جواب الآخوند ملا علي الرشتي (في أمر الصوفية)
الشيخ أحمد الاحسائي - جواب الآخوند ملا علي الرشتي (في أمر الصوفية)
مراسلة في جواب الآخوند ملا عليّ الرشتي
في امر الصوفية
من مصنّفات
الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي
حسب جوامع الكلم – المجلد الخامس
طبع في مطبعة الغدير – البصرة
في شهر ربيع الاخر سنة 1430 هجرية
بسم الله الرحمن الرحيم
الى جناب المحترم الاكرم ( آخوند ملا عليّ رشتي )
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد فحفظكم الله وحفظ لكم وعليكم اعلم سددك الله ان الشيطان بسط دعاته وكثر مجيبوه (ظ) من الناس لانه اتيهم (ظ) من حيث يريدون واكثر من اجاب دعاءه ممن تسمى بالعلم لأنهم طلبوا الرياسة وصرف وجوه الناس اليهم واساؤا الظن بالله تعالى حتى اعتقدوا انه لا يحصل لهم كسرة الخبز من الله وانما تحصل لهم من طلب الرياسات والمناصب وصرف وجوه الجهال اليهم فاغوى بعض من اجابه حتى تصوفوا واغوى آخرين بان ينسبوا التصوف الى من ينازعهم في مطلوبهم وكلا الفريقين اخرجهم عن الدين وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا يحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون
اعلم ان التصوف المخالف للدين له علامات اذا رأيت الرجل فيه من ذلك شيء فهو صوفي مخالف للدين لان الدين عند الله الاسلام والاسلام ما عليه محمد واهل بيته صلى الله عليه وآله فاذا اعتقد الرجل وحدة الوجود بان يعتقد ان وجودات الخلق هي الله تعالى وانها قديمة وانما تتميز عن ذاته تعالى بالمشخصات فالواجب كالخشب والخلق كالباب والسرير والسفينة فمن اعتقد هذا فهو كافر صوفي واذا اعتقد جواز استماع الملاهي والغنا والاصوات الحسنة وانها مما يوصل الى معرفة الله فهو صوفي وان اعتقد جواز التفكه بالنظر الى الاولاد المردان وانه مما يصرف نظر النفس عن الدنيا الى النظر الى جمال الله وانه يوصل الى معرفة حكمته وانه تجليه في خلقه فهو صوفي وان اعتقد عند وصوله بترك العبادات واباحة المحرمات وانه من مراد الله تعالى في قوله واعبد ربك حتى يأتيك اليقين فهو صوفي والحاصل من دان الله بدين غير ما اتى به محمد وآله صلى الله عليه وآله مما هو معلوم ظاهر بين شيعتهم مما عليه ظاهر المسلمين اذا كان ممن يشهد الشهادتين بلسانه فهو صوفي وانا ابرأ الى الله من هؤلاء ومن اتباعهم ومن مال اليهم وتسمى باسمائهم لغير تقية والذين يقولون فيمن هو ضد لهم ويعارضهم في المراتب والرياسات والتقرب الى الملوك وجلب قلوب العوام فينسبون التصوف الى اضدادهم وان لم يعتقدوا شيئا مما اشرنا الى بعضه وانما يتوصلون الى الطعن عليهم بان ينسبوهم الى التصوف لانه هو الذي يقبله منهم العوام والحكام فهؤلاء ليسوا بالمؤمنين وحالهم في فساد الاعتقاد كحال اضدادهم وانا ابرأ الى الله منهم ومن اتباعهم واشهد الله وملائكته وانبيائه ورسله وسماءه وارضه ومن اسكنهما من خلقه اني ابرأ الى الله والى اوليائه من اعتقاد هذين الفريقين وادين الله بدين محمد وآله صلى الله عليه وآله الذي انزله على رسوله صلى الله عليه وآله في كتابه وترجمته اولياؤه في احاديثهم عليهم السلام فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
هذا ما كتبته لجنابك كتبته لخصمك بلا زيادة ولا نقصان وستذكرون ما اقول لكم فاذا اجتمعنا يوم القيمة بين يدي الله سبحانه تقدمت معكم بخطي هذا وما يدل عليه مما كتبت في سائر كتبي فان كل ما فيها يدور على هذا المعنى ويتبين الحق غدا مع من يكون فيا ايها الناس اتقوا الله ولا تموتن الا وانتم مسلمون والدنيا لا تدوم لاحد وليس فيها ما يعدل شيئا ان اللبيب بمثلها لا يخدع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه صورة ما كتب مولانا وسيدنا وسندنا وملاذنا واستادنا جناب شيخ المشايخ رأيس الكل في الكل الشيخ احمد بن زين الدين الاحسائي في جواب ما كتبوا من الرشت لما وقع من الاختلاف بين العلماء هناك وانا الهائم الآثم عبدالله بن محمد قلي التبريزي في ٣ رمضان المبارك ١٢٣٧