَهُمْ فَاَتَوْا لِلمَوْتِ مَاشينَا
فعَانَقُوا لِرِضَاهُ الْبيضَ واسْتَبَقُوا اِلَيّ الفَنَا بالْقَنَا والبيضِ رَاضينَا
حَتّى قَضَوْا فاِذا قَدْ صَارَ فِعْلُهُمُ اَنْ عَانَقُوا مِنْ عَطَاهُ الْخُرَّدَ الْعينَا
بينَ الصِّفَاحِ وسُمرِ الخَطِّ مَصْرَعُهُمْ وحُزْنُهُمْ في حَشَاشَاتِ الْمُوَالينَا
يَا لَيتَني مِتُّ فيهِمْ بَيْنَ سَيِّدِهِمْ ومِثْلُ اُمْنِيَّتي جَهْدُ الْمُقِلّينَا
يَا لَيتَني مِتُّ فيهِمْ كَيْ اُعَدَّ غَداً فِي السَّابِقينَ الْمُجَلّينَ ٱلْمُصَلّينَا
يَا لَهْفَ نَفْسي لِمَوْلايَ الحُسينِ وقَدْ اَضْحى فَريداً وَحيداً بَيْنَ غازِيْنَا
(كُلٌّ حَريصٌ عَلَى اِتْلافِه فَلِذَا ابَدْوا مِن الحقدِ ما قَدْ كَانَ مَدْفُونَا خ ل )
يَدْعُو اَمَا مِنْ نَصيرٍ جَاءَ يَنْصُرُنَا اَلَا رَحيمَ مُحامٍ جا يُواسينَا
اَلَا عَطُوْفَ لِوَجْهِ اللّهِ يَرْحَمُنَا اَلَا رَؤفَ بِنَا راجٍ يُراعينَا
اَلَا سَخِيَّ يَبيعُ اللّهَ مُهْجَتَهُ في نَصْرِنا بِجِنَانِ ٱلخُلْدِ يَاتينَا
نَحْنُ وَدَائِعُ جَدّي عِنْدَكُم فاِذَا خُنْتُمْ اَمَانَتَهُ ماذَا تَقُولُونَا
( فَلَنْتُطيعُوا العَلِيَّ حتّى تُطيعُونَا ولا تُحِبُّونَهُ حتّى تُحِبُّونَا خ ل )
نَقْضي عَلَى عَطَشٍ والمَاءُ ماءُ اَبِي وَمَاءُ جَدّي واَنْتُمْ لَيسَ تَسْقُونَا
فحَلَّ فيهِمْ كَشاءٍ حَلَّ ذُو لُبَدٍ فيها كذلكَ هُمْ عَنْهُ يفِرُّونَا
اَوْ اَنَّهُ مَلَكٌ ينْقَضُّ مِن فلَكٍفي كفِّه كوكبٌ يَرمِي الشَّيَاطينَا
حَتَّى قَضَى بالظَّما حَرَّى حَشاشَتُهُ في ناصِرينَ بِجَنْبِ النَّهْرِ ظامينَا
اَفْدي لهُ مِنْ عَلَي المَيْمونِ حين هَوى علي الثَّرى عاثِراً اِذْ كَانَ مَيْمُونَا
اَفْديه اِذْ قُطِعَتْ اَوْداجُهُ وغَدا كريمُهُ فِي القَنا كالبدرِ تَبْيينَا
اَفْديه اِذْ خَبطتْهُ الخيلُ ( الجردُ خ ل ) راكِضةً حتّى غَدا جِسْمُهُ بالرّكْضِ مَطْحُونَا
عُقِّرْتِ كيف خَبطْت قَلْبَ فاطِمَةٍ وحَيْدرٍ وحَشَا خَيْرِ النَّبِيّينَا
اَبْكيه ملْقىً ثَلاثاً لَا يُجَهِّزُهُ الَّا الاَعَاصيرُ تَحْنيطاً وتَكْفينَا
وليْسَ زُوَّارُهُ الَّا الفراعِلُ اَوْضَبْعٌ وسَبْعٌ اَوِ الاطْيارُ تَبْكينَا
وَحَولَ مَصْرَعِه غُبْرٌ مَلائِكةٌ لا يفتُرُونَ فهُمْ شُعْثٌ يَنُوحُونَا
ابْكيهِ اَمْ لليَتامَي اَمْ لنِسْوتِه صوارِخاً حاسراتٍ بين سَابينَا
اَلَا ابْكِ كلَّهُمُ اوْ فابْكِ بعْضَهُمُ فجُزْؤُ ذلِكَ في الاحزانِ يَكْفينَا ( تكفينا خ ل )
وَما نَسيتُ فلَا انْسَى النِّساءَ لَها نَدْبٌ يَشُبُّ الجوَى شَدّاً وتَهْوينَا
كمثلِ زينبَ اِذْ تدعُو الحسينَ اَلَا يا كَافلي مَنْ يُرَاعينَا ويَحْمينا
يا نُورَ دينِيَ والدُّنْيَا وزينَتَهَا يا نُورَ مَسْجِدِنَا يا نُورَ نَادينا
وَاضَيْعَتي يا اخي مَنْذَا يُلَاحِظُنَا مَنْ كَانَ يكفِلُنا مَنْذَا يُدَارينا
خَلَّفْتَنا للعِدَا مَا بينَ ضارِبِنَا وبَيْنَ سَاحِبِنَا حيناً وسَابينَا
كُنَّا نُرَجّيكَ للشِّدَّاتِ فانْقَلَبَتْبنَا اللّيَالي فخابَ الظَّنَّ راجينَا
يا ليْتَني متُّ لَمْ اَنْظُرْ مَصَارِعَكُمْاَ وْلَمْ نَرَ الطّفَّ مَا عِشْنَا ولا جينَا
لِلّهِ مَقْتُولُنَا لِلّهِ فانينَا لِلّهِ غابِرُنَا لِلّهِ مَاضينا ( بَاقينَا خ ل )
لِلّهِ فَجْعَتُنَا لِلّهِ مَصْرَعُنَا لِلّهِ اَوّلُنَا لِلّهِ تَالينَا
هَا مَنْ لِثَكْلَي رَمَاهَا الدّهرُ غافِلةً مِن الرّزايا بِاَدْهَي الخَطْبِ تَعْيينَا
هَا مَنْ لِمَنْ اَوْحَشَتْ اَبْياتُهُمْ لَهُمُ وهُمْ بَقُوا بصَحارِي الطَّفِّ ثاوينَا
اُخَيَّ هذَا ابْنُكَ السَّجَّادُ يَعْثُرُ في قُيُودِه وهُوَ يَبْكيكم ويَبْكينا
اُخَيّ ها هُمْ يُريدُونَ المسيرَ بِنَا الى ابْنِ مرجانةٍ عنكُمْ لِيُهْدُونَا
اَسْتودِعُ اللّهَ مَنْ لَمْتُرْجَ اَوْبَتُهُ مِن نازِحِ الدّارِ عنّا رأسُهُ فينَا
وسيَّرُوهُمْ عُرايَا فوْقَ عارِيَةٍ دَبْرَى ولا رِفْقَ في المَسْرَى ولَا لينَا
حتّى اتَوْا كوفةً للشّامِتينَ ضُحىً ( بِهِمْ خ ل )مكشَّفينَ عَلَى الاَقْتَابِ عارينَا
والرأسُ فوقَ سنانِ العلجِ يَقدُمُهُمْ كبَدْرِ تمٍّ سَماهُ فوْقَ هَيْعُونَا
لَهُ رُؤُسُ الاُولَى فازُوا كأنَّهُمُ كواكِبٌ زَهَرتْ وَهْناً لِسَارينَا
واهْلُ كوفانَ منهُمْ شامِتٌ بِهِمُ قَريرُ عينٍ ومنْهُمْ مَنْ يَنُوحُونَا
وفي السّبايَا علِيُّ بنُ الحسينِ على بَعيرِه وهو فيما قال يُشْجينَا
يا اهلَ كوفَانَ كم ذا تضحَكونَ وكَمْ تُبالغُونَ بمَا فيهِ تَأَذّينَا
يا اُمّةَ السُّوءِ لا سَقْياً لِرَبْعِكُمُ يا اُمَّةً لَمْ تُرَاع ( لم تُرَاعِي خ ل ) جَدَّنا فينَا
لو اَنَّنا ورسولَ اللّهِ يجمَعُنَا يومُ القِيمَةِ مَا كنتُمْ تقولونَا
تُسَيِّرونَا عَلَى الاقْتابِ عارِيَةً كَأنَّنَا لَمْ نُشَيِّدْ فيكمُ دينَا
بَني اُمَيَّةَ ما هذا الوُقُوفُ عَلَى تِلكَ المَصائبِ لا تُصْغُوا لِدَاعينَا ( لا تلبُونَ دَاعينا خ ل )
تُصَفِّقُونَ علينا كَفَّكُمْ فرَحاً وانتُمُ في فجاجِ الارضِ تَسْبُونَا
أليْسَ جَدِّي رسولُ اللّهِ ويلكُمُ اهدَى البرِيَّةَ مِنْ سُبلِ المُضِلّينَا
يا وقْعَةَ الطفِّ قَدْ اوْرَثْتِني حَزَناً اللّهُ يَهْتِكُ اَسْتارَ المُسيئينَا
اورثتِ ( البَسْتِ خ ل ) قَلْبِيَ اَحزاناً تَجدَّدُ مَاكَرَّ الجَديْدانِ لا تَبْلَى وتُبْلينَا
فَكُلُّ اَرْضٍ ويومٍ كربلَاءُ وعَاشُورَا وشَخْصُكُمُ ( شخْصُهُمُ خ ل ) لِي نصْبَ رائينَا
يَا سَادَتي عَبْدُكُمْ يَبْكي مَصَابَكُمُ لَهُ مَدامِعُ تَحْكِي الهُطَّلَ الْجُونَا
مِنْ نُونِ مُقْلَتِه في نَظْمِ قافِيَةٍ رَوِيُّهَا النّونُ فيكم يَا بَنِي نُونَا
غَرّا بِحُسْنِكُمُ فَقْمَا بِحُزْنِكُمُ ثَكْلَى لِمَا ( بما خ ل ) نَابَكُمْ يَا ابْنَ الكَرِيْمينَا
( مسرورةً « مسرورةٍ » بِكمُ مَحْزُونَةً « مَحْزُونَةٍ » لَكُمُ جاءَتْ بذلِكَ تفريحاً وتَحْزينَا خ ل )
مِنْ اَحْمَدٍ نَجلِ زين الدين عَبْدِكُمُ تَقَبّلوا يا بَني طَاهَا ويَاسينَا
كُونُوا لَنَا فَوقَ مَا نَرْجُوْ بِحُبِّكُمُ فَما لَنا في غَدٍ اِلَّا مَوَالينَا
صَلَّى الاِلهُ عَلَيْكُمْ ما هَدَى بكُمُ مَا في خَزَائِنِه يَا خَيْرَ هَادينَا
وقال ايضا :
نفحَاتٍ من روَابي نَجْدٍ بَرِّدي وَجْدي بِرَدِّي وَجْدِي
وانْفُخي فِي الرّوحِ مَا يَنْعَشُني وَانْفَحي بالرَّوْحِ جِدّي جِدّي
وَاعْهَدي رَيَّ عِهَادٍ هَطَلَتْ بَلّ لُبّي واَرَاني عهدي
واخبِري اَهْلَ اللِّوا ( اللوي خ ل ) ما فَعَلُوا والحِمى والمُنْحَنى مِنْ بَعدي
قَطَنُوا في رَبعِهِمْ اَم ظَعنوا فعسى يَهْدي اليهِم نَجدي
لَيْتَ شِعري اِذْ مَضَوا هَلْ عَلِمُوا اَنّهُم دُونَ البَرايَا قَصْدي
فَارقُوني لا لِتَقْصيرِهِمُ بَلْ لِذَنبي وقُصُورِ الجَدِّ
رَجّعَ ( ارجع خ ل ) اللّهُ لُيَيْلَاتي بِهِم وَارَاني قُربَهُم في بُعْدي
وَلَهُم عندي بأرضٍ وطئوا وضعُ خَدّي وهْوَ فَخْرٌ عندي
صاحِ ما حَالَةُ مَنْ فارَقَهُم وَرُمِيَ مِنْ دَهْرِه بِالضِّدِّ
زَمَنٌ اَسْلَمُ مَا اَعرِفُهُ اَنَّهُ بي مُنْطَوٍ بِالْحِقْدِ
كَمْ عَلى اَهْلِ العُلى فادِحُهُبِ خطُوبٍ رَدَّدَتْ مَا يُبْدي
وَلَهُ كُلَّ صَباحٍ ومَساء دَائِرَاتٌ بأُهَيْلِ الْمَجْدِ
عِتْرَةِ الْمُخْتَارِ قَدْ فَرَّقَهُمْ كُلَّ نَجْدٍ بَيْنَهُ اَوْ وَهْدٍ
فَقَضى في فَرْضِه حَيْدَرَةٌ بِحُسامٍ لِلْمُرادي مُرْدي
وَاُهينَتْ فَاطِمُ بَلْ ضُرِبَتْ وَ قَضَتْ مَغْصُوبَةً لِلرِّفْدِ
وَاسْتَقَلُّوا لِأَذَاهَا حَنَقاً ثُمَّ زَادُوهَا بِقَتْلِ الْوُلْدِ
فَسَقَوْا شَبَّرَهَا سَمَّهُمُ فَقَضى لَهْفي بِسَمٍّ صَرْدٍ
وَحُسَيْنٌ قَلْبُهَا مُهْجَتُهَا جاءَهُمْ لَمَّا دَعَوْهُ يَهْدي
فَتَعَاوَوْا حَوْلَهُ اَكْلُبُهُمْ كُلّ نَغْلٍ وخَبيثٍ وَغْدٍ
جاءَهُمْ في نَفَرٍ قادَهُمُ لِلْفَنا وهْوَ لَهُمْ كَالشَّهْدِ
شُهَدَا يَقْدِمُهُمْ شاهِدُهُمْ اُسُداً اَكْرِمْ بِهِمْ مِنْ اُسْدٍ
واَشِدّاءُ عَلَي الْكُفّارِ مامَ اوَنَوْا في حَرْبِهِمْ عَنْ شَدٍّ
كَمْ اَبَادُوا مِنْ رَجيمٍ وهُمُ يا رَعَي اللّهُ قَليلُ الْعَدِّ
فَقَضَوْا يا لَيْتَني كُنْتُ بِهِم غَيْرُ اَنَّ الجَدَّ اَصْلُ الرَّدِّ
وحُسَيْنٌ بَعْدَهُم اِذْ قُتِلُوا صَارَ فَرْداً وهْوَ سِرُّ الْفَرْدِ
دَاعِياً يا قَوْم مَنْ يَنْصُرُنَا وَهْوَ مَعْنَا في جِنَانِ الْخُلْدِ
فَاَجَابُوهُ الْعِدى سَوْفَ تَرَى كُلَّ مَكْرُوهٍ بِضَرْبِ الْهِنْدِ
قَتَلُوهُ ظامِئاً بَلْ قَطَعُوا رَأْسَهُ مِنْهُ بِمَاضِي الْحَدِّ
ثُمَّ عَلَّوْهُ بِرُمْحٍ فَاِذاً هُوَ كَالْبَدْرِ بِبُرْجِ السَّعْدِ
وَرُؤُسٌ مِنْ ذَراريهِ كَما اَنْجُمٌ تَزْهُو بِلَدْنِ الْجُنْدِ
ذَبَحُوا اَطْفالَهُمْ ثمَّ رَمَوْا شَعَلاً اَبْيَاتَهُمْ عَنْ عَمْدِ
وَحسينٌ شِلْوُهُ قدْ كسَرُوا ظهرَهُ القومُ برَكْضِ الجُرْدِ
فاطِمٌ لوْ خِلْتِه حينَ هَوى فِي الثّرى ملقىً عفيرَ الخَدِّ
ناشِفَ القَلْبِ تلظَّى ظمَأً رامِقَ الاَهْلِ مُدِيمَ المَدِّ
فَبِعِلْمٍ مِنْكَ مَا قَدْ فَعلُوا فَعليهِمْ سَيِّدِي اَسْتَعْدِي
بكَ يا رَبِّ وطَوْراً وَجَعاً قائلاً يا أَبتي يا جَدّي
وَاِذِ اسْتَسْقَي فَلَمْ يُسْقَ وقَدْ قتلوهُ ظامياً في جَهْدِ
وَالفراتُ البارِدُ الماءِ به مَرْتَعُ الكَلْبِ ومَأْوى القِرْدِ
وَعلى جُثْمانه خَيْلُهُ مُتارةً تَجْري وطوراً تَرْدي
وَالثَّرى مِنْ رَكْضِهَا مَازَجَهُ فَلِذَا تُرْبَتُهُ كَٱلنَّدِّ
تنْسُجُ الرِّيحُ عليْهِ حُلَلاً بالعَرَا مِنْ بعْدِ سَلْبِ البُرْدِ
وَمَصُوناتِكِ حقّاً سَلَبُوا وسبوهُنَّ بسَبْي كَلْدِ
ثمّ دنوْا ناقضاتٍ لهُمُ اَرْكبُوهنَّ بغَيْرِ الوَطْدِ
اَرْدَفوهنَّ يتامَى مَعَها جُوَّعاً عَطْشَى بحالٍ كَدِّ
لو نَظَرْت لِوُجُوهٍ برزَتْ كدَنَانيرَ انْجَلَتْ بِالنَّقْدِ
فهِيَ لِلمَسْرَى ولِلْجُوعِ ومَا وجَدَتْ في رُزْئِهَا مِنْ وَجْدِ
وَالظّمَا والسَّبِّ والضَّرْبِ على رأسِها مِنْ فاجرٍ مُرْتَدِّ
وَاُحيلَتْ حَالُهَا حائِلةً اُبْدِلَتْ منْها بِحَالٍ كَمْدِ
وَاذَا حَثُّوا بِهَا السَّيْرَ دعَتْيا حِمَانَا لزمَانٍ بَدِّ
كَمْ ضُرِبْنَا اِنْ وَنَتْ اَوْ عَثَرَتْ اِبْلُهُمْ في مَشْيِهَا وٱلوَخْدِ
وَلَها في السَّبْيِ نَوْحٌ وبُكَا وصُرَاخٌ هَدَّ صُمَّ ٱلصَّلْدِ
وَابْنُكِ السَّجَّادُ قادُوهُ وقَدْ ضَربُوهُ في ٱلسِّبَا كٱلعَبْدِ
وَحُسَيْنٌ تَرَكوهُ هَمَلاً ليْتَ رُوحي لحسينٍ تَفْدِي
وَرأيت مِنْهُمُ فِعْلَهُمُ فيهِ من شَيْءٍ أَتَوْهُ اِدِّ
لَاشْتَرَيْتِ الرُّوحَ بالرُّوحِ وهَلْلَ وْتُرَى عنْدَ الاَماني تُجْدِي
فاسْتَعِدّي لمصَابٍ جَلَلٍ واَديمِي النَّوْحَ وُسْطَ اللَّحْدِ
وَعَلَيْكِ اليوْمَ يا سَيِّدَتييَ خْلُفُ اللّهُ المُعيدُ المُبْدِي
جعَل اللّهُ لكِ اليومَ جَزا قَلْبِكِ المكْسُورِ حُسْنَ الوَعْدِ
يا لَها مِن نَكبةٍ فادِحةٍ وَمُصَابٍ مُتَناهِي الحَدِّ
كُلُّ رُزْؤٍ مُضْمَحِلٌّ ولكُمْ سادَتي رُزْؤٌ عظيمُ الوَصْدِ
في حَشا كُلِّ محبٍّ لكُمُ وَاقِرٌ في هَزْلِه والجِدِّ
شَبَّ ما عنْدي فنظمْتُ لكُمْ كَلِمَاتٍ طالباً لِلبَرْدِ
فَتَلظَّي في فُؤَادي شَغَفي وَمُصَابِي مَعَ اَللّابُدِّي
فاقْبَلوها يا مَوَاليَّ فَقدْ مَُزَِجَتْ حُزْناً بمَحْضِ الوُدِّ
انّني اَحْمَدُكُمْ خُذْ بِيَد يسَدِّدُوني لِسَبيلِ الرّشدِ
اِبْنُ زين الدين جئْناك ومَنْقَدْ عَنَاني اَمْرُهُ فِي الوَفْدِ
وَعليك اللّهُ صَلّي اَبداً وَرَمَى شانِئَكُمْ بالبُعْدِ
وقال ايضا :
( رأس الحسين على الخطّي محمول رأس الحسين الخطّي محمول )
دَمْعي على طَلَلِ الاحْبابِ مَطْلُولُ وفيهِ باليَ اَبْلَتْهُ الْبَلابيلُ
فكم اُعلِّلُ نَفْسي بٱلمَزارِ لِهَا تيكَ الدِّيَارُِ فَما تُغْنِي التَّعاليل
وَكم تَرَسَّمْتُهَا فوْقَ الرَّواسمِ اَوْ بينَ الرُّسومِ بهَا والدَّمعُ مَسْيُول
وَقَفْتُ فيهَا اُجيلُ الفِكْرَ جَائِلَتي فَخانَني في مَُرَامي رَسْمَِهَا الجُولُ
رَسْمٌ صَمُوتٌ ونَفْسٌ غيرُ خافِتَةٍ فسَائِلٌ صامِتٌ عَنْها ومسئُولُ
فحَالُهَا قَائِلٌ والدَّمْعُ يَسْمَعُهُ والحالُ يروَِي بِه والدمعُ مَقْبولُ
يا وفَّقَ اللّهُ الَّا اَنَّهُ اجَلٌ اَجَلْ لَهُ في ذوي التَّوْفيقِ تَأجيلُ
بانُوا وكانَتْ يَبَاباً بَعْدَ بُعْدِهِم تَظَلُّ سارِبَةً في غُولِها ٱلغُولُ
عليْكَ يا رَبْعَهُمْ دَمْعِي ٱلرَّبيعُ على سَفْحِ الرسومِ سَفِيحُ الدَّمْعِ مَسْدُول
مضَوْا لِما وُعِدُوا لكِنَّهُ قَدَرٌو كلُّ وعدٍ قَضاهُ اللّهُ مَفْعُولُ
القومُ آلُ النَّبِي والدَّارُ دارُهُمُ والشّأنُ شَأنُهُمُ والوَصْفُ تَمْثيلُ
كانُوا سَحائبَ تَهْمي بالرغائِبِ بَلْهُمْ في الكَتائبِ كُتَّابٌ مَقَاتيلُ
كانُوا مغاييلَ لِلّاجي بظلّهِمُ في لَاهبِ الزَّمَنِ الصَّالي وقَدْ غيلُوا
زَوَى العِدَا فَيْئَهُمْ حتّى مَضَوْا ولَكَمْ باتُوا طَوايَا هُمُ والفَيْءُ مَأْكُولُ
وَشُرِّدُوا فَلَهُمْ في كُلِّ نَاحِيَةٍ يَنْحُو لَها قاصِدٌ ثكْلٌ ومَثْكُولُ
في كُلِّ حَيٍّ بعَيْنِ اللّهِ مِنْ دَمِهِمْ اِهْراقَةٌ ووَلِيُّ الاَمْرِ مَأمُولُ
رُمُوسُهُمْ عَنْ رُسومِ الدّارِ شاسِعَةٌ فالميتُ مُنْتَزِحٌ والبَيْتُ مَنْزُولُ
فهُمْ قَتيلٌ ومسمومٌ ومُضْطَهَدٌ للدَّهْرِ فيهِمْ مِنَ البَلْوَى أَفاكيلُ
وَاعْظَمُ الرُّزْءِ ما خُصَّ ٱلحُسينُ به لهُ لمَنْ خُصَّ تعظيمٌ وتَبْجيلُ
انَّ المُصَابَ على قَدْرِ ٱلمُصَابِ بِه وللرَّزايا اَعاجيبٌ تَهاويلٌ
غداةَ اَمَّ المَنَايَا وهو في نَفَرٍ اَمُّوا المُنَى يَا لَعَمْرُ اللّهِ مَا نيلُوا
تَبَخْتَرُوا في عَزيمَاتٍ وقَدْ بَطُنُوا على السَّكينةِ وٱلهَيْجَاءُ تَخْييلُ
في خُطَّةٍ وبِها لَيْلُ الفناءِ سَجَى وقدْ اَضاؤُا وهُمْ اُسْدٌ بَهَاليلُ
وَالبَاسِمُوا الثَّغْرِ والاَبْطالُ عابِسَةٌ والمُقْدِمُونَ اِذَا للحَرْبِ قُسْطُولُ
سَخَوْا باَنْفُسِهِمْ لِلّهِ وٱسْتَبقُوا والرُّمْحُ مُنْكسِرٌ والسَّيْفُ مَفْلُولُ
قضَوْا بِجَدٍّ وغِبُّ السَّعْيِ مَحْمَدةٌ فيما اَرادُوا لَهُ والْجَدُّ وٱلسُّولُ
فصار مولايَ فَرْداً لَا مُعينَ لَهُ وحولَهُ رَذِلٌ وَغْدٌ وطِمْليلُ
يكُرُّ فيهِمْ فَكَمْ غالَتْ بَواتِرُهُ مُزَنّماً لُكَعاً لكِنَّهُ غُولُ
الكاتِبُ الحَتْفِ في اجسامهمْ فَلَهُ بالسُّمرِ والبيضِ تَنْقيطٌ وتَشْكيلُ
يقضِي بما شاءهُ من فعْلِ صارمِه فكمْ لهُ عَاملٌ فيهِمْ ومعمولُ
كأنَّهُ شَابِلٌ قدْ كَرَّ في حُمُرٍ لكِنْ مَخالِبُهُ لَدْنٌ ومَصْقُولُ
قَضي ولَوْلَا القَضا لَمْيَنْجُ شارِدُهُمْ لكِنْ لهُ فيه تَعْجيلٌ وتَمْهيلُ
ذا غُلَّةٍ والفُرَاتُ العَذْبُ ينظرُ هُو الكلبُ يرتَعُ فيه وهو مغلولُ
فخَرّ مِن نَبْلَةٍ وهو النَّبيلُ عَلَى تَلِّ الطفوفِ فامسَى وهو مَتْلُولُ
كما هَوَى ساجداً بَل كَانَ اعظمَ اِذْ هوَى بِكلِّ خضوعٍ فيه تجليلُ
فحزَّ شمرٌ كريمَ السبطِ وا اَسَفي فطبّقَ الاُفْقَ والاَرْجَاءَ غُمْلُولُ
وَالارضُ تَرْجُفُ والحُوتُ العَظيمُ صَمَى خوْفاً ونَوْحُ وُحوشِ البَرِّ مَوْصُولُ
وَالسَّبْعُ تبْكِي دَماً والشَّمْسُ كاسفةٌ وٱلبدرُ مُنْخَسِفٌ وٱللُّطْفُ مَحْظُولُ
وَالدهرُ شقّ الرَّدا من فقده كمَداً على الهدَى وبَدَا بينَ ٱلورى ٱلدُّولُ
وَالشمسُ طالعةً ليسَتْ بكاسفةٍ تبكِي عليه نُجُومَ اللَّيْلِ وٱلكيلُ
كذلِكَ المنظرُ الْاَعْلى وحامِلُهُ تُبْدِي النَّعِيَّ وميكالٌ وجبريلُ
وَالرأسُ ركَّبَهُ في الرمح وَا حَرقي كَٱلْبَدْرِ يُشْرِقُ نوراً وهو محمولُ
وَاُلْقِيَتْ في مجالِ الخَيْلِ جُثَّتُهُ فكسّرَتْ ظهرَهُ مَعْ صدرِهِ الجُولُ
وَهْوَ الحُسَيْنُ بْنُ بنْتِ المصطفى وعلِيّ كَأنَّهُ يَا لَعَمْرُ اللّهِ مَجْهُولُ
أَلَمْ يَكُنْ قُرْطَ عرشِ اللّهِ في شر فٍقَدْ قَصَّرَتْ عن مَزاياهُ الاَقَاوِيلُ
يا حَسْرتي لمُصَابي قَطّعي كبدي فانَّ قلبي عَنِ السلوانِ معْزُولُ
يا زَفْرَتي صَعِّدي نفسي اِلى مُقَلي دَماً بدَمْعي فيجري وهو مَمْقُولُ
حزْناً ووَجْداً على المُلْقَى بلا كَفَنٍ لوْلَا الْاَعاصيرُ تسفِي والقَساطيلُ
ملقىً ثلاثاً ولمَّا يَحْوِهِ رَجَمٌ وللصَّلَا فيه تَخْليلٌ وتَحْليلُ
على ٱلعَرَا عارياً في التربِ لَمْ يَقِهثوبٌ عن الشمس لهفِي اوْ سَراويلُ
مَلاحِفُ المجدِ والتّقوَى تُسَتِّرُهُ عارٍ عن ٱلعَارِ لايُثنيهِ تبديلُ
سَمَا الى رُتْبَةٍ اِذْ خَرَّ منجدِلاً ما نَالَها قَطُّ الَّا وهو مقتولُ
هل المناقبُ الّا دُونَ مَصْرَعِهما فوقَهُ مفخرٌ في الكونِ مَعْقُولُ
لذاكَ كان بَنُوه بل اخوهُ كذا اَبُوهُ من نسلِه حَقّاً وهَابيلُ
في ذُلِّ مصرعهِ ٱلعِزُّ المنيفُ لَهُو في الاهانةِ توقيرٌ وتَبْجيلُ
قدِ ٱمْتَطَى غارِبَ العُلْيَا وفي يدهِ زمامُها والثنا والحمدُ مجبولُ
فاسْتُقْرِضَ النَّفْسَ مُختاراً فجادَ بِهَا والاهلَ والمالَ والمطلوبُ مَبْذُولُ
فاعْجَبْ لِمُغْتَصَبٍ مَا كَانَ جَادَ به مُسْتَكْرَهٍ برِضاهُ وهُوَ مَحْصُولُ
