رسالة مختصرة في اصول الدين

الشيخ أحمد الاحسائي
النسخة العربية الأصلية

الشيخ أحمد الاحسائي - رسالة مختصرة في اصول الدين

رسالة مختصرة في اصول الدين

من مصنفات

الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي

حسب جوامع الكلم – المجلد الخامس
طبع في مطبعة الغدير – البصرة
في شهر ربيع الاخر سنة 1430 هجرية

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام الله عليك ورحمة الله وبركاته

قوله سلمه الله تعالى : من اراد ان يعرف اصول دينه الخ

اعلم ان اصول الدين والايمان خمسة التوحيد والعدل والنبوة والامامة والمعاد

1 - اما التوحيد فتعرف ان الله المعبود بالحق سبحانه واحد كما قال تعالى لا تتخذوا الهين اثنين انما (هو اله واحد ظ) ويكون ذلك بالدليل لا بالتقليد لكن الدليل يكفي فيه الاجمالي ولا يجب الدليل التفصيلي وهو الذي رضى الله ورسوله صلى الله عليه وآله به من سائر المكلفين حتى حكم عليهم بالاسلام من كل من اعترف بان الله سبحانه واحد كما هو توحيد عامة المسلمين ولو لم يكف الدليل الاجمالي لما وجد مسلم الا اهل العصمة عليهم السلام حتى انه قيل للصادق (ع) كيف تقبل اعمال هؤلاء الجهال مع عدم معرفتهم فقال (ع) للسائل ان لم تقبل منهم حتى يكونوا مثلكم لا يقب منكم حتى تكونوا مثلنا نقلته بالمعنى وهذا معلوم فان كل عالم يحصل من هو اعلم منه بحيث يكون عند الاعلم غير موحد

2 - والعدل تعرف بان الله سبحانه عدل لا يظلم العباد لانه غير محتاج ولا يظلم الا المحتاج الى الظلم والمحتاج مصنوع

3 - والنبوة تعرف بانه تعالى منعم والمنعم يجب سكره واذا لم نعرفه لم نعرف ما يجوز عليه من الشكر وما لا يجوز وهو سبحانه لطيف بالعباد فمن لطفه ارسل اليهم من يعلمهم ما يريد منهم ويجعل له علامة وآية تدل على صدق دعواه وهو المعجز الذي لا يقدر العباد ان ياتوا بمثله فكل من ادعى النبوة واظهر المعجزة المطابق لدعواه فهو نبي كمحمد صلى الله عليه وآله ادعى النبوة واظهر المعجز على يديه كالاتيان بالقران وغيره فهو نبي حقا

4 - واما الامامة فهي لطف كما ان النبوة لطف لان النبوة مؤسسة للدين والامامة حافظة لما اسسه النبوة وهي مستمرة الى انقضاء التكليف

5 - واما المعاد فهو لما انه تعالى كلف العباد فنهم من اطاع ومنهم من عصى ومقتضى العدل ان الطاعة المامور بها يقتضي الثواب لانه اجرة العمل وتقتضي العقاب لمن عصى لانه تصفية العاصي من ادناس المعصية ولما لم يوجد الثواب ولا العقاب في هذه الدنيا لانها دار فنا ولو وجد فيها العقاب هلك العاصي عند اول صدور عقابه وينقطع عقابه ويفنى قبل ان يصل اليه اقل ما يقتضه معصيته من العقاب فيبطل العدل والثواب ما يدوم على ما في الدنيا لفنائه قبل ان يصل اليه ما يقتضيه طاعته من الثواب فيبطل الفضل فلا بد من عود الخلائق في الدار التي ليس فيها فناء ليتم الفضل والعدل

واما ما ذكر جنابك من تتبع ادلة اهل المذاهب كلها فهذا شيء لا يحصل الا للمعصوم عليه السلام والاشتغال به فيه فساد الدنيا والدين وفيه فتح اوهام الشياطين على قلوب الضعفاء ومن اراد سلامة دينه وعقله فلا يشتغل بشيء من ذلك ويتوجه الى عبادة ربه ويخلص النية والعمل ولا يصغى الى اوهام الشيطان فانه يريد ان يشغل قلوب اهل الايمان كما قال تعالى انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين امنوا فاترك هذه الامور ولا تفتح على نفسك ابواب الشياطين فانه يامر بالفحشاء والمنكر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم انتهى

المصادر
المحتوى