رسالة في جواب بعض الاخوان في المعاد الجسماني (جسدان وجسمان)

الشيخ أحمد الاحسائي
النسخة العربية الأصلية

الشيخ أحمد الاحسائي - رسالة في جواب بعض الاخوان في المعاد الجسماني (جسدان وجسمان)

رسالة في جواب بعض الاخوان في المعاد الجسماني

من مصنّفات

الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي

حسب جوامع الكلم – المجلد الخامس
طبع في مطبعة الغدير – البصرة
في شهر ربيع الاخر سنة 1430 هجرية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

اما بعد فيقول العبد المسكين احمد بن زين‌ الدين ان بعض الاخوان انهى الى اعتراضا من بعض العلماء الاعلام على بعض كلمات لي في بيان احوال الانسان وذكر الاجسام والاجساد فيما يتعلق بامر المعاد والاصل في الاعتراض عدم معرفة مرادي من كلامي فطلب مني بيان ذلك في وقت كنت في اهبة السفر ولا توجه لي بفكر ولا نظر ولكن الميسور لا يسقط بالمعسور ولا يسقط الميسور بالمعسور والى الله ترجع الامور وجعلت عبارته اصلح الله احواله متنا وجوابي له شرحا او كالشرح ليتبين به المراد ومن الله التوفيق والسداد

