رَبَّنا وَمَلاذَنا، تَرَانا نَحْنُ أَرِقَّاؤُكَ الأُمَناءُ، مُتَوَسِّلِينَ بِأَهْدَابِ كِبْرِيائِكَ وَمُشْتَاقِينَ لِمُشَاهَدَةِ سُطُوعِ أَنْوارِ وَعْدِكَ. نَزِّهْ قُلُوبَنَا يا إِلهَنا وَاشْدُدْ أُزُورَنَا وَقَوِّ ظُهُورَنا وَابْسُطْ أَجْنِحَتَنا وَيَسِّرْ مُنَانَا وَأَلْهِمْنا ما يَسْتَعْلُو بِهِ أَمْرُكَ الأَبْدَعُ الأَسْنَى وَتَتَحَقَّقُ بِهِ غَلَبَةُ شَرِيعَتِكَ السَّمْحاءِ عَلَى وَجْهِ الغَبْراءِ. نَحْمَدُكَ اللَّهُمَّ يا مُغِيثَنَا عَلَى ما وَفَّقْتَ ثُلَّةً مِنَ المُخْتَارِينَ فِي مَلَكُوتِكَ وَاصْطَفَيتَهُم لإِيصالِ نَبَئِكَ العَظِيمِ إِلَى المَقَامَاتِ العَالِيةِ وَخَصَصْتَهُمْ لإِيقادِ نُورِكَ المُبِينِ فِي صُدُورِ مَشَاهِيرِ الأَرْضِ وَسَلاطِينِها وَما هذا إِلاَّ مِنْ بَدَائِعِ صُنْعِكَ وَشُؤوناتِ أَمْرِكَ وَآياتِ سَلْطَنَتِكَ يا جَذَّابَ العَالَمِينَ. تَرَاهُمْ يا مَحْبُوبَنَا الأَبْهى يَتَضَرَّعُونَ إِلَيْكَ وَأَلْسِنَتُهُم تَدْلَعُ بِشُكْرِكَ وَثَنَائِكَ وَقُلُوبُهُم تَذُوبُ شَفَقَةً لِلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ أَحِبَّتِكَ فِي مَوْطِنِكَ الكَرِيمِ، عِبَادٌ اشْتَهَرُوا بِالوَفَاءِ فِي مَجَامِعِ ذِكْرِكَ وَمَسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ والضَّرَّاءُ فِي سَبِيلِكِ بِشَأنٍ أُغْلِقَتْ على وجُوهِهِمْ أَبْوابُ الخَيْرَاتِ وَأَخَذَتْهُمُ الحَسَرَاتُ تَوْقَاً لِلمُشَارَكَةِ مَعَ أَصْفِيائِكَ فِي انْتِشارِ أَمْرِكَ في مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِها. خُذْ بِأَيادِيهِمْ يا رَبَّنا المَنَّانَ وَأَزِلْ كُرُوبَهُمْ وَخَفِّفْ بَلاءَهُمْ وَأَنْعِشْ فُؤَادَهُمْ وَمَهِّدْ لَهُمُ السَّبِيلَ وَارْفَعْ بِقُوَّتِكَ مَوَانِعَ التَّبْلِيغِ فِي تِلْكَ العُدْوَةِ القُصْوى، صُقْعِكَ الجَلِيلِ وَشَتِّتْ شَمْلَ المُعْتَدِينَ وَالمُجْرِمِينَ مِنْ أَبْنَائِهِ وَاقْطَعْ دَابِرَ الأَشْقِياءِ مِنْ عُلَمائِهِ الجُهَلاءِ وَزَيِّنْ هَياكِلَ وُلاةِ الأُمُورِ مِنْ حُكَّامِهِ ورُؤَسَائِهِ بِرِداءِ العَدْلِ وَالتَّقْدِيسِ وَأَنْقِذِ الجُمْهُورَ مِنْ رَعِيَّتِهِ مِنْ غَمَراتِ الذُّلِّ وَالخُمُولِ وَانْفُخْ فيهِمْ رُوحَ الحَياةِ وَأَسْلِكْهُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ يا مُغِيثَ المَلْهُوفِينَ. اسْتَجِبْ دُعَاءَ أَنْصَارِكَ يا مُسَبِّبَ الأَسْبَابِ وَفَاتِحَ الأَبْوابِ وأَدْرِكْهُمْ وَانْصُرْهُمْ بِسَلْطَنَتِكَ القَاهِرَةِ عَلَى مَنْ فِي الأَرَضِينَ وَالسَّمَاواتِ.
بنده آستانش شوقي