رسالة في جواب الميرزا أحمد (في شبهة الآكل والمأكول)

الشيخ أحمد الاحسائي
النسخة العربية الأصلية

الشيخ أحمد الاحسائي - رسالة في جواب الميرزا أحمد (في شبهة الآكل والمأكول)

رسالة في جواب الميرزا احمد

في شبهة الآكل والمأكول

من مصنّفات

الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي

حسب جوامع الكلم – المجلد الخامس
طبع في مطبعة الغدير – البصرة
في شهر ربيع الاخر سنة 1430 هجرية

بسم الله الرحمن الرحيم

الى جناب الارشد الاعظم الامجد الاكرم الاسعد الاميرزا احمد حمدت عاقبته ( عافيته خ‌ل ) اهدي جميل السلام والتحية والاكرام

اما بعد فسلام عليك ورحمة الله وبركاته ثم انا نحمد الله الذي لا اله الا هو ( اليك خ‌ل ) ونصلي على محمد وآله انه قد وصل الى محبكم وداعيكم ما ( وما خ‌ل ) ذكرتم فيه من شبهة الآكل والمأكول

فاعلم ان هذه شبهة ضعيفة ذكرها بعض المتكلمين وتوهم فيها كثير منهم واصل ذلك الاشتباه عدم الفرق بين العوالم واحوالهم ولو انهم فرقوا بين ( ما بين خ‌ل ) عالم الدنيا وبين عالم البرزخ وبين عالم الاخرة ما اشتبهوا واصل ذلك ان الاشياء ( الاشياء كلها خ‌ل ) نزلت بحقايقها من خزائنها الى هذه الدنيا الا ان كل شيء منها اذا نزل الى رتبة لحقه ( لحقته خ‌ل ) اعراضها فاذا رجع الى جهة مبدئه خلع عرض كل رتبة ( رتبة فيها خ‌ل ) فلما نزل الى الدنيا لحقه ( لحقته خ‌ل ) الاعراض البشرية العنصرية وبها كان محسوسا بالحواس الظاهرة الا ترى انك ترى جسم زيد بعينك الظاهرة ولا ترى روحه بها لان جسمه نزل الى العناصر فتكدر باعراضها فادركه بصرك وروحه لم‌ يزل ولم‌ يتكدر ( لم‌ تزل ولم ‌تتكدر خ‌ل ) باعراض العناصر فلاجل ذلك لم ‌يرها بصرك فاذا قطعت جسم زيد نصفين بالسيف انقطع لان السيف من نوع جسمه الظاهري العنصري ولم‌ ينقطع ( لم ‌تنقطع خ‌ل ) روحه لانها ليست من نوع السيف فلم ‌يصل السيف اليها ولم‌ يباشرها فكما انه لم ‌يصل الى الروح ولم ‌يباشرها لان رتبة تحققه تحت رتبة تحققها كذلك لم ‌يصل الى الجسم النازل الى الدنيا الذي هو الاصل الذي لا يتغير ولا يتبدل وهو الذي ذكره ( ذكر خ‌ل ) عليه السلم في قوله تبقى في القبر ( قبره خ‌ل ) مستديرة ه‍ وانما يتعلق القطع بالاعراض التي هي ( هي من خ‌ل ) العناصر كما اذا قلت كسرت الثلج فان الكسر لا يتعلق بالماء وان كان حاملا للثلج الذي يتعلق به الكسر ومسئلة الآكل والمأكول من هذا المعنى فان زيدا اذا اكل عمرا حتى يغتذى به فانما يغتذى بالجسم العنصري وهو الاعراض والاوساخ التي لحقت الجسم الحقيقي الاصلي الذي هو جسم عمرو حقيقة والجسم الحقيقي لا يكون شيء منه غذاء ابدا ( ابدا ولا يستحيل منه شيء غذاء خ‌ل ) لجسم زيد بل لا يباشره ولا يماسه لان الجسم الحقيقي من عالم البرزخ والمغتذي به لا يكون الا من عالم العناصر وقد اشار تعالى الى هذا في قوله قد علمنا ما تنقص الارض منهم وعندنا كتاب حفيظ يعني ( يعني انه خ‌ل ) محفوظ في كتاب الحفظ ( الحفيظ خ‌ل ) الى يوم البعث فيجمع ما تفرق منه بالجسم الحقيقي كالثوب والجسم المغتذي به كالوسخ التي ( الذي خ‌ل ) في الثوب فان الوسخ لحق الثوب من الاستعمال فاذا غسل عاد الى حاله الاول من غير نقص ولا زيادة وكذلك هذه الاعراض التي لحقت الجسم الحقيقي فاذا اكل اغتذى الآكل بالاعراض العنصرية الدنيوية التي هي في الجسم الحقيقي كالوسخ في الثوب فاذا بعث الله الخلايق عاد جسم عمرو المأكول بتمامه من غير زيادة ولا نقص ولا تبدل لانه هو الجسم النازل الى الدنيا فاذا خرج من الدنيا ومن هذا العالم القى ما لحقه منه فيه فالعايد هو المبدء كما بدئكم تعودون فافهم فان هذا مما لا شك فيه ولا شبهة يعتريه ( تعتريه خ‌ل ) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبه العبد المسكين احمد بن زين ‌الدين الاحسائي حامدا مصليا مستغفرا

المصادر
المحتوى