جواب الملا كاظم بن علي نقي السمناني - ۳ (عن مسألتين)

الشيخ أحمد الاحسائي
النسخة العربية الأصلية

الشيخ أحمد الاحسائي - جواب الملا كاظم بن علي نقي السمناني - ۳ (عن مسألتين)

رسالة في جواب الملا كاظم بن عليّ ‌نقي السمناني – 3

عن مسألتين

من مصنّفات

الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي

حسب جوامع الكلم – المجلد الثاني
طبع في مطبعة الغدير – البصرة
في شهر ربيع الاخر سنة 1430 هجرية

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه ثقتي

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

اما بعد فيقول العبد المسكين احمد بن زين‌الدين ان العالم الصفي العارف المتقن الولد الاعز المكرم الاخوند الملا كاظم بن عليّ نقي السمناني اورد عليّ مسئلتين يريد مني كشف الغطاء عنها في حال كان البال فيها متشتتا بتفرق الحواس وغلبة الضعف في البدن بالامراض ولم ‌يمكنني بيانهما على ما يريد ولكن الميسور لا يسقط بالمعسور والى الله ترجع الامور

قال سلمه الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين وبعد فيقول احقر عباد الله وادناهم رتبة علما وعملا المرتهن بموبقات اثامه عند ربه الشريف الرضوي كاظم بن عليّ نقي السمناني الذي من الله عليه بدرك لقاء صحبة شيخ المشايخ الذي طاش في قطب معارفه الربانية اولوا الافئدة الالباب وتحير في عين تعينه ومعتقداته الجبروتية النبوية ارباب القلوب وتروع في نقطة علم يقينه وعلومه الملكوتية العلوية اصحاب العلوم الشيخ الاستاد الاب الروحاني والعالم الرباني ان المرجو من فضل كرمه وعميم نواله ان يكشف الغطاء عن مسئلتين على ما ينبغي

الاولى - ما معنى تأويلات الفقرات الاربع في حديث القدر المروي عن امير المؤمنين (ع) من حقيقة الربانية وقدرة الصمدانية وعظمة النورانية وعزة الوحدانية في قوله (ع) لانهم لا ينالونه بحقيقة الربانية ولا بقدرة الصمدانية ولا بعظمة النورانية ولا بعزة الوحدانية الحديث وهل المراد بالاولى الفؤاد منهم وبالثانية عقلهم وبالثالثة روحهم او نفسهم وبعبارة او صدرهم وبالرابعة نفسهم او المشعر الملكي او العكس بان يراد من الرابعة الفؤاد الخ من باب الشرقي من الادنى الى الاعلى او المراد من الفقرات الاربع الانوار الاربعة منهم او غير ذلك كله وعلى كل تقدير ما المناسبة بين كل عبارة من الفقرات الاربع وما يعبر بها عنه
اقول : اما معنى هذه الفقرات الاربع والله سبحانه ثم رسوله واله صلى الله عليه واله اعلم فاعلم ان المراد من حقيقة الربانية ظهور الرب سبحانه بما اوجد وربي من مصنوعاته بتربيته واتقان صنعه لما خلق وان المراد بقدرة الصمدانية اقتداره على صنع ما صنع من غير ان يكون ذلك من شيء ولا بشيء بدون ان يخرج منه شيء او ينسب اليه شيء او يقترن به شيء ولا كيف لذلك وان المراد بعظمة النورانية عظمة تجليه بايجاد ما اثبت ومحا من غير ان يكون على نحو الاشراق والظل والنسب والاقتران وان المراد بعزة الوحدانية ان الظهور والايجاد والتجلي يقتضي الكثرة والتعدد والاقتران وهو سبحانه ظهر بهذه الصفات من غير ان يكون تعدد ولا كثرة ولا اقتران بل بكونه متوحدا منزها عن مطلق الكثرة والتعدد لا في الحقيقة ولا بما يلزم فلم‌ يفارق التقدس والوحدة بما اظهر واحدث ويصير معنى الفقرة الاولى انهم لا ينالونه اي لا ينالون ظهوره بادراك تربيته لما صنع ومعنى الثانية انهم لا يدركون اقتداره على ايجاد ما اوجد من غير ان يلحقه تغيير ولا اختلاف لا في الذات ولا في الصفات ولا في الافعال ومعنى الثالثة انهم لا يدركون عظمة ايجاده لما صنع من غير ان يكون كاشراق المنير وكتقوم الاظلة بالشواخص وما اشبه ذلك ومعنى الرابعة انهم لا يدركون تجليه بايجاد (ظ) ما اراد ايجاده من غير اقتران ولا انتساب ولهذا ترى كثيرا ممن يتعمق في هذه الامور من غير هداية من الله عبر عن ذلك بالظل والشبح لان هذا هو الذي يتعقله عقله فوقع في الضلالة من حيث لا يشعر ومراده (ع) والله ثم رسوله وهم (ع) اعلم ان من ادعى الاطلاع على مصدر الافاعيل الالهية من المحو والاثبات فقد ادعى انه ادركه على نحو الفقرات الاربع ويلزمه انه مدع لمعرفة تلك الصفات المذكورة ويلزمه انه متقدم عليها غير صادر عن شيء منها لان من ادرك شيئا فهو اعلم منه ويصدق عليه قوله (ع) في امر الحديث في قعره شمس مضيء لا ينبغي ان يطلع عليها الا الواحد الفرد فمن تطلع عليها على ذلك فقد ضاد الله في حكمه ونازعه في سلطانه وكشف عن سره وستره وباء بغضب من الله ومأويه جهنم وبئس المصير والمراد انه لا يعرف القدر بحقيقة كنهه الذي عبر عنه بهذه الفقرات الاربع وليس المراد من الفقرات الاربع في الحديث هذه المشاعر للانسان التي هي الفؤاد والعقل والروح والنفس نعم لو عرف حقيقة الانسان وافاعيله ومشاعره وقرء ما كتب الله فيها من الايات عرف المراد والله اعلم بالسداد

