
حسب جوامع الكلم – المجلد الخامس
طبع في مطبعة الغدير – البصرة
في شهر ربيع الاخر سنة 1430 هجرية
ان رسول الله صلى الله عليه وآله عرج بجسده الشريف الى الحجب حتى كان من ربه كقاب قوسين او ادنى فان قيل كيف يصح عروج الجسم الكثيف الى الحجب وبينهما الافلاك التسعة فانه يلزم من ذلك انه خرق السموات والافلاك لا يجوز عليها الخرق والالتيام لانه حال توسط الجسم بين اجزائها يلزم ان يكون الجزء المقبل المتحرك يقف حتى يتجاوز الجسم والجرم الذي تجاوز الجسم الخارق بعد تحركه يلزم ان يتجاوز عن محل الخارق بحركته الوضعية فيكون في مدة تجاوز الجسم الخارق قد انحبس الجزء اللاحق عن محل تجاوز الخارق فيتداخل مع ما خلفه من الاجزاء فيكون الاجزاء المتعددة في محل جزء واحد وهذه الاجزاء المتعددة كل منها مؤثر فيما يحاذيه من السفليات فاذا تداخلت المؤثرات التامة في التاثير اجتمعت على المفعول الواحد تاثيرات كثيرة وذلك لا يجوز ومحل الخارق في حال صعوده يبقى ما يحاذيه من المفعولات لا مؤثر فيه فيتهافت وجوده لعدم المدد الذي لا يتقوم الا به وذلك لا يجوز والنظام المحكم الذي لا يحصل الا على مقتضى الحكمة انما يكون باستقامة للحركة الوضعية التي تقتضي ترتب الاجزاء بعضها على بعض فاذا انفصل الجزء السابق على الجزء اللاحق وتراكمت الاجزاء اللاحقة كما ذكرنا ولزم من ذلك تعطيل المفاعيل وبطل النظام وكل ذلك مبني على الخرق والالتيام قلنا ان جسمه الشريف كما دلت عليه الادلة القاطعة الطف من الافلاك و اشرف واقوى منها تاثيرا لانه علة جميع الاجسام من الماديات والنورانية حتى انه قد ورد عنهم عليهم السلام ان عقول شيعتهم خلقت من فاضل اجسامهم يعني ان انوار عقول شيعتهم جزء من سبعين جزء من نور اجسامهم وعقول الشيعة تشاهد المشرق والمغرب واعلى عليين واسفل السافلين والدنيا والاخرة وتشاهد كل من هو دونها ولا يلزم خرق ولا التيام الا ترى انك تنظر خلف الجدار ولا يلزم منه خرق ولا التيام فكيف بمن هو الطف منها بسبعين رتبة بل بصرك انزل من عقلك باربعة الاف مرة وتسعمأة وهو يشاهد النجوم الثوابت ويخرق كل الافلاك ولا يلزم خرق ولا التيام وجسمه الشريف الطف من كل ما ذكرنا حتى يقف في الشمس ولا يظهر له ظل وعليه جميع ثيابه وصعد الى ما وراء الحجب وعليه ثيابه فانه ماصعد عاريا كما وقف في الشمس وليس بعار ولا يمنع كثافة ثيابه نوريته اذا وقف في الشمس ولا لطافته اذا خرق الحجب لقلة كثافة ثيابه اذا نسبت الى لطافته جسمه ونوريته وايضا هو علة تلك العلل فان الاجزاء الفلكية انما تاثيراتها وامداداتها من شعاع تاثيرات جسمه وامداداته فاذا كان في موضع جزء مؤثر كان اصلاحه لما يحاذيه اعظم من اصلاح ذا الجزء المؤثر ولا تفسد الاجزاء المتراكمة بتداخلها مع اصلاحه كما لا يضر تداخل عصي السحرة وحبالهم بتداخلها في عصى موسى باصلاح نفس موسى عليه السلام واين نفس موسى عليه السلام من جسمه صلى الله عليه وآله ثم اعتبر ان الشمس اذا انكسفت انما تحصل منها الضرر باحتجاب نورها وحرارتها عن ما يحتاج الى التسخين والقمر اذ انخسف انما يحصل ضرره باحتجاب نوره وبرودته عما يحتاج الى ذلك فاذا وقع ذلك امر المكلفين بان يفزعوا الى الله تعالى بالصلوة والدعاء ليندفع عنهم بصلوتهم الضرر فكيف يندفع بفعلك ذلك الضرر ولا يندفع بعلة الافلاك لولاك لما خلقت الافلاك فاعتبروا يا اولي الالباب