بَني اُميّةَ ماذَا جئْتُمُ فَلَقَدْ جئْتُمْ فَساداً كما يهوَى عَزازيلُ
شَرّدْتُمُوهمْ فهُمْ في كُلِّ ناحيَةٍ ضاقَ الفَضاءُ بهم اَلْعَرْضُ والطُّولُ
وحُزْتُمُ حَقَّهُمْ عنهم فبينَكُمُ ارحامُ احمدَ مقطوعٌ ومفصولُ
قَتّلْتُموهُمْ عُطاشَى دونَ مَورِدهمْ والماءُ يشربُهُ نَغْلٌ وضِلّيلُ
اَجْسادُ سادَاتِهِمْ في الشمسِ تصهَرُه الهفِي قدِ اكْتَنَفَتْ اَشْلاءَهَا ٱلجُولُ
رُؤُسُهُمْ في عواليكم مشهّرةٌ كأنَّها في القنا وَهْناً قنادِيلُ
وكم اَسرتم لهُمْ في الطفّ محصنةً ومَا جداً وهو بالاغلالِ مغلُولُ
نِسَاؤُهُمْ حاسرَاتٌ بينَ اَعْبُدِكُمْ تنحُو بِهنَّ حدابيرٌ مَهازيلُ
تَرنُو اَمامَ سَباياهَا الرُّؤسَ كما اَهِلَّةٍ ولَها في ٱللّيل تهليلُ
وتارةً خلفَها ترنو جُسُومَهُمُ في الشمسِ لَمْ يَقِهَا عَنْها سَرَابيلُ
وما لها عن سَمُوم الصيفِ ساتِرَةٌ اِلَّا بما قدْ اَثارَتْهُ ٱلْعَصاقيلُ
فهُنَّ ما بينَ اجسامٍ مُعَفَّرةٍ واَرْؤُسٍ هِيَ لِلْخُطّي اَكَاليلُ
فيا لِأُمِّكُمُ الويلاتُ مَا لَكُمُ ما شِئْتُمُ فَاصْنَعُوا اَوْ شِئْتُمُ قُولوا
الاَرْضُ اَرْضُهُمُ والماءُ ماؤُهُمُ والحَقُّ حَقُّهُمُ والرَّحْمُ مَوْصُولُ
لَنْتَبْلغُوا اَمداً هُمْ بَالِغُوهُ ومَا اَنْتُمْ وقَصْراً مَشيداً فيهِ تَنْزيلُ
والقومُ مَنْ طَهُرُوا ذاتاً وعِرْضهُمُ زَاكٍ ولَمْ تَدْنُهُمْ قَطُّ الاباطيلُ
بمدحِهِمْ نزلَ القُرءانُ والصُّحُفُ الْاُولَى واعْلَنَ تَوْريةٌ واِنْجيلُ
جادُوا وسادُوا وشَادُوا المجْدَ ثُمَّ هُمُ لطالبي كلِّ معروفٍ مغَاييلُ
مَعَارِفٌ في البَرايَا عَارِفُونَ بِهِمْ هادُونَ والغَيْرُ جُهَّالٌ مَجاهيلُ
فشأنُهُمْ نُسُكٌ والفَتْكُ فِعلُهُمُ وذاكَ لِلّهِ تعزيزٌ وتَذْليلُ
سُحْبُ ٱلحَيَا هاطِلاتٌ مِنْ عَطائِهمُ اليهِمُ مَدَّتِ الاَيْدِي ٱلمحَاصيلُ
فراحَتَا ٱلدَّهْرِ مِنْ فَضْفاضِ جُودِهمُ مَمْلُوئَتَانِ وما للفَيْضِ تَعْطيلُ
تَجْلُو مَمادِحُهُمْ اِنْ جَلَّ فادِحُهُمْ فهُمْ على ٱلضُّرِّ وٱلسَّرَّا مَنَاهيلُ
اِنْ نِلْتمُ منْهُمُ ما لَا يَحِلُّ لَكُمْ فذَا اليهِمْ بِحُكمِ اللّهِ مَعْدُولُ
وكان ذلكَ مِنْ اَشْراطِ مُلْكهِمُ وقطعِ دَابرِكمْ ما فيه تعذيلُ
هذا وطالبُ اَوْتارٍ لهُمْ وَزَرٌ مُؤَمَّلٌ وهُوَ مُضْطَرٌّ ومَوْكولُ
نَظَارِ يا مَعْشرَ الفُجَّارِ غاشِيَةً يقومُ بالاِذْنِ حَيْثُ العَضْبُ مسلولُ
في سَنْجقٍ خلفَهُ نسرٌ ويَقْدُمُهُ مُسَوَّمُونَ وجِبْريلٌ وكُرْبيلُ
وفيه تابوتُ نصرِ اللّهِ يَحْمِلُهُاَ لْمُرْدَفُونَ الغرانيقُ ٱلهَراجيلُ
عليهِ من مدَدِ الجبّارِ خافِقَةٌ جَالٍ ومنسدِلُ الاطرافِ معمولُ
يُذيقُكمْ ضِعفَ انواع العَذابِ كذا خَسْفاً وتَرْميكمُ الطير الاَبابيلُ
فَثَمَّ اَشْفي جَوَى صدرِي وموعدُكمْ صبحٌ قريبٌ ووَقْتٌ فيه مَبْتُولُ
يا آلَ احمدَ لي منْ اجل رُزْئِكمُ قلبٌ خَفُوقٌ ودَمْعٌ منه مهمولُ
وفي الحشاشَةِ حَرٌّ لا يُبَرِّدُ مَا فيها الفراتُ ولا جَيْحُون وٱلنّيلُ
لِانَّ بَدْئي وعَوْدي منكمُ ولكُمْ وٱلوجهُ في ذاك معقولٌ ومنقولُ
فاحمدٌ نجلُ زين الدين عبدُكمُ على المحبّةِ مخلوقٌ ومنجولُ
كونوا لَنا ولمَنْ نهوَى كما رسخَتْ لَنا عليكُمْ لُبانَاتٌ وتَعْوِيلُ
عليكمُ صلواتُ اللهِ واصِبَةٌ ما ناطقٌ فاهَ حتّى ينفدَ القيلُ
وعَمَّكُمْ منهُ تسليمٌ وتَزْكِيَةٌ ورحمةٌ ثُمَّ رضوانٌ وتفضيلُ
وقال ايضا يرثيه (ع) :
أتزهو وقد ترنوا بياضَ المَفَارِقِ وقد مرَّ مُسْوَدُّ الشبابِ المُفَارِقِ
أَجَِدَّكَ في اللَّهوِ الّذي انتَ خائِضٌ وداعِي الفَنا يدعوكَ في كلِّ شارِقِ
تُضَاحِكُكَ الايّامُ في نَيْلِكَ الْمُنَى كفعلِ نَصُوحٍ للدَّعابةِ وامِقِ
وَما بَسَطَتْ آمالَهَا لكَ عن رِضىً ولا ضَحِكتْ سِنّاً الى كُلّ عاشقِ
ولكن لكي تَصْطادَ مَنْ اَمَّ قصْدَهَا بما نَصَبَتْهُ مِنْ شراكِ البوائقِ
وهُنَّ الليالي تَسْتَفِزُّ بلُطْفِهاجَهُولاً بها تسقيه عند المَضائِقِ
كُؤُساً بها شَرُّ الشّرابِ تُذِيقُهُ وانّكَ من كأساتِها شَرُّ ذائقِ
فلا تَثِقَنْ مِن وعْدِهَا انَّ وعْدَهَا كما قد جرَتْ عاداتُها غيرُ صَادقِ
واِنْ هي وفَتْ في وعدِها لك اتْلَفَتْ واِنْ اخْلَفَتْ اَلْفَتْ هُموماً لِرَامقِ
كأنَّ المنايَا ملَّكَتْها صُروفَهَا فتَطْرقُ مَنْ شاءتْ بشَرِّ الطّوارِقِ
يخصُّ عظيمَ الشانِ اعظَمُ شَرِّها وذاكَ بظهرِ القول سُوءُ التَّوافُقِ
لِذاكَ اَحَلّتْ بالحسينِ مصائِباً بها تُضْرَبُ الْامثالُ في كلّ خارقِ
غَداةَ اناخَتْ بالطفوفِ رِكابُهُ بكلِّ فتىً للحتفِ في اللّهِ تائقِ
لِيَهْنِهِمُ في وَصْلِهمْ رَحمَ احمدٍ فما وَصَلُوا الَّا بقَطْعِ العلائقِ
فهُمْ سُحبٌ في الجَدْبِ والحربِ هُطَّلٌو لكِنَّهُمْ قَدْ اَبْرقوا بالبَوارقِ
وهُمْ في اَعاديهِمْ اُسُودٌ تَعانَقُوا هُمُ وٱلقَنا وٱلبيضُ حقَّ التَّعانُقِ
يبيعُونَ في سُوقِ النّجاحِ نفوسَهُمْ على اللّهِ بالرِّضوانِ بَيْعةَ سَابِقِ
فداءَ حسينٍ فاشترَى ٱللّهُ مِنْهُمُ لسبطٍ شهيدٍ في الشّراءِ وسائِقِ
اذَا كَشَرتْ عن نابِها اُمُّصَيْلمٍ ضُحىً وطحَى ذو الفسْخِ شرّ صَوافِقِ
تراهم يُثيرونَ السُّرادِقَ في ٱلهَوَا سحاباً على بيت الوغا كٱلسُّرادقِ
واِمَّا اكْفَهَرَّ الصّبحُ عن جُنْحِ عِثْيَرٍ بهم ابصر اللَّاجي بضَوْء ٱلبَرائقِ
فهُمْ كُلُّ غِطريفٍ لدي الحربِ بُهْمةٍ كريمٍ ببَذْلِ النفسِ في الجودِ بَاثِقِ
فكم كَفّرُوا في كافرٍ سِنْخَ كافِرٍ وكم مزقُوا في مَأْزقٍ قلبَ مَارِقِ
يَقُونَ ابنَ بنتِ المصطفى بنُفوسهِمْ حذاراً عليهِ مِن صروفِ العوائِقِ
وهُمْ لهْفَ نفسي ناشفاتٌ كبودُهُمْ عطاشَى بيومٍ بالغِ الحرِّ مَاحِقِ
ولكِنَّهُمْ يستَعْذِبون لِحُبِّه ظماهُمْ ويستحلونَ ضربَ ٱلعَقائقِ
الَى اَنْ دعاهُمْ للرَّحيلِ اِمَامُهُمْ وصاح بِهِمْ نحو ٱلفَنا كُلُّ ناعِقِ
قَضَوْا بالظَّما حولَ ٱلفُراتِ فليتني قضيتُ بهِمْ نحْبي على حُكمِ لاحقِ
كأنَّ بهِمْ للاَرْجوَانِ عصَارةً تُضيءُ باجسامٍ كمثل ٱلشّقائِقِ
سلامِي على ارواحهِمْ ودِمَاؤُهُمْ تضُوعُ بطيبٍ في ثرى الارضِ عابِقِ
خليلي زُرْهُمْ وانْتَشِقْ لقبورِهمْ تَجِدْ تُرْبَها كالمسكِ مِنْ غير فارِقِ
هنيئاً لهم فازُوا وفاز مُحِبُّهُمْ لنصرِهمُ الفَرْخَ القتيلَ لحَائِقِ
فصار حسينٌ واحِدُ النّاسِ واحداً مِنَ الصَّحْبِ سُدَّتْ عنه سُبلُ المخارِقِ
ينادِي العدا هَلَّا معينٌ يُعينُنا ويحمي ذوي القربَى امَا مِنْ موافقِ
فما جُرْمُنَا يا قومُ هل كنْتُ تارِكاً لفَرْضٍ وهَلْ خالفْتُ بعض الطّرائقِ
ألم تعلموا اَنّا وَدايعُ جدِّنَا لديْكم واعطيتم عظيمَ ٱلمَواثقِ
فلا تنقضُوا عهدَ النبيِّ فانَّهُ اَمَامَكمُ في يوم كشْفِ الحقائقِ
ولم يكُ فيهم مَنْ يعي ما يقولُهُ وثَقْثَقَ منهم كُلُّ نغلٍ وفاسقِ
فشَدَّ عليهم وهو نجلُ الاَشدِّ يا لَها شدَّةً حاقَتْ بكُلِّ مُنافِقِ
فبعضُ مُحِبّيهِ يُشبِّهُ حالَهُ بوصفٍ وعندي الوصفُ غيرُ مُطَابقِ
يقولُ كأنَّ السِّبطَ في حومةِ الوغَا عَفَرْنَي عثَي في سُرْبِ وَحْشٍ زَهالِقِ
نَعَمْ غيرَ اَنّ الحَقَّ في وصفِ سيّدِي لدَى الحربِ ما يُبدِيهِ لسْنُ حقائقِي
اِذِ الاُسْدُ يمتدُّونَ مِن فَضْلِ بَطْشِه ووحشُ الفَلا اَمْثَالُ اهلِ البَهالِقِ
اذا شاءَ يُفْني كانَ عِزْريلُ خادِماً لهُ صَادراً عن اَمرِه بالمخافِقِ
واِمَّا دعَا الارواحَ لبَّتْ مطيعةً وتحريكُهُمْ عنهُ بحُكمِ الوثائقِ
نعَمْ واِمامِي الحقُّ يقذِفُ بالفَنا عليهمْ فكَمْ مِنْ باطلٍ منهُ زاهقِ
تخالُ الاعادي عَضْبَهُ في جِلادِه مَخاريقَ تبدُو مِنْ عَلا شيقِ شاهِقِ
فكمْ فَلّقَتْ ضَرْبَاتُهُ مِنْ جَماجمٍ وكمْ فرّقت صَوْلَاتُهُ من فَيالِقِ
الى اَنْ رأى اَسْلَافَهُ في سبيلِه اِلَيْنَا اِلَيْنَا الأنَ يا خيرَ لاحِقِ
فلَبَّاهُم والقومُ ما بينَ ضارِبٍ لهُ طاعِنٍ لهفي ورَامٍ وراشِقِ
فخَرَّ صريعاً في التُّرابِ لوجهِه بسَهْمِ لعينٍ في الحشاشَةِ خارِقِ
يعفّر خدَّيْهِ خُضوعاً لِرَبّه وشُكراً وصَبْراً في عظيم الصّوالِقِ
فَزَمَّ به مَرْماهُ عن خيرِ مصرَعٍ لمثوىً على كُلِّ المراتبِ فائقِ
فاقربُ ما قد كانَ لِلّهِ اِذْ هَوَى صريعاً بلا جُرْمٍ وعطشانَ ماسُقِي
اذا ما ارْتَقَي السُّبَّاقُ اَعْلَى مُرامِهمْ فمصرَعُهُ عالي المعارجِ مَا رُقِي
فخرَّ قِوامُ الدّينِ عند هُوِيِّ مَنْ بِه اُعْمِدَتْ اركانُهُ في الرّقائقِ
فاقبلَ اَشْقَى الخلقِ ثُمَّ اَكَبَّهُ وميَّز منهُ الرأسَ يا سُوءَ مَا شَُقِي
وركّبَهُ فوقَ الوشيج فكبّرَتْ جُموعُهُمُ مِن كلّ نغلٍ ودَاحِقِ
فضجَّتْ لهُ الاملَاكُ والجِنُّ جَهْرةً وصَبَّتْ دَماً تبكيه سَبْعُ الطّرائقِ
واظلمتِ الافاقُ واسودَّتِ الدُّنَا وثارَتْ اَعاصيرُ الرياحِ الزّهالِقِ
وسابَتْ له حوتُ الزخاخيرِ خيفةً كذا الارضُ والاجبالُ دُكّتْ بصافقِ
وَمادَتْ وقامَتْ لِلزَّلَازِلِ رجْفَةٌ وقد حاقَ في الافاقِ وَقْعُ الصواعقِ
لِذا الشمسُ صَفْرا عندَ وقت غروبِها وتبدو لهُ حمراءَ عند المشارِقِ
ومالوا على النسوانِ بالسّبيِ عَنوةً فكم سلَبُوا من ادرُعٍ وبَخانِقِ
وكم خَرمُوا مِنْ اُذْنِ حَوْراءَ تُجْتلَى وكم لطَمُوا مِنْ خَدِّ عيْناءَ عاتِقِ
واِنْ قنّعوهَا السوطَ ترفَعْ ذِراعَها على الرأسِ عن اسياطهِمْ وهو لا يقي
وطفلٍ رضيعٍ بالسِّهامِ فِطامُهُ وذَبْحِ غلامٍ بالحُسَام مراهِقِ
وقادوا عليّا يشبِهُ العبدَ مؤسَراً بغَلِّ يَدٍ في حَقِّه غيرُِ لَائِقِ
وشَبُّوا على الابياتِ ناراً وحمَّلوا السَّبايَا علي الاجمالِ من غيرِ رافقِ
ومن ندبهِمْ قد قُطِّعَتْ كبدُ احمدٍ وكُلٌّ يناديهِ لفرطِ الافائق
تبصَّرْ رسولَ اللّهِ شِدَّةَ حَالِنَا ومِنْ آلِكَ الغُرّ ٱلكرامِ بِخانِقِ
كِعابٌ واطفالٌ صغارٌ ونِسوةٌ مطافيلُ تُسبَي في شبابٍ غَرانقِ
وتُهدَي على الاقتابِ والنَّوحُ زادُهَا وضربُ العِدا بالسوطِ فوق ٱلعَواتق
اذا مضَّها ضربُ السّيَاطِ برأسِهَا وَلم يَكُ وَاقٍ تَتَّقي بالمرافقِ
وليس بنا مَنْ رَأسُهَا مُتَخَمّرٌ ولا شيءَ الّا الطِّمْرُ مِن كلِّ ما بَقي
فهذي تنادي ربِّ عجِّلْ مَماتَنا وهذا ينادِي الغوثَ من عظمِ ما لَقي
وآلُكَ والانصارُ في التُّربِ خُلِّفوا مُعَرَّيْنَ لهفِي في الصحارِي الاَماعِقِ
وفيهم حسينٌ بالتُّرابِ مكفّراً بثوبِ غبارٍ مِن دَمِ النّحرِ لازِقِ
يَدُقُّ قَراهُ مَعْ جَناجنِ صدرِه عِدَاهُ بخَبْطِ الشّامِسَاتِ الخَيافِقِ
ثلاثاً وما زُوَّارُهُمْ غيرُ اَنْسُرٍ ووحْشُ الفَلا مِن تَوْلبٍ وعُسَالِقِ
الى اَنْ اتَى اهلُ القرَى يدفنُونَهُمْ وقدْ رُمِّلُوا بالدَّمِّ كُلُّ فَيَالِقِ
فاَيْنَ محِبُّونا يُبَكُّونَ رُزْءَنَا ويُجْرونَ مِنْ ماءِ العُيونِ كَوادِقِ
وقُلْ لِكَسيرِ القَلْب يُنْشِى مَـٔآتِماً علينا ويُجْرِي مِنْ شُئُون الحَمالِقِ
فيا سادَتي اِنَّا نُقيمُ لِحُزْنِكُمْ الى الحشرِ في حزنٍ لكُمْ مُتَناسِقِ
فهذِي نِسانَا وٱلرِّجَالُ تجمَّعُوا لِمَأْتَمِكُمْ يبكُونَ في كُلِّ غاسِقِ
ومُنْشِدُنَا يَبْكيكُمُ مُتَفَجِّعاً لَهُ كَبِدٌ حَرَّى علَى نُطْقِ صالِقِ
سلامي عليكم ما أحَرَّ مُصَابَكمْ واحْرَقَهُ عند المحبِّ الموافِقِ
فيا خَير خلقِ ٱللّهِ اَجْرَى مُحِبُّكُمْ لرُزْئِكمُ للمَدْمعِ المُتَدَافِقِ
وشربي زلَالَ الماءِ مِن اَجْلِ خَطْبِكُمْ كماءٍ اُجَاجٍ للتّبارِيحِ رَانِقِ
وزادي لكم مِرٌّ وعَيْشي مُنَغَّصٌ بدَهْرٍ لِما قد نابَكُمْ مُتَضَائِقِ
وحالٍ لكُمْ كدٍّ وبَالٍ مُشَتَّتٍ وقلبٍ اذا هَلَّ المُحرَّمُ خافِقِ
لأنّي بِكُمْ ما اِنْ تَوجَّهَ ناظرِي يرَى خَلَدِي ما قد اُصِبْتُمْ وذائِقي
فهاكُمْ ثناءً فيه ذِكرُ بلائِكُمْ بنَظْمٍ لِسَمْعِ العَاقِلِي القولِ رائِقِ
فاحمدُ يرجو يَوْمَكم ولِقَاءَكُمْ لكُمْ شَنِقٌ راجٍ بعَدِّ الدَّقائِقِ
وكونوا لزين الدين وَالِدِيَ الّذي بكاكم واُمّي والمُحِبِّ المُلَاصِقِ
وصلّى عليكمْ ربُّكمْ ما بَكاكمُ محِبٌّ حَزينٌ بالعُيونِ ٱلثَّوابقِ
وما وكفَتْ فيكم عوارِضُ اَوْ دعَا دُعاةٌ لكُمْ فيكُمْ شَديدوا العَلائقِ
وقال ايضا يرثيه (ع) :
بين اللِّوى لي فالذَّنائِبْ دَمْعٌ لوجدِ الفَذِّ نائِبْ
وحنَى برأسِي المُنْحنَى وحمَى الحِمَى في القلبِ لاهبْ
وعلى ٱلْغَضَى اُصْلِي ٱلْحَشَا وطَوَى طُوَى قَلْبي فجَانِبْ
ورقمتُ رَقم ٱلرقمتَيْن بِجانِبَيْ قَلْبي مَجانِبْ
واللُّبُّ فَرْشُ سُوَيقتَيْنِ لمَنْ مَشَى مِنْ آلِ طَالِبْ
ولِقاطِني جَزْعٍ جَزِعْتُ ولِلْجَواءِ جَواي لَازِبْ
يا ساكني كُثْبَانَ فالْقَبِّ الذي اَهْوَى فضَارِبْ
يا جيرةً ذهَبَتْ عَلَى جَيْرُونَ لي والكلُّ ذاهِبْ
دمعي عليكم صيِّبٌ لفِراقِكمْ وهَواي واصِبْ
قَضَّيْتُ عُمري في تَمَنّيكم لمصحوبٍ وصاحِبْ
قد كنتُ لا ادري الَى اَنْ صُفِّيَتْ نَهَلُ المشارِبْ
هُمْ اَوْرَدُوا هُمْ اَصْدروا اَنَا شارِبٌ اَنَا غيرُ شارِبْ
هُمْ علّموني في الهوى اَنّي اُصافِي اَوْ اُجَانِبْ
اِنْ اَتْهَمُوا فَاَنا بهَا اَوْ اَنْجَدُوا فاَنا مُرَاقِبْ
حيثُ اسْتَخَفُّوا لِلنَّوى اَوْطانَهُمْ حَثُّوا ٱلنّجائبْ
ساروا بها وبقيتُ في عافِي رسومِ الصَّدِّ راسِبْ
بي اُرْبَةٌ مِنّي اُمِرَّتْ حَلُّهَا فيهِ المَأرِبْ
وسبيلُ ذكري خالياتٍ اَنَّني في الصّبحِ سارِبْ
انَّ الاحبَّةَ اَيْقظوني فانْتَبَهْتُ بعزمِ جاذِبْ
فرأيْتُ اَوْطاري بِاَطْوَاري واَحْوالي قوالِبْ
أَوَمَا تَرَى يَتَجَاذَبُوني نحوَهُمْ مِنْ كُلِّ جانِبْ
أَوَمَا تَراني كلَّ حالَاتي معَ الرّاحاتِ دائبْ
الدّهرُ اَوْرَى بالجوَى نارَ ٱلجَوانح بالجَوانِبْ
وعِدَادُ اَنْحَائي بِه قد اُرْدِفَتْ عند النَّوائبْ
وَجْهٌ منِيرٌ زاهِرٌ ووراءَهُ لَيْلٌ غياهبْ
ساروا بلَيْلٍ والبلا فِي الفَجْرِ مِنْ اِحْدَى ٱلنَّوائِبْ
يا دهرُ اِمَّا تَرْمِني بِالْبَيْنِ مِنْ مَاضٍ وغائِبْ
فلقَدْ رمَيْتَ السِّبْطَ عَنْ اُمِّ البَلَايا والمصَائِبْ
اذْ بالطفوفِ مناخُهُ وعليه طائفةُ ٱلكتَائبْ
مِنْ كُلِّ شَهْبا اِذْ فَدَتْهُ اَشاوِسٌ بُهْمٌ اَشاهِبْ
في كَرِّهِمْ لهمُ القَنَا الاَنْيَابُ والبِيْضُ المخالِبْ
برِماحِهمْ وصِفَاحِهِمْ لِكِفاحِهِمْ نَهْبٌ ولاهِبْ
كَمْ اَجَّجُوا في القومِ ناراً بالوشيجِ وبالقَضائبْ
لولا القَضاءُ قَضَوْا لِما شاءُوا وليْسَ مِنَ ٱلعَجائِبْ
حتّى قَضَوْا فقَضَوْا لِمَا شاءُوا وفازوا بالرّغائِبْ
واذِ ٱسْتَغاثَ ونصرُهُ ذُخْرٌ مُعَدٌّ لِلْمَغاربْ
لم ينصروهُ وحَارَبُوهُ ومَا بهِمْ غيرُ المُحَارِبْ
فقضى لهُمْ في اَنَّهُ مُسْتَشْهَدٌ ظامٍ وساغِبْ
فقضَى عليهم بِٱلْفَنا في كلِّ اَبْتَرَ غيرِ عاقِبْ
حتى دُعِي فاجاب والدَّاعون اسلافٌ اَطائِبْ
فاصابَهُ سهمُ القَضاءِ مقدّراً مِن شَرِّ صائِبْ
فهوَى لحرِّ جبينِه فسَما به اَعْلا المراتِبْ
فقضى وللاقدار فِي ٱلْاَحرارِ فادِحَةُ العواقِبْ
فوق ٱلعَراءِ وجِسْمُهُ عارٍ تُسَتِّرُهُ الهبَائِبْ
عارٍ بهَا عَنْ كلِّ عارٍ مُكْتَسٍ بُرْدَ ٱلمَوَاهِبْ
بُرْدَ التُّقَى والمجدِ يسحَبُهُ على فَلَكِ الكَواكبْ
وعليهِ اِنْ جَرَتِ الرِّيَاحُ فقَدْ جَرَتْ جُرْدٌ سَلاهِبْ
حتّى تَحَطَّمَ ظَهْرُهُ وا لهْفَ نَفْسِي وٱلتَّرائِبْ
نَصَبُوا ٱلكريمَ اِهَانةً جَهْراً علَى عالي الشَّراعِبْ
فاَبَى الاِهَانةَ والكَريمُ يكونُ في اَعْلَى ٱلمَناصِبْ
وَلَهُ بعَرْصةِ نيْنَوَى شِلْوٌ تُلَحِّفُهُ الجَنائِبْ
مِنْ حوله انصارُهُ كٱلبَدْرِ والشُّهُبِ ٱلثّواقِبْ
يَشْوِي السَّمُومُ جُسُومَهُمْ والشّمسُ في خاوي السَّباسِبْ
زُوّارُهُمْ طَيْرُ الفَدَا فِدِ والفراعلُ وٱلتّوالِبْ
ولهُ نساءٌ فاطمِيَّاتٌ غَنائِمُ فِي المَناهِبْ
للّهِ اَطْفالٌ واَتْرَابٌ مَطافيلٌ كواعِبْ
اُسِرَتْ معَ الاطْفالِ وَالْاَموَالِ من بعض المكاسِبْ
فوقَ ٱلْمَطيِّ حَواسِراً في النّاسِ ناشِرةَ الذّوائِبْ
وا رحمتاهُ ثواكِلٌ في السَّبْيِ تُسْعِدُهَا نَوادِبْ
قَدْ شُهِّرَتْ للنّاظِرين لهنَّ مِنْ فوق الشَّواسِبْ
لِصُراخِهَا تَتَزلْزلُ ٱلْاَرَضُونَ خوْفاً والاَخاشِبْ
هذا بَلاؤُكَ يا حسينُ وفي كِتابِ اللّهِ وَاجِبْ
فَلْيَهْنِكَ ٱلْخَطْبُ الجَليلُ فَقَدْ حوَى كُلَّ ٱلمَناقِبْ
امّا ثَناؤُكَ فِي بَلائِك فهُوَ لا يُحْصيه كاتِبْ
واَرى جَميعَ ٱلخَلْقِ كُلّاً بِٱلَّذِي اُوتي مُخاطِبْ
يَبْدُو بِنَعْيِك حين يَبْدُو وهو حَالٌ غيرُ كاذِبْ
ولكم دُعَاةٌ قَدْ عَرَفْناهُمْ بِكُمْ عِنْدَ التّخاطُبْ
فَلِذاكَ قيل لكَ ٱلمحامدُ والمَمادِحُ فِي ٱلمَصائِبْ
اَذْكَى مُصابُك يا حسينُ بمُهْجتي والقَلْبِ دَالِبْ
اَنا احمدٌ نجْلٌ لزَيْنِ ٱلدّينِ في كُلّ المَذاهبْ
بوِلائِكُمْ كُونُوا لَنا في يومِ تَنْسَدُّ ٱلمَذاهِبْ
والْاُمّ والاخوان فيكم وٱلاخِلّا في المطالِبْ
انْتَ الذي تَدْرِي ٱلّذي اَعْني وما لي عَنْك عازِبْ
صلّي علَيْكَ اللّهُ مَا تبكيكمُ عينُ السّحائِبْ
برُعودِهَا وبُرُوقِهَا والودقُ منْها فيكَ ساكِبْ
اوْ ناحَكَ القمرِيُّ وَالوُرْقُ المُغَرِّدُ في المراقِبْ
تمت بقلم ناظمها .