قال : نستدعي من رئيس المشايخ وقطب الافاضل ان يبين لنا توضيح ما اعترض على بعض الاجوبة المنسوبة الى جنابكم عن سؤال المعاد الجسماني فقد ذكرتم في الجواب ان للانسان جسمين وجسدين والجسد الثاني مركب من العناصر الاربعة الموجودة في عالم الطبيعة المحسوسة وفي المعاد بعد الموت لا تعود الروح الى هذا البدن العنصري الطبيعي المركب من الاخلاط الاربعة اذ لا حس له ولا شعور
اقول اعلم هداك الله تعالى اني ما ذكرت الا ما هو رأي الائمة عليهم السلم ومن يعترض علي يعترض على الائمة (ع) لانه ما عرف المقصود ولا علم ايضا انه من كلام ائمته (ع) فلذا قال ما قال مع اني لم ‌اقل من هذا شيئا ولكنه ما فهم مرادي ومعنى كلامي ومرادي هو ان الانسان له جسدان وجسمان الجسد الاول مركب من العناصر الاربعة المحسوسة وهو الان في هذه الدنيا عبارة عن الكثافة العارضة وفي الحقيقة هو الجسد الصوري ومثاله الخاتم من الفضة مثلا فانه اذا كان عندك خاتم من فضة فان صورته هي استدارة حلقته وتركيب موضع فص المركب منه مثلا فاذا كسرته واذبته وجعلته سبيكة او سحلته بالمبرد وجعلته سحالة ثم بعد ذلك صنعت تلك الفضة اعني السبيكة او السحالة خاتما على هيئته الاولى فان الصورة الاولى التي هي الجسد الصوري لا تعود ولكن صنعته على صورة كالاولى فهذا الخاتم في الحقيقة هو ذلك الخاتم الاول بعينه من حيث مادته وهو غيره من حيث صورته ونعني بالجسد العنصري الذي هو الكثافة البشرية هذه الصورة التي هي الجسم الصوري لان اعتقادنا الذي ندين الله به ونعتقد ان من لم يقل به ليس بمسلم هو ان هذا الجسد الذي هو الان موجود محسوس بعينه هو الذي يعاد يوم القيمة وهو الذي يدخل الجنة او النار وهو الخالد الذي خلق للبقاء وهو الذي نزل الى هذه الدنيا من الف ‌الف عالم حتى وصل الى التراب ثم اخذ ليصعد من النطفة والعلقة والمضغة والعظام وهكذا صاعدا في مقابلة تلك العوالم الف ‌الف رتبة من الترقي الى اخرها لا انتهاء له فهي باقية ببقاء الله سبحانه بلا نهاية فهذا الجسد المحسوس هو بعينه المعاد وهو بعينه متعلق الثواب والعقاب لا يشك في ذلك الا من يشك في اسلامه لان هذا من اصول الاسلام ولكن اصله ومادته نورية كلما نزلت جمدت مثل الحجر الاسود الذي كان في الاصل ملكا فلما نزل كان حجرا ومثل جبرئيل (ع) لذي هو جوهر مجرد عن المادة العنصرية والمدة الزمانية فاذا نزل لبس صورة دحية الكلبي او غيره فكذلك هذا الجسم كان نوريا مجردا عن المادة العنصرية والمدة الزمانية فاخذ يتنزل الى ان وصل الى الزمان والعناصر فلبس هيئتها وكثافتها اعني الصورة المعبر عنها بالمادة العنصرية والكثافة البشرية مثل الماء الذي هو لطيف فاذا جمد لبس الصورة الثلجية فاذا ذاب عاد الى اصله من غير ان يختلف الا محض ( بمحض خ‌ل ) الصورة المعبر عنها بالجسد العنصري فاذا جمد ذلك الماء مرة ثانية لم يعد اليه الجمود الاول ( الاولى خ‌ل ) وليس جمودا ثانيا ( ثانويا خ‌ل ) مع انه بعينه هو ذلك الماء لم يتغير مع انه قد تغير جموده وهذا هو مرادنا بذهاب جسد ( الجسد خ‌ل ) الاول الذي لا يعود فالموجود في الدنيا بعينه وهو المرئي بالبصر هو جسد الاخرة بعينه لكنه كسر في ارض الجرز وارض القابليات وصيغ في العقول معنى ثم صيغ ذلك المعنى في رتبة الارواح رقيقة ثم صيغت في النفوس نفسا ثم