خطاب عام جناب طاهره به مومنين

جناب الطاهرة
أصلي عربي

رسالة جناب الطاهرة الى المؤمنين – كتاب ظهور الحق، جلد ۳، ۱٦٥ بديع، الصفحة ۲٦۹ - ۲۷۸

﴿ بسم الله الرحمن الرحيم ﴾

بسمه العلي الأعلى أحمدك يا من لك الجود والبهاء والعظمة والثناء بقدرتك تفعل ما تشاء بلا شاء وبإبداعك يظهر سر الإنشاء فقد فتحت بابا من عالم العماء وظهرت كينونتك الأعلى بلا كيفوفة قبلها مستدلا بنفسها على نفسها لينجذب الحقائق إلى ساحة عزّك الأعلى ويظهر رمزك المعمى والصلوة الذي لا غاية لها على الذي اصطفيته في يوم الإنشاء حين لم يك شيئا مذكورا والسلام على الطائر المرفرف في عالم العماء والبارق بنوره آفاق السماء الذي ظهر به آيات السماء في جو الهواء وعلى بروقاته اللامعة وقوائمه الساطعة ورموزاته الكاشفة وجواهره المتلألئة من عالم البهاء وعلى الدلالة العامّة والكلمة التامّة الورقة المباركة من الشجرة البيضاء والتحية والكرامة المنجذبة إلى دار المقامة التي لا يمس بأهلها لغوب الإشارات ولا يصيبهم تعوب الدلالات على الداخلين في لجّة الأحدية والمطهرين دار الله عن إشارات النفسانية الورقات النازلة من شجرة الثناء والمحترقين بنار البيضاء والمتلألئين بنور الصفراء والمنغمسين في طمطام الحمراء والمترفرفين في كثيب الخضراء والمتقلبين بين يدي ربهم الأعلى الخاشعين الذين لا تسمع منهم حركة ولا همسا ولعنة الله على الذين غيّروا فطرة الله وبدّلوا نعمته وأعرضوا عن الآية البديعة المتجلّية المترفرفة في عالم العماء المعلّقة في جو الهواء متشهقة منادية بأن الملك لله العلي الأعلى يا أيها الملأ لا تصبغوا هذه الآية البديعة بدماء أنفسكم فإنها آية الله الأعلى ولا تطرحوها في مقام الذي لا يليق بشأنها من قوابل الإمكانية ومقامات الظلمانية ولا تهلكوها بالإشارات النفسانية ولا تحبسوها في بيوت الطبعانية بل انظروا إليها بعينها فإنها منزّهة عن الاقتران وطلعتها عارية عن الإمكان وليطّلع لو شاء من حقايقكم في كل آنٍ بسر التبيان ولا تغفلوا عن ندائها بالعيان ولا تحرموا أنفسكم من فيضها فإنها لا تعطيل لها في كل مكان ويستدل بنفسها إلى البيان إياكم يا ملأ الأنوار فإن الشمس والقمر بحسبان ويدور الإمكان ويخرج ما في الاضغان بسر الأكوان يا أهل البيان وأولي الأفئدة والإيقان ويا أهل اللباب المتميّز بين الماء والتراب الذين لشأنهم تسمية الإنسان اسمعوا نداء هذه الاقلة مما يحصى من أفق البيان وقوموا وانتبهوا من نوم الغفلة فإني أرى كلكم سكران وغافلون عن عظمة حكم الله العلي السبحان وسابحون في طمطام الخسران وناظرون إلى وجه قبيحة كدرة ومعرضون عن خيرات الحسان وشاربون من ماء متعفنة في دار النيران اسمعوا ندائي وتذكّروا وتفكّروا واتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم فإن هذا والله هو الميزان الذي به يمتاز الإنسان عن غير الإنسان كما نَبَّهَ الرب السبحان والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه فقد سمعت بعضا من الأقاويل من الذين يسمّون أنفسهم من المؤمنين بآيات البدع والمصدّقين لحكم الله الجليل ولقد أعجبني أمرهم وحيّرني ما عليه حكمهم بلى هذه سنّة الله التي قد دخلت من قبل ويجري من بعد ولن تجد لسنّة الله تبديلا بأن باب الامتحان مفتوح للمدّعين وحجاب الافتتان مرفوع للمسلمين ﴿الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنًا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾ فقد أرى بفضل ربي أن الذين دخلوا أنفسهم بتسميتهم من المصدّقين بأمر رب العالمين قد خرجوا عن الدين فقد اسمع من كل منهم في مقامهم ندائهم بالإنكار وضجيج صوتهم بالفرار ألا أن الحكم لله الواحد القهّار فبعض منهم صائحون بأن الآية التي