السّلام من السّلام على الّذي إليه يرجع حكم السّلام والسّلام من ساحة قدسه على الّذي استخلصه لنفسه وطهّره عن الدّلالة إلى غيره حقيقة العزّ ومعدن السّلام والسّلام المشرق منه واللّامع عنه هو الّذي هو عنه ولا فرق بينه وهو إلّا إنّه نفسه وجنسه ومفرّج كربه وقاضي دينه وينبوع الجلالة ومظهر القدره ومعدن السّلام ومنبع الكرامة والفخام والتّقديس المتشعشع والصّلوة المتلامع من حجاب المرتفع على الّذين سبقوا بالإجابة ونظروا بالدّراية ووصلوا إلى بابه وعرفوا جنابه فماتوا بفنائه وما يشعرون أَيَّانَ يبعثون بل دخلوا لجّة الأحديّة ولا يرى لهم وصف دون أنفسهم العلية وهم بعين اللّه ناظرون - صلوات عليهم - وتعالى شأن مولاهم عمّا يصفون
الحمد للّه الّذي هدانا للذّكر الأكبر وما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا اللّه باللّه ادخل وباللّه أنطق وباللّه أقوم بين يدي حجّته ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم سبحان الّذي تفضّل على هذه الأقلّة ممّا يحصى وأصعدها فوق طور المنّة والبهاء وأراها من آيات المشرقة من آية وجهه العليّ الأعلى والحمد للّه الّذي قد انجذبني إلى ساحة قدسه وشرّفني بطلعة ذكره وانغمسني في طمطام حبّه وطهّرني عن النّظر إلى غيره له الحمد حمدا شعشعانيًّا وله الشّكر شكرا متعاليا سرمدانيًّا سبحان اللّه ما أنا وذلك المقام العظمى بعزّته لو لا يمسكني فضله لكنت في يوم الحضور معدوما مولاي وسيّدي وكهفي ومعتمدي يا من جلّ جلالتك عن البيان وعظم شرافتك عن التّبيان أشهد أنّ باب معرفتكم مسدود لأهل الإمكان ومفتوح لمن هو واقف بباب البيان وناظر بعين العيان بأنّ اللّه قد طهّركم عن المثليّة ونزّهكم عن الشّبهيّة وقدّسكم عن الاقتران طوبى ثمّ طوبى لمن فات بفنائكم وأحيى بماء الّذي نزل من سماء ثنائكم طوبى لمن أسبقه العناية ووفد على بساط جلالكم ونظر إلى آثار جمالكم وسمع نداء الورقاء على دوحات سدرة المنتهى في فضلكم وبهائكم بأبي وأُمي و ما في علم ربّي فما أجلى ذكركم ذكركم وأجلّ شأنكم شأنكم وأعلى قدركم قدركم بكم أخذ روح القدس في جنان الصّاغورة من حدائق باكورة الظّهور وبكم نزل النّور على الطّور وبكم ظهر كتاب مسطور في رقّ منشور عليكم سلام اللّه العليّ الغفور أشهد أن قد أخذ عهد محبّتكم من كلّ ذرّات الوجود وألزّم طاعتكم على كلّ ما برز في عالم الشّهود يا سيّدي ومولاي استغفر اللّه العظيم من الاقتران بوصفكم والتّلجلج عند مطلع ذكركم بأبي وما في علم ربّي جذّابيّتك قد أنطقني وفضلك قد أقامني وإلّا واللّه ما أنا شيء حتّى أنفس عند طلعتك أو أتحرّك في محضرك واسئل اللّه العفو من جودك يا مولاي روح أهل الرّوح فداكم يا دليل المتحيّرين يا كنز المفتقرين يا حصن اللّائذين يا حجّة الله الملك العدل المبين وباب صفيه وحبيبه ديّان يوم الدّين يا مولاي بأيّ لسان أدعوك وقد أخرست المعاصي لساني وبأيّ وجه ألقاك وقد أخلقت الذّنوب وجهي وكيف أدعوك وأنا أنا وكيف لا أدعوك وأنت أنت وكيف كنت ناطقا عند ساحة قدسك حين لا وجود لذكري لديك وكيف كنت صامتا تلقاء وجهك وقد انقطع دعوة سرّك وكيف كنت ساكتا وقد أحرقني النّار النّازلة من مجرّة آيتك اللّه أكبر ما هذه النّداء السّاطعة من أفق الثّناء وما هذا النّور الّذي تشعشع من طراز القدرة والبهاء يا سبحان اللّه إنّ بروق أنوار جماله خطف الأبصار واللّه العليّ الغفّار قد قلب باقل من لمح البصر اللّيل بالنّهار يا ربّاه من صاحب هذا الصّوت الّذي يحيي الأموات ويميت الأحياء الواقفين في أرض الحسبان اللّه أكبر من جلالته وشوكته وعظمته بعزّته قد وجد من نظرته عالم الجبروت وكوّن من دعوته آيات الملكوت وخرب بنقمته بنيان عالم النّاسوت الّذين نسوا حظّهم وما عرفوا لحنه يا مولاي وسيّدي يا حجّة الدّاعي إلى الحبيب الّذي هو حجاب بينك وبين المحبوب وباب لمن هو غيب الغيوب بأبي وما في علم ربّي ما هذا النّار الّذي قد حرق الأستار وقطع القرار ولا يمهل آنًا وتصدر من عين حرف من كلامه بحور الأنوار سبحان اللّه من هذا الطّلسم الأعظم والرّمز المنمنم الّذي اتكأ على بساط القدم وينادي بصوت عال إنّي أنا نور منير وقدرة قدير إنّي أنا