بسم اللّه الرحمن الرحيم
بَقُّوا بنا يا جيرةَ ٱلمُنْحَنَى بقِيَّةً فِي الذِّكْرِ بَقُّوا بِنَا
اِنّي اَراني بعدَ اَيّامِكُمْ اِنْ زَارَنِي الطَّيْفُ كَأَنّي اَنَا
لَا تَقْطعُوهُ فحَياتي بكُمْ كذَا مَمَاتي لَكُمُ فِي ٱلرُّوَى
ما صَدَحَ ٱلقِمريُّ اِلَّا وقَدْ لَوَانِيَ الوَجْدُ بحَيْثُ ٱللِّوَى
هُمْ كَمْ طَوَوْا منْ قَبَسٍ في الحَشا يَقْتادُني عَنّي لِوَادي طُوَى
هُمْ كلَّمُوا قلبي وهُمْ صَيَّرُوا يَدَيَّ بَيْضَا وعَزَوْني عَصَى
هُمْ قَلَّبُوا قَلْبي ورَاحُوا ( سَارُوا خ ل ) بهلِمَا يَشَاؤُنَ وانْ لمْ اَشَا
وَا رَحْمَتا لي هَجَرُوني وهُمْ قَدْ علِمُوا هَجْرَهُمُ لي فَنا
يا رُبَّما فِي الهِجْرِ لي وصْلةٌ وٱلذُّلِّ عِزٌّ وفَنَائي بَقَا
قد كنْتُ لَيْساً فاتَي وَصْلُهُمْ ولم اَكُنْ الَّا بقَوْلي بَلَى
صِلُوا بلَيْلٍ انَّني عَادِمٌ وُجودَ نَفْسي في ٱلضِّيَا لا ارى
لا تتركُوني عند ذيبٍ ضَري بَيْنَ رياحٍ اَرْبَعٍ في فَلَا
حَالَ الزَّمانُ بَيْنَنَا فَٱمْتَلَتْ فِيَّ غَواشٍ اَعْقَبَتْني خَلَا
اَخَالُني فيمَا مضَي طَامعاً والدّهرُ يأباهُ وجَدُّ التَّوَى ( جَدٌّ تَوى خ ل )
للدَّهْرِ سَعْيٌ في ٱلورَى قَاصِدٌ والنَّاسُ في بلواهُ تسعَى وَرَا
هذا زمانٌ لا يَرى رَاحَةً اِلَّا ويَرْمي اَهْلَها بٱلْعَنَا
يرمِي ٱلوَرى كُلّاً على قَدْرِه فمَنْ عَلا قَدْراً تَنَاهَى بَلَا
فخالَ آلَ ٱلمُصْطَفَى صفوةً فخَصَّهُمْ مِن ٱلبَلا مَا حَوَى
رمَى حُسَيْناً بخُطُوبٍ عَلَتْ به وجَلَّتْ كَعُلُوِّ ٱلعُلَى
اِذْ سارَ للقَتْلِ بقَوْمٍ بِهِمْ يَمْحُوا لِما شَاءَ نَعَمْ لَمْ يَشَا
وقالَ سيرُوا لِلْمنَايَا وهُوْ في ٱلْبَدْءِ اَخْفَى وهُوَ سِرُّ ٱلْبَدا
يَسْعَى بهِمْ سَعْيَ القَضَا فِي ٱلاُولَى حَياتُهُمْ في موتِهِمْ بٱلرِّضَى
حَلَّ الحَقيقاتِ بهِمْ ظَاهِراً وباطِناً حتّى اَتَى كَرْبَلا
فجالَتِ الْاَعْدَا عليهِمْ بِهَا مِن كُلِّ وِجْهةٍ فَسَدُّوا ٱلْفَضَا
فجالَدُوهُمْ دونَهُ فِتْيَةٌ شُوسٌ بَها ليلُ اُسُودُ ٱلشَّرَا
يَدَّرِعُونَ اَنْفُساً زَانَهَا في ٱلعِلْمِ جُودٌ وٱلمَعالي تُقَى
غَلَتْ فَباعُوها عَلَى رَبِّهِمْ بيعَةَ رِضْوانٍ لَهُ فَٱشْتَرى
نَقْداً فمِنْ ذَا لم يَذُوقُوا بِهَا حَرَّ ٱلظُّبَا ولَمْ يَخَافُوا ٱلعِدَا
لَهُم تَجلَّى فِي الوَغَا ربُّهُمْ فِي ٱبْنِ النَّبِيِّ طَالِباً مَا ٱرْتَضَى
فالبيضُ والسُّمْرُ لهم مَعْرَجٌ لِلّهِ كَمْ تَسابَقُوا ٱلْمُرْتَقَى
والسّبطُ فِي ٱلقَصْدِ لهُمْ غايَةٌ اِلَيْهِ وَاللّهِ لهُمْ مُنْتَهَى
خوْفاً عليهِ يَصْطَلُونَ ٱلْوَغَا وهُمْ بِذَاكَ الثَّلِجُونَ الرِّوَا
رَأَوْا عَذَابَ ٱلْحَرْبِ في حُبِّه عَذْباً وبَرْداً يَجِدُونَ ٱلصَّلَا
حَتَّى قَضَوْا ومَا عليهِمْ قَضَوْا اكْبَادُهُمْ ناشِفَةٌ بِٱلظَّمَا
للمَلَأِ الْاَعلى عليهِمْ بُكَا تندِبُهُمْ بينَ الثَّرى بٱلرِّثَا
فمذ رَءاهُمْ سَيِّدي صُرِّعُوا فوقَ ٱلثَّرَى ونُورُهُمْ فِي ٱلسَّما
اَنْشَا لَقَدْ فازَ الْاُولَى هَمُّهُمْ نَصْرُ ٱبْنِ بنتِ ٱلمُصْطفَى وٱلْوِلَا
ثُمَّ بَكى شَوْقاً الَى وِرْدِهِمْ في كُلِّ صَابٍ سَلْسَبيلاً حَلَا
اَللّهَ اَنْصَاري بقَلْبي لَقَدْ سَارَ الَيْكُمْ قبلَ سَيْري اِلَى
فَدَيْتمُوني واَنَا اِنَّمَا جئْتُ لكَيْ اَفْدِيَكُمْ مِن لَظى
بِمُهْجَتِي ٱشْتَرَيْتُكُمْ فَادِياً كَيْفَ سَبَقْتُمْ بالشِّرَا وٱلْفِدَا
واسْتوْحَشَ الدُّنْيَا ونادَى اَيَا اَحِبَّتي دُونَ ٱلْوَرَى مَا جَرى
لَئِنْ رَحَلْتُمْ فانَا لَاحِقٌ بِكُمْ قَريباً فَٱبْشِرُوا بٱللِّقَا
فَجالتِ الاَعْدَا عَلَى سَيّدِي وهو يُنَادي يا لُيُوثَ ٱلْوَغَا
ايْن زُهَيْرٌ وحبيبٌ ومَنْصيَّر نَفْسَهُ لنَفْسي وِقَا
مَا لي اُنادِيكُمْ على قُرْبِكُمْ منّي اَما فيكمْ مجيبُ النِّدَا
كيف مَضَيْتُمْ واَنَا مُفْرَدٌ بين ٱلعِدَا ولم اجِدْ مُلْتَجَي
وَصَالَ فيهِمْ صَوْلةً كٱلقَضَا ليس لَهُ رَدٌّ بِمَا قَدْ مَضَى
يُديرُ لِلْمَنُونِ فيهِمْ رحَى دوائرَ السَّوْءِ وسُوءِ ٱلقَضَا
لكِنَّهُ يَقْضى عَلى اَبْتَرٍ ولَوْ تَزيَّلُوا لَعَمَّ الْفَنَا
ولم يَزَلْ مُخْتَلِساً اَنْفُساً من كُلِّ نغلٍ ولعينٍ عتى ( عَثَى خ ل )
ثم رأَى اَسْلَافَهُ عِنْدَهُ عجِّلْ الَيْنا مُسْرِعاً بٱلوَفَا
فَلمْ يرَ ٱلدُّنْيَا ولَا اَهْلَهَا فَخَرَّ مِنْ سَهْمِ لعينٍ رَمَى
فوقَ ٱلثَّرَى مُخْتَضِباً شَيْبُهُ مِنْ دَمِه منجَدِلاً بٱلعَرَا
ذَا مُهْجَةٍ لَاهِبَةٍ بالظَّما وَجُثَّةٍ شَاخِبَةٍ بٱلدِّمَا
فَطبَّقَ الدُّنْيَا مُصَابٌ حَوى لِما سيَأتي ابداً اَوْ اَتَى ( مَضى خ ل )
مَا في الوُجودِ مُعْجَمٌ لم يَكُنْ الَّا عَرَتْهُ حَيْرَةٌ فِي ٱسْتِوَا
كُلُّ انْكِسَارٍ وخُضُوعٍ بِه وكُلُّ صَوْتٍ فهو نَوْحُ الهَوَا
اَما ترَى الافَاقَ مُغْبَرَّةً والشَّمْس حَمْرَا بُكْرةً اَوْ مَسَا
وَكُلُّ رَطْبٍ يَنتَهي ذَا بِلاً وَذِي ( اَوْ ذا خ ل ) قَوَامٍ يَعْتريهِ الْتِوَا
أمَا تَرى النَّخْلةَ في قُبَّةٍ ذاتِ انفِطارٍ وٱنفراجٍ فشَى
ما سَعْفَهٌ فيهَا انْتَهتْ اُخْبِرتْ الَّا لها حُزْنُ اِمَامي شوَى
اَما تَرَى الاَثْلَ واَهْدَابَهُ عنْد الرِّيَاحِ ذَا حَنينٍ عَلَا
اَما سَمِعْتَ الرَّعْدَ يبْكِي لَهُو البرق والسُّحْبُ بقَطْرٍ ( بِدَمْعٍ خ ل ) همَى
امَا ترى النّحْلَ لَهُ رَنَّةٌ في طَيَرانِه شديدَ ٱلبُكَا
وكُلُّ بُقْعةٍ بها قَبْرُهُ فَكَرْبَلا كُلَّ مَكانٍ تُرَى
وكلُّ يومٍ يومُهُ دَائِماً نَغّصَ شِرْبَ الْمَا على مَنْ وَعَى
والسَّيْفُ يفرِي نحرَهُ بَاكِياً والرمحُ ينعي قائماً وٱنثِنَا
تبْكيهِ جُرْدٌ جارِيَاتٌ على جُثْمانِه واِنْ تَدقُّ القَرَا
واللّهِ ما رأيتُ شيْئاً بَدَا فِي الكوْنِ اِلّا بِبُكَاءٍ تَلَا
وَاحرقَتي والنَّاسُ في نَعْمَةٍ عُيونُهُمْ جَامدةٌ في هَنَا
وآلُ احْمَدَ ٱلبُكَا دَأبُهُمْ مسَّهُمُ الضُّرُّ ونالَ الاذَى
قلوبُهُمْ تَخْفِقُ مِنْ خَوْفِهِمْ وٱلذُّلُّ مفروشٌ عليهِمْ غِطَا
رِجالُهُمْ جَزْرُ سباعِ الفَلَا نِساؤُهُمْ تُقَادُ قَوْدَ الاِمَا
امْوالُهُمْ نهْبُ الْاَعادِي كذا خِيَامُهُمْ تُشْعَلُ فيها ذَكَا
بناتُهُمْ مسلوبَةٌ سِتْرَهَا لا راحمٌ ولا مُحَامٍ حَمَى
والمُسْلِمُونَ حُضَّرٌ مَا بهِمْ عن مُنْكَرٍ رَءاهُ شَخْصٌ نَهَى
يا سيِّدَ الرُّسْلِ ترَى صُنْعَهُمْ اَنْ فَرَّقُوا آلَكَ اَيْدِي سَبَا
اَجْراً لِما صَنَعْتَهُ فيهُمُ مِنَ الجَميلِ اَمْ جزاءَ ٱلهُدَى
هُمُ وحَقِّ سِبْطِكَ المْبُتَلَى اهلُ الشَّنانِ وٱلقِلا ( ٱلقِلَى خ ل ) وٱلنَّوَى
يا آلَ بيتِ احمَدٍ حزْنُكمْ شَوى فُؤَادي وعِظَامي بَرَى
دِنْتُ الهي لكمُ بالْوِلَا لكُمْ ومِنْ اعْدائِكُمْ بٱلبرَا
وذَاكَ منْكُمْ ولَكُمْ فيكُمُ انْتُمْ غِنَى الدَّهْرِ ونِعْمَ الغِنَى
فاحمَدٌ كُونوا لَهُ مُلْتَجىً وعبدِكُمْ ( عبدُكم ، عبدَكم خ ل ) يا مُحْسِنُونَ ٱلْوِحَا
والعبدِ زين الدين في حُبِّكمْ ابي واُمّي يا اُهَيْلَ الْجَدَا
ومَنْ عَناني امرُهُ فيكُمُ يا اَمَلي في عَمَلي وٱلرَّجَا
صَلّى عليْكُمْ رَبُّكُمْ مَا دَعَا داعٍ بِكُمْ يا مُسْتَجيبِي ٱلدُّعَا
تمت بقلم ناظمها احمد بن زين الدين .
وقال ايضا يرثيه عليه السلام :
باسم الله الحمد لله
يا باكياً لرَسْمِ دارٍ اقفرَا مِن اهلِه ونائِحاً تذكُّرَا
لِقاطنيهِ منفِقاً مُبَذِّرا لدمعِه وقَالِياً طيبَ الكَرا
تبكِي اذا رأيْتَ برقاً لامعَا اَوْ خِلْتَ عينَ ٱلسُّحْب تبكي هامِعَا
والرَّوض ضاحكاً عليهما معَا والورق يشدوا والصّباحُ اَسْفرا
او جاوَزَتْكَ في صباحِكَ الصَّبَا ذكرْتَ ايّامَ شبَابٍ وصِبَا
زدْتَ حشاكَ منْ هَواكَ وَصَبَا وعِشْتَ ممّا قد جرى محسَّرَا
خلِّ البُكا على الدّيارِ والهوى وذكْرِ ايّامِ الشبابِ وٱلغوا
وكن حزيناً ذَا شجاً وذَا جَوى بمهجةٍ حرَّى وذا حزنٍ وَرَى
واتّخِذِ الحزنَ متاعاً وغِذَا بنكْدِ عَيْشٍ ذا شجاً وذا قَذَا
ودُمْ به ما دُمتَ حيّاً واذَا مولّعاً لخيرِ جيلٍ في الورى
الُ النبيِّ الهاشِمِيِّ احمدَا اَما سمعتَ فيهمُ فِعلَ العِدَا
سقَتْهُمُ اَعْدَاؤُهمْ كأسَ الرّدى ظلماً وعدواناً وبغضاً مظهَرَا
مصابُهُمْ هُوَ المُصَابُ الاوْحَدُ وحزنُهُمْ مثالُهُ لا يوجَدُ
فعَيْشُنَا طولَ الزّمانِ النّكِدُ فلن ترى كما جرَى مشتهرَا
كن لي معيناً بالبُكا عليهِمُ لا سيّما السّبطُ الشهيدُ الاكرَمُ
نُسْعِدُ فيه المصطفى ونلطُمُ وامَّهُ البتولَ ثُمَّ حَيْدَرَا
يا ليْتَ شِعْري هل اَنوحُ اهلَهُ بين العدَا اَمِ الذبيحَ طِفْلَهُ
اَمْ خِيَماً محروقةً اَمْ نَسْلَهُ مُشَرَّداً مُشَهّراً تشهُّرَا
وليتَني اُشْعِرُ هَلْ اَنْدِبُهُ بينَ الاعادي بالظُّبا تضربُهُ
امْ جسمُهُ سمرُ القَنا تنهَبُهُ اَمْ لحشاهُ بالظّما تَسعَّرَا
لهفِي لهُ لَمّا اَناخَ كرْبَلا بفِتْيَةٍ وايِّ فِتْيَةٍ عَلا
شأنُهُمُ عُلاً ومجْداً زُحَلَا وقدْ سمَوْا اِنْ حَاربوا اُسْدَ الشَّرَا
قادَتْهُمُ امُّ حَبَوْكرٍ وهمْ قُوَّادُهَا نحو العِدَا عادَتُهُمْ
فما لَها في قودِهَا لا مَا لهُمْ اُسْدُ شَراً قدِ ٱسْتَحَقُّوا الظَّفَرَا
كُلٌّ يقولُ منهُمُ اذْ بادَرُوا يا ربِّ انَّي للحسينِ ناصِرُ
ولِا بنِ هِنْدٍ تارِكٌ وهاجِرُ فاغتَنَمُوا ٱلفُرْصَةَ معْ خير الوَرَى
كأنَّهُمْ في الحربِ شُهْبٌ هاوِيَهْ ترى الاَعادِي بظُبَاهُمْ ثاويَهْ
كأنَّهُمْ اعْجَازُ نخْلٍ خاويَهْ كانُوا على الاعداءِ ريحاً صَرْصَرَا*
هُمْ سادةٌ قد عَظُمَتْ اُجورُهَا بدَتْ لهم عند اللِّقاءِ حورُهَا
في جنَّةٍ عاليَةٍ قصورُها قُطوفُها دانِيةٌ لمن يَرى
فعايَنُوا الحُورَ عليهِمْ تُشْرِفُ وجنّةَ الخلْدِ لهُمْ تُزَخْرَفُ
فعانقوا بيضَ الظُّبَا وارْتَشَفُوا من القنا كأسَ الفناءِ سُكّرَا
حتّى اُبيدوا كلُّهُمْ على ظمَا بين طعينٍ وجريحٍ كُلِّما
فيا لَهُمْ مِنْ ناصرين كُرَمَا باعوا على اللّهِ النفوسَ فاشترى
التّائِبُون العابدون الرُّكَّعُ ٱلحَامدونَ ٱلساجِدون الخُشَّعُ
الامِرُونَ بالرّضَى والرُّدَّعُ كُلٌّ مضَى ببَيْعِه مسْتَبْشِرَا
ليَكْسُ مثلِي النَّدَمُ المُبَرِّحُ وليَلْزَمَنّي اسَفٌ لا يَبْرَحُ
اذْ لم اَنَلْ صفْقَةَ مَنْ قَدْ رَبِحُوا ولم اكُنْ ادْركتُ ذاكَ المتْجَرا
لهفِي وهَلْ ينفَعُني تَلَهُّفيا ونارُ قلبي بالدُّموعِ تَنْطَفي
وهَلْ تزولُ حسْرَتي بالاسَفِ وهَلْ يَبُلُّ غلّتي دمْعٌ جَرَى
لمفرَدٍ يدعوا اَما مِن ناصرِ ما فيكمُ يا قومُ مِنْ مُبَادرِ
يَذُبُّ عن آلِ ٱلنَّبِيِّ الطاهرِ لكي ينالَ الفوْزَ معْ مَنْ نصرا
ما فيكمُ يا قومُ شخصٌ راحِمُ اليْسَ فيكمْ احدٌ مُسَالِمُ
يكفُّ وهو مِن ذِمَامِي سالِمُاِنْ لم يكنْ لي ناصراً فَلْيَحْذَرا
يا قومُ اِنْ لم تقبلوا مَقَالِي فَراقِبُوا الجَبَّارَ ذا المِحَالِ
قدْ هلكَتْ منَ الظَّمَا اطْفالِي لا تمنعوني جارِيَ الماءِ اجْتِرَا
واِنْ اَبيْتم فَاُرِيدُ اَرْجِعُ بالاهلِ نحو يثربٍ لا تمنعوا
اَخافُ اِنْ قُتِلْتُ اَن يُضَيَّعُوا واَنْ تُقَادَ كلُّ اهلي اُسَرَا
قالوا لهُ كُفَّ عَنِ المَلامِ لتُورَدَنَّ مورِدَ الحِمَامِ
ولَنْتبُلَّ حُرقةَ الاُوَامِ حتّى تموتَ ظامياً محْتَقَرَا
يا زفْرةً تكادُ مِن تَفجُّعي تُخْرِجُ نفسي بدمي في اَدْمُعي
يا كَبِدِي لحسرتي تَقَطَّعي يا مدمعِي من وَجَعي تَفَجَّرَا
يا شَغَفاً يلهَبُ وُسْطَ لُبّي يَشْوِي حشاشاتي لفَرْطِ كربى
يا اَسَفاً جَذَّ نِياطَ قلْبي وصَفْوَ عَيْشٍ لِلضَّنا تكَدَّرَا
اَنِّيَ لمْ اُدْرِكْ زمَانَ سَيِّدِي اِذْ قالَ للاعْدَا اَما مِنْ مُسْعِدِ
فَفَاتَني لسَبْقِه نَصْرُ يَدِي لِسُوءِ حَظِّي زَمَني تَأخَّرَا
لوْ اَنّني لَمّا دعَا سمعْتُهُ لكنْتُ مِنْ طعنِ القَنا وقَيْتُهُ
بمُهْجَتي ثمّ الحَشا سَأَوْتُهُ عليهِ جُنَّةً تَقيهِ الضَّرَرا
لهفِي لهُ اذْ حمِيَ الوطيسُ عليهِ لَمّا اقْبَلَ الخَميسُ
وطَارَتِ الاكُفُّ والرُّؤُسُ كم غادرٍ غادَرَهُ مقطَّرَا
فلوْ تَراهُ في خِلالِ الغَبَرَة خِلْتَ الاعادِي حُمُراً مُسْتَنْفِرَهْ
فرَّتْ حِذارَ حَتْفِهَا مِن قَسْوَرة ذي لبدةٍ اُهيجَ لَمّا خدَرَا
ثُمَّتَ لَمّا جاءَهُ الْمُقَدَّرُ تأَلَّبُوا علَيْهِ وهُوَ يَزْءَرُ
زَئيرَ ذي الاَشْبالِ لا يقَهْقِرُ فصابَهُ سهمُ لعينٍ قَدّرَا
فخَرَّ كٱلطَّوْدِ المُنيفِ ٱلسَّامِي على الثرى وهو عَفيرٌ دامي
عطشانُ محروق الفؤادِ ظامي يرنوا الخيام خاضِعاً مُنْكسِرَا
لهفِي لهُ نحوَ السَّمَاءِ يَنْظُرُ تَعْلَمُ اَحْوَالي وانْتَ اَكْبَرُ
فها انا مهتَضَمٌ مُنْكَسِرُ كما ترَى يا مَنْ يَرى ولا يُرَى
وراح مِهرُ سيّدي محمحِماً فزينبٌ قالَتْ لِسَكْنَةٍ اَمَا
ترَيْنَ عَلَّ ذا اخي جاءَ بِمَا اِنّ الظّما شوَى فؤادي ووَرَى
فاطّلَعَتْ فعاينَتْهُ خالي صاحَتْ وقَالَتْ وا شقاءَ حالى
فجئْنَهَا يَعْثُرْنَ بالاذْيَالِ كُلٌّ تشقُّ جَيْبَها تحَسُّرَا
ثمّ فرَرْنَ عن قلُوبٍ طائِرَة اذا العِدَا عَلى الخِيَامِ غائِره
ثمّ سبَوْا تِلْكَ النّساءَ الطاهرة معَ خيامِهِنَّ سبْياً ما جَرى
فلَنْ ترَى الّا قِناعاً يُنْهَبُ وحرّةً على التُّرابِ تُسْحَبُ
ويَسْلِبُونَ مِرْطَها وتُضْرَبُ ضَرْبَ اذىً مِن غَيرِهمْ ما صدَرَا
ولن ترى اِلّا سوَاراً يُفْصَمُ اَوْ اُذُناً بالقُرْطِ حَقّاً تُخْرَمُ
لِلّهِ كم فيهنَّ خَدٌّ يُلْطَمُ بادٍ لهُمْ وقبلَ ذاكَ لا يُرَى
كم ذاتِ خُدْرٍ بَيْنَهُمْ تُجَرَّرُ وكمْ مصونةٍ بها لاتُسْتَرُ
وكَمْ بِهنَّ حُرَّةٌ تُحسَّرُ لولا القطيعُ رأسُهَا مَاسُتِرَا
وكم فَتاةٍ لهفَ نفسي تُجْتَلَى قد سلَبُوا البُرْقُعَ منها والْمُلَا
لَها صُرَاخٌ في السِّباءِ قَدْ عَلا كادَتْ لهُ الاكبادُ اَنْ تَنْفَطِرَا
ثمّ خَرَجْنَ للحسينِ الطّاهِرِ وقلْبُ كُلٍّ في جناحِ طائِرِ
بَواديَ الوجُوهِ للنَّواظِرِ مكشَّفاتٍ قد نَشرْنَ الشَّعَرَا
جِئْنَ حسيناً صارخاتٍ في الفلا الْفَيْنَهُ جِسْماً مِنَ الراسِ خَلَا
صِحْنَ عليهِ وا قتيلَ كرْبَلَا وَا كهْفَنَا حَامِي الحِما عالي ٱلذُّرَا
ويَا حبيبَ حَيْدَرٍ وٱلْمُصْطَفَى وآلِهِ المُسْتَكْمِلين الشَّرفا
ويا جريحاً يا ذبيحاً مِنْ قَفَا ويا طريحاً فِي الفلا مُعفَّرَا
ويا فريداً يا غسيلا بالدِّما ويا طريداً يا قَتيلاً بالظَّمَا
