رسالة في جواب سائل عن ثلاث عشرة مسئلة

الشيخ أحمد الاحسائي
النسخة العربية الأصلية

الشيخ أحمد الاحسائي - رسالة في جواب سائل عن ثلاث عشرة مسئلة

رسالة مختصرة في جواب سائل عن ثلث‌ عشرة مسألة

من مصنّفات

الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي

حسب جوامع الكلم – المجلد التاسع
طبع في مطبعة الغدير – البصرة
في شهر ربيع الاخر سنة 1430 هجرية

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال : افيدوا ضاعف الله تعالى قدركم واصلح امركم ان في موضع حكم الفقهاء رضوان الله تعالى عليهم بصحة الصلاة اذا وقعت بين المشرق والمغرب هل هذا الحكم عام من طرفي المغرب والمشرق بحيث لو وقعت الى الشمال والجنوب لكانت صحيحة او يختص بما اذا وقعت بين المشرق والمغرب من طرف الجنوب فقط فاذا كان كذلك فلِمَ لَمْ‌ يتعرضوا بما اذا كانت من طرف الشمال
الجواب : ان قول الفقهاء جرى على ما يوافق الحديث والحديث كان على حسب قبلة السائل وهي من طرف الجنوب وذكرهم كذلك لا يستلزم الاختصاص

السؤال : ثم افيدوا عظم الله خطركم وكثر اثركم ان قول عيسى بن مريم على نبينا وآله وعليه السلام كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب يصير دليلا لمن يقول قول الميت كالميت ام لا
الجواب : الشهادة الاطلاع على الغير لا العلم به فلا يكون دليلا للمشهور الا اذا اريد بالشهادة العلم

السؤال : افيدوا ان المقصود من الجنة والنار اي شيء في هذا الحديث ما فيكم من احد الا وقد عاين الجنة وما فيها وعاين النار وما فيها ان كنتم تصدقون بالكتاب والمراد بالكتاب اي آية منه
الجواب : المراد بالمعاينة هو رؤيتها في القرآن لأن خبره معاينة بل اصح من المعاينة

السؤال: افيدوا ان قول الحسن بن عليّ بن ابيطالب عليهما السلام في حديث انا اخبركم عن اخ لي كان من اعظم الناس في عيني وكان رأس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في عينه مَن مراده عليه السلام بذلك الاخ هل هو معين او فيهم
الجواب : لا يبعد ان يكون ذلك الاخ سلمان الفارسي لقول الصادق (ع) فيمن ادّعى انه من شيعة عليّ الخلّص قال له فاذاً انت مثل الحسن والحسين وسلمان ولم ‌يكن في الصحابة احد صغرت الدنيا في عينه مثل سلمان الفارسي وكتب احمد بن زين ‌الدين والحمد لله رب العالمين

السؤال ثم افيدوا ابقاكم الله تعالى دهر الداهرين وجزاكم جزاء الشاكرين اني سمعت من ثقات معتمدين انهم رأوا بيضة واصل بعض شجر يضيئان في الليل كالسراج فما السبب والعلة في ذلك
الجواب : ان الشجر اذا كان فيه صلابة وشفافيّة وفي وسطه كمودة وكدورة وصقالة خاصة وقع نور صلابته وشفافيته علي صقالة وسطه وانعكس منها فيحصل منه الضوء وهذا كثير في الاشجار والحيوانات ولا سيما في قشور الروبيان وهو السمك المعروف وكذلك البيضة

السؤال : ثم افيدوا ان في ارضنا بيداء طويلة يواري عشرين فرسخا تقريبا وفيها قبور كثيرة وعلى كل قبر احجار كثيرة بلون يضرب على الحمرة لا يدري ولا يخبر احد من المعمرين انها لمن وهل هم مقتولون او ميّتون وفي اي زمان وقع عليهم القتل او الموت وانهم مؤمنون او كافرون هل يجوز الترحم عليهم او لا فاخبرونا بالحال زاد علمكم وفضلكم ذو الكرم والجلال
الجواب : قال الله سبحانه فما بال القرون الاولى قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى

السؤال : افيدوا ان في بعض الاوقات يوجد دم في البيضة وفي الحليب هل هذا الدم نجس وتلك البيضة والحليب حرام ام لا
الجواب : اما العلقة الدم اذا وجدت في البيضة فانها نجسة وحرام واما ما يوجد في الحليب فان كان مجرد الحمرة فهو طاهر حلال وان علم دم قطعا وان كان قليلا هو نجس حرام

السؤال : بيّنوا ان في بلادنا شجرة مشمش رأينا سنين نواها حلواً لبّها والآن نراها تغيّر لبّ نواها فصار مرّاً وبالعكس ايضا
الجواب : اما تغيّر لبّ نوا المشمش من الحلاوة الى المرورة فلأنه ان جرى فيه عرق من المُزن العذب كان حلوا وان كان قبل ذلك مرّاً وان جرى فيه عرق من بخار البحر المالح الاجاج ومن بخار شجرة الزقوم كان مرّاً وان كان قبل ذلك عذبا