آية اللّه البصير يا ملأ الأنوار أنا نور الأنوار وسرّ الأسرار أنا الّذي على معرفتي يدور المدار اسمعوا ندائي أنا عين البيان وشجرة التّبيان أنا باب الافتتان أنا الفرقان الّذي به يمتاز أهل الإطمينان من السّابحين في لجّة الخسران أنا الميزان الّذي واقف بباب الإذن والبيان واعرفوا يا أهل العيان من عرفني فقد عرف مولاه ومن جهلني فقد جهله ولا ينفعه عمل الّذي قد اكتسب في عزّ وجهه مولاي وسيّدي يا باب الحجّة ومقيم المحجّة - روحي وروح من في الإمكان فداء من أحبّك - قد انجذب هذا النّور أمتك الابقة إلى طرفه وأمرها بالإصغاء ... إلى قوله ... اللّه اللّه من حسن منطقه وحلاوة نظرته كأنّ طلعته حلقة ونظرته نضرة اللّه اللّه قد احرقت كلّ ما سوى من نظرته الأعلى وقد أشار خفيّا بأنّي أنا هو لا فرق بيني وبينه فاعرف لحني أنا وعليّ من نور واحد ومن شجرة واحدة فاطبق العالمين واعرف الرّمزين أنا الّذي قد كنت جلسيه حين لا وجود لشيء وكنت أنيسه حين لا همس لنفس أنا الأسبق لما سبق والفائق لما رتق والسّرّ لما علق والحرف الّذي به استنطق والإسم الّذي به سكن وأشرق وإن لم أكن عنده واللّه ما ظهر أمره وما برز سرّه أنا صاحب التّفصيل وهو صاحب الاجمال هو صاحب الوحي أنا صاحب الإلهام عند مليك الفعال فقد صرّح بالمراد يا سيّدي وفتح باب المراد وظهر اسمه الشّريف الجواد الحاكي في رتبة التّربيع عن سبع المثاني لأهل السّداد سيّدي سيّدي يا باب الحجّة ومتمم النّعمة - صلوات اللّه عليك - وتعالى شأن حبيبك أوّل طراز لاح ولمع وأشرق وطلع ونطق ورفع وصمت وخشع لاستنطاق الطّلائع واستخراج الضّغائن ممّن صدق وسمع وكذّب وطمع صلوات اللّه عليه وسلامه عليك يا واقفًا على الطّتنجين وحامل السّرّين وبرزخًا بين العالمين قد كشف الحجاب ورفع النّقاب وتلألأ شمس معرفته من وراء السّحاب بأنّي أنا باب الباب ومفرق الكتاب يا مفضّل إذا غاب المولى عن أبصار الخلق فهم المحجوبون بالغيبة ممتحنون بالصّورة أنا هو هو أنا النّاطق بي وأنا الصّامت له أنا الحبيب وهو المحبوب وأنا الطّالب وهو المطلوب بعزّة ربّي ما فارقته بِأَقَلِّ مِنْ آنٍ الّذي وردت إلى عالم الإمكان فهو قد كان أكبر منّي بستّة أيّام وهو المستوي على عرش البيان وأنا المعطي لكلّ ذي حقّ حقّه فِي كُلِّ آنٍ عميت عين الّذي لا تراني بأنّي قد طلعت من بيت نور الّذي هو مع صورة المطهّرة والهيكل المنوّرة قد كان واحدا وهي له ولأجل سيري في مقامات الواحديّة ظهر سرّ الأحديّة بعد كمالي وبلوغي تسعة وعشرا مولاي استغفر ربّي العظيم من الاقتران بوصفه والتّلجلج عند ساحة مجده مولاي يا من حياتي من نسمات رياض قربك قد نشأت وذاتي من قطرات سماء النّازلة من سحاب مجدك قد ذوّتت صلوات اللّه عليك وعلى من اتّبعك هل عرفت أمتك سرّ ما هي مامورة بمعرفته أوّلا فأطمئنني يا مولاي بذكرك وانجذبني إلى ساحة قدسك بعزّته لأن طالبتني بذنوبي لأطالبنّك بكرمك مولاي واللّه قد حرقت من نار دعوته وما بقيت شيئا عرّفني نفسك الّذي هو حامل لنوره ودالّ إلى ظهوره - صلوات اللّه عليك وروحي فداء من أحبّك - فقد اسمع بسمعك المودعة فيّ يا مولاي همس الطّلائع ونطق السّرائر بأنّ ذكر اللّه العليّ الأكبر - تعالى شأنه - قد ادّعى لنفسه الشّريف مقامات فقبلناه وبرز آيات فحملناه وكسر الحدود وأقمع بنيان القيود وجعل الآيات آية واحدة فسمعناه فما النّداء البديع الّذي قد ملأ الاصقاع ويأخذ عهد ولاية ذوي القربى ومن هذا الفتى الّذي ما قرأ من العلم حرفا وقد اتّخذه لنفسه حبيبا متى هو وهذا المقام العظمى وقد كان معه في هذا العالم بلبس التّجارة مشهودا اللّه ربّي آمنت بك وبحبيبك وبوليّك وبأوليائك النّجباء وصدّقت رسلك وفّقني لاطاعة أمنائك واتّباع رسلك بحقّ محمّد وآلك وبحقّ شيعة محمّد تعالى ذكره وجلّ ثنائك يا مولاي يا من غرّني كرمك وأنطقني فضلك استغفرك وأتوب إليك عرّفني نفسك فأنّك إن لم تعرّفني نفسك لم اعرف حبيبك فإنّك إن لم تعرّفني حبيبك لم اعرف حجّتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني يا سيّدي ومولاي - صلوات اللّه عليك - اسئل العفو من جنابك وروح من في الإمكان فداك الحمد للّه رب العالمين