وهو يرى ماءَ الفراتِ قد طمَى ويا شديخَ اللحمِ مكسور القَرَا
يقُلْنَ مَن اَبانَ منك راسَكا ومن بجُرْدِ الصَّافناتِ داسَكَا
مَن الّذينَ اخمدوا انفاسَكَا ومن لقَتْلِك المشومِ شمَّرَا
ثُمّ سقطْنَ فوقَهُ لِلَثْمِه حتّى تَخَضَّبْنَ بجَاري دمِه
مُحْتَضِناتٍ ولَهاً لجِسْمِه وكانَ من تُرْبِ الفَلا مُكَفَّرَا
ثُمَّ يُنَحَّيْنَ بضَرْبٍ موجِعِ فَيَتَّقينَ ضرْبَهُمْ بالاذْرُعِ
لِمِثْلِ مَا قد نالَهُنَّ مَدْمَعي ينْهَلُّ من محاجِري مُنْحَدِرَا
وا حَسْرتِي لزيْنَبَ الزّكيَّة قائِلةً مَا اعظمَ الرّزِيَّهْ
فلوْ ترى يا امَلي رقيّة تقُول يا حسينُ يا خير الورى
الَا تراني اِذْ ضُرِبْتُ اَلْتَجي بزيْنَبٍ وزَيْنبٌ بي تلتجي
واذْ غُصِبتُ خَاتمي ودمْلجي واذْ سُلِبْتُ بُرْقعي والمعْجرَا
يا كنْزَ كلِّ ارْمَلٍ ضَعيفِ ويا مرادَ الضَّارِعِ الملْهُوفِ
يا كهْفَنا في ٱلزمَنِ ٱلمخُوفِ وحصْنَنا اذا عدوُّنا اجْترَى
يا حافظي وناصري ومَانِعي اُهينَ عزّي يا اخي فمارُعِى
اَراكَ يا وَسيلَتِي مُقَاطعي الَمْ تكنْ مُوَاصِلي فيما جَرَى
يا مَنْ يقيني حَادِثَ الزَّمانِ يا جُنَّتي في ٱلْخَطْبِ اِنْ رَمَانى
اَسْلَمْتَني للذُّلِّ وٱلْهَوانِ وللخُطوبِ في زَمانٍ اغْبرَا
ويا ابن خير مُرْسَلٍ وداعي سُلِبْتُ يا ابْنَ والِدي قناعى
فلو ترانا يا اخي نواعي نوادِباً بين العداةِ حُسَّرَا
نُضْرَبُ ضرْبَ الابِلِ الصَّوَادي حواسراً وُجُوهُنا بَوادِى
اذْ اَسَرُونا كَالاِمَا الاعادي وبَيْتُنَا بِنَارِهِمْ تسعَّرَا
واِذْ سُقُوا كَأسَ الفَنا رجالي وَاِذْ بَقُوا مُلْقَيْنَ في الرِّمَالِ
واذْ عَثَتْ فينَا يَدُ اللَّيالي اِذِ ٱفْتَضَحْنَا يا اخي بين الورَى
وزينَبٌ اذْ فَقَدَتْ رِجَالَهَ اتشكوا لِجَدِّها النبيِّ حالَها
قد هَتكتْنَا اُمّةٌ تسعَى لها في كُلِّ ما يُصْلِحُهَا مُبْتَدِرَا
فهل اَمرْتَ اَنْ اَبيدُوا عِتْرتي وضَيّعُوا مَا قُلْتُ في وصِيّتي
وخالِفُوني فيهمُ يا اُمَّتي واَظْهِروا بعدِيَ حِقْداً مضمَرَا
قُلتَ منَ الواجبِ حَقّاً تُسْفَكُ دِمَا حسينٍ ونِساهُ تُهتَكُ
ومنْهُ اَنّ حُرْمَتي تُنْتهَكُ واَنْ يسوغَ ما اَراهُ حُظِرا
يا جَدِّ قد اوصاهُمُ البغضُ لكمْ بنا ونحنُ شأنُنا كشأنِكُمْ
هَلَّا وَعَوْا آيةَ لا اسْئَلُكُمْ عليه اجْراً انّها لنتُنْكرا
يا جدِّ لو ترى بَنات فاطمَة خامشةً لوجهِهَا ولاطِمَهْ
اَهْوَتْ على نحر الحسين لاثِمَة فَعُوجِلَتْ بالضَّرْبِ حتّى تصْدُرَا
ولو ترَى اِذْ اَزِفَ التّرحُّلُ لها صُرَاخٌ وعويلٌ يُذْهِلُ
كادَ الجبالُ خيفةً تُزَلْزَلُ وكادَتِ السَّماءُ اَنْ تَنْفَطِرَا
ولَوْ تراها في الفلاةِ حُوَّمَا ولو تراها في ٱلسِّبَاءِ كالْاِمَا
ولو تراها للمصاب وٱلظَّما وٱلضَّرْبِ والْعَنَا بلونٍ اصْفرَا
ولو تراني بينهم ومَنْ مَعي مِنَ النّساءِ بعدَ سلب بُرْقُعي
اَسْتُرُ وَجهي عنهمُ باَذْرُعي وكيْفَ لي عَنْ ناظرٍ قَدْ اَسَرَا
ولو ترَى اِذْ فَصَمُوا سِوَارِي والقُرْط مِنْ اُذْني بدَمٍّ جارِي
وَاِذْ اَتَوْا ليَأْخُذُوا خِمَاري واِذْ كُبِبْتُ اِذْ اَبَيْتُ في ٱلثَّرى
ولو ترى سبطَكَ وُسْطَ ٱلقَسْطَلِ حاوَلَ وِرْدَ الما ولَمّا يَصِلِ
ومِنْ وَريدِهِ وُرُودُ الْاَسَلِ فَاُصْدِرَتْ ريَّانَةً مِن اَحْمَرا
ولَوْ تراهُ في بقاعِ كربَلا مُجَدَّلاً بِقَاعِ كربٍ وبَلَا
كفّنَهُ سافِي الفَلا مغسَّلا بالدَّمِ في مَصْرعِه مُنْعَفِرَا
ولو تراهُ وهو فيها حاصِلُ تخبطُهُ بنَعْلِهَا ٱلصَّوَاهِلُ
وحالُهُ لَا مَا علمتَ حائِلُ فصَدْرُهُ كظهرِهِ تكسَّرَا
مُلْقىً ثلاثَةً بجِسْمٍ بَاليقدْ اَخْلَقَتْ جَديدَهُ اللَّيالي
مِنْ غير اكفانٍ ولا اَغْسَالِ تبكِي عَلَيْهِ الخامِعاتُ والفَرا
تنوحُهُ الاطيارُ في الاوْكارِ معلِنةً والوحش في القفارِ
تندِبُهُ والحُوتُ في البحَارِ والجِنُّ تبْكيه وتنعاهُ ٱلْوَرَى
ولو ترَى كريمَهُ بِذابِلِ مخضّبَ ٱلشَّيْبِ بقانٍ سَايِلِ
قَدْ جَدَّدَتْ رُؤْيَتُهُ بَلا بِلي فوقَ قَناتِه يُحَاكِي الْقَمَرا
فمُذْ وَعَى النِّدَاءَ ذُو العِنادِ قنّعَها القَطيعَ لا تُنَادِي
فتَسْتَغيثُ مِنْهُ بٱلسَّجَّادِ يَضْرِبُنِي يَا ابْنَ اخِي ٱلشَّمْرُ ٱفْتِرَا
وسيَّروا الايتامَ والايَامَى وَخَلَّفُوا في كربلا الاِمَامَا
لهُنَّ نوحٌ تُشْبِهُ الحَمامَا عوارِياً مِنْ فوقِ كُلِّ ادْبَرا
فلَوْ ترَى والطَّاهراتُ حُسَّرُ كُنَّ كأنَّ وجْهَ كُلٍّ قَمَرُ
واليومَ كالقيرِ شَواهُ السَّهَرُ وَالشمسُ والحُزْنُ المديمُ والسُّرَا
لمثل هذِي تندِبُ النَّوادِبُ وعندَها لَا تذكرُ ٱلمَصَايبُ
ففي قلوبِ ٱلمؤمِنينَ صَائِبُ لَها وجَرْحٌ في الحَشا مَاسُبِرَا
يا ابنَ الامامِ البَطَلِ ٱلهِمَامِمُ صَابُكمْ لقَدْ برَى عظامي
كدّرَ عيشي ونَفَي مَنَامي تُصْلِي فُؤادي زفْرَتي تحسُّرَا
هَاج مُصَابِي واهاج نَظْمي ثم رَثَيْتُكُمْ لِغَيْضِ غَمّي
فزاد حزني واسْتزادَ سُقْمي عمّا اُكِنُّ في الحَشا مُعَبِّرَا
بنظمِ عقْدِ منْطقِي يا سَنَدي يُذيبُ قلبَ المنتهِي والمبتَدِي
نظّمْتُ فيه قِطَعاً مِنْ كبِدِي مُرَتَِّباً في سِلْكِه وجَوْهَرَا
اَبْكيكمُ فيها واُبْكي السَّامِعَا وفي رجائي اَنْ تكونَ شافِعَا
فيما جنَيْتُهُ فجئتُ طامِعَا في حَطِّ وِزْرِي حيْثُ كنتَ الوَزَرَا
فاقبَلْ لَها يا ابنَ ابي تُرابِ وكُنْ لوالِدَيَّ والْاَصْحَابِ
كذا مُعَلِّمِيَّ في الحسَابِ ومَن عليكَ دمعُهُ تَحدَّرَا
اَهْدَاكَها يا ابنَ الوصيِّ اَحْمَدُ ومَن على وِلَائِكُمْ معتَمِدُ
مقصَدُهُ انْتَ ونعمَ المَقصَدُ يا سيّدِي وانْتَ اعْلَي نَظَرَا
صلَّة اِلهُ العرشِ مَا المزنُ هَمَى عليكمُ يا سَادَتي وسلَّما
ما سجَع القُمْري وما تَرنَّما وَمَا حَمامُ الاَيْكِ فجْراً هدَرَا
تمت بقلم ناظمها .
وقال ايضا يرثيه عليه السلام :
وغافِلٍ عن ضَنا المحزونِ يعذلُني عَذَلْتَ صَبّاً يَصُبُّ المَدْمَع الجارِي
هَل للحزينِ سوى الحُزنِ المديمِ شِفاً وجاريَ ٱلدّمعِ عند الفادحِ الجاري
وحيثُ انْكرْتُ سِلْوَاني تُسَائِلُني لِمَ النّكِيرُ فَما استفهامُ اِنْكَارِي
نُحولُ جسمي وتكديرُ المعيشَةِ واصْفِرَارُ وجهي وتزْفاري بِتكْرارِ
ولاعجٌ في الحشا لا ينطفِي فَلِذَا تجري دُموعي من تصعيدِ تَزْفاري
وبي شحُوبٌ تُرِيكَ الصِّدْقَ من حالي تُغْنيكَ حالي عن منطوقِ اَخْباري
تُنْبيكَ اَنَّ مُصَابي فاقمٌ فعَسَى اذا سمِعْتَ به تَنْحُو لِاَعْذاري
اِنَّ الحسينَ بْنَ بنتِ المصطفَى وعليِّ الطُّهْرِ سبطَ رسولٍ خيرِ مختارِ
امْسَي لبيضِ الظُّبَا والزّاعِبِي غرضاً مِن بَعْدِ اَنْصارِه مَا بينَ كُفّارِ
وهُوَ السَّليبُ اِزَاراً بالعَرا عارِي مَعْ اَنّهُ الوَزَرُ العارِي عَن ٱلعَارِ
واَنَّ هذَاكَ منحورٌ ببَتَّارِ وراسُهُ ٱلعالِي عَالٍ فوق خَطَّارِ
واَنَّ جُثَّتَهُ فِي الطّفِّ تحطِمُها جردُ المَذاكِي بِاِيْرادٍ واِصْدَارِ
واَنَّ اَغسالَهُ مِنْ فَيْض مَنْحَرِهِ واَنَّ اَكْفَانَهُ مِنْ نَسْجِ اِعْصَارِ
وَاَنَّهُ مُفْرَدٌ لم تلْقَ زَائِرَهُ ولَا الْاَنيسَ سِوَى وَحْشٍ واَطْيَارِ
واَنّ نِسْوَتَهُ بعدَ الصيانةِ مِنْ بُعَيْدِ مَقْتلِه مِنْ غَيْرِ اَسْتَارِ
لها وُجُوهٌ كَمَا الاَقْمارِ فانْقَلَبَتْ مِنَ المصَائبِ والاَحْزانِ كالقارِ
كأنّني بنساءِ السّبطِ حين اتَى مهرُ الحسينِ ومنْهُ سَرْجُهُ عاري
خَرجْنَ مِنْ غير قَصْدٍ في الفَلَا وقُلُوبُهَا من ٱلحُزْنِ فيها لاعجُ النَّارِ
وامُّ كُلْثُوم لمّا اُسْمِعَتْ خرجَتْ تقولُ والحزنُ في احشائِها وارِي
مُصيبتي فوْقَ اَنْ اَرْثي باَشْعَاري واَنْ يُحيطَ بِها فَهْمي واَفْكاري
شرِقْتُ بالرّيقِ فِي اَخٍّ فُجِعْتُ به وكنتُ منْ قبْلُ اَرْوَي كُلَّ ذي جارِي
فاليوم اَنْظُرهُ في التُّرْبِ منجدِلاً لولا التَّجَمُّلُ طاشَتْ فيه اَسْرَارِي
كأَنّ صُورَتَهُ في كُلِّ نَاحيَةٍ شَخْصٌ يُلَائمُ اَوْهَامي واخْطَارِي
قَدْ كنتُ آمُلُ آمَالاً اَسُرُّ بِهَا لوْلا القَضاءُ الذي في حكمِه جاري
جاءَ الجوادُ فَلَا اَهْلاً بمَقْدَمِه الَّا بوَجْهِ حُسَيْنٍ مُدْركِ الثّارِ
مَا للجَوادِ لَحَاهُ اللّهُ مِنْ فَرَسٍاَ لا يجَدِّلَ دونَ الضَّيْغَمِ الضَّارِي
يا نفسِ صبراً على الدُّنْيَا ومِحْنَتِهَا هذا الحسينُ الى ربِّ السَّما سَاري
فَجِئْنَهُ وهُوَ في البوغاءِ مُنْجدِلٌ والجسمُ عاري سِوَى مُورِ الصَّبا الذّاري
فاقبلَتْ زَيْنَبٌ تَنْعاهُ قائِلةً يا نُورَ اِنْسَانِ عَيْني عنْدَ اِبْصَاري
وحَقِّ حفْظِكَ لي عَنْ كُلِّ نائبَةٍ وحَقِّ ستْرِكَ لي عَنْ كُلِّ نَظّارِ
ما جاءَ يا ابْنَ اَبي بالبالِ تَتْرُكُني خَلِيّةً مِنْكَ في بِلْبَالِ اَشْرارِ
يا سورَ حِصْني هُدِمْتَ اليومَ فَٱنْكَشَفَتْ عَمَّا يَسُرُّ بهِ الحُسَّادُ اَسْتَارِي
ما كان في خَلَدِي اَبْقَي خِلافَك في الدُّنْيَا بغير حِماً يا عِصْمةَ ٱلْجَارِ
مَنْ ذَا خِلافَكَ يَرْعانا ويكفلُنَا ومَنْ يَعُولُ على ذُلّي واِضْرَارِي
ومَنْ لِضَايعَةٍ بينَ الانامِ لَهَا عليكَ نَوْحُ حَماماتٍ باَشْجارِ
ومَنْ لمَفْجُوعةٍ بالبَيْنِ مَاعلمَتْ حَتّى تُفَارِقَها مِنْ غيرِ اِخْبارِ
ومَنْ لسائبَةٍ في السَّبْيِ تَقْسِمُهَا مَعَ الغَنائِمِ ايدي كُلّ خَتّارِ
مَنْ للصّغيرِ ومَنْذا للكبيرِ ومَنْ يلُمُّ شَمْلِي بعْدَ الشَّتِّ في دارِي
ومَنْ لخائفةٍ ضاقَ الفَضاءُ بهَا ومَا حَلا عَيْشُهَا مِن بعد اِمْرَارِ
فلا اصابَتْكَ يا عيني السِّهامُ ولا سُمْرُ العوالِي ولا تُودَي بِبَتّارِ
ولا تذوقُ الظّما والنهرُ حولَك بَلْ ولا تُغسَّلُ من فَيْضِ الدَّمِ الجاري
ايْضاً ولا جِسْمُكَ الزاكي تُرَضِّضُهُ جُرْدُ المَذاكِي لسَبَّاحٍ وطَيَّارِ
ولَا كَسا شِلْوَكَ البالي الغُبَارُ اذَا الرِّيَاحُ يسحَبُ منها كُلّ جَرَّارِ
ولا تكونُ قِرىً للوحْشِ اِنَّكَ مَا تَزالُ مِنْ كُلِّ جبّارٍ لهَا قَارِي
ولا يُهَانُ لكَ ٱلجارُ ٱلنَّزيلُ ولا يُدْنَا حماكَ وانْت الحامِيَ ٱلذّاري
فاِنْ اُصِبْتَ بهَا لا يرتَضِي خَلَدي ولَا لساني بنُطْقِ الْفَادحِ ٱلطَّارِي
حَاشَاكَ حاشَاكَ هذا لِلْعِدَا مَثَلٌ واَنْتَ تكْرُمُ اَنْ تُرْمَي باَشْرَارِ
فاِنَّ اَحْمَدَ والكَرَّارَ وٱلْحَسَن ٱلزَّكي واُمَّكَ اَعْني صفوة ٱلْبَارِي
ما كان في خاطِري يرضَوْنَ لَوْ سَمِعُوا اَوْ عَايَنُوا الخَطْبَ اَنْ تُرْمَي باَكْدَارِ
حُسَيْنُ مَنْ اَلْتَجي انْ ضامَني زَمَني الَيْهِ اَوْ مَنْ يَقيني سُوءَ اَحْذَارِي
حُسَيْنُ مَنْ للْيَتامَي ٱلضَّائِعين ومَنْالَيْهِ يَلْتَجِأُ العَافي عَلَى ٱلْجَارِي
حسينُ اَلْبَسْتَني عِزّاً فكنتُ بِه اِنْ قُلْتُ يرضَى زَمَاني سَمْعَ اَخْبَاري
وٱليَوْمَ جاري لا يُحْمَي وقَوْليَ لا يرْضَى ولا يَسمعُ اللّاحُونَ اَعْذَارِي
اِنْ قلتُ قيلَ ٱسْكُتِي بل اِنْ عَثرتُ فَلَا تُقَالُ لي عَثْرَةٌ اِلَّا بِاِضْرَارِي
اذا عَثرْتُ بِذَيْلي بينَ سَبْيِهِمُ يُقَالُ لي لَا لَعا مِنْ غَيْرِ اِنْكَارِ
فَاِنْ مضَيْتَ برَاحَاتٍ وانْسِ هناً فانّني بين شدّاتٍ واَضْجَارِ
واِنْ مضَيْتَ الي دَارِ القَرارِ مَعَ الْاَطْهارِ فاليومَ قدْ فارَقْتُ اَطْهَارِي
شَوَى فراقُكَ قَلْبي بٱلضَّنا فَغَدَتْ نارُ الفِرَاقِ تَلَظَّي بين اَسْحَارِي
و ذِكْرُ رُزْئِكَ يا عزِّي مُلَازِمُني حَتَّى غَدا وِرْدَ عَتماتي واَسْحَارِي
كَلِّمْ سُكَيْنَةَ اِنَّ الْحُزْنَ اَسْكنَها مَساكِنَ الذُّلِّ تَحْتَ المَسْكَنِ الزَّارِي
عوَّدْتَها اَمْسِ حُسْنَ الدَّلِّ فانْقَلَبَتْ بها اللَّيالي بخَسِّ ٱلذُّلِّ وٱلعَارِ
ما كان ظنّي ولا في ظَنِّهَا اَبَداً باَنْ نراكَ طريحاً وُسْطَ مِضْمَارِ
ترى سُكيْنَةَ تبْكي وهي لَاطِمةٌ بمَدْمَعٍ مِنْ جَوَى ٱلفَجْعَاتِ مِدْرَارِ
وانْت مهما بكَتْ تبكي وتَلْثِمُهَا لَا تَحْرقي مهجتي يا خيرة الباري
قد خاننَا زَمَنٌ قدْ كَانَ يجمَعُنا حتّى يُفَرِّقَنا منْ غير اِشْعَارِ
لَوْ كُنْتُ اعلَمُ اَنّ الدهرَ يغدُرُ بي جعلتُ نَعْيَكَ اَوْرادي واَذْكَارِي
وقمتُ في مَأْتَمِ الْاَحْزانِ حيثُ ترى وانتَ حيٌّ لِتَنْحابي وتَضْوَارِي
ولوْ تَرانا بمثل اليومِ اَدْمُعُنَا عليكَ خَدَّتْ خُدُوداً مثل اَنْهارِ
هذَا ونَحْنُ جياعٌ سُغَّبٌ هِيَمٌ حَسْرَي عرايا سَبايا بينَ كُفَّارِ
لكنْتَ تُؤْثِرُ اَنْ تَفْنَي لَنا حرَضاً ونحنُ فيما ترَى منْ غير انْصَارِ
اذا نظرتُ بما قدْ نالكم وبِمَا قدْ نَالَنا نالَ مِنّي طَيْشَ اَنْظاري
وسيّروهُنَّ نحْوَ الشّامِ حاسِرةً تنعَى على كُلِّ دَبْرَى الظَّهْرِ حِدْبَارِ
مُشهَّراتٍ عُرايا ما لَها خُمُرٌ ولَا ثيابٌ سِوَى اَسْمَالِ اَطْمَارِ
تَؤُمُّهَا ارْؤُسُ الاطْهارِ زاهرةً فوقَ الْاسِنَّةِ وهْناً مثْلَ اَقْمارِ
ورأسُ مولايَ مثْلَ ٱلبَدْرِ طلعَتُهُ لِلْآيِ فوقَ سنانِ الاَصْبَحِي قَاري
يا لَلرِّجَالِ ويا لَلْمُسْلِمينَ مَعاً مُهَاجِريّاً يُرَى منْكُمْ واَنْصارِي
بَناتُ احْمدَ تُهْدَي بعْدَ ما سُبِيَتْ مُكَشّفاتِ رُؤُسٍ نَحْوَ خَمَّارِ
مشهَّراتٍ ضحيً من غيرِ اَسْتَارِ وآلُ حربٍ بها رَبَّاتُ اَخْدَارِ
والدّينُ غَضُّ المبادِي بَيْن اظهُرِكم وانْتُمُ بين سَمَّاعٍ ونَظّارِ
هذا جزاءُ رسولِ اللّهِ عندكمُ جزاءَ نُعْمَانَ للرُّومِي سِنِمّارِ
بُعْداً لها اُمَّةً مانالَ مصدَعُها مِنْ فعلِها اَوْ قُذَارٌ عِشْرَ مِعْشَارِ
ولا جرَى مُنكَرٌ يَحكِي لِمُنْكَرِهِمْ في فعلِهِمْ في بَنِي ٱلهادي بِاَقْطارِ
فلعنَةُ اللّهِ تغشاهُمْ وتغمرُهُمْ على ٱلدَّوامِ بِآصَالٍ واَبْكَارِ
يا آلَ احمدَ يا سُفنَ النجاةِ لقَدْ اَهْدَيْتُكم جوهراً من بحر اَفْكاري
يُنْبي بأَنّي حَزينٌ مِن مُصَابِكمُ ابدَتْ مَظاهِرُ اَشْعاري باسْراري
فاِنَّ احْمدَ يرجُو مِنْ جَنابِكمُ اَن تقبَلُوها بتَقْصيري واِقْرَارِي
وتَشْفَعُوا لي وزين الدين وَالِدِيَ الَّذي رَثَاكُمْ واُمّي ثُمّ لِلْجَارِ
والاهلَِ والصَّحْبَِ جمعاً ثمّ قارِئِها وٱلسَّامِعينَ لها يا جُلَّ اَذْخاري
صَلَّى الالهُ عليكُمْ ما هَمَتْ مُزُنٌ جَوْنٌ ومَا ودَقَتْ حيناً باَمطارِ
اوْ شيمَ برقٌ ومَا ناحَتْ مطوَّقةٌ تُجيبُ ساجعةً تنعَي باَوْكارِ
اوْ لاحَ نجْمٌ مُضيءٌ مِنْ ضِيَائِكمُ وما بِهِ يهتدِي فِي ٱلدّاجِيَ ٱلسَّارِي
تمت .