كسرت في الطبيعة طبيعة وحصصت حصصا في جوهر الهباء وتعلقت بها الصور في المثال ثم كسرت في محدد الجهات ومنه الى الرياح ومنه الى السحاب ومنه الى المطر والارض والنبات ثم صيغت نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم كسى لحما وانشأ خلقا اخر فكان انسانا في هذه الدنيا ثم يكسر في القبور ثم يصفى في الارض بمعنى ان الارض تأكل جميع ما فيه من الغرائب والاعراض والكثافات المعبر عنها بالجسد العنصري ويخرج يوم القيمة هذا الجسد بعينه اعني الموجود في الدنيا بعينه هو الذي يخرج يوم القيمة بعد ان يصفى ومعنى قولنا بعد ان يصفى هو ان يذهب عنه الجسد العنصري ومعنى قولنا هو ان يذهب عنه الجسد العنصري يعني يذهب عنه الكثافات الغريبة وهي الصورة الاولى لانه اذا صيغ ثانيا لا تعود الصورة الاولى فافهم فهذا مرادي وابرء الى الله تعالى من غير هذا وهذا ( هذا هو خ‌ل ) مذهب ائمة الهدى عليهم السلم ان افتريته فعليّ اجرامي وانا بريء مما تجرمون وروى الطبرسي في الاحتجاج في تفسير قوله تعالى كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب بسنده الى حفص بن غياث قال شهدت المسجد الحرام وابن ابي ‌العوجاء يسأل ابا عبد الله عليه السلم عن هذه الاية فقال ما ذنب الغير فقال عليه السلم ويلك ( ويحك خ‌ل ) هي هي وهي غيرها قال فمثل لي في ذلك شيئا من امر الدنيا قال نعم ارأيت لو ان رجلا اخذ لبنة فكسرها ثم ردها في ملبنها فهي هي وهي غيرها وفي تفسير عليّ بن ابراهيم قيل لابي‌ عبد الله عليه السلم كيف تبدل جلودهم غيرها قال ارأيت اذا ( لو خ‌ل ) اخذت لبنة فكسرتها ثم صيرتها ترابا ثم ضربتها في القالب اهي كانت ( ام غيرها خ‌ل ) انما هي ذلك وحدث تغيرا ( تغيير خ‌ل ) اخر والاصل واحد ه‍ وهذا ( بهذا خ‌ل ) المعنى كثير في الاخبار مع ان الله تعالى قال بدلناهم جلودا غيرها وهو يريد انها اذا احترقت اعادها بعينها الا ان صورتها الاولى ذهبت واحدث صورة غيرها مثل الاولى بحيث صدق بها التغاير مثل ما مثلنا لك في الخاتم مع انه هو بعينه حقيقة مع صدق التغاير فافهم واما قوله والجسد الثاني مركب من العناصر الاربعة الموجودة في عالم الطبيعة المحسوسة فهو غلط ومعاذ الله ان اقول ذلك ولكن المعترض غفل عن قولي فليراجع وانما قلت ان الجسد الثاني هو الباقي في القبر مستديرا الى ان يخلق منه ثانيا كما خلق اول مرة مثل ما مثلت بالخاتم فانه صيغ من الفضة وبعد ان كسر ذهبت الصورة والهيئة التي هي بمنزلة الجسد الاول اعني العنصري وهو الكثافة الغريبة التي ( التي هي خ‌ل ) ليست في الحقيقة من الانسان الا ترى ان زيدا يمرض ويضعف حتى لا يبقى منه قدر من ( من من خ‌ل ) اللحم وهو زيد لم ‌ينقص ولم ‌يتغير ويصح ويسمن حتى يكون عشرين منا وهو زيد ثم يمرض ويذهب كل ذلك اللحم وهو زيد فهذا الزايد والناقص بحكم الثوب تلبسه وتخلعه ولا يتعلق به شعور ولا احساس وفي الحقيقة هو الصورة والكثافة وهو الجسد الاول الفاني لانه انما لحقه في هذه الدنيا واما الجسد الثاني فهو مركب من عناصر اربعة لكنها ليست من هذه العناصر الزمانية المعروفة الفانية بل هي من عناصر باقية جوهرية وهي من عناصر هورقليا في الاقليم الثامن الذي فيه الجنتان المدهامتان وجنان الدنيا واليها تأوى ارواح السعداء من الانبياء والاوصياء والمؤمنين وهذا