السؤال : افيدوا كرمكم الله ان اي المعاصي ينسب الى الشيطان وايها ينسب الى النفس وهل يجوز ان ينسب المختص باحدهما الى الآخر حقيقة او مجازا او لا
الجواب : ان المعاصي التي ينسب الى الشيطان يجوز ان ينسب الى النفس لأن المعاصي لا تكون الا من كل منهما لا من خصوص احدهما لأن النفس مسكن الشيطان فلا يغرى بدونها ولا تعصى بدونه

السؤال : بيّنوا وتوجروا ان في الحديث ان لله تعالى واديا من ذهب لو رامه البخاتي لحماه باضعف خلقه النمل هل الوادي في اي البلاد ومبدئه من اين ومنتهاه الى اين وهل ينتفع الناس به ام لا ولو لم ‌ينتفعوا به فكيف التوفيق بينه وبين آية خلق لكم ما في الارض جميعا وان امكن الانتفاع فكيف يتأتى مع ممانعة النمل
الجواب : هو ما ذكره الرضا (ع) قال ان لله تعالى بلادا تنبت بالذهب قد حماها باضعف خلقه بالنمل فلو ارادتها الفيلة ماوصلت اليها والبلاد ما بين بلخ والبلت ( بلت خ‌ل ) بلاد بالمشرق ينسب اليها المسك الاذفر وانها تنبت بالذهب وفيها نمل كبار كالشاة والكلاب لا تمرّ بها الطير فكيف غيره تكنّ ( تمكّن خ‌ل ) في الليل في وكرها فربما عبروا الموضع على الدواب التي تقطع ثلاثين فرسخا في ليلة فيأتون في الليل فيوقرون لاحمالهم ( لاجمالهم خ‌ل ) ويخرجون فاذا اصبحت النمل خرجت في الطلب فل اتلحق شيئا الا قطعته تشبه الريح في شدة سرعتها وربما اذا وصلوا اليهم شغلوهم باللحم فاذا لحقتهم قطعت دوابهم انتهى الحديث والناس قد ينتفعون به كما في الحديث وفيه ايضا اظهار لقدرة الله وعظمته وغناه فقوله تعالى خلق لكم ما في الارض جميعا اي للانتفاع وللاعتبار وكله انتفاع ولا يخص به الانتفاع الخاص

السؤال : افيدوا ان كوكب الزهرة مدة خمسة اشهر تقريبا تطلع من المشرق قبل الصبح بساعتين او ثلاث تقريبا وهو مستقيم غير راجع فعلى حسب سيره على الاستقامة ينبغي ان يختفي الآن بل قبل هذا الزمان ولا اقل من طلوعه قبل الصبح او بعيده ومع هذا تطلع بعد قبله بساعة
الجواب : ان الزهرة سيرها كسير الشمس وعطارد وتقدمها وتأخرها ليس من جهة الاستقامة والرجوع وغيرها لأن هذا حكم راجع الى التدوير واما التقدم والتأخر فهو من جهة الخارج المركز واختلافها في محازات ( محاذاة ظ ) افلاك التداوير لبعضها بعضا في منطقة البروج فيتقدم ويتأخر وهذا ما فهم وان كان خلاف ما ذكروا

السؤال : افيدوا ان في الحديث ان الارض تستصرخ وتستغيث الى الله تعالى من ثلاث من دم حرام صبّ عليها ومن غسل من زنا ومن النوم عليها قبل طلوع الشمس اما الدم والنوم ظاهر واما الغسل فهو عبادة واجبة فكيف تكون موجبة لصراخ الارض
الجواب : اما ان الارض تستغيث من غسل من زنا فانه وان كان الغسل واجبا للعبادة لكن غسالته غسالة حدث كان الداعي له عصيان الله سبحانه فالارض انما جعلت كفاة ( كفاتا ظ ) لفضلات المسبّبات عن طاعة الله سبحانه ولهذا تصرخ الارض من دم حرام

السؤال : افيدوا ان في مثل عبارة لا تزغ قلوبنا صعوبة في اداء كل من الغين والقاف من مخرجه فهل يجوز قلب الغين بالقاف والادغام ام لا
الجواب : ان قوله لا تزغ قلوبنا لا تدغم عند الاكثر ومن جوّز الادغام ادغم الغين في القاف لا العكس ومن ادغم فلأنه من الادغام الصغير وهو لا يجب الا في المتماثلين والاولى عدم الادغام وكتب احمد بن زين‌ الدين
( هذه المسائل موجودة في نسخة رقم ٧١٧ مكتبة مسجد گوهرشاد )

المصادر
المحتوى