وقال ايضا :
سَلِ الرَّبْعَ تُبْدِ ٱلحالُ ما كان خافِيَا وعن لَهجٍ فِي ٱلذِّكْرِ هَلْ كان سالِيَا
مَعاهِدُ اِنْ تُبْلِ الْاَعاصيرُ رَسْمَها فرُوَّادُهُ تُحْييهِ بالدمعِ جارِيَا
تعاهَدَ رَبْعاً بالحِمَى مِنْ عِهادِهَاه واطِلُ لا تبدون الَّا هواميَا
تَرَسَّمْتُ رسْماً باللِّوى لِلاُولَى خَلَوْا به مِنْ احِبَّائي واهْلِ وِدَادِيَا
على خالِياتٍ مِنْ بقايا عُهودِهمْ تقلّدْتُهَا فيما ترى العينُ باقِيَا
بحالَيْنِ حالي والدّيارَُِ اِخَالُها وما كانَ قَلْبي منهما الدهرَ خالِيَا
خَلَا رَبْعُهُمْ منهم فَشطَّتْ بِيَ النّوَى الى كُلِّ وادٍ قدْ تَقَسَّم بَاليَا
فاِنْ تَخْلُ في عَيْنَيّ يا ربعُ منْهُمُ فلسْتَ بِخالٍ منهُمُ في خَياليَا
تَقَلّبَتِ الايّامُ حتّى تفرَّقُوا واضحَتْ مغانيهِمْ برغْمي خوَالِيَا
قضى اللّهُ اَنِّي اَصْطَلي نارَ بَيْنِهِمْ واَنْ لسْتُ اَسْلُوهم واَلَّاتَلاقِيَا
اِذا سفَعَتْ نارُ الفراقِ بمُهْجَتي نظمتُ بهِمْ شِعْراً لِيَبْرُدَ ما بِيَا
اُوَجِّهُ اَوْطاري بهِمْ كُلّ مَسْلَكٍ اُمَوِّهُ عنهُمْ فيهُمُ مُتَوالِيَا
اَقُولُ رَمَتْنِي النائباتُ بِهمْ كَما رَمَتْ بمُصابِ السبطِ مِنّي فؤادِيَا
غداةَ نَحا ارْضَ الطفوفِ الى الفَنا باصحابه يُزجِي المَطِيَّ الحوافِيَا
فلِلّهِ شُوسٌ مُقْدِمونَ الى الوغا سِرَاعٌ اذا ما الشوسُ تُبْدِي ٱلتّوانِيَا
مُنَاهُمْ مَناياهم ليَرْضَى عليهِمُ دعاهُمْ رِضىً عنهم لِذاكَ ومَانِيَا
صَحَتْ لَهُمُ سُبلُ الرّشادِ فابصروا وشاؤُا بعينِ اللهِ ما كان شَائِيا
فكم عانَقُوا مِنْ مُتْلِفَاتٍ مِنَ الْفَنا وما عانَقُوا الّا ٱلظُّبا والعواليَا
قضَوْا بين محتُومِ القَضاءِ ومبلغِ الرِّضَى فرَضُوا لِلّهِ ما كان قاضِيَا
سقَى اللهُ ارواحَ الذينَ تَوازَرُوا على نصره سَحّاً مِنَ الغَيْثِ هامِيَا
لَقدْ اَفْلحُوا في الغابراتِ وما لَقُوا مِن الخالياتِ الْاَصْرَ اِلَّا تراضِيا
وصار حسينٌ واحداً مِنْ صِحابه يُناديهمُ لِم لَا تُجيبُونَ داعِيَا
اَلا يا اُصَيْحابي اُنادِي واَنْتُمُ على القُرْب مِنّي لم تُجيبُوا نِدَائِيَا
اَصدَّكُمُ رَيْبُ المَنُونِ اَمِ ٱرْتَمَتْ بكمْ جارِياتُ النّائِباتِ ٱلمَرامِيَا
اَمِ الحالُ حالَتْ اَمْ تَسابَقْتُمُ الْعُلَى الى الغايةِ القصوى لكم والمرَاقِيَا
وهذِي الاَعادِي يَطْلبُون اَذِيَّتي ولَمْ ارَ هذا اليومَ منكم مُحامِيَا
لئِنْ كَدّرَ العيشَ ٱلْهَنِيَّ فِراقُكُمْ فقد كانَ عَيْشي قبل ذلِكَ صافِيَا
سَلامي عليكم غيرَ اَنّيَ تَائِقٌ لمَصْرعِكُمْ حتّى اَنالَ ٱلتَّدانِيَا
وها اَنا ماضٍ للفَنا لِلِقائِكُمْ ولم يَكُ الَّا حيثُ الْقَى ٱلْاَعادِيَا
فيا ليْتَني لَمّا اسْتغاثَ حضَرْتُهُ وكنتُ لهُ بالرُّوح والمالِ فادِيَا
اَما ومُحبّيه الّذينَ توازَرُوا على نَصْره لو كنتُ فيهم مواسِيَا
لكنتُ فداءً للَّذين فَدَوْا لَهُ برُوحي ومَنْ لي فِي الفِدَاءِ ووَاقِيَا
ولكنَّ حَظّي حَطَّني غيْرَ اَنَّني اُديمُ البُكا فيهمْ واُنْشِي المَراثِيَا
فَاَقْبَلتِ الاعداءُ من كُلِّ وِجْهَةٍ عليهِ ولمَّا تَلْقَ فيهم مُوَالِيَا
الَهْفي عليه اِذْ اَحاطوا بِهِ ٱلعِدَا وقَدْ اَشْرعُوا فيه القَنا والمواضِيا
يُديرُهُمُ دوْرَ الرَّحى في دوائِرٍ مِنَ السُّوءِ لَا تُنْتِجْنَ اِلَّا دَواهِيَا
فدمَّر منهُمْ ما يُدمِّرُ قَاصِداً وكانَ على حكمِ ٱلمَقاديرِ جارِيَا
كما اُنْزِلَ القُرْانُ اَنْ لَوْ تَزَيَّلُ والَعذّبَ منهم كُلَّ مَنْ كان قَالِيَا
فلَمّا رأَى اسلافَهُ اذْ دَنَا الرحيلُ في نهجه اَنْ سِرْ ولاتَكُ وانِيَا
رماهُ القَضا سَهْماً بلُبَّةِ نَحْرِه بِكفِّ شَقِيٍّ مَسَّهُ السُّوءُ رامِيَا
فخرّ على عَفْرِ التُّرابِ لوَجْهِه عفيرَ جبينٍ ناشِفَ القَلْبِ ظامِيَا
فاقربُ مِمَّا كانَ للّهِ ساجِداًخضوعاً لَهُ اِذْ خَرَّ في ٱلتُّرْبِ هاوِيَا
عَلا رُتْبَةً لا تُرْتَقى في هُبوطِه فَاَعْجِبْ بِه مِن هابِطٍ كَانَ عالِيَا
فعَجَّ جميعُ الخَلْقِ حُزْناً وخيفةً وثارَتْ اَعاصيرُ ٱلرِّياحِ سوافِيَا
فجاءَ اليهِ الشمرُ ثُمَّ اكَبَّهُ على وجهِه يا سُوءَ ما كَانَ آتِيَا
فَحزّ كريمَ السّبْطِ يَا لَكِ نكبةً لَها انْحَطَّ فِي الاسلامِ ما كانَ سَامِيَا
فعلَّاهُ في عالي الوَشيجِ ولا ارى لهُ مَنْصِباً يرضاهُ اِلَّا ٱلعَواليَا
وغارُوا على اَبْياتِه ونسائِه واَطْفالِه بالضّربِ والسَّلْبِ ثانِيَا
فكم كاعبٍ حسرَي وطفلٍ مكبَّلٍ وفاقدَةٍ منهم كفيلاً وكافِيَا
وشَبُّوا على الابياتِ ناراً واَوْطئُوا تَرائبَ شِلْوِ السِّبْطِ فيها المَذاكِيَا
وساقُوا الاُسارَى حُسّراً فوق ضُلّعٍ نَوادِبَ لا يُسْعِدْنَ اِلَّا نَواعِيَا
فيا راكِباً يُنْحِي قَلُوصاً شِمِلَّةً طوَاها ٱلسّرَى فِي ٱلعَنْسَلاتِ نَواحِيَا
ووَجْناءَ ماتنفكُّ الَّا مَناخةً عَن ٱلخَسْفِ اوْ يَرْمِي بتلكَ ٱلصَّحارِيا
لطيبةَ يسعَي قَاصِداً ومُؤَمِّلاً فلَاحاً لهُ فيما استطابَ المَساعِيَا
اِذا جئْتَ اَرْضَ ٱلقُدْسِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ فَصلِّ عليهِ وٱرْفعِ ٱلصوتَ شاكِيا
وَقُلْ يا رسولَ ٱللّهِ من ارضِ كربَلا اتيْتُكَ اَسْعَى مستَغيثاً وناعِيَا
حَبيبُكَ ملقىً فِي التُّرابِ مُعَفّرٌ تجرُّ عليهِ ٱلذّارياتُ ٱلسَّوافِيَا
وتخبِطهُ ٱلجردُ العِتاقُ وانْتَ ما قَدرْتَ على اَنْ تسمعَ السِّبْطَ باكِيَا
وها رأسُهُ فِي الرمحِ يُهْدَي ونورُهُ كبدرِ ٱلدُّجَى لا زال لِلْآيِ تالِيا
تبصّر رسولَ اللهِ اَسْرَاكَ تَلْقَها فواطِمَ حسْرَى للعيونِ بَوادِيَا
وفيها يَتامَى مَعْ كَواعِبَ دَأبُها صُراخٌ يَهُدُّ ٱلشّامِخَاتِ الرَّوَاسِيَا
ولو عاينَتْ عيْنَاكَ ما قَدْ اَصابَهُمْ مِنَ ٱلخَطْبِ وٱلْبَلْوَى فهل كنتَ راضيَا
وسلِّم على ٱلزَّهْرَا وٱسفَحْ لِقَبْرِهَا لدَى الرَّوْضَةِ الغَرّا الدُّموعَ ٱلجَواريا
وقل يا ابْنَتَ ٱلمختارِ قُومِي لِتصْبَغي قَميصَكِ مِنْ جاري دَمِ السّبطِ قَانِيَا
وقومِي ٱنظرِي شِلْوَ الحسينِ تدوسُهُ المَذاكِي فَدقَّتْ صدرَهُ وٱلتَّراقِيَا
ولُمّي نساءً ضائعاتٍ ولم تَجِدْ لَها بعد مولاها ٱلحُسَيْنِ مُراعِيَا
سلامي عليهَا ضائِعاتٍ وحرقتِي لها جائعاتٍ لا ترى ٱليَوْمَ وَالِيَا
وسِرْ قاصداً اهلَ البَقيع وقل لهُمْ عليكم اَيا اَهلَ القبورِ سَلامِيَا
سمِعتُمْ بما قد صارَ في طفِّ كربلَا مصارعُ اَطْيابٍ قَرُبْنَ مَثاوِيَا
فلِلّهِ اِنْ فيها اُريقَتْ دِمَاؤُكُمْ فَقد كانَ ذَاكَ ٱلتّربُ طيباً وشافِيَا
وَاِنَّ لكُمْ فوقَ ٱلنِّياقِ لدى الْعِدَا يَتامَي وحسرى ثُكّلاً وبَواكِيَا
سلامي عليهَا مِن غرائبَ شَفَّها النَّوى مِنْ عَلَا بُزْلٍ يَجُبْنَ ٱلفَيافِيَا
وعُجْها واِن جئتَ الغِريَّ فَبَلِّغن سلامي على خير الوَرى ومَقالِيا
بِانَّ حسيناً في ثراها مُعَفرٌّ ونسوتهُ للشامِ تُهْدَى عوارِيَا
بناتُكَ من فوقِ المَطِيِّ حواسِرٌ بنَدْبِكَ يُعْلِنَّ ٱلنِّدَا ٱلمُتَعالِيَا
فهل لَك فِي اسْتِدراكِ اوْتارِكُمْ وهل تفكُّ اَسِيراً فِي السَّلاسِلِ طاويَا
وعُجْهَا الى ارض الطّفوفِ وقِفْ بها علَى نُأْيِ ابياتٍ لهم كان عافِيَا
اَنِخْها لِتَنْعَي في مَناخِ ركابهِمْ بُقَاعاً خَلَتْ مِن بَعدِهمْ ومَغانِيَا
اَنِخْها وذُدْهَا الوِرْدَ تَنْعَ لِمَنْ قضَى على ظمأٍ والماء يرنوه طامِيَا
وتنعَي يَتامَي فِي الهواجلِ مَضَّهَا الطُّوَى ونساءً نادباتٍ دَوَاعِيَا
فوادِحُ لَوْ وَٱللّهِ حُمِّلَ بَعْضَهَا ثَبيرٌ ورَضْوى كانَ تَٱللّهِ واهيَا
اِذَا عَنَّ ذِكْرَاها لِوارِدِ خاطِري فشأنُ الرزايا المتلفاتِ وشانِيا
رُمُوا برَزايا ليس يُدْرَكُ كُنْهُهَا ومِنْ حُزْنِ مَا نالُوا زَماني رَمَانيا
بني الوحيِ بلواكُمْ تَزينُ مقامَكم وتُسْعِدُ مولاكم وتُشْقِي ٱلمُناوِيَا
اَما والّذِي مِنْكُمْ عَلَيَّ ومَنِّكُمْ عَلَيَّ وما اَصْفَيْتُكم مِنْ وِدَادِيَا
وَما بَيْنَنا مامرَّ ذكرُ بَلائِكُمْ على خَلَدِي الَّا وهيّجَ ما بِيَا
وقَسَّم اَفْكاري وكدَّرَ عيشَتي واَسْعرَ اَحْشائي وبَلَّ ٱلاَماقِيَا
وانْشدتُ فيكم ما يُبَرِّدُ حرْقَتِي فمااُنْشِدُ ٱلاَشْعارَ اِلَّا تَداوِيَا
ولكنّها واللّهِ تُجْرِي مَحاجِري تُصَعِّدُ تَزْفاري وتُصْلِي جَشائِيَا
وانِّي بحمدِ اللّهِ اَحْمَدُ فيكُمُ نظامي وزين الدين ينعاك رَاثِيا
اَبِي فانظرونا والاَخِلَّاءَ فيكمُ ومَنْ قَدْ عَلِمْتُمْ مِنْ اَحِبَّايَ دَانِيَا
وصَلّى عليكَ اللّهُ ما اِنْ بكَتْ لكُمْ غوَادٍ بصوبِ الوَدْقِ يحكِي ٱلعَزالِيَا
وما ناحَكُمْ وُرْقٌ بنَشْرِ ثَنائِكُمْ وما اَسْعَفَتْ نيبٌ يَعَامِلُ حادِيَا
تمت بقلم ناظمها .
وقال ايضا يرثيه (ع) :
لهمْ طَلَلٌ عافٍ طوى نشرَهُ الدَّهْرُ يذكّرُني مِن حيثُ لا ينفع ٱلذِّكْرُ
يذكِّرُ عهدَ القاطنين برَبْعه على حين طاب العيش واتّسقَ الامرُ
فاسفرَ ناديهم بانوارِ هَدْيهِمْ واَنْوا اَيادِيهم بها الرّبْعُ يخضَرُّ
بَهاليلُ زُهَّادٌ كِرامٌ اهِلَّةٌ كُهوفٌ وعُبّادٌ غطارِفَةٌ غُرُّ
سعَى الدّهرُ فيهم وٱلرَّزايا تَحُفُّهُ وللدَّهرِ في تصريفِ امثالهِمْ دَهْرُ
فماكَرَهُمْ في مُسْتَفَِزِّ صروفه ولولَا قضاءُ ٱللّهِ ما جَرَّهُمْ مَكْرُ
ولكنَّ محتومَ القَضَاءِ يَجُرُّهُمْ عَلَى يَقْظةٍ لِلْبَيْنِ مِنْ بَيْنِ مَا جَرُّوا
اَمرَّهُمْ رَيْبُ المَنُونِ عَلى الْفَنَا على غير تِلْكَ الحَالِ يا لهفَي مَرُّوا
فَاَقْوَتْ مَغَانيهم فلَا رائِدٌ لَها ولَا سَائرٌ فيها ولا وارِدٌ يَعْرُو
طُلولٌ جرَتْ فيها الاَعاصيرُ بَعْدَ ما تَقضَّى برَغْمي اهلُهَا وانقضى العَصْرُ
على الطَّلَلِ العافِي المَحيلِ لِمِقْوَلي لِتَذْكارِهِمْ نَظمٌ ومِنْ مدْمَعي نَثْرُ
سقَى المَرْبَعَ البالي لِفُقْدانِ اَهْلِهمَ دامعُ تجري مِنْ مُحِبّيهِمُ حُمْرُ
فَاِنْ يَشْجِكُمْ وَصْفِي فما الرَّبْعُ خَبِّرُوا ومَنْ كُنْتُ اَبْكيهم فهَلْ لَكُمُ خُبْرُ
فَمربَعُهُمْ اَرْضُ البِلَادِ جميعِها وسُكّانُهُ آلُ النَّبِي الاْنَجمُ ٱلزُّهْرُ
لقدْ مَرَّ ايمائي الى ما جرَى لهُمْ واَذْكُرُ بَعْضاً منْهُ والقَوْلُ يَنْجَرُّ
لَقَدْ شُرِّدُوا بَعْدَ ٱلنَّبِيِ وشُتِّتُوا وضاقَ عَلَيْهِمْ بعدَهُ البَرُّ والبَحْرُ
ففي كلِّ حيٍّ نَضْحَةٌ مِنْ دِمائِهِمْ وفي كُلِّ ارضٍ مِنْ تَفَرُّقهِمْ قَبْرُ
واَحْسَنُهمْ في اللّهِ بَلْوَى ومِحْنَةً حُسَيْنٌ وفي ما نالَهُ شَهِدَ ٱلذِّكْرُ
قَتيلٌ بارْضِ الطَّفِّ ظامٍ بِفِتْيَةٍ قَضَوْا دُونَهُ ظامينَ حولَهُمُ النَّهْرُ
بَقُوا في صَحاريها تنوحُ عليهِمُ ملائِكةٌ شُعْثٌ لمصرعهمْ غُبْرُ
مُعَرَّيْنَ في رَمضا الهجيرِ جَميعُهُمْ ولوْلَا سَوافِي الريح مَالفَّهُمْ طِمْرُ
تَدُوسُهُمُ جُرْدٌ سَلاهيبُ اَطْلَقُوا اَعِنَّتَها يَوْمَ الوغاءِ اذَا كَرُّوا
وزُوَّارُهُمْ اَضْيافُهُمْ في حُرُوبهمْ من الدارعينَ ٱلمقتفِى الذِّئبُ والنَّسْرُ
وَاَرْؤسُهُمْ فوقَ العوالِي كأنّها نُجومٌ ورأسُ السبطِ بَينَهُم بَدْرُ
وَاَبْياتُهُمْ مَحْرُوقَةٌ ونساؤُهُمْ مُهتّكَةٌ اودى بها الزجرُ والنَّهْرُ
لَدَى ٱلسَّبْيِ وا لهفَي لها ورِجالُهُمْ لوحش ٱلفَلا وٱلطيرِ في كربلا جَزْرُ
فمَنْ مُبْلِغٌ عَنّي جُسوماً بكربَلَا كَسَتْهَا ٱلسَّوافي اَدْرُعاً ما لَها زَرُّ
تدُقُّ قَراها الشّامساتُ برَكْضِها عَلَيْهَا الى اَنْ حُطِّم الصَّدْرُ والظَّهْرُ
واَرْؤُسهَا قدْ فَارقَتْها وقَدْ بَقُواو قَدْ مَرَّ قَبلَ القَرِّ بٱلنَّفرِ ٱلنَّحْرُ
رِسَالةَ مفجُوعٍ وضَائعِ مهجةٍ هُناكَ ومكسورٍ بهِمْ ما لهُ جَبْرُ
فَهُبُّوا لِاَوْتارٍ لكُمْ في ظعائنٍ واسرى هَدايَا لا ينالُ لَها وَتْرُ
اَلا فانْصُروا للمُسْتَغيثاتِ حيث لا لَها مِن جميع الناسِ بعدَكمُ نَصْرُ
مَضَيْتُمْ وقطّعْتُمْ كُبُوداً ورُعْتُمُ قلوباً لكم طارَتْ وليس لها قَرُّ
ففي كُلِّ عينٍ مِن مَصارِعكُمْ قَذىً وفي كلِّ كبدٍ مِنْ مصابِكمُ فَطْرُ
وكُلُّ فُراتٍ رانِقٌ لظماكُمُ وكُلُّ طعَامٍ لَذَّ مِنْ اَجلِكمْ مُرُّ
وما انسَ لا انسَى نساءً وصِبْيَةً صغاراً على الاقتابِ اِذْ قَوّضَ السَّفرُ
فَواطِمَ للمختارِ اَسْرَى حواسِراً يُلَاحِظُهَا في سَيْرِهَا ٱلعَبْدُ وٱلحُرُّ
كواعبَ رَبّات ٱلخُدورِ بَوَاديَ الوجوهِ بعينِ اللّهِ مَاكَنَّهَا خُدْرُ
لَئِنْ سُلِّبَتْ خُمْراً فقَدْ لَفَّها تُقىً وقَنّعَهَا مِرْطُ الصِّيَانةِ وٱلسِّتْرُ
ولكِنّها ابْلَى نضَارَتَها السُّرَى ولَفْحُ سَمُومِ ٱلريحِ وٱلوجدُ وٱلحَرُّ
فتَسودُّ في المَسْرَى مِنَ ٱلشّمسِ تَارَةً ومن مَضَضِ ٱلاحزانِ وٱلجُوْع تصْفَرُّ
سلَامي عليهَا في الصحارِي باَسْرِهِمْ وليسَ لَها وَالٍ رَؤُفٌ بِهَا بَرُّ
وفيها يتامَى زادُها النّوح والبُكا على قتبِ الاجمالِ مَسَّهمُ الضُّرُّ
على ما بهِمْ في الاَسْرِ يُشْتَمُ جَدُّهُمْ ويَضْرِبُهُمْ نغلٌ ويزجرُهمْ زَجْرُ
يُحَثُّ بِهِمْ سيراً عنيفاً على ٱلطُّوَى طَوَاهمْ سَمُومُ الصَّيْفِ والمهْمَهُ القفْرُ
تأمَّلْ خَليلِي حالَهُمْ تلقَ فادِحاً عظيماً وخطباً لَا يحيطُ به ٱلفِكْرُ
يُسَارُ بهِمْ مِنْ كَرْبلاءَ لِجُلّقٍ علَى اَيْنُقٍ يُرْمَى بِهَا السهلُ والوعرُ
فاين النّساءُ الفَاطميّاتُ والسُّرَى واين ٱليتامَى وٱلاِهانةُ وٱلشَرُّ
سلامي عليها في العناء وحُرْقتي وذلك مجهودُ ٱلمقصِّرِ وٱلْقَدْرُ
لِاَ قْضِىَ لي في ذاك لوعَةَ واجدٍ تَلظَّى بقلبي ليس لي دُونَها عُذْرُ
وَاِلَّا فما ٱللَّأْواءُ اِلَّا فخارُهُمْ فكَمْ شَكرُوا ما ليس في غيرِهم صَبْرُ
ثناؤهُمُ يُبْديهِ حسنُ بَلائِهِمْ وحَمْلُ جليل ٱلرُّزْءِ عندَهُمُ فَخْرُ
مَصائبُهُمْ جَلَّتْ مَناقِبُهُمْ جَلَتْ وَآلاؤُهُمْ اَوْلَتْ واِنْكارُهُمْ كُفْرُ
مَمادِحُهُمْ مِلْأُ الفَضا فَلِاَجْلِ ذَا عَلى مادِحيهِمْ يسهُلُ النَّثْرُ وٱلشِّعْرُ
فيَا اَيُّها الفَجْرُ الْمُجَلّي برُزئِه حَنادِسَ طمَّتْ لَا يُجَلّى لها الفجْرُ
مصابُكَ في قلبي مَعارِفُ وَقْعِه وقَرَّ لكم فيهِ من السُّبُعِ ٱلْعِشْرُ
أَهيمُ ببَلواكم أَهيمُ بحبِّكُمْ ودَمْعي على الحالَيْنِ من شَغَفي غَمْرُ
وانّي لَتَعْرُوني لِذكْراكَ هَزَّةٌ كما ٱنْتَفَضَ العصفورُ بَلَّلَهُ القَطْرُ
يفِرُّ لكم قلبي واِنْ صَدَّ ناظري واِنْ كنتُ مختاراً فانِّيَ مضطَرُّ
فهيْهاتَ ما قَضَّيْتُ مِن شغَفي بِكُمْ مُنايَ ولَا نَوْحِي لكم وانقضى العمرُ
تقسَّم اَفكاري وعيشي مُنَغّصٌ وفي بَصَري بَرقٌ ومن مدمعي قَطْرُ
حَرامٌ على قلبي السُّلوُّ وكيف لي بذلك والسِلوانُ موعِدهُ الحَشْرُ
فاِنْ متُّ لم اشفِ الغليلَ فلي كما اشرتُمْ مِنَ الاسرارِ مِنْ جدَثي نَشْرُ
هناكَ ابنُ زين الدين احمدُ يَشْتفي وذلك اَمْرٌ في احاديثِكُمْ سِرُّ
عليكم سلامُ اللّهِ ما فاهَ ذاكرٌلكمْ بِكُمُ اوْ فاحَ مِنْ طيبِكم نَشْرُ
وما اِنْ دَعا اللّهَ ٱلدُّعاةُ بذكرِكم وَجاءَ على طَيِّ ٱسْتِجابَتِكمْ ذِكْرُ
بسم اللّه الرحمن الرحيم
بناتُ اللّيالي لَاعباتٌ بِلَاعِبِ قضَى عُمْرَهُ الفاني بِكَسْبِ ٱلْمَطالِبِ
لِنَيْلِ الْمُنَى والدَّهْرُ لَا لا ينيلُهُ ويُطْمِعُهُ والدَّهْرُ امْكَرُ خَالِبِ
تُصَادِفُ في الحاجَاتِ غَيْر مُرَادهِمْ بَنُوهُ ويَعْنيهِمْ بِكَلِّ ٱلنّوائِبِ
يُقَضِّي ٱلْفَتَى عُمْراً ولم يَقْضِ حَاجَةً به ويُمَنّيهِ كفِعْلِ ٱلمُداعِبِ
يُلَاطِفُهُ غَدْراً لِتَقْريبِ حَتْفِه يدُبُّ لهُ فيهَا دَبيبَ ٱلْعَقَارِبِ
فكُنْ حازِماً في وَعْدِ دَهْرِكَ اِنَّهُ يَجيئُ بوَعْدٍ في الحقيقَةِ كَاذِبِ
وَكُنْ حَذِراً مِنْ وَعْدِه اِنْ وَفَى بِه لِاَنْهُ يَمُجُّ السَُّمَّ وُسْطَ ٱلمَراضِبِ
فكم مِنْ فتىً يُقْضَى عليهِ بغَفْلةٍ وحَاجاتُهُ لم تُقْضَ مِنْ كُلِّ جانبِ
اَلَا يا حَذارِ الدَّهْرَ والموتُ طالِبٌ وَاَدْرِكْ بِه منْ طالِبٍ ومُشَاغِبِ
علَى غَيْرِ سَرْبٍ آمِنٍ تبْتَغِي سُرىً بَعيداً بلا زادٍ مُعَدٍّ لِسَارِبِ
تُسَوِّفُ بالاِقْلاعِ يوماً ولَيْلَةً عَلَى اَمَلٍ عِنْدَ الرّخا والشّطائبِ
طَويلٍ على مَرّ الليالي وانّه عَلى اجلٍ مِنْ مَرّها متقارب
تودّ قضا الايّام كي تدرك المُنى ويأتيك من ذاك الفنا غير تائب
وفي الثان من يوم الولادة قد مضى من العُمر يوم لو تعي غير آئب