هو الجسد الثاني وهو الباقي وهو الذي نزل الى الدنيا ولبس الكثافة البشرية العنصرية وهي ( هو خ‌ل ) بعينه هذا الجسد الموجود في هذه الدنيا الا انه عليه غبار ووسخ يعبر ( المعبر خ‌ل ) عنه بالفارسية بالچرك وهو البشرية وهو من العناصر المحسوسة ويوم القيمة يعود كل شيء الى اصله وهذه الكثافة ليست ( ليس خ‌ل ) من الجنة حتى تعود ( يعود خ‌ل ) اليها وانما هي من هذه الدنيا فاذا انتقل وعاد كل شيء الى اصله كما قال امير المؤمنين (ع) في حديث الاعرابي للاعرابي عند سؤاله عن النفس فقال يا مولاي ما النباتية قال قوة اصلها الطبايع الاربع بدؤ ايجادها عند مسقط النطفة مقرها الكبد مادتها من لطائف الاغذية فعلها النمو والزيادة وسبب فراقها اختلاف المتولدات فاذا فارقت عادت الى ما منه بدئت عود ممازجة لا عود مجاورة الحديث فافهم قوله عليه السلم عود ممازجة لا عود مجاورة حيث دل كلامه عليه السلم على ان كل شيء يعود الى اصله واصرح منه ما رواه في اصول الكافي بسنده عن الكلبي النسابة قال قلت لجعفر بن محمد عليهما السلم ما تقول في المسح على الخفين فتبسم ثم قال اذا كان يوم القيمة ورد الله كل شيء الى نبته ( بنيته خ‌ل ) ورد الجلد الى الغنم فترى اصحاب المسح اين يذهب وضوؤهم الحديث والحاصل ان عود كل شيء الى اصله مما لا خلاف فيه فاذا ثبت ان الكثافة من هذه العناصر وان الانسان انما تعلقت به في هذه الدنيا وانه اذا عاد الى اصله كل شيء لم تصحبه الكثافة الى الجنة فمن يشك في هذا من المسلمين فنسأل الله ان يصلح وجدانه ولا تظن انا انما نقول بأن هذا الجسم لا يعود لان هذا قول منكري البعث من الكفار وغيرهم وانما نريد بالجسد الثاني غير العنصري الذي هو الكثافة فالعبارة الحق ان هذا الجسد الموجود في الدنيا هو بعينه جسد الاخرة فمن قال غير ذلك فليس بمسلم لكنا نسمي هذا الجسد ونقسمه على اربعة اقسام فنقول هذا الانسان له جسدان وجسمان فالجسد الاول من العناصر المحسوسة ونريد به هذه الصورة والتركيب في الدنيا لانه ( الا انه خ‌ل ) اذا مات وكان ترابا ذهبت هذه الصورة فاذا اعيد على هذه الصورة بعينها ليست هي الاولى مثل ما مثلنا لك في الخاتم ومثل ما مثل الامام عليه السلم باللبنة وهذه الصورة الاولى هي الجسد الاول الذي لا يعود وهو مخلوق من العناصر المحسوسة وهو الكثافة والجسد الثاني هو الباقي وهو الذي يعود وهو مخلوق من عناصر هورقليا اعني العالم الذي قبل هذا العالم وفيه جنان الدنيا والجنتان المدهامتان واليه تأوى ارواح المؤمنين وهورقليا معناه ملك اخر وهذا اسم لتلك الافلاك وفي ارضها بلدان جابرسا وجابلقا والجسم الاول هو الذي يلبسه الروح في البرزخ ما بين الموت الى نفخة الصور الاولى فاذا نفخ في الصور وبطل كل روح وكل متحرك اربع‌مائة سنة طهر ذلك الجسم عن اوساخ البرزخ وكثافاته بالنسبة الى عالم الاخرة وهذه الكثافات هي مرادنا بالجسم الاول الذي لا يعود ويبقى الجسم الثاني الجوهري الصافي حتى تحله الروح وتمضي معه الى الجسد الثاني بين اطباق الثرى فتدخل بجسمها فيه فيخرج في النشور من القبور والحساب بجسمه وجسده الصافيين وهما هذا الجسم والجسد الموجودين في الدنيا بعينه وانما يطهر لعن الله من قال بغير هذا فافهم فان من لا يفهم المراد الحق من هذه العبارات المكررة المرددة لا ينتفع بغيرها

