جواب الاغا محمد مهدي الابرقوئي (٤ مسائل وآلام الاطفال)

الشيخ أحمد الاحسائي
النسخة العربية الأصلية

الشيخ أحمد الاحسائي - جواب الاغا محمد مهدي الابرقوئي (٤ مسائل وآلام الاطفال)

رسالة في جواب الآغا محمد مهدي الابرقوئي

من مصنّفات

الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي

حسب جوامع الكلم – المجلد التاسع
طبع في مطبعة الغدير – البصرة
في شهر ربيع الاخر سنة 1430 هجرية

بسم الله الرحمن الرحيم

قال محمد المهدي ابن الحاج الحرمين الشريفين الحاجي محمد الابرقوئي سلمه الله : شيخنا ومولينا اشكل عليّ مسائل لها دخل في الايمان وانحصر حلها في مثلك الخ :

الاولى - ان الظن الغالب القريب من العلم كاف في العقايد الامامية وبه يحصل الايمان ام لا الخ
اقول لا يكفي في عقايد الايمان الا اليقين سواء حصل من اليقينيات ام من الظنيات لان الظن لا يغني من الحق شيئا ويكفي الظن في الشرعيات ويتحقق به الايمان العملي

الثانية - ان الغناء ما هو وما الفرق بينه وبين الصوت الحسن المباح
اقول الفارق بينهما العرف فما يعد في العرف انه من الحان اهل الفجور فهو غناء محرم وهو لهو الحديث وما لم‌ يعد في العرف انه من اهل الفجور فهو جائز فعله واستماعه والاحاديث المختلفة فيه لحكمة تأتي الاشارة اليها ولاختلاف العرف باختلاف البلدان واضطراب الاراء لاختلاف الاحاديث

الثالثة - ما سبب اختلاف الاحاديث فان الاختلاف من شان المجتهدين لا المعصومين ( الخ خ‌ل ) عليهم السلم
اقول الامام يتكلم بالكلمة ويريد منها احد سبعين وجها له من كل منها المخرج فاحاديثهم بالنسبة اليهم غير مختلفة وانما هي مختلفة بالنسبة الىي غيرهم وانما اتوا بها في صورة الاختلاف لاجل ان يختلف شيعتهم فاذا اختلفوا سلموا من اعدائهم لانهم لو لم‌ يختلفوا في دولة الباطل قتلوهم حسدا وبغضا ( بغضا وحسدا خ‌ل )

قال سلمه الله : الرابعة - ان تأتيني بايات القران المحكمة في الدلالة على امامة الائمة عليهم السلم وحجيتهم بامر الله باحسن الوجوه وابين الدلالات ( الخ خ‌ل )
اقول ايات القران في هذا الشان كثيرة لا يمكن ايرادها الا ان منها قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين يعني اتقوا الله في تعيين حجة الله عليكم فلا تقولوا بامامة من يحصل منه كذب ظاهري في وقت من الاوقات فانه حينئذ لا يسمى صادقا ولا كذب معنوي وهو السهو والنسيان والمعصية لان من سها ونسي فقد اتى بخلاف الواقع ولا نعني بالكذب الا هذا فامر الله بنص كتابه ان تكونوا مع من لم ‌يكذب لا ظاهرا ولا باطنا ولا يعصي بكبيرة ولا صغيرة وهو الصادق بالحقيقة ومن وقع منه شيء من ذلك لم ‌يسم حينئذ صادقا والله انما امر بالكون مع الصادقين بشهادة الله لهم واجمع الامة على ان هذا لم ‌يدعه احد الا الائمة عليهم السلم واما الدليل العقلي فقد اجمع الامة على انه اذا امكن تحصيل اليقين لا يجوز المصير الى الظن او الشك والائمة معصومون لا يجوز عليهم الكذب ولا السهو ولا النسيان ولا الغفلة والمعصية ولا يخرجون في جميع احوالهم واقوالهم واعمالهم واعتقاداتهم عن مراد الله وغيرهم تجوز عليهم تلك الرذائل فالاخذ عن المعصومين والايتمام بهم والتسليم لهم مقطوع بصحته وانه موافق لمراد الله ومن سواهم ممن تجوز عليه تلك النقايص لا يقطع بشيء من ذلك عنهم فوجب الاخذ باليقين اجماعا وهو الايتمام بالائمة عليهم السلم

بسم الله الرحمن الرحيم

اما الاسقام والالام التي تقع بالاطفال فليست ظلما بل هي خيرات في الحقيقة لانه ما يوجد مرض الا وهو دواء من داء اعظم منه كما ورد عن عليّ عليه السلم مثلا الزكام يفسد الجنون اذا تحرك عرقه واذا تحرك عرق البرص خرجت الدمامل فيفسد واذا تحرك عرق الطاعون اتى السعال فافسده فاذا تحرك عرق العمى اتى الرمد فافسده واذا تحرك عرق البواسير اتى الشقوق التي في اعقاب الارجل فافسدته واذا تحرك عرق الجذام نبت الشعر في الانف فافسده فكل مرض دواء لداء اعظم والله سبحانه طبيب يعالج عباده فامراض الاطفال من هذا القبيل وان خفى على العباد وجه المصلحة لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون

وطريق الاستخارة ان تصلي على محمد وآل ‌محمد سبع مرات او اكثر او اقل ولو واحدة وتسأل الله ان يبين لك عاقبة امرك وتفتح القران وتعمل باول اية من اليمين وان كان في السبحة قبضت بيدك شيئا من السبحة وتعدها فان كان زوجا فهو نهي وان كان فردا فهو امر وشرطها التوجه بالقلب في الصلوة على محمد وآل‌ محمد صلى الله عليه وآله وفي سؤال الله بيان الخيرة

واما الدعاء فتذكر للضيق حسبي الله مائة وستة واربعين مرة وللاستكفاء من كل مكروه للدنيا والاخرة تذكر اعتصمت بالله الف مرة وتسعة وستين مرة

واما حكم من تحصل له الشبهة فان كان اذا حصلت ( جعلت خ‌ل ) له الشبهة كرهها ولا يحب ورودها على نفسه فهو مؤمن قبل ورودها وبعد ورودها لان هذه ليست اعتقادا يضر بالدين وانما هي وسوسة وهي مرفوعة عن هذه الامة المرحومة فلا تضره لا في الدنيا ولا في الاخرة وان كان اذا عرضت له الشبهة مال اليها ولان لها قلبها فليس بمؤمن في هذه الحال حتى يرجع ويطمئن قلبه على الحق فيكون حين يطمئن ( يطمئن قلبه على الحق خ‌ل ) مؤمنا وعلاج الوسوسة اذا عرض عليه شيء مما ينافي الاعتقاد ان يقول لا اله الا الله محمد رسول الله عليّ ولي الله كلما عرض ( عرض شيء خ‌ل ) على قلبه قال ذلك فانه يذهب عنه

( بعض الاحاديث التي رويت في النسخ ملحقة بهذه الرسالة )

بسم الله الرحمن الرحيم

روي عن الزهري انه قال قال رجل لعليّ بن الحسين عليهما السلم جعلني الله فداك ابقدر يصيب الناس ما اصابهم ام بعمل فقال ان القدر والعمل بمنزلة الروح والجسد فالروح بغير الجسد لا تحس والجسد بغير روح صورة لا حراك بها فاذا اجتمعا قويا وصلحا كذلك العمل والقدر فلو لم‌ يكن القدر واقعا على العمل لم ‌يعرف الخالق من المخلوق وكان القدر شيئا لا يحس ولو لم‌ يكن العمل بموافقة من القدر لم‌ يمض ولم ‌يتم ولكنهما باجتماعهما قويا ولله فيه العون لعباده الصالحين ثم قال الا ان من اجور الناس من رأى جوره عدلا وعدل المهتدي جورا الا للعبد اربعة اعين عينان يبصر بهما امر اخرته وعينان يبصر بهما امر دنياه فاذا اراد الله عز وجل بعبد خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه فابصر بهما الغيب واذا اراد غير ذلك ترك القلب بما فيه ثم التفت الى السائل عن القدر فقال هذا منه هذا منه ه‍

عن الباقر عليه السلم ما من عبد حبنا وزاد في حبنا واخلص لله في معرفتنا وسئل عن مسئلة الا نفثنا في روعه جوابا لتلك المسئلة ه‍

روي عن النبي صلى الله عليه وآله في موجبات الفقر ان الفقر يتولد من ثلث وعشرين شيئا البول عريانا والاكل جنبا وتحقير فتات الطعام وتحريق قشر الفوم والبصل والتقدم على المشايخ ودعوة الوالدين بالاسم والتخلل بكل خشب وغسل اليدين بالطين والقعود على العتبة والتوضي عند المستنجي وترك غسل القدر والغضارة وخياطة الثوب ملبوسا ومسح الوجه باكناف الذيل واكل البصل وترك العنكبوت وخروج المسجد بعد صلوة الفجر سريعا ودخول السوق بكرة وابتياع الخبز من الفقراء ودعاء السوء على الوالد والاضطجاع عريانا وترك الاواني غير مخمرة واطفاء السراج بالنفخ وترك التسمية عند كل شغل صدق رسول الله صلى الله عليه وآله

قال امير المؤمنين عليه السلم لو عرفت الله بمحمد لما عرفته ولو عرفت محمدا بالله لما اتبعته لكن الله عرفني نفسه وامرني باتباع نبيه صلى الله عليه وآله فعرفته واتبعته (ص)

قال النبي صلى الله عليه وآله لا بد للمؤمن من اربعة دابة فارهة ودار واسعة وثياب جميلة وسراج منيرة قال رجل يا رسول الله ليس لنا ذلك فما هي فقال صلى الله عليه وآله اما الدابة الفارهة فعقله واما الدار الواسعة فصبره واما الثياب الجميلة فحياؤه واما السراج المنيرة فعمله

المصادر
المحتوى