فيا نَدَمي ممّا مضى في شبيبتي وفي القَلب من مستقبلي حرّ دالبِ
اخاطب نفسي بالّذي قلت آنفاً احذّرها من حاضرٍ خوف غائبِ
تقول اذا ما قلت صبراً فبعد ذا اطيع فتسويفي نشا من مخاطبي
فيا ربّ اِنّي استعينك رحمة وفضلاً عليها يا جزيل المواهب
لقد اتعبت فكري واعمت بصيرتي وَغَطَّت عَلى عقلي فاعيت مذاهبي
وانّي عن تهذيب نفسي لَشاغِلٌ بدهرٍ على جُلّ النوائب راتب
ومن نائبات الدهر يوماً مصيبةٌ لقد خبأت حزنا جميع المصائب
فواللّه ما ياتي الزمان باختها وواللّه ما تنسى لدى كل صائب
لها زفرة عن حسرةٍ مستَمرَةٍ مراراتها في مَطْعمي والمشارب
مصيبة ازكى العالمين ارومة واشرَفهِمْ مستودعاً وسط صالب
مصيبةُ خير الخَلق امّاً ووالدا وجدّاً وجدّات وصفوة غالبِ
مصيبة نهجِ الحَقّ والصِّدق والتُّقى وصفوة ربّ العرش نسل الاطائب
مصيبة سبط المصطفى نجل حيدر ومريم الكبرى حليف النوائب
مصيبة مولاي القتيل بكربلا قتيل النَّوا ثم القَوا والقَواضب
ألهفي عليه والمنايا تسوقه واصحابه من فوق غرّ النجايب
ألهفي له بين العِدا يشتكي الصَّدا فريداً غدا من فقده كل صاحب
ألهفي له اذ لا معين يعينه ولا ناصر ما بَيْن رامٍ وضارب
ألهفي له يرنو الفرات بزفرةٍ تفور وقلبٍ بالظما متلاهبٍ
ويرنو اِلى انصاره اذ تجرّعُوا كؤس شباً شيبت بسم المناشب
واذ صُرّعوا فوق التراب وقُدّدوا ببيض قصار بعد سُمر شراعب
واذ صار فرداً يستغيث فلا يرى سوى كل كلب في العناد مكالبِ
ألهفي له هيمان مستَعِرَ الحشا يرى الماء حتّى ما قضى غير شارب
ألهفي له اذ خرّ من فوق مهره فخرّ التّقى والجود جرّة سائب
ألهفي له والشّمر يقطع راسه عناداً وكفراً راغِباً غير راهِبِ
فيا خبّروني عن حريق حشاشةٍ بحزن لوجد في الضمائر ثاقبِ
وجيع كمثلي قد تحيّر في البكا لمن يبك والاشجان مورد ناحبِ
فواللّه ربّ العرش انّي لحائِر فعلّ حفيّاً مخبرا في البكاءِ بي
ءابكي له في الطّف في خير فتية فدارت عليهم دائِرات الكتائب
ام الطاهرات الفاطميات مسّها هنالِكَ شغب الضر بين المساغب
ام الناصرين الناصحين تمزّقوا وقد اُزهفوا عن كل عضب لغاضبِ
ام الطفل لمّا كضّه واهج الظّما سقي من صبيب من دم النحر شاخب
ام الباسم الثغر الجواد لدى الجدا أُهينَ اجتراءً لم يُخلّ بواجبِ
وليث عرين خادرٍ صار اكلة فريسة ابعاض المها والتّوالب
امِ الاجدل البازي المجدّل جدلت له فاختات فاتخات المخالب
ام ابكيه من فوق التراب مرملاً ذبيحا ومنه الراس عُليّ بزاعِبِي
ام الجسم مرضوض العظام مُحَطَّما هشيماً بركض المسمهات السلاهب
تجول عليه السابحات بركضها وتخبطه فوق العرا بالشواقبِ
اَمِ الفاطمِيَّاتِ السليباتِ اِنَّها تُجرِّرُهَا اَعْداؤُها فِي ٱلمَناهِبِ
ءابكي لَها اِذْ سَيَّرُوهَا حَواسِراً لهُنَّ صُراخٌ مِن عَلا كُلِّ شاسِب
كفَى الضَّرْبُ بالاَسْياطِ عَنْ سَتْرِ مَقْنعٍ ودَمٌّ بِشَعْرٍ عَنْ سَقابِ الْمَصائبِ
بسَيْرٍ عنيفٍ غَيَّر الحزنُ حالَها وضربُ العِدَا بِٱلسَّوْطِ فوقَ المناكبِ
تسيرُ وترنُو خَلفَها لِمُخَلَّفٍ تَراهُ على ٱلتَّرْبا تَريبَ ٱلتّرائِبِ
مَزُورَ وُحوشِ ٱلقفرِ وٱلطّيْرُ عُكَّفٌ تنوحُ لَهُ في وَكْرِهَا وٱلمَراقِبِ
فيَصْرخْنَ بالمختارِ حُزْناً وهُنَّ في ظُهُورِ عجَافٍ مُدْبِرَاتٍ نَقائبِ
اَيا جدَّنَا اِنْ لم تَرُقَّ لِحَالِنَا وما نَالَنا مِنْ كُلِّ سَابٍ وساحِب
فَلا عَتْبَ في اَنْ تنْظُرَ ٱلسِّبْطَ شِلْوُهُ قديدٌ شوَتْهُ سافِيَاتُ ٱلسّباسب
واَبْلَتْهُ شمسُ ٱلصَّيْفِ والرّيحُ وٱلثَّرَى يثُور باِعْصَارِ ٱلرِّيَاحِ ٱلجَنائِبِ
اَيَا جدَّنا قدْ مَات سبطُكَ ظَامِياً وسُقِّيَ صاباً مِنْ غرارِ ٱلقَضائبِ
يرى ٱلماءَ وُسْطَ ٱلنَّهْر يلمَعُ صافِياً بغُلَّةِ محروقِ الحَشاشاتِ لائِبِ
قضَى ظامياً والماءُ طَامٍ وكَفُّهُ هُوَ البحرُ هذا مِنْ غريبِ ٱلعجائبِ
اَيا جدَّنا مازالَ يحمي حريمَهُ على نهج اُسْلُوبٍ منَ الحقِّ لَاحِبِ
فجُدِّلَ يا جَدّاهُ فاحْتُزَّ رأسُهُ فاُلقِيَ شِلْواً في مَجالِ السَّراحِبِ
لَها جَفَلاتٌ فوقَ صَدْرٍ حوي الهُدَى مع ٱلدّينِ والتّقْوَى كجَفْلاتِ خاضب
فلو خِلْتَهُ اِذْ مَازَجَ ٱلتُّرْبُ لحْمَهُ برَضِّ المَذاكِي في جُروحٍ شواخِبِ
لَعايَنْتَ حالاً يا مُحَمّدُ مُنْكَراً يُذيبُ لفَرْطِ الخَطْبِ صُمُّ الاَخاشِبِ
ايا جدَّنا انْظُرْ سُكَيْنةَ تَشْتكي وتندِبُ حُزْناً بينَ تِلكَ ٱلنَّوادِبِ
وهَلْ لي فِرَارٌ من حكايَةِ قَوْلِهَا فلا صَبْرَ والسِّلْوَانُ عَنّي بجَانِبِ
تَقُول ايا جَدّاهُ لوْ خِلْتَ حالَتي اُسَتِّرُ وَجهي عَنْهُمُ بِذَوائِبي
ويا جدِّ خطْبي فادِحٌ لَا تُطيقُهُ بعَظْمِ ذراعي اَتَّقي سوْطَ ضارِبي
ويا جدِّ جَدُّوا فِي السُّري فتَسايَلَتْ مِن الدَّمِ سَاقِي من عجافِ ٱلرَّكائبِ
ويا جدِّ ساقُونَا هَدايَا وخَلَّفُوا على الرَّغْمِ منّي فوقَ تُرْبِ الفلا اَبي
ويا جَدِّ اِمّا اَدْعُهُ مستَجيرةً فليسَ مجيبي هَلْ تَراهُ مجانِبي
واَسْلَمني للنَّائبَاتِ ولم يَكُنْ اذَا جارتِ الاعداءُ يُوصي بنَائِب
ويا جَدِّ لوْ قَدْ خِلْتَني عند مَا مضَى اَبي عندَ ما قَدْ نَالَني لتُسَاءُ بي
وهَلَّا تَراني يَأْخُذُ المِرْطَ نَاهِبي ويَخْرُمُ اُذْنِي القرطُ مِن بَزِّ سَالبي
اُنَادي فَلمْ اُسْمَعْ واَدْعو فلم اُطَعْو انعَي ولم ينفَعْ اذاً مِنْ مُجَاذِبي
ويَا جدِّ قَدْ كانَتْ مَنَاقِبُ وَالدي يُقَصِّرُ في اِحْصَائِهَا رَقْمُ كاتِبِ
فكانَتْ لهُ امُّ المصائبِ مَنْقباً تُحَصِّلُ بالاَحْزَانِ كُلَّ ٱلمَناقِبِ
مناقِبُهُ تُنْبي بِعظم مصابِه ومصرعُهُ يُولي عظيمَ المراتِبِ
وَيا جَدِّ لمَّا راحَ مَنْ لمُؤَمِّلٍ ومَنْ لوَفُودٍ للمَطالبِ طالِبِ
فواللّهِ يا جدّاهُ اِنّ خيالَهُ لدَى كلِّ مَرْئِيٍّ اَراهُ مصاحِبي
وواللّهِ ما انسَى عظيمَ المنَاقِبِ كسيرَ عِظَامٍ مِنْ خُيولِ ٱلْمقانِبِ
ووَاللّهِ يا جدّاهُ انِّي حقيقةٌ باَنْ تبْكِيَنْ حالي وما قَدْ تَراهُ بي
اَاُضْرَبُ اِذْ اَدْعوكَ ضرباً مُبَرِّحاً وشَتْمُكَ يا جَدِّي جوابٌ لِضَاربي
وانْ قلتُ يا قومُ اسْقِئُوني فمهجتي تلظَّى يُقَلْ ما غيرُ دمعٍ لساغِبِ
اَلا قرِّبُوا راسَ ٱلحُسينِ لَها لِكَيْ تبُلَّ لظاهَا بالدموعِ السواكبِ
فيؤْتَى بقُرْبِي رأسُهُ فَيفيضُ مَا يُبَلِّلُ اَرْدَاني ويَزْدَادُ لَاهِبي
واِنْ قلتُ يا حادِي ٱتَّقِ اللّهَ اِنَّني وَشيكَةُ حَتْفٍ من سُراكُمْ ورَاقِبِ
اَنا دُونَ حُزْني يَسْتَحِثَّ مطِيَّتي بضربٍ اليمٍ فوقَ كَتْفي وغارِبي
وَاِنْ قلتُ وا خِزْيَاهُ يا ذَا فَكَنِّ بي يُنَوِّهْ بِاِسْمي بينَ كُلِّ ٱلاَعَارِبِ
وَاِنْ قلتُ بزَّيْتُمْ قِناعي فَخَلِّني اَلُذْ عن عُيونِ النَّاظِرينَ بجانِبِ
بلا بُرقعٍ حسْرَى يَرُدَّ مَطِيَّتي يَقُلْ هذِه بنتُ ٱلحُسَيْنِ المُحَارِبِ
وانْ اَنْدِبِ السَّجّادَ يُضْرَبْ ويُشْتَمَنْ يُرادُ به اضعافَ مَا قَدْ يُرادُ بي
فَيُضْرَبُ اِذْ يدعُو ويدعو لِضَرْبِهِمْ وقد كانَ قُطْبَ ٱلدَّوْرِ بَينَ النواحبِ
فانْ قال يا جدَّاهُ تُشْتَمْ عَقيبَ مَا يُعمَّمُ من اسياطهِمْ للحواجِبِ
اَلَا يا انْظُرَنْ عِطْفاً علَيَّ فَاِنَّهُ بسَمْعِكَ يا خيرَ الانامِ جوائِبي
واِمَّا يَقُلْ يا والدِي قيلَ قرِّبُوا لَهُ الرَّاسَ كَيْلايستَغيثَ بغائِبِ
فيرنوهُ اِذْ يَأتُوا به في قَناتِه خَضيباً بدَمٍّ مِنْ ثَرى الاَرْضِ شائبِ
لقد اَيْبَسَتْ خدَّيْهِ شمسُ هَجيرِها ولفْحُ سَمومٍ في الهَوا مُتَلَاعِب
بشَيْبٍ خَضيبٍ سَرَّحَتْهُ يدُ الصَّبا بمِشْطِ غِبارٍ من عجاجِ الهبائبِ
كبدرِ ٱلدُّجَى قد نَقّطَتْ وجهَهُ القَنا فاُعْجِمَ بعدَ النُّطقِ عندَ التّخاطبِ
تُضيءُ بهِ الالافُ من شِفَرِ ٱلظُّبَا قدِ احْمرَّ مثلَ البدرِ عندَ المغارب
وهامَتُهُ شُقَّتْ وعرْنينُ اَنْفِه حَطيمٌ عَلى رَغْمٍ الى الذُّلِّ جالِبِ
لَهُ شَفَةٌ مرضُوضةٌ فوقَ سِنِّه وَيا طالَ مَا قَبّلْتَها فعلَ راغِبِ
اذا ما رَءاهُ من قريبٍ دَعَا بِه دُعاءَ بعيدٍ رَافضٍ للدُّعَا اَبِي
اذا ما دعاهُ لا يبينُ كَلَامَهُ تَصعُّدُ تزْفارٍ على ذُلِّ تاعِبِ
فيُومِي ايماءً فيَنْشَقُّ قلبُهُا لَي ٱلحَشْر شَقّاً لا يخاطُ لشاحِبِ
يزيدُ عَلَى مَرِّ اللّيالي نُحُولُهُ وتفجَعُهُ اَيّامُهُ فِي الاَقارِبِ
وتَمْثيلُ حالي مع اَخي حَالُ كُلِّنَا فنِسْبَتُهَا ما بَيْنَنا بِٱلتَّنَاسُبِ
فيا جدَّنا هذا بِنَا فابْكِنا بِذَا بُكَاءَ حَزينٍ شَاهَدَ ٱلخَطْبَ نَاحِبِ
اَلا اِنَّ يومَ الطَّفِّ طافَ بمُهْجَتي بِحُزْنٍ اَبَي ذِكْرَي سُروري مُغَالِبي
يُطالِبُني اَنْ اَسْكُبَ ٱلدَّمْعَ حَسرةً لهُمْ فَاُؤَدّي فيه حَقَّ مُطالِبي
وَيَسْتجْلِبُ ٱلعَبراتِ مِنِّيَ منشِدٌ يُرَجِّعُ بالتّزفارِ نظْمَ غرائِبِ
يقولُ لِمَنْ يَعْنيهِ غَيْرُ مُصَابِهِمْ أَمِنْ رَسْمِ دارٍ باللِّوى فٱلذَّنائِبِ
ليحرمَني نَوْمي بتَكْديرِ عيشَتي فقلبي مِن لَوْعاتِها غيرُ رَاسِبِ
هِيَ الفجعَةُ ٱلكُبرَى عَلى كُلِّ مُؤْمِنٍ تسُحُّ دُموعَ ٱلحُزْنِ عينُ ٱلسَّحائبِ
فيا ابنَ ٱلنَّبيِّ ٱلمصطفَى هدَّ حُزنُكمْ لرُكنِ حَياتِي اِذْ اَشادَ مصَائِبي
فقاسَمْتُكَ البَلْوَى فكانَ بِكَ البَلا يحِلُّ وحَلَّ اليومَ حزْنُ البَلاءِ بي
على كُلّ لَذّاتي لبَلْواكمُ ٱلعَفَا وها اَنا ذَا حتّى يحِلَّ الفنَاءُ بي
أُنَظِّمُ مَا يُشْجي بذكرِ مُصَابِكُمْ خَراعبَ تُزْرِي بالغَوانِي ٱلخَراعبِ
أَتيتُ بها مَزْفوفَةً فصَداقُها الْقَبُولُ ومَنْ يَرْجُوكمُ غيرُ خائب
فاحمَدُ يا مولايَ يرجوك شافعاً اليْكم مَأبي فاشفَعُوا يا مُحاسِبي
كذلكَ زين الدين وَالِدِيَ الَّذي رَثاكُمْ واُمّي ثمَّ اَهْلي وصَاحِبي
عليكم صلوةُ ٱللّهِ ما سَارَ راكِبٌ على خِدَّبِيٍّ للفَدافِدِ جَائبِ
وما لاحَ برقٌ اَوْ تغَنَّى بروضةٍ سوَاجِعُ ورْقٍ اوْ ترَنّمَ رَاعبي
تمت .
وقال ايضا في سنة ١٢٠٩ :
على حين ما كُنَّا ببالٍ مُقَسَّمِ نعَى رُزْءَ ساداتي هلالُ المُحَرّمِ
ليهتِفَ بالعاني الذي كَضّهُ الضَّنا عليهِمْ وكم في قلبه مِنْ مُنَمْنَمِ
قدِ ٱسْتَوطَنَتْهُ النَّائِباتُ فَاَنْجَلَتْ كَما خَيَّمتْ اَطْنابَها اُمُّصَيْلَمِ
أَجَِدَّكَ والاحزانُ ضرْبَةُ لازِبٍ لصَبٍّ لدَى رَيْبِ ٱلمَنُونِ مُتَيّمِ
يَشُدُّ الجوَى باكِي الجَواءِ بصدرِه ويُورِي الغَضا ناعِي الغضَا بِتَألُّمِ
ويجزِعُه الباكي على الجَزْعِ وٱللِوى ويحمِي حشاهُ في الحِمَى ساجعُ الحَمي
يُشيرُ الى وجدٍ تَقضّى ودِمنةٍ عفا اهلُها في عصرِها المُتَقدِّمِ
فكانت كأنْ لم تُغْنَ بالامس منهمُ وليس بها الَّا التَّذكُّرُ كالسَّمِي
بَقايَا مَحا كَرُّ الجديدَيْنِ اصلَها ولم يَبْقَ الّا قُصَّةُ المُتَفَهِّمِ
فيبكِي لاَطلالٍ لالِ محمّدٍ تلوحُ كوَشْمٍ في نواشِرِ مِعْصَمِ
لقدْ اوحشَتْ بعد الخليطِ لِبَيْنهِمْ وكم بَثّتِ الشكوَى بِتَبْيينِ ابكمِ
فاِنْ دُرِسَتْ يا طالَ ما دُرِسَتْ بِهَا عُلومٌ باحْكامٍ وآيٌ بمُحْكَمِ
بكَتْهُمْ واَبْكَتْ زَائرِيهَا على البِلا اثَافٍ ونُأْيٌ قَدْ عَفا لَمْ يُسَلَّمِ
واِنَّ لهُمْ في كربلاءَ مُعَرَّساً يُطَالِبُ في مَزْجِ المَدامعِ بٱلدَّمِ
غَداةَ اَناخَ ٱلسِّبْطُ فيها بصَحْبه واهْليهِ والْاَقْدارُ بالحُرِّ تَرْتمي
يقودُهُمُ حيثُ المنايا تَسوقهُمْ فيَسْتَبِقُونَ ٱلحربَ مِنْ كُلِّ مُعْلِمِ
اَناخُوا قريباً مِنْ مَخَطِّ قُبورهِمْ الى حيثُ الْقَتْ رحلَها اُمُّ قَشْعَمِ
فطاف عليهم لِلْاَعادي طَوائفٌ يُريدُونَ هدْمَ ٱلدّينِ وٱلدّينُ مُحْتَمي
فجالَدهُمْ دونَ الحسينِ عِصابَةٌ اَناجِدُ لا يَأْلُونَ نُصْحَ المُكرَّمِ
فباعُوا على اللّهِ النفوسَ بِسَيِّدٍ ومَنْ يَشْرِ سبْطَ ٱلطُّهْرِ في اللّهِ يَغْنَمِ
لَعَمْرِي لقد كانوا مَصاليتَ في الوَغا فكم فيهِمُ مِن بُهْمَةٍ بَاسِلٍ كَمِي
تَواسَوْا على نصْرِ ابْنِ بنتِ نَبِيِّهِمْ الى اَنْ قَضوْا ما بينَ عَضْبٍ ولَهْذَمِ
وصارَ فريداً يستغيثُ ولا يرَى مُجيباً سِوى رِجْسٍ عَنيدٍ وكِرْثِمِ
فشَدّ عليهمْ كالهَزَبْرِ اذا سَطا على حُمُرٍ فرَّتْ مَخافةَ ضَيْغَمِ
يرَوْنَ بِهِمْ اِنْ كرَّ لَمْعَ حُسَامِهمَ خاريقَ جَوْنٍ قَدْ تبدَّتْ بِعَظْلَمِ
اذَا كرَّ في جَمْعٍ تَوقَّي بِمِثْلِه يُديرُهُمُ مِنْ فوقِ صَهْوَةِ اَطْهَمِ
فما زَالَ يرميهِمْ بِغُرَّة وَجْهِه دِراكاً لهُمْ حتّى تسَرْبَلَ بالدَّمِ
الَى اَنْ دعاهُ ربُّهُ فَاجابَهُ فخرَّ كطَوْدٍ مِنْ علا شَاهِقٍ رُمِي
عفيراً على التَّرْبَاءِ ناشِفَ مهجةٍ خُضُوعاً لمَوْلاهُ بحالِ ٱلمُسَلِّمِ
فعَجّ جميعُ الخلقِ خوفاً ورحمةً عليه واِشْفاقاً لِفُقْدانِ مُنْعِمِ
ألهفَي لهُ اذْ خَرَّ في الارض صاعِداً الَى ٱللّهِ في ذاكَ الهُوِيِّ المُعَظَّمِ
ألهفي لهُ اذْ حَزَّ شَمْرٌ كَريمَ هُو ركّبَهُ فوق السنانِ المُقَوَّمِ
ألهفي له كالبدرِ لاحَ وصَحْبهُ رُؤسُهُمُ تَهْدِي لسارٍ بِمُظْلِمِ
ألهفَي لَهُ اذْ رَضَّتِ الجُرْدُ صَدْرَهُ لَها جَفَلَاتٌ فوقَ صَدْرٍ مُحَطَّمِ
ألهفَي عليهِ عَارياً نسَجَتْ لَهُ الثّرَى الرّيحُ ثوباً في غُلالَةِ عَنْدَمِ
وغارُوا علي اطفالِه ونِسائِه بضَرْبٍ على الهاماتِ بٱلسَّوْطِ مُؤْلِمِ
وقد سلبُوهَا المِرْطَ والقُرط عنوَةً بعُنْفٍ فاِنْ لم يُفْصَمِ القُرْطُ يَخْرِم
وقد اخذُوا ما في الخيامِ جَميعِهَا وشبُّوا عناداً نارَهُمْ في المُخَيَّمِ
وسُيِّرْنَ مِنْ فوقِ الجِمالِ حَواسِراً ألهفَي لَها ما بين بكرٍ واَيِّمِ
وفيها يتامىً قاصرونَ عن السُّرَى مِنَ الضّعفِ بل من ضربِ كلِّ مُزنَّمِ
ومولاي زينُ العابدينَ كَآبقٍ يُهانُ على الاجمالِ في ثقلِ اَدْهَمِ
وَاِنْ عثرَتْ تلكَ النواقضُ اَوْ وَنَتْ تُقَنَّعْ على هاماتهِنَّ وتُشْتَمِ
تَبصَّرْ رَسولَ ٱللّهِ شِدَّةَ حالِها وما نالَها مِنْ ذِلَّةٍ وتَهَضُّمِ
لهُنَّ صُراخٌ ترجُفُ الارضُ خيفةً لهُ ولِواذٌ عن اذَى كُلّ ادْلَمِ
ينادينَ مِن فَرْط الاَسَى وقلوبُها تَشُبُّ بوَجْدٍ من لظَى الحزنِ مُضْرَمِ
ايا جَدّنا هَلَّا ترى سبْطَكَ الذي تركنا لهُ شِلْوٌ مُحَطَّمُ اَعْظُمِ
عفيرٌ بارضِ الطَّفِّ تركضُ فوقَهُمَ ذَاكٍ ويَجْرِي فوقَهُ كُلُّ مِرْجَمِ
ومِنْ رَكْضِهِا قد مازَجَ التُّرْبُ لحمَهُ لِذَا تُرْبُهُ كَالمسكِ غيرَ مُكتَّمِ
فريداً وما زُوَّارُهُ غير اضْبُعٍ تنُوحُ واَطْيَارٍ هُنَالكَ حُوَّمِ
ايا جدَّنا ها رَأسُهُ معَ اَرْؤُسٍ لِاَصْحابه كَٱلْبَدْرِ مِنْ بينِ اَنْجُمِ
اذَا ما اسْتغَثْنا بِٱلحسينِ ورأسُهُ لَديْنَا ويَتْلُو الذِكرَ لم يَتكَلّمِ
عجيبٌ يُخَلّينا بحَالٍ شَديدَةٍ يُضَيِّعُنَا في القفرِ من غير قَيِّمِ
وَهلَّا ترى اِذْ تُسْلَبُ البنتُ مِرْطها فاِنْ تَلْوِ عن عينِ ٱلمُسَلِّبِ يَلْطُمِ
اَيا جدَّنا صِرْنا غَنائمَ للْعِدَا كأنَّا بايديهم اَسيراتُ دَيْلَمِ
اَيا جدَّنا كانَتْ بَقَايا جُموعِنا نِساءً واَعْدانا بجَيْشٍ عَرَمْرَمِ
اَيا جدَّنا ضِعْنا وشُتِّتَ شَمْلُنا وشملُ اعادينا بحالٍ مُنظَّمِ
وآلُكَ في حَرِّ الهجير سَوَاغِبٌ تَصَفّحَها في سيْرِهَا كلُّ اَلْئَمِ
وآلُ زيادٍ في القصور مصونةٌ تُنَعَّمُ بالتَّمْكينِ ايَّ تَنَعُّمِ
وآلُكَ اسرى في الهواجلِ مَضَّها جوامِعُ في ٱلاعنَاقِ من كلِّ ادْهمِ
وآلُ زيادٍ فاكهُونَ باهْلهِمْ اذا ٱنقلَبُوا جاؤُا عَلى كُلِّ مَغْنَمِ
وَآلُكَ وا لهفاهُ تخفِقُ خيفةً قلوبُهُمُ في كُلِّ وَجْهٍ مُيَمَّمِ
بكُلِّ صباحٍ مُزْعِجٌ لِقُلُوبِهِمْ يَنُوبُ فكانَتْ في خوافقِ قشعَمِ
والُ زيادٍ آمِنُونَ يَخافُهُمْ سِوَاهُمْ فهم يَرْنُونَ مِن عَينِ اَرْقَمِ
وَذَا دَأبُها اِمّا صُراخٌ ورنّةٌ واِمَّا نحيبٌ اَوْ مَدامِعُ تَنْهَمي
يُفَطِّرُ اَكْبادَ المُحِبّين نَدْبُهُمْ على كُلِّ ندبٍ فاضِلٍ مُتَوسِّمِ
وساروا بها للشامِ اَسْرى هَدِيّةً الَى مُسْتفزِّ العَقْلِ عَنْ رُشْدِه عَمي
فلمّا رءاهُمْ انشدَ الشِّعْرَ قَائِلاًفيا ليتَ اشياخي ببَدْرٍ وسَلْعَمِ
يرونَ فَعالي اليومَ في اَخْذِ ثارِهِمْ واشفيتُ صدري من رجالٍ بمِخْذَمِ
رُمُوا بخُطوبٍ ما اُصيبَ بمثلِها اُناسٌ بيَوْمٍ في المصَائِبِ اَيْوَمِ
سمعتَ بعاشوراءَ وَاعِيةً لهُمْ سَقتْنَا لفرطِ الحزن كاسات علقمِ