قال سلمه الله : والاعتراض الذي اورد عليه ان الضرورة قائمة على ان المعاد الجسماني والجسداني يكون في هذا البدن العنصري وظواهر الاثار والاخبار كلها ناطقة بذلك وكيف التوفيق مع ان مسلك جنابكم امساك الظاهر والسلوك منه الى البواطن بحيث لا ينافي الظواهر والاستدعا من جنابكم ان تبينوا تلك المسئلة على نحو يجمع بين الظاهر والباطن بحيث يحصل الاطمينان للفريقين وان كان هذا لا يمكن الا لذي العينين
اقول قوله ان الضرورة قائمة على ان المعاد الجسماني والجسداني انما يكون في هذا البدن العنصري اعلم ان الضرورة عند ائمة الهدى عليهم السلم قاضية بذلك ولكن الناس يسمعون كلاما ولا يعرفون معناه مثل ما قال الشاعر:

قد يطرب القمري اسماعنا ونحن لا نفهم الحانه

لانهم يسمعون ان المعاد في هذا الجسد ويأخذون بظاهره وهو حق كما قلنا ولكن هذا الجسد العنصري هل يدخل الجنة بهذه الكثافة او يصفى عن الاعراض الغريبة التي ليست منه فان قلت يدخل الجنة بهذه الكثافة على هذه الحالة فقد خالفت العقل والنقل الدالين على ان صفاء ابدان اهل الجنة ومطاعمهم بحيث ياكلون ويشربون ولا يتغوطون ولا يبولون لان طعامهم وشرابهم صاف لا ثفل فيه وابدانهم كذلك حتى ان الحورية لتلبس سبعين حلة ويرى مخ ساقها من وراء ذلك كله لشدة نوريتها وصفائها وان المؤمن اذا اخذ في جماعها يرى صورة وجهه في صدرها وترى صورة وجهها في صدره وذلك الجسد هو هذا بعينه الا انه يصفى ولو لم يصف لبقيت فيه الاعراض والغرائب فلا يبقى في الجنة بل يموت ويزول لان علة الموت والزوال انما هي ممازجة تلك الاعراض والكثافات الاجنبية الغريبة مثل الذهب فانك اذا اخذت مثقالا من الذهب ومزجته بمثقالين من النحاس والحديد ودفنت ذلك الممزوج في الارض فانه يتفتت ( تفتت خ‌ل ) وتأكل الارض جميع ما فيه من الحديد والنحاس وتبقى اجزاء الذهب متخللة متفتتة متفرقة ولو انك صفيت مثقال الذهب وسبكته وحده ودفنته الى ان ينفخ اسرافيل عليه السلم في الصور ما تغير لانك صفيته عن اسباب الفناء بخلاف الحال الاول فان اسباب الفناء فيها فلو دخلت اجسام الاناسي الجنة على هذه الحالة لفنيت لان فيها اسباب الفناء هذا على ظاهر الدليل واما على حقيقة الامر فكما اشرنا سابقا اليه من ان كل شيء يرجع الى مبدئه واصله واصل الانسان لطيف وانما لحقته هذه الكثافات الغريبة في هذه الدنيا لان هذه الدنيا دار تكليف لم تخلق للبقاء فلما خلق الخلق رحمة بهم انزلهم في دار التكليف والمشقة ليتزودوا منها لدار مقامهم والزمهم مقتضى هذه الدار من لزوم الاعراض والغرائب والكثافات التي هي اسباب الانتقال ودواعي الزوال لئلا يبقوا في دار المشقة دائما فلا يصلوا الى دار الجزاء والحال انه سبحانه خلقهم وبرءهم رحمة بهم ليوصلهم الى النعيم الدائم الذي لا ينفد والبقاء الدائم المخلد فاذا قلت انهم يعودون في هذا البدن العنصري وتريد به انه يعود مع ما هو عليه من الكثافة والغرائب التي نعني بها الجسد العنصري الموجود المحسوس البشري لزمك القول بانهم لا يبقون في الجنة ولا في النار لان العلة الموجبة للانتقال من هذه الدار هي تلوث ذلك الجسد اللطيف اعني الثاني والجسم النوراني اعني الجسم الثاني ( الثاني بما ذكر من الكثافة والغرايب الدنيوية خ‌ل ) وهما حقيقة الجسم الذي هو الانسان وما سوى هذين فهي اعراض ( الاعراض خ‌ل ) وكثافات حقيقة والامر فيها مثل ما مثلت لك في الخاتم وتبدل الصورة عليه مع عدم تغير ( تغيير خ‌ل ) الفضة وتبدلها ولا نعني بالبشرية وبالعنصرية وبالكثافة والاعراض وغيرها الا هذه الصورة العارضة له في هذا المقام اعني دار التكليف وان ( اذا خ‌ل ) اردت به ان هذا الجسد الموجود يكسر ويصاغ صيغة ليس فيها من مقتضيات الفناء شيء فذلك الذي اشرنا اليه وما ذكرنا في الاجوبة السلطانية من تمثيل الجسد الاول بكثافة الحجر والجسد الثاني بالشيش المصفى منه فلا نعني غير هذا فانظر ما هنا و( وانظر خ‌ل ) ما هناك فانك ترى المعنى واحدا والله سبحانه الموفق والمعين

( وكتب العبد المسكين احمد بن زين ‌الدين في ليلة الخميس آخر جميدي الاولى سنة ١٢٣٢ نسخة ١٤٩ م ) ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم تمت

المصادر
المحتوى