قال سلمه الله تعالى : الثانية - ما مرادكم في الاستشهاد بتأويل قوله تعالى والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم اقامتكم ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين في اكثر الموارد
اقول : المخاطبون بهذه الآية في التأويل آل ‌محمد صلى الله عليه واله والبيوت محال افكارهم وانظارهم من الاجسام والنفوس وما بينهما من التعلقات والنسب والبرازخ لاستنباط احكامها وجلود الانعام ظواهرها والانعام رعيتهم من المجاهدين بين انفسهم وهم الحاملون اثقالهم الى بلد لم ‌يكونوا بالغيه الا بشق الانفس لان الرعية يفدونهم بانفسهم ومن العاملين بهديهم المتبعين لهم في اعمالهم والاولون هم الحمولة والآخرون هم الفرش والاصواف والاشعار من الاخرين الذين هم غنمهم والاوبار من الاولين الذين هم ابلهم والاصواف والاوبار والاشعار افعالهم التي يعملونها بامرهم (ع) تقربا الى الله فانها لساداتهم (ع) والسادات (ع) عليهم تعويضهم عن اعمالهم الصالحة فاذ استشهدنا بالآية على مطلب نريد به بهاء في التأويل معنى ما اشرنا اليه على جهة الاقتصار والحمد لله رب العالمين


وكتب احمد بن زين‌الدين في سنة الثلثة والثلثين بعد المأتين والالف من الهجرة النبوية على مهاجرها افضل الصلوة وازكي السلام ويقول كاتب الرسالة الشريفة الشريف الرضوي كاظم بن علي ‌نقي السمناني قد فرغت من استنساخها في يوم الخميس في الثاني والعشرين من الربيع الثاني من السنة المشار اليها حامدا شاكرا مصليا والمرجو من الناظر المنتفع بها الاستغفار لي ولوالدي فضلا وكرما منه من غير استحقاق مني لذلك فاني لاشيء واللاشيء لا تستحق الشيء

المصادر
المحتوى