انا ذلِكَ الناعي ءَاَسْمَعْتُ رُزْءَهُمْ والَّا فَشاني وٱلمَنايَا فَفَهِّمِ
تقطَّعَ قلبي مِنْ تَصوُّرِ حَالِهمْ ولم يُجْدِني نَوْحي لَهُمْ وتَنَدُّمي
فَواللَّهِ ما اشفيتُ قلبي وانّني على اجَلٍ في حُزْنهِمْ مُتَصَرِّمِ
واِنْ لماَكُنْ اَشْفِي ٱلغَليلَ فَاِنَّني اُرَجِّي نُشوراً فيهمُ مِنْ مُرَجَّمي
اِذَا قامَ ذُو ٱلسُّلْطانِ وَالي دِمائِهمْ بخافقةٍ جالٍ بكُلِّ مُسَوَّمِ
هُنَاكَ ابنُ زينِ ٱلدِّين احمدُ يَرْتجِي دِرَاكاً يُرى في المُقْدِمين تَقَدُّمي
وصَلِّ على ٱلْاَطْهَارِ آلِ مُحَمَّدٍ وَشيعَتِهِمْ يَا ذَا الجَلالِ وسَلِّمِ
انتهى ما في ديوان المراثي
بعض قصائد واشعار اخرى منه اعلى الله مقامه
بسم الله الرحمن الرحيم
بِيَ العَزَا عَزَّ وجَلَّ الْوَجَلُ وَبَاحَ مَدْمَعي بِمَا اَحْتَمِلُ
وَكُلُّ صَبْرِ مُغْرِمٍ مُحْتَرِقٌ جَدَّ بِه غَرامُهُ مُنتَقِلُ
وَحَيْثُ اَنَّ هذِه سُنَّتُنَا مُقيمةً ولَيْسَ فيهَا خَلَلُ
اَذَعْتُ ما كَتَمْتُهُ مِنَ الجَوَى وَلَمْ اخَفْ عَوَاذِلي اِذْ عَذَلُوا
اِذَا عَلِمْتُ اَنَّني مُفتَتَنٌ اَصَمُّ لا اسْمَعُ فيمَا جَهِلُوا
وَاَصْلُ ذاكَ اَنَّهُ ذَكَّرَني اَحِبَّتي سَاجِعَةٌ فوقَ عَلُو
لَمْ تَرَ اِلْفاً فَشَدَتْ سَاجِعَةً بِوَكْرِهَا ولَنْ تَرَى عَنْهُ سُلُوّ
تَسْجَعُ وَهْناً تَرَكَتْ هُجُوعَهَا لِأِلْفِهَا ووَصْلُهُ مُتَّصِلُ
فَقمتُ اِذْ سَمِعْتُهَا مُنْتَحِباً لِفَقْدِ مَنْ هَوِيْتُهُمْ اِذْ رَحَلُوا
اِذَا سَمِعْتُ نَوْحَها نُحْتُ اَسىً وَنَارُهُمْ بِمُهْجَتي تَشْتَعِلُ
وَاِنْ تَكُنْ عُيُونُهَا جَامِدَةً فَمَدْمَعي مُنْهَمِرٌ مُنْهَمِلُ
ذَكَرْتُ مَنْ هَوِيتُهُ وَاصَلَني لَيالِياً ومَا اعْتَرَاهُ المَلَلُ
يُرْشِفُني مِنَ اللُِّما سَئْبَبَةً كَاَنَّهَا لَدَى الشِّفَاءِ العَسَلُ
لَقَدْ صَحَوْتُ صَحْوَةً لَمْ ارَهَا وَاِنَّني بِصَحْوَتي لَلثَّمِلُ
فَمُذْ سَكِرْتُ بِٱللُِّمَا اَسْمَعَني وُرْقَ حِمىً ولَحْنَهَا يَنْتَحِلُ
اَشَارَ اَنّي بِالهَوَى رِقُّهُمُ بِاَنَّني لِأمرِه اَمْتَثِلُ
فَقَلْتُ كَمْ اِقَامَتي بَعْدَكُمُ فَقَالَ بَعْضُ جُودِه بي تَصِلُ
فَهَلْ رَضِيتَ مَا جَرَى قُلْتُ اَجَلْوَ اِنْ قُبَيْلَ ذَاك جَاءَ الْاَجَلُ
فَزَادَ في تَرَشُّفي ريقَتَهُ فَزَالَ مِنْ لِمَاهُ عَنِّي الْعِلَلُ
ثُمَّ اَمَرَّ فَوْقَ صَدْري يَدَهُ فَنَالَ قَلْبي بَرْدُهَا والْبَلَلُ
فَقُلْتُ صِلْ فَاِنَّني مُنْتَظِرٌ فَقَالَ اِنَّ وَصْلَنَا مُبْتَذَلُ
فَقُلْتُ قُلْ لي سِمَةً اَدْعُكُمُ فَقَالَ لي في خَلَلِ الْيَأْسِ عُلُوّ
فَيَا لِتِلْكَ لَيْلَةً قَدْ جَمَعَتْ لَنَا عُلاً يَسْفُلُ عَنْهُ زُحَلُ
فَمَا اَرَدْتُ حَاجَةً مَاقُضِيَتْ وَكُلَّ مَا طَلَبْتُ مِنْهُمْ فَعَلُوا
فَرَاحَ عَنِّي والحَبيبَيْنِ مَعاً وَقُمْتُ وَهْناً فَزِعاً اَبْتَهِلُ
فَلَيْتَني سَأَلْتُهُمْ صِحْبَتَهُمْ وَحَقِّهِمْ لَوْ سُئِلُوا مَابَخِلُوا
كَأَنَّمَا اللِّسَانُ اَنْ اَسْأَلَهُمْ اَوْ عَقَلُوهُ حِكْمَةً مُنْعَقِلُ
وَاَوْقَعوا في خَلَدي قُرْبَهُمُ وَحَيْثُمَا اَشَأْ وِصَالاً يَصِلُوا
وَلَمْ ازَلْ مُرْتَقِباً زَوْرَتَهُمْ وَهَجْرُهُم حَيْثُ كَسَانِي الزَّلَلُ
فَزَارَني اَحِبَّتي حينَ عَفَوْا وَجُنْحُ لَيْلِ هَجْرِهِمْ مُنْسَدِلُ
وَ خَاطِري لِوَصْلِهِمْ مُرْتَقِبٌ وَبِالْعَنَا بِهَجْرِهِمْ مُنْفَعِلُ
فَاَشْرَقَتْ لَيْلَتُنَا مُسفِرَةً بِنُورِه فَزَالَ عَنِّي الكَسَلُ
فَظَنَّ في حَشَاشَتي نَارَ جَوىً مِنَ النَّوَى واَنَّني مُنْخَزِلُ ( مُنْخَذِلُ خ )
فَصَبَّ لي مُشَعْشَعاً مِنْ فَمِه اَرْشِفُهُ وخَاطِري مُنْجَذِلُ
وَلَمْ اجِدْ مِنْ مَرَضٍ في خَلَدِي وَلَميَضُرَّ في شِفَاهُ ٱلْهَلَلُ
وَسَارَ مَا قَضَيْتُ مِنْهُمْ وَطَري وَقَوَّضُوا بِظَعْنِهِمْ وارْتَحَلُوا
فَهَلْ تَطيبُ نَفْسُ مَنْ فَارَقَهُمْ بَعْدَهُمُ اِذْ قَطَعُوا مَا وَصَلُوا
فَقُلْ لَها اِنْ سَجَعَتْ تُسْعِفُني وَلا تَكُنْ بِاِلْفِهَا تَشْتَغِلُ
وَقُلْ لِمَنْ بَكَى اللِّوَى ومَا حَوَى وَمَنْ سَمَا اِلَى الحِمَى مَا عَقَلُوا
وَقُلْ لِمَنْ بَكَى الغَضَى حَسْبُكُمُ اَما بِهِمْ عَنِ الغَضَى بي شُغُلُ
بِيَ اللِّوَى بِيَ الحِمَى مَنْ بِهِمَا وَمُهْجَتي عَلَى الْغَضَى تَشْتَمِلُ
لِيَبْكِ لي ذُو وَطَرٍ فَارَقَهُ فَاِنَّهُمْ اِذَا بَكَوْا لي عَمِلُوا
فَما لِذي هوىً مُحِبٍّ عُذُرٌ وَذُو الهَوَى الْعُذْرِيِّ لا يَنْعَذِلُ
وَلَيْسَ لي وَسيلَةٌ غَيْرُهُمُ لِوَصْلِهِمْ بِهِمْ اِلَيْهِمْ اَصِلُ
رَبِّ اَعِدْ بِحَيْدَرٍ رَجْعَتَهُمْ فَاِنَّني عَلَى الرَّجَا مُتَّكِلُ
بِمَنْ وَفَى لِلطُّهْرِ جَهْراً وبِه اُيِّدَ سِرّاً بِحِمَاهُ الرُّسُلُ
وَالايَةُ الكُبْرَى الَّتي قَدْ ظَهَرَتْ لِآلِ فِرْعَوْنَ لِئَلَّا يَصِلُوا
وَمَنْ يَقُولُ اِنَّهُ قَدْ فُتِحَتْ لي بِعَطَاءِ اللّهِ جَلَّ السُّبُلُ
عَلِمْتُ مَا في مَلَكُوتٍ ولِمَا فِي الجَبَرُوتِ كُلَّ مَا يُحْتَمَلُ
عَلِمْتُهَا مِنْ سَبَبٍ اَوْ نَسَبٍ كَانَ مَضَى وكَانَ اَوْ سَيُقْبِلُ
كَمَا رُوِي عَنِ الرِّضَا اَنَّ فَتيً اَتَى مِنَ الْيَهُودِ وهُوَ يَرْفِلُ
فَقَالَ لِلْاَوَّلِ اِنَّ وَالِدي خَلَّفَ اَمْوَالاً واَخْفَى الرَّجُلُ
مَكَانَهَا فَدُلَّني اُعْطِكَ مِنْهَا ثُلُثاً والْمُسْلِمينَ اَنْحَلُ
مِنْهَا جَميعاً ثُلُثاً واِنَّني بِدينِكُمْ اِذَا دَلَلْتَ اَدْخُلُ
قَالَ لَهُ لا يَعْلَمُ الْغَيْبَ سِوَى اِلهِنَا فَاَنْتَ لَسْتَ تَعْقِلُ
فَجَاءَ لِلثَّاني فَقَالَ قَوْلَهُ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ فَانْخَزَلُوا
ثُمَّ اُتى بِه اِلَى حَيْدَرَةٍ وَاِنَّهُ لَلسَّبَبُ المُتَّصِلُ
قَالَ ائْتِ بَرْهُوتَ وكُنْ فيهِ اِلَى غُرُوبِها تَجِدْ غُرابَيْنِ بُلُو
وَادْعُ اَباكَ بِاسْمِهِ وقُلْ لَهُ اَرْسَلَني خَيْرُ الاَنَامِ اَسْئَلُ
عَنِ ٱلكُنُوزِ ثُمَّ سَارَ مُسْرِعاً لِحَضْرَموتٍ فَرَءاهُ يَحْجِلُ
فَقَالَ لِمْ اَتَيْتَني اِلَى هُنَا وَذَا بِه نَارُ لَظَى تَشْتَعِلُ
قَالَ الْكُنُوزُ قَالَ في كَذَا وفي كَذَا ولَا تَبْقَ عَلَى مَا غَفَلُوا
اَلَا ٱتَّبِعْ دينَ النَّبِيِّ اَحْمَدٍ وَكُنْ لاَمْرِ صِهْرِه تَمْتَثِلُ
فَاِنَّهَا صَريحَةٌ بِاَنَّهُ يَعْلَمُ ما اِلَيْهِ آلَ الْاُوَلُ
وَمَا يَؤُلُ آخِرٌ لِأَنَّهُمْ اِلَيْهِ مِنْهُ اِنْ عَلَوْا اَوْ سَفُلُوا
وَكَمْ وكَمْ وكَمْ لَهُ مَنْقَبَةٌ خَارِقَةٌ ضَلَّ بِهَا مَنْ جَهِلُوا
وَكَمْ لَهُ مُعْجِزَةٌ وكَمْ لَهُ وَاقِعَةٌ بِحَلِّ مَا يَشْتَكِلُ
وَفَاطِمٌٍ قَدْ ظَهَرَتْ آياتُهَا فَفي حَشَا خَديجَةٍ تُهَلِّلُ
وَاَشْرَقَتْ بِنُورِهَا الْاَرْضُ مَعاً اِذْ وُضِعَتْ فَفَاحَ مِنْهَا المَنْدَلُ
وارتفع الجُدْرانُ لَمَّا عَزَمَتْتَ دْعُو ودُلِّيَ العَذَابُ القُبُلُ
وَالْحَسَنُ الزَّكِيُّ في الجودِ لَهُ يَدٌ لَهَا الْبَحْرُ الْخَضَمُّ يَخْجَلُ
وَقَدْ رُوِي لِسَيِّدِي مَنْقَبَةٌ فَضيلَةٌ واِنَّهُ لَاَفْضَلُ
اِذْ مَلِكُ الرُّومِ لَهُ مُسَائِلٌ مَسَائِلاً يُفْقَدُ فيهَا الحِوَلُ
عَنْ صُوَرٍ لِلْاَنْبِيَاءِ قالَ مَا تَكُونُ هذِه ومَنْ ذِي الْمُثُلُ
وَاَيْنَ اَرْوَاحُ الْوَرَى ذَاهِبَةٌ اِذَا فَنَتْ جُسُومُهُمْ وانْتَقَلُوا
وَاَيْنَ اَرْزَاقُهُمُ كَائِنَةٌ تُقْبَضُ اَوْ تُبْسَطُ حينَ تَنْزِلُ
وَسَبْعَةٌ مَا رَكَضَتْ في رَحِمٍ فَقَالَ فِي الْكُلِّ كَلَاماً يَفْصِلُ
وَلِلْحُسَيْنِ سَيِّدي مَنَاقِبٌ كَما رُوِي لَهَا الْعُقُولُ تَذْهَلُ
كَامْرَأَةٍ مَيِّتَةٍ تَكَلَّمَتْ قَالَتْ فَمالي لَكَ ثُلْثاً اَجْعَلُ
وَاِنْ تَرَ ابْني لَكُمُ مُخَالِفاً فَمَا لَهُ فِي الْمَالِ قَطُّ مَدْخَلُ
وَكَمْ لَهُ فَاضِلةٌ فَجُودُهُهُ وَالْحَيَا اِذَا تَوَالَى الْمَحَلُ
لكِنْ لَهُ مُصيبَةٌ فَادِحَةٌ بِكُلِّ خَطْبٍ فَادِحٍ تَكَفَّلُ
غَدَاةَ ذَادُوهُ عَنِ الْما فَقَضَى بِغُلَّةٍ لاهِبَةٍ لا تُنْهَلُ
غَدَاةَ مَا قَدْ قُتِلَتْ حُمَاتُهُ وَصُرِّعُوا عَلَى الثَّرَى وجُدِّلُوا
غَداةَ بِالنِّبَالِ قَدْ اُلْقِيَ عَنْ جَوادِهِ وهُوَ الجَوَادُ ٱلنَّبِلُ
غَدَاةَ حَزَّ رَأْسَهُ وشَالَهُ عَلَى الْقَنَا ذَاكَ اللَّعينُ الرَّذِلُ
غَدَاةَ مَا تَخْبِطُهُ خُيُولُهُمْ تَسْبَحُ فَوْقَ جِسْمِه وتَجْفِلُ
غَدَاةَ مَا اَكْفَانُهُ تَنْسُجُهَا مِنَ ٱلثَّرَى لَهُ صَباً وشَمْئَلُ
غَدَاةَ مَا حَريمُهُ قَدْ سُبِيَتْ وَسُيِّرَتْ كَما تُسَاقُ الاِبِلُ
فَيَا لَهَا مُصيبَةً فَاقِمَةً تُحْزِنُ كُلَّ سَامعٍ وتُثْكِلُ
وَاِنَّ لِلسَّجَّادِ مَوْلايَ عُلاً اِذْ نَصَبُوا خَيْمَتَهُ اِذْ نَزَلُوا
فَقَالَ ذَا مَوْضِعُ اِخْوَانِكُمُ مِنْ مُؤْمِنِي الْجِنِّ اَلَا فَانْتَقِلُوا
فَقَالَ هَاتِفٌ لَهُ يَا سَنَدِي وَسَيِّدِي فَاقْتَرِبُوا تَفَضَّلُوا
اَلَا ارْحَمُونَا وخُذُوا هَدِيَّةً مِنَّا لَكُمْ يَا ابْنَ النَّبِيِّ واقْبَلُوا
اِذَا بِرُمَّانٍ ومَوْزٍ عِنَبٍ مَعْ رُطَبٍ اَطْبَاقُهُنَّ تُحْمَلُ
فَقَالَ زَيْنُ الْعَابِدينَ لِلْاُولَي قَدْ صَحِبُوهُ اَقْبِلُوا ثُمَّ كُلُوا
وَيَوْمَ اَعْطَى اِبْنَهُ الْبَاقِرَ مِنْحُقٍّ لَهُ اَصْفَرَ خَيْطاً عَمِلُوا
وَقَالَ حَرِّكْهُ لَطيفاً فَاِذَا اَرْضُ البِلَادِ كُلُّها تَُزَلْزَلُ
فَالْتَجَأُوا حينَ هَوَتْ بُيُوتُهُمْ فَقَالَ ذَا فَِعَالُنَا اِذْ فَعَلُوا
وَكَمْ لَهُ وكَمْ لَهُ فَضيلَةٌ تَشْهَدُ اَنَّهُ الْوَلِيُّ الْاَكْمَلُ
وَبَاقِرُِ العِلْمِ اِمامي خَيْرُ مَنْ يَمْشي حَفاً وخَيْرُ مَنْ يَنْتَعِلُ
لَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَاِنَّهُ لَلثِّقَةُ الْمُعَدَّلُ
اِذْ هَدَرَ الوَرْشَانُ عِنْدَ سَيِّدي وَبَعْدُ طارا اِذْ اَجَابَ لِلْعُلُو
فَقُلْتُ مَا اَرَادَ قَالَ اَمْرُهُ لِظَنِّه بِزَوْجِه مُشْتَكِلُ
يَقُولُ مَا تَحْفَظُني بِنَفْسِهَا يَظُنُّ في زَوْجَتِه ويَعْذِلُ
قَالَتْ لَهُ اَلِيَّةً فَقَالَ لا اِلَّا بِمَوْلَايَ الاِمَامِ يَفْصِلُ
فَثَمَّ آلَتْ بِوِلائي بِهِمِ اَنِّيَ ما خُنْتُ فَقَالَ اَقْبَلُ
وَقَالَ سِرْتُ مَعْ اِمامي فَاِذَا مِنْ جَبَلٍ ذِئْبٌ اِلَيْهِ مُقْبِلُ
فَكَلَّمَ المَوْلَى فَقالَ اِرْجِعا فَقَدْ فَعَلْتُ فَمَضَى يُهَرْوِلُ
فَقُلْتُ مَا ٱلشَّأْنُ فَقَالَ قَالَ لي رَاَيْتُ طَلْقَ زَوْجَتي لا يَسْهُلُ
فَجَاءَ نَحْوي فَرَجاً يَسْأَلُني لَهَا وتُلْقى ذَكَراً وتُنْسِلُ
لا يُوْذِيَنْ دَوَابَ مَنْ شَايَعَنَا فَقُلْتُ رُحْ فَاِنَّني سَاَفْعَلُ
فَقَوْلُنَا لَذَاتُهُ طاهِرَةٌ صِفَاتُهُ باهِرَةٌ لَيْسَ غُلُوّ
وَجَعْفَرُِ الصّادِقُ مَوْلايَ لَهُ مَدَائِحٌ تَحُولُ فيهَا الْحِيَلُ
وَبَعْضُهَا اِذْ قَتَلَ ابْنُ عُرْوَةٍ اِبْنَ خُنَيْسٍ بَعْدَ صَلْبٍ يُثْكِلُ
فَقَالَ مَوْلايَ لَهُ لَاَ دْعُوا رَبّي فَقَالَ ادْعُ فَلَيْسَ يُقْبَلُ
فَسَارَ مُغْضِباً فَحينَ جَنَّهُ اللَّيْلُ نَشَا مُغْتَسِلاً يَبْتَهِلُ
يَا ذَا ويَا ذي يَا ذَوَاتُ اِرْمِهمِنْ اَسْهُمِ الْقُوَّةِ سَهْماً يَقْتُلُ
فَقَالَ لِلْغُلَامِ اُخْرُجْ واسْمَعِ الصَّائِحَ قَالَ قَدْ تَعَالَى الزَّجَلُ
وَاِذْ مِنَ ٱلرَّمْلِ حَثَى بِكَفِّه ثَلَاثَةً لِمَنْ اَتَاهُ يَسْئَلُ
هذَاكَ والْمَنْصُورُ عَنْ جَانِبِه وَهَمَّ يَدْعُوهُ وصَدَّ الرَّجُلُ
فَقيلَ قَدْ تَرَكْتَ هذَا مَلِكاً وَذَا فَقيرٌ لَا يَرَى مَا يَبْذِلُ
فَقَالَ اِنّي وَاثِقٌ وقَدْ كَسَاهُ اِذْ اَنَالَهُ التُّرابَ الخَجَلُ
فَقَالَ اغْسِلْهُ فَبَاعَ جُزْءَهُ بِعَشْرةِ الْآلافِ لَيْسَ يُجْهَلُ
وكَمْ لَهُ مِنْ صِفَةٍ رَبِّيَّةٍ تُشَكِّكُ الكَيِّسَ لَوْلَا الْاَزَلُ
كَذَا ابْنُهُ الكَاظِمُ قَدْ رُوِي لَهُ مَا لَا يَكَادُ يَحْتَويهِ مِقْوَلُ
وَقَدْ رَوَي صَفْوَانُ قَالَ جَعْفَرٌاَ بُوهُ لي واَمْرَهُ اَمْتَثِلُ
اَقْدِمْ بِنَاقَتي لِدَاري فَاَتَى مُوسَى لَها فَسَارَ وهِيَ تَذْمِلُ
وَبَعْدَ سَاعَةٍ اَتَى مُنْبَعِثاً تَرْفَضُّ مِنْهُ عَرَقاً وتَسْبِلُ
فَقُلْتُ رُبَّمَا اَبُوهُ لامَني فَقيْلَ لي شَاءَ الْاِمَامُ تَدْخُلُ
فَقَالَ يا صَفْوَانُ اِنَّمَا لَهُ اَرَدْتُهَا فَلَا تَكُنْ تَحْتَمِلُ
قَدْ بَلَغَ السَّاعَةَ مَا اَتَاهُ ذُو ٱلْقَرْنَيْنِ اَضْعَافاً ومَا لا يَصِلُ
مُبَلِّغاً تَحِيَّتي شيعَتَنَا لِاَنَّهُ خَليفَتِي الْمُؤَمَّلُ
وَيَوْمَ اِذْ شَاءَ الرَّشيدُ قَتْلَهُ مُخَبِّراً عُمَّالَهُ اَلَا ارْسِلُوا
لي بُكُماً لا يَعْرِفُونَ رَبَّهُمْ عَلَّ مُهِمّي بِهِمُ يُحَصَّلُ
فَاَرْسَلُوا خَمْسينَ شَخْصاً عُجُما لَمْ يَفْهَمُوا لِجَهْلِهِمْ مَا فَعَلُوا
فَقَالَ مَنْ رَبُّكُمُ قَالُوا فَمَا نَعْرِفُ ذَا ٱلقَوْلَ ولَيْسَ نَعْقِلُ
فَقَالَ تَرْجُمَانُهُ اِنَّ لَهُ هُنَا عَدُوّاً فَعَلَيْهِ فَادْخُلُوا
فَمُذْ رَأَوْا مُوسَى رَمَوْا سِلَاحَهُمْ وَعَفَّرُوا جِبَاهَهُمْ وابْتَهَلوا
فَمَرَّ يُمْنَاهُ عَلَى رُؤُسِهِمْ وَدَمْعُهُمْ بِخَشْيَةٍ مُنْهَمِلُ
وَظَلَّ مَوْلايَ لَهُمْ مُخَاطِباً بِمَا وَعَوْا قالَ ٱلرَّشيدُ يا فُلُ
اَخْرِجْهُمُ فَاُخْرِجُوا ومَشْيُهُمْ اِجْلَالَ مُوسَى الْقَهْقَرَي وارْتَحَلُوا
وَكَمْ لَهُ كَمَا غَدَا مُتَمِّمٌ بِفَضْلِ فَضْلِهِ السَّنِيِّ يَكْمُلُ
وَ لِلرِّضَا صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنا فَضَائِلٌ فَبَعْضُهَا مَا نَقَلُوا
بِاَنَّهُ قَدْ كَانَ في مَجْلِسِهيَ وْماً اِذَا بِسَيِّدي يُهَلِّلُ
مَاتَ فُلَانٌ ثُمَّ بَعْدَ سَاعَةٍ هَلَّلَ قَال كَفَّنُوا اِذْ غَسَّلُوا
وَبَعْدَ مَا هَلَّلَ قَالَ اِنَّهُ بِرَمْسِه اَجَابَ حينَ يُسْئَلُ
عَنْ رَبِّه جَلَّ وعَنْ نَبِيِّه وَعَنْ اِمَامِه ولَيْسَ يَفْصِلُ
اِلَيَّ ثُمَّ اِنَّهُ لِوَقْفِه عَلَيَّ اِنَّهُ اِذاً مُنْخَزِلُ
وَقَالَ اِسْمعيلُ كُنْتُ عِنْدَهُ اِذْ مَسَحَ الْاَرْضَ اِذَا سَجَنْجَلُ
فَغُيِبَتْ بِمَسْحِه ثَانِيَةً قُلْتُ اعْطِ قَالَ وَقْتُ ذَا مُؤَجَّلُ
وكَمْ لَهُ مِنْ آيَةٍ خَارِقَةٍ يَضيقُ مِنْ نَشْرِ الْقَليلِ السِّجِلُ
وَلِلْجَوَادِ في الجَدَا عَائِدَةٌ لَدَيْهِ يَخْجَلُ السَّحَابُ ٱلهَطِلُ
كَفَاكَ مِنْ نَعْتِ الجَوَادِ نَعْتُهُ وَاِنَّهُ مِنْ نَعْتِه لَاَكْمَلُ
وَقَدْ رُوي بِاَنَّهُ حينَ رَقَى الْمِنْبَرَ طِفْلاً نَاطِقاً يَنْتَضِلُ
اَنَا الْجَوَادُ بْنُ الرِّضَا الْعَالِمُ بِالْاَنْسَابِ فِي الْاَصْلَابِ والمُتَّصِلُ
لَوْلَا اُولُوا الشَّكِّ لَقُلْتُ مِقْوَلاً يَعْجَبُ مِنْهُ آخِرٌ واَوَّلُ
وَمِثْلُ ذَا اَخْبَرَ اُمَّ جَعْفَرٍ قَدْ جاءَ اَمْرُ اللّهِ لا تَسْتَعْجِلُوا
بِاَنَّ اُمَّالْفَضْلِ قَدْ عَاجَلَهَا لَمَّا رَأَتْهُ حَادِثٌ مُنْفَصِلُ
كَمَا اَتَى ٱلنِّسْوَةَ عِنْدَ يُوسُفٍ وَشَأْنُ ذَا يَقْصُرُ عَنْهُ الْمَثَلُ
يَنْجُلُ عَنْهُ الْعَلَمُ الْهادِي عَلى الطَّاهِرُ الطُّهْرُ الْعَلِيُّ الاَمْثَلُ
الْآمِرُ الصُّورَةَ اَنْ قُمْ سَبُعاً فَابْتَلَعَ الْهِنْدِيَّ لَيْسَ يُمْهِلُ
وَالْمُنْفِذُ الْاِبْلِ لِقُمٍّ هَمَلاً تَحْمِلُ مِنْهَا مِنَحاً وتَنْقُلُ
فَعَايَنُوهَا فَاِذَا مَنَائِحٌ تَزُفُّهَا اِلَى الاِمامِ ٱلاِبِلُ
هو ٱلْوَلِيُّ مَا يَشَاءُ كَائِنٌ بِه لَهُ وعَنْهُ ما يُمْتَثَلُ
يَعْقبُهُ اَبُو الزَّكي مُحَمَّدٍ اَشْرَفُ ماشٍ في الثَّرَى واَفْضَلُ
اِذْ قَالَ لِاِبْنِعَاصمٍ اُنْظُرْ اِلَى مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ فَتِلْكَ الْعُمُلُ
هذَا الْبِسَاطُ الْاَنْبِيَا قَدْ جَلَسُوا عَلَيْهِ بَلْ والرَّاشِدُونَ الرُسُّلُ
فَقُلْتُ اِكْرَاماً لِهذَا اِنَّني ما دُمْتُ في الدُّنْيَا فَلا انْتَعِلُ
فَقَالَ يا عَلِيُّ نَعْلُكَ الَّذي لَبِسْتَهُ رِجْسٌ لَعينٌ رَذِلُ
فَقُلْتُ في نَفْسي فَلَيْتَني اَرَى فَخَالَ مَا في خَاطِري يَبْتَذِلُ
فَحَلَّ عَنِّيَ الْغِطا فَخِلْتُ اَقْدَاماً بِه مَعْ صُوَرٍ تُمَثَّلُ
وَبَعْدَ ذَاكَ رَدَّني مُنْحَجِباً وَٱلذَّاتُ عَنْ شُؤُنِهَا لا تُسْئَلُ
