رسالة مختصرة (في شرح احوال الشيخ الاوحد)

الشيخ أحمد الاحسائي
النسخة العربية الأصلية

الشيخ أحمد الاحسائي - رسالة مختصرة (في شرح احوال الشيخ الاوحد)

رسالة مختصرة في شرح بعض حالات الشيخ الاوحد (اع)

في جواب الملا عليّ الرشتي

من مصنّفات

الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي

حسب جوامع الكلم – المجلد الثامن
طبع في مطبعة الغدير – البصرة
في شهر ربيع الاخر سنة 1430 هجرية

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام الله عليك ورحمة الله وبركاته

اعلم اني كنت في اول عمري كثير التدبر والنظر في العالم وكان قلبي متعلقا باشياء لا اعرف حقائقها فرأيت ذات ليلة في الطيف الحسن بن عليّ بن ابيطالب عليهما السلام وعليّ بن الحسين ومحمد بن علي الباقر عليهم السلام وكان بيننا احوال ومخاطبات عجيبة طويلة فقلت له يا سيدي اخبرني بشيء اذا قرأته رأيتكم فقال لي عليه السلام قل هذه الابيات وواظبها فقال عليه السلام شعرا :

	كن عن امورك معرضا 			وكل الامور الى القضا  
	فلربما اتسع المضيق 			وربما ضاق الفضا  
	ولرب امر متعب 			لك في عواقبه رضا  
	الله يفعل ما يشاء 			ولا تكن متعرضا  
	الله عودك الجميل 			فقس على ما قد مضى  

ثم قرء :
رب كل امر ضاقت النفس به جائها من قبل الله فرج
لا تكن من وجه روح آيسا ربما قد فرجت تلك الرتج
بينما المرء كئيب دن فجائه الله بروح وفرج

فانتبهت فبقيت اقرء ذلك ولا ارى من ذلك شيئا حتى انتبهت بانه عليه السلم لا يريد مني لا يريد مجرد قرائته وانما يريد ان اتخلق بمعنى ذلك فتوجهت الى اصلاح النية والعمل الصالح واصلاح النية والانقطاع بالقلب الى الله تعالى والى ما يرضيه لا غير ولم ‌يكن لي مقصود غير رضى الله فلما استمر بي الحال على هذا الطريقة انفتح لي باب المنام بانواع العجايب فلا تمر بي مسألة في اليقظة الا رأيتها بيانها في المنام وكل حين ذكرت الائمة عليهم السلام في الطيف رأيتهم فان فان ذكرت واحدا معينا رأيته وان ذكرتهم مطلقا كان لي الخيار فيمن اريد وهكذا حتى وقفت على باب مأخذ ادعية اهل البيت عليهم السلام من القرآن وسمعت الخطاب من بعض الجمادات فقد ورد عن الباقر عليه السلام انه قال ما من عبد احبنا وزاد في حبنا واخلص في معرفتنا وسئل عن سئل مسئلة الا ونفثنا في روعه جوابا لتلك المسألة ولقد فتح لي اشياء ما اعرف اصفها للناس فكل ذلك من التخلق بمعنى تلك الابيات المتقدمة وانت وفقك الله اذا اردت شيئا فاقبل على الله على النحو الذي امر به الشارع عليه السلام وتفهم قول الله تعالى اذكروني اذكركم وقوله تعالى نسوا الله فنسيهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكتب احمد بن زين ‌الدين في بلدة الحسين على ساكنها آلاف التحي.

المصادر
المحتوى