جواب السيد محمد باقر الموسوي الرشتي (القدر والقضاء)

الشيخ أحمد الاحسائي
النسخة العربية الأصلية

الشيخ أحمد الاحسائي - جواب السيد محمد باقر الموسوي الرشتي (القدر والقضاء)

جواب السيد محمد باقر الموسوي الرشتي

شرح عبارتين

(القدر والقضاء)

من مصنّفات

الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي

حسب جوامع الكلم – المجلد الثاني
طبع في مطبعة الغدير – البصرة
في شهر ربيع الاخر سنة 1430 هجرية

بسم الله تعالى

عبارتان سأل عن بينهما وتحقيقهما السيد الفاضل المرحوم الحاج سيد محمد باقر الموسوي طاب ثراه شيخنا ومولانا العلامة الاوحد الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي قدس الله نفسه الزكية فأجابه بهذه الكلمات التي هي جوامع الكلم وجواهر الحكم :

أحدهما كلام سلطان المحققين اوستاد البشر الخواجه نصير الدين أبي جعفر محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (ره) في شرح الاشارات وهي هذه : فاعلم أن القضاء عبارة عن وجود جميع الموجودات في العالم العقلي مجتمعة ومجملة على سبيل الابداع والقدر عبارة عن وجودها في موادها الخارجية بعد حصول شرايطها مفصلة واحدا بعد واحد كما جاء في التنزيل في قوله عز من قائل وإنّ من شيء إلّا عندنا خزائنه وما ننزله إلّا بقدر وثانيتهما كلام الشريف الجرجاني في شرح المواقف وهو هذا : اعلم أنّ قضاء الله عند الاشاعرة ارادة الله الازلية المتعلقة بالاشياء على ما هي عليه فيما يزال وقدره ايجاده اياها على وجه مخصوص وتقدير معين في ذواتها واحوالها واما عند الفلاسفة فالقضاء عبارة عن علمه تعالى بما ينبغي أن يكون عليه الوجود حتى يكون على احسن النظام واكمل الانتظام وهو المسمى عندهم بالعناية التي هي مبدأ لفيضان الموجودات من حيث جملتها على احسن الوجود واكملها والقدر عبارة عن خروجها الى الوجود يعني باسبابها على الوجه الذي تقرر في القضاء هـ وانا العبد نزيل الحاير المقدس ابراهيم بن سعيد الاهجي

كلام الشيخ المرحوم اعلى الله مقامه:

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم أنّ الالفاظ وضعت بازاء معان لا يطّلع عليها الا من وضع عليها الالفاظ فهي تدل عليها بتعريف الواضع سواء قلنا ان بينهما مناسبة ام لا ومعاني القدر والقضاء افعال الله تعالى ولا تعرف الا بتعريفه سبحانه ولم يصل الى احد من الخلق بيان من الله الا بواسطة الانبياء عليهم السلم والانبياء لم يصل اليهم شيء الا بواسطة محمد واهل بيته الطاهرين وعليهم السلام والذي وصل الينا منهم وعرّفونا أنّ القدر سابق على القضاء بعكس قول غيرهم وان القدر هو الهندسة ووضع الحدود من البقاء والفناء وأن القضاء هو اتمام ما قُدِّرَ مثلا تقطيع الخشب على مقدار طول السرير وعرضه هو القدر وتركيب ذلك هو القضاء وأمّا من قَدَّمَ القضاء على القدر أو فسره بما ذكروا فليس جاريا على مذهب اهل الحق وليس واصلا اليهم الا متخمين انفسهم وقياساتهم افعال الله سبحانه وصفاته على افعالهم وصفاتهم تعالى عما يصفون وأمّا الاستشهاد بقوله تعالى وما ننزله الا بقدر معلوم فغير صحيح اذ ليس معناه ما ذكر المستشهد وانما معنى ذلك ان كل شيء فاصله واسبابه وشرايط وجوده من الكم والكيف والجهة والرتبة والمكان والوقت والوضع بمعانيه الثلاثة والاذن والاجل والكتاب وغير ذلك في خزائن ذلك فاذا استكمل الشروط انزل الى الوجود الكوني وما ينزله الا بقدر معلوم وما نقل شارح المواقف عن الاشاعرة فهو باطل لان الذين يرد عليهم الوحي من الله تعالى اخبروا بان الارادة سابقة على القدر وهو ناشئ عنها والقدر سابق على القضاء وهو ناش عن القدر وهم اعلم بالحق من جميع الخلق ومثل ذلك كلام الحكماء والحق ان المشية والارادة سابقتان عليهما فبالمشية ينشأ الكون وبالارداة تنشأ العين وهذان اي الكون مادة للشيء والعين صورة له ومجموعهما يكون المادة النوعية كالمداد للكتابة وكالخشب للسرير مثلا ويسمونه الخلق الاول ثم تؤخذ من هذه المادة النوعية حصة وتجعل مادة للشيء الذي يريد الفاعل صنعه ويصورها على صورة ما يريد فهذا التصوير هو القدر فاذا اركبه كان القضاء فاهم هـ

المصادر
المحتوى