صَلَّى عَلَيْهِ اللّهُ ما تَسَنَّمَتْ بِهِ الْعُلَى مَعَارِجاً لاتَسْفُلُ
وَمَا حَوَى الْكَوْنُ لِكُلِّ ذَرَّةٍ وُجُودُهَا مِنْ جُودِه يَنْفَصِلُ
وَبَعْدَهُ بَقِيَّةُ اللّهِ ابْنُهُ في سَائِرِ الْاَدْوَارِ والْمُؤَمِّلُ
المُرتَجَى طَلْعَتُهُ والْمُلْتَجَا عِصْمَتُهُ وٱلصَّابِرُ الْمُحْتَمِلُ
بِهِ الْهُدَاةُ بَشَّرُوا وانْتَظَرُوا وَصَابَرُوا والْاَنْبِيَاءُ الْاُوَلُ
ذُو الْكَرَّةِ ٱلبَيْضَا فَكُلُّهُمْ اِلَى طَلْعَتِه تَطَلَّعُوا وابْتَتَلُوا
فَنُورُهُ وَحْيُهُمُ ووَجْهُهُ قِبْلَتُهُمْ فَحَيْثُ صَلَّوْا وَصَلُوا
فِي الوَرَقِ الْخُضْرِ وِلَاؤُهُمْ لَهُ فَعَاهَدُوا عَلَى الْوِلَا فَكُمِّلُوا
الذَّائِدُ الْقَائِدُ وٱلرَّائِدُ وَالشَّائِدُ والشَّاهِدُ وٱلمُفَصِّلُ
وَالْعَابِدُ السَّاجِدُ والْحَامِدُ وَالزَّاهِدُ والْعَائِدُ والْمُفَضِّلُ
وَالْعَالِمُ الْحَاكِمُ والْقَائِمُ وَالْقَاسِمُ وٱلْكَامِلُ والْمُكَمِّلُ
فَاَنْتَ يَا عَيْنَ الْوُجُوبِ اُذُنٌ وَاعِيَةٌ واَنْتَ ذَاكَ الْمَثَلُ
وَالْعَضُدُ الْقَوِيُّ والْيَدُ ٱلَّتي عَلَتْ وعَضْبٌ ماٱعْتَرَاهُ الْفَلَلُ
وَاَنْتَ وَاوٌ نُكِّسَتْ وهَاؤُهَا وَالْخَاتَمُ الْمُخَمَّسُ المُسَجَّلُ
وَالْاَلِفَاتُ والْعُصِي وميمُهَا وَسُلَّمٌ والْاَلِفُ المُنْجَبِلُ
وَالْقَلَمُ ٱلْجاري واَنْتَ صَادُهَا وَنُونُهَا والْاَلِفُ الْمُعْتَدِلُ
وَالباءُ والنُّقْطَةُ فَالسِّرُّ بِهَا مِنْهَا لَها مُقَنِّعٌ مُجَلِّلُ
وَمِحْوَرُ الوُجوبِ والْحُدُوثِ وَالسُّورُ الْعَلِيُّ اَنْتَ بَابٌ مُقْفَلُ
وَانْتَ بِئْرٌ عُطِّلَتْ وقَصْرُهَا الْمَشيدُ نُوراً والْكِتَابُ المُنْزَلُ
وَالْقَافُ وٱلسَّدُّ وذُو الْقَرْنَيْنِ بَلْوَ النَّحْلُ والْاَشْجَارُ بَلْ والجَبَلُ
وَالْكَنْزُ بَلْ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ الَّتي اَنْتَ لَهَا الْمُفَرِّعُ الْمُؤَصِّلُ
يَا نُقْطَةَ الْاَكْوَارِ والْاَدْوَارِ وَ الْاَطْوَارِ والْاَوْطَارِ اَنْتَ الْمَوْئِلُ
وَاَنْتَ اَنْتَ يَا مُذيبَ مُهْجَتي شَوْقاً اِلَيْكَ اَنْتَ لي مُتَّكَلُ
خُذْ بِيَدي فَلَيْسَ لي يَا سَنَدي غَيْرُكُمُ اِذَا دَهَاني مُشْكِلُ
اِنّي عَلَى اِدْرَاكِكُمْ لي فَرَجاً وَغَوْثِكُمْ وحُبِّكُمْ مُعَوِّلُ
اَنَا ابْنُ زين الدين قَدْ جِئْتُكُمُ بِمَا ٱسْتَطَعْتُ والرَّجَا اَنْ تَقْبَلُوا
مِنْ اَحْمَدٍ وعَبْدُكُمْ مُحَمَّدٌ مُنْتَظِرٌ لِوَعْدِكُمْ مُسْتَعْجِلُ
حَاشَاكُمُ اَنْ تُخْلِفُوا وَعْدَكُمُ وَاَنْتُمُ مَهْمَا تَقُولُوا تَفْعَلُوا
يا سَيِّدي آمالُنا قَدْ رُفِعَتْ اِلَى جَنَابِكَ الْعَلِيِّ نَسْئَلُ
فَلَا تُحيلُونَا عَلَى اَعْمَالِنَا وَاِنْ غَفَلْنَا حَظَّنَا لا تُغْفِلُوا
فَشَأْنُكُمْ اَنْ تُجْزِلُوا وتُمْهِلُوا وَنَحْنُ اَهْلٌ للْخَطَا ونُهْمِلُ
صَلَّى عَلَيْكُمْ رَبُّكُمْ ما اِنْ هَمَى مِمَّا لَدَيْكُمُ سَحَابٌ هَطِلٌ
وَمَا دَعَا اللّهَ دُعَاةٌ بِكُمُ وَمَا قَبِلْتُمْ مِنْهُمُ ( لَهُمُ خ ) اِذْ اَقْبَلُوا
اَوْ نَاحَتِ الْاَطْيَارُ في اَشْجَارِهَا نَشْراً لِسِرِّ مَدْحِكُمْ تَرْتَجِلُ ( نشراً لِمَدْحِ سِرِّكُمْ تَرْتَجِلُ نسخة )
تمّت .
قال احمد بن زين الدين ناظم هذه القصيدة رأيت في الطيف كاَنّي في مسجدٍ وفيه ثلاثة رجال ومعهم شخص يقول لاحدهم يا سيّدي كم اعيش فقلتُ له من هذا الذي تسئله قال الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلم فاتيته وقبّلتُ يده وظننتُ انّ اللذين معه الحسين وعليّ بن الحسين عليهم السلم فسألته عنهما فقال عليّ بن الحسين والباقر عليهم السلم فقلتُ انا له يا سيّدي انا كم اعيش فقال اربع او خمس او قال اربع وخمس الشك منّي وهو ما اشرتُ اليه بقولي « فقال بعض جوده » اعني ده على الترديد او الشك منّي او على الجمع وكأني حينئذٍ مضطجع على قفاي رأسي اليى نقطة الجنوب والثلاثة عليهم السلام قيام الى جانبي الايمن كالمصلّين على الميت والذي يلي راسي هو الحسن (ع) والذي يليه عليّ بن الحسين (ع) والباقر (ع) يلي السجّاد فلمّا قال (ع) لي تعيش اربع او خمس رضيتُ فلما علم برضاي قعد عند رأسي وانكبّ عليّ ووضع فمه الشريف على فمي فقال له احد الاثنين عليهما السلم اصلح ان كان في فرجه خراب فقال (ع) الفرج لا يخاف منه وان اعقمه الله وانما يخاف من القلب فتعلقتُ به فامرّ يده الشريفة على صدري مبتدئا بوجهي او بنحرى الشك منّي حتّى احسستُ برد قلبي ثم كأنّا قيام فقلتُ يا سيدي اخبرني بشيء كلما قرأته رأيتكم فقال لي :
كُنْ عن امورك مُعرِضَا وكِلِ الامورَ الى القضا
فلَرُبَّما اتّسع المضيق وربّما ضاق الفضا
ولرُبَّ امرٍ مُتْعِبٍ لك في عواقبه رضا
اللّه يفعَلُ ما يشاء ولا تكن متعرِّضَا
اللّهُ عوّدَكَ الجميل فقِس على ما قد مضَى
وقال :
رُبَّ امرٍ ضاقَتِ النّفس به جاءَها من قبَل الله فرج
لا تكن من وجه روحٍ آئساً رُبَّما قد فرّجت تلك الرُّتَج
بينما المرء كئيبٌ مدنِفٌ جاءه اللهُ برَوحٍ وفرج
ومزج بين الابيات فيقرأ من هذا فقرة ومن الاخر فقرة فقلتُ له يا سيدي كيف يكون بيت طويل وبيت قصير فقال (ع) قد يستعمل الشعر هكذا ثم انجرّ بنا الكلام الي الشعر فقلتُ يا سيدي انا نظمت قصيدة فهل رأيتها فقال نعم لكنها ضائعة وذلك لاني قلتُها في التغزّل فقلتُ انشاء اللّه اقول فيكم قصيدة فنظمت القصيدة الميمية ويأتي ذكرها انشاء الله تعالى ثم انّي احببتُ الانتباه لئلّا انسى الابيات ولاني كلّما اردتهم رأيتُهم فبقيتُ اقرأ الابيات المعلومة ولم ار احداً وبعدَ مدّة استشعرتُ بانه (ع) ما يريد منّي قراءة الابيات وانّما يريد منّي القيام بما تدلّ عليه فاقبلتُ على العبادة وقراءة القرءان ودوام الفكر والنظر فيما خلق الله سبحانه وتفريغ القلب عن الدنيا واحوالها فما كان الّا مدّة قليلة الّا وقد انفتح لي ابواب المنامات العجيبة التي ما تكاد تحصل لغير اهل العصمة الّا نادراً فكنتُ اغلبَ الليالي والايام كلما نمتُ رأيتُ مَن اريد رؤيته منهم عليهم السلم ولا تعرض لي شبهة في مسئلة الّا رأيتُ بيانها في المنام والحاصل انّه جرى لي من ذلك امور عجيبة واحوال غريبة يَطُول ذكرها وكنتُ ليلة اخر الليل بعد ان صلّيتُ النافلة سمعتُ حمامة تنوح على راس نخلةٍ طويلة فذكّرتْني ونظمت هذه القصيدة في مدحهم عليهم السلام وذكرتُ في اوّلها الاشارة الى ان الحمامة ذكّرتْني وذكرتُ بعض هذه الرؤيا ورؤيا اخرى بعد هذه اني رأيته عليه السلم وبعد ان سألته عن مسائل وضع فمه على فمي وسقاني من ريقه كثيراً جدّا اتخيّله اكثر من ربع ساعة وهو احلى من الشهد الّا انّه ساخن ليس ببارد وهو الذي اشرتُ اليه بقولي :
فصبّ لي مشعشعاً من فمه ارشفُه وخاطري منجذلُ
ولم اجد من مرضٍ في خلدي ولم يضرّ في شفاه الهَلَلُ
والهلل دماغ الفيل وهو سمّ ساعة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله .
( من كشكول الشيخ اعلى الله مقامه - تحت ش ٨ )
مما قاله احمد بن زين الدين في طريق زيارة الامام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام على استعجال في عصر السادس والعشرين من ذي الحجة الحرام سنة ١٢٢٢ اثنتين وعشرين بعد المائتين والالف من الهجرة على مهاجرها وآله السلام قريب طبس :
اليك مسيري يا ابن موسى من البُعدِ يُقَلْقِلُني شَوقي ويزعجُني وجدي
حدانِي من اشراقِكم قائدٌ لكُمْ وداعي اَشْواقي وسائقُها يهدي
فها انا ذا ما بين قائدِ وصلِكم وداعي شوقي خلفَه سائقُ الوَجْدِ
ولي صِبْيَةٌ يا لهفَ نفسي ونسوةٌ اذا غِبتُ عنهم لا يقرّونَ من بعدي
وكنتُ اذا ما عَنَّ للقلبِ ذكرُهُمْ تَقطّعُ اَفلاذٌ عليهِمْ مِن الكبدِ
ولمّا دعوتم لَذَّ عندِي فراقُهُمْ ولمّا اُبَلْ ما هم عليهِ من الجَهدِ
ولذَّتْ لِيَ الاَزْمات والبَينُ والسُّرَى وهانَتْ بقلبي شدّةُ الحَرِّ والبرْدِ
وبِعْتكمُ نفْسي وما ارتبطَتْ به بلُقْيَاكُمُ يوماً فهذا لكم عِندي
وانتم بما تَهْوَوْنَ اَوْلى ومُنْيَتي هواكم وما ترضَوْن لي منتهى جَدِّي
فان كان ما في باطني طِبْقَ ظاهري وذلك في تبليغِ مرضاتِكم يُجْدِي
فَصِلْ في جيادِ السبقِ مضمار سبْقَتي ولا تذروني في الردايا مِنَ الضّدِّ
وطهِّر صَدا قلبي بفاضل طُهْرِكُمْ فانتم طَهور للقلوب من الصَّدِّ
ففي اصلِ كَوني طالعي بُرْجُ حبِّكمْ ولا تذروني في قضا طالعِي المُرْدِي
فاِنْ قَلَّ ما عندي فمن فَضْلِ فضلِكم تمامي واتمامي الى منتهى رُشْدِي
قصدتُك مضطرّاً بدَعوةِ مُخلصٍ يجابُ ولا يُنفَي بحالٍ من الرَّدِّ
وعندك للوُفّادِ اَوْفي جوائزٍ وقد جئتُكمْ عن نازحينَ مع الوفدِ
قلوبُهمْ تهوِي اليك وان نأوْاو كن لي ومَن اهواهُ من سَاكني يزدِ
وانت عليم بالذين عَنَيْتُهم وما طلبوا منّي لديك كما عندي
ولي طلباتٌ قد سمِعتَ شكايَتي لكم فاستجِبْ عِدْني قضا ناجِزِ ٱلوَعْدِ
فان زرتكم فالفضلُ منكم وجُدْتُمُ بها فَاَعِدْني بعد ذلك يا مُبْدِي
وذلك ممّا كان بيني وبينَكُمْ بسطتُ يد الامالِ في منتهَى جَهْدي
الى وجهِكم وجّهْتُ وجهي وخاطر ييدورُ عليكم ما توجَّهَ في قَصْدي
ويَهْوى فؤادي في الجهاتِ اليكُمُ ومَن لميجدْكم لا يقرُّ على حَدِّ
عليكم صلوةُ اللّهِ ما انبعثتْ بكُمْ لُباناتُ كلِّ الخلقِ في القصرِ والمَدِّ
وما حَلَّقَتْ في نَيْلِ غاياتِ قَصْدِها نوازِعُ اشواق البرايا من الوُدِّ
تمت .
( من كشكول الشيخ اعلى الله مقامه - تحت ش ١٠ )
مما قال احمد بن زين الدين :
شامت وَميضاً اَضَى من جانبِ الطورِ لها وشمّت لعُرفٍ غيرِ منكورِ
فحين اسرى بها سرَّتْ بمنبَسِطٍ في ذاتها منطوٍ من غير تقديرِ
لو لم تكن تسمعُ الاقلامَ جاريةً ما اسمعَتْ عنه اصواتَ الشحارِيرِ
حظائرُ القدسِ ما اخضرّتْ بمُورقِها الّا بغابرِ ما اولى ومزبورِ
صفراءَ محمرّةً بيضاءَ فاحمةً خضراءَ مائسةً في غصنِ بَلُّورِ
اللهُ اكبرُ ما قلبي بمُتَّهِمٍ ما انْجَدَتْ عنه الّا انّها تُورِي
نُوري بجانبِ طُورِي من مُبَاركةٍ فَوّارةِ النُّور ما هي نارُ مقرورِ
فغرّدت فوق دَوحٍ شاهِق وبدتْ رُوحَُ القُوَاديرَ راحاً في القواريرِ
تتلو القران والواح الكليم وانجيلَ المسيحِ زبوراً في المزاميرِ
تميسُ عن غصنِ بانٍ في نقىً وتُرِي شمسَ النّهارِ لنا في جنحِ دَيْجُورِ
واترعَتْ لي كأساً مِنْ معتّقَةٍ بالوصف زَمَّ بِلِصْيالٌ علي جُورِ
فقدَّر القُبّةَ الغَرَّا كهيئَتِها وصْفاً فَعَرْبَدَ في اثوابِ مخمورِ
مرّت وقد غمر الطوفان مشْتَمِلاً وجهَ البلادِ بوجهٍ غيرِ مغمورِ
فتِلْكَ اَوْصَافُها اللّاتي سَكِرْتُ بِها حتّى اذا جُلِيَتْ في قلبِ مَسْرُورِ
مزَاجُها منكَ من ماءِ الحيا فلِذا يحْيَى بها الميت مثل النفخ في الصورِ
بياضُ باطِنها ماءُ الحيوةِ بما بَطُنتَ من حسنِ سرٍّ فيك مستورِ
ونشرُ فائِحها ما لُفَّ في بَشرٍ سواكَ في دهرِها الَّا علَى زُورِ
ولونُ ظاهرها ما يجهلون بما تحويهِ من كرمٍ في حسنِ تدبيرِ
اِن تُؤلِ عن كرمٍ اَوْ تَلْوِ عن شيَمٍ وبين هذين فضلٌ غير منكورِ
انِ الْتَفَتَّ فَلا عَن غفلةٍ واذا غفلتَ فهو بلاء في المعاذيرِ
واللّهِ ما قلتُ اِلّا حين ركّب ليمن احرف الجُود وجداً فوق مقدوري
وسرعةُ السَّير ممّا بي اقمتُ على ذاك الرجوع اُراعِي قُطْبَ تَدْويري
ما اَرْعَوِي عنك الّا بالقبول على بادي قصوري علي ابداء تقصيري
واِذْ تَبَرّعتمُ في نصب ساكنةٍ منّي فما صدّكم عن رفع مجروري
اخلاقكم فتحَتْ لي بابَ مدحِكمُ وسهّلتْ لي فيكم كلّ تعبير
لكن خشيتُ من الاغيار اذْ جهِلوا ما قد علمتُ وشأني سَتْرُ مَخبوري
كتمتُ باطِنَكم في حُسْنِ ظاهرِكم فجاءَني في احترازي عينُ محذوري
فكان ظاهرُكم يبدِي لباطنِكم هَدى بكَ اللّهُ يا نُوراً علي نُورِ
الغيم ناشٍ وضَوءُ الشمسِ منتشِرٌ فما افادة منظومي ومنثوري
تمت .
وقال ايضا حين سكن الصفاوة وعانَي منها ومن اهلها وجهلهم العنا وكابد من البعد وانقطاع السبل الضنا فقال فيها وفيهم بلا تأمل علي الفور ما هو نفثة مصدور :
داهِرُ هذا الدّهرِ كيف يسعَدُ وهو لما يجمعُه مُبَدِّدُ
ولم اَزل محترزا من مكرِه يقظان لم اركَنْ الى ما يَعِدُ
قد استلنتُ الوعر في جهادِه وفي جلادِه واقوى الجَلدُ
خاتَلَني في مستفزِّ صرفه في الجارياتِ والقضاءُ يُسعِدُ
حَيَّرني مِن قدَرِ اللّه الذي جرَي عليّ والخطوبُ تَرِدُ
تأوِي الى اوكارِها بمهجةٍ تُطوَى على جمرِ غضىً يتّقِدُ
تصادمَتْ فِيَّ دواعٍ جمّةٌ لم استَبِنْ رشدِي اقوم اقعُدُ
اصمِتُ ام انطقُ ام اكتُمُ ما في وارداتِ القلبِ اَمْ اُعدِّدُ
اسيرُ ام امكثُ في ارضِ الجفا بلا صفا اَسْهَرُ ليلي ارقدُ
كأنني وسَط الصفاوةِ التي عنها الصفاءُ والوفاءُ يبعدُ
اَعُومُ في بحر الهموم غرقاً حيرانَ اَستنجِدُ مَن لا يُنْجِدُ
سامَرني بقٌّ وبرغوث عثي وجرجسٌ وصِرْصِرٌ يَطّرِدُ
وحيّةٌ وعقربٌ وسارقٌو كم غدا يزءَرُ حولِي اَسَدُ
يجيب داعيها بها مُعَتْعِتٌ عيٌّ غَبيٌّ جاهلٌ مُفَنّدُ
يَصمِتُ صخْراً ويفوهُ هَذراً هاوِي الفؤادِ دهرَهُ لايَجدُ
تخَالُهُمْ احيا وتسعَى بهمُ قبورُهُمْ وهم مَواتٌ خمَدُوا
تخلّقوا اطباعَ وحشِ ارضهم في خبثهم والاعتِدا هم العَدُو
ساموا كما تسومُ اَنعامُهُمْ آوَوْا الى مَرْتعِهِمْ اِنْ وَردُوا
اوْ صَدَروا آوَوْا الى مَرابطٍ يَعْتَلِفُونَ كلّ سحتٍ وجَدُوا
اذا دُعُوا للغيّ يوماً اسرعواو اِنْ دُعُوا الى الرشاد شردُوا
كم ناصحٍ لهم وكم هادٍ دَعا قدْ بَحَّ داعيهم ولمّا يهتدوا
لم يسمعوا دُعاءَهُ كأنّما ينعِقُ فيهم بالدُّعا مَنْ يُرْشِدُ
اَلِيّةً بالنّاشِئين رغباً وَهْناً وما صلَّوْا وما تهجّدوا
والصابرين عن خسيس دهرهِمْ واَهْلِه وراغبين اجتهدوا
لَاَنظُرَنْ كفّ الخضيبِ معَهُمْ وعِطْر منشمٍ وها هُمْ صُرَدُ
وارْكَبَنْ متنَ عزوفٍ منْهُمُ ضحىً ومن ورايَ ليلٌ اسْوَدُ
فاِنْ ظفِرتُ بالفراقِ منهُمُ فطالعي موفّقٌ مُسَدَّدُ
تمت .
( من كشكول الشيخ اعلى الله مقامه - تحت الف ١٢ )
قد نظمت ما يثبت بالاستفاضة على ما ذكره الشهيد الاول في قواعده وانا احمد بن زين الدين :
يثبت باستفاضة عشرونا واثنان فاسمعها رُزقتَ عونا
الموت والولاء والوصاية مع نسبٍ واللوث والولاية
تضرّر الزوج النكاحُ العز لولادة ثم رضاعٌ حَملُ
والصدقات الوقف ملك مطلقُ كفرٌ واسلامٌ ورشد يصدقُ
او سفهٌ حرّيةٌ وعدلُو الجرح فاسمع ما عليك اتلو
وقيل والغصب ودينٌ عُسْرُو العتق فاحفظ لاعراك ضُرُّ
( من كشكول الشيخ اعلى الله مقامه - تحت ج ١ )
قيل :
يا ذا الذي بعلومه ضل الاوائل والاواخر
ما انت الّا كاسر كذب الذي سمّاك جابر
قال محمد تقي بن احمد بن زين الدين :
يا ذا الذي بعلومه اغنى الاوائل والاواخر
ما انت الّا جابر كذب الذي سمّاك كاسر
فالحكمة النوراء يدخل خدرها من كان ماهر
ما كل مَن صحب الا ماني حيث صار القوم صائر
قال ابوه احمد بن زين الدين لما وقف على مدحه لجابر :
يا ذا الذي بعلومه ضل الاوائل والاواخر
ما انت الا كاسر كذب الذي سماك جابر
غطّى الضيا بظلامه والبخل شيمة كل فاجر
كالليل فيه مثاله مذ صح انّ الليل كافر
( من كشكول الشيخ اعلى الله مقامه - تحت ك ٦ )
فائدة - الشمس تسمى مهر والقمر ماه وزحل كيوان والمشتري تير وعطارد هرمس والزهرة اناهيد والمريخ بهرام كما ذكر بعض الشعراء :
لا زلت تبقى وترقى في العلا ابداً ما دام للسبعة الافلاك احكامُ
مهرٌ وماهٌ وكيوان وتير معاً وهرمسٌ واناهيدٌ وبهرامُ
نظم بعضهم ترتيب الكواكب على ايام الاسبوع والابتداء بالاحد قال :
شمس تقمّرها مريخها فغدا عُطارد يشتري من زهرة زحلَا
وقال احمد بن زين الدين في ترتيبها علي ليالي الاسبوع :
عُطارد المشتري في زهرة زحلُ والشمس في قمر المريخ اِذْ دَخلَا
وقال ايضا في ترتيب ابيات الكواكب :
في الجدي اوي زحل دلوَ هُو الحوت والقوس به المشتري
في حمل العقرب مرّيخها والاسدِ الشمسُ فلا تمتري
وزهرة في الثور ميزانها عطارد سنبل جوزا حري
والقمر السرطان يأوِي به كلّ سوى مأواه لا يجتري
وقال ايضا في شرف كل كوكب من برج :
ميزان كا يعلو زحل سرطان يه للمشتري
والجدي كه مريخه يط للحمل شمس حرِي
والحوت كز زهرته ايه سنبل الكاتب دُرِي
والجيم في الثور انتبه شرف لبدرٍ اَزْهَرِ
تمت .