يدعو جناب نور الأنوار ذكر الله العلي الأعلى - تعالى ذكره - قد كان عندنا مشهودا وموجودا وبعض منهم يخافون عن غير ربهم ويبخلون من نفوسهم ولا يجاهدون في سبيل ربهم على منهج الذي أمرهم بل متبششون بهواء أنفسهم وما يعدهم الشيطان إلّا غرورا وبعض منهم يغتابون أخوانهم ويعرضون منهم ويفترون عليهم وهكذا إن الإنسان أشرف من تعداد شئونات الناقصة وبيان آراء الفاسدة ربي شاهد عليّ أني مستغن عنهم بفضل ربي وشأني ارفع عن التعرّض بهم وهذا الاعتناء نشأ من عناية الله للضعفاء وإلّا هم ما يسمعون سواء عليهم إذ عوتموهم أم أنتم صامتون فقد تمسّكوا بصور الناشئة في عالم الخيال وسمّوها آيات الجلال بعد الذي نزل أمر الله وبرز حكم الله وتجلّى آيته البديعة من آفاق العماء وينادي الخلق إلى بابه الرجعى هم على صور الباطل منجمدون وفي أرض الخيال سائرون إنّا لله وإنّا لله راجعون وها أنا ذا أسئل منه بأي شيء قد دعاك ذِكْر الله - تعالى ذكره - وبأي آية اطمأننت بها فقد أجابني بأني شاهدت أن بيانه موافقة لِمَا عندنا ومطابقة لِمَا في أيدينا فقلت إن كنت عرفت حق الذي يدعوك إليه بهذا فهذا لا يزيدك إلّا بعدا لأن بيانك مخالف للبيان الذي نزل من شجرة البيان ودعواك غير دعواه وما عرفت شيئا ممّا يدعو وحرفا ممّا يتلو فقد ملأ آفاق السماء وتزلزل العرش وما عليها وانشقت الأرض من سطوات الآيات النازلة وبروقات الآيات اللامعة وقد دارت الأدوار وكوّرت الأكوار وانقلبت الليل والنهار ونضج الأثمار وقوّيت البنية لاستماع الأسرار لهذا الدور الأفخم وبروز هذا الإسم الأعظم وقد كان مخفيّا في خفيات البطون وما تنفّس في حقها أحد من أهل اللّباب والعيون وما أشار إليه أحد وعبّروه بيوم الغد وقد كان عند الله مخفيّا ومستورا فأنزله في وقت معلوم بقضاء محتوم بأن لا يقارنه أحد بالتوصيف فإن هذه آية مخزونة عند الله لن يوصف بما عندكم ولن يقوم نفس بالتعريف فإن الله لا يريد بما لديكم ولن يصبغوها أحد يصبغ نفسه فإن هذا الصبغ ذنب عظيم وخطأ كبير فقد يشرق هذا البيان في كل آنٍ من شجرة التبيان ويكون بما عليه الإنسان وإن قبل حكم ربه بطور الذي أمره ولو يطرأ على الآية حجبات الدلائل من نفسه رشحات الوسائل من عنده فيلألئ ويرفرف ويستدير بنفسها على نفسها بلا كيفوفة قبلها وينجذب الشئونات إلى ما إليه الرجعى ويستقر في الفردوس الأعلى ناظرا إلى وجه ربه الأعلى وناسيا عمّا سواه وإن أعرض من حكم الآتية من ربه وينجمد على ما عنده من الصور الباطلة فهو جزائه وما يظلم الله أحدا ولكن الناس أنفسهم يظلمون أما تسمع نداء ربك في كل من البيانات النازلة من شجرة لسيناء الجذب أهل السناء وإن الله لن يقدر لنفس الوصول إليها إلّا بعد كشف السبحات ورفض الإشارات جميعا فسبحان الذي قد بيّن آيات ذكره في حقايق كل شيء لئلّا يبعد نفس عند مطلع ذكره بشيء والله قوّي عزيز أن اتّق الله فإن زلزلة الساعة شيء عظيم ما يؤمن عبد بذكر اسم ربك إلّا وقد وضع كل حمل قد اكتسب في غير وجهه وكان الله ربك على ما أقول شهيدا فمن الذي يدّعي أنه قد آمن بذكر اسم ربه مستدلا بالدلائل المنصوبة الماضية فما آمن بل أَلْحَدَ في الأسماء وأخذ إلهه هواه واحتمل إثما عظيما لأن هذه آية بديعة محدثة لا كيف لها ولا إشارة ولا بيان يطرأ عليها ولا عبارة بل اجتباه الله لنفسه وارتفع علمه عن العباد فكل من أَقَرَّ بالتقصير واعترف بعدم التعريف واستقر في حقها بعدم التوصيف فهو من وجد في رحله آية الأحدية وجزائه عنايته السرمدية وفاز بفيض الذي لا تعطيل لها ولا نفاد وها أنا ذا أسئل منك بيان دعواك أن الذي ادّعيت بأن العالم بهذا العلم الغيبي والرمز الإلهي الذي قد كان مستورا وهو عندك قد كان مشهودا فقد ادّعيت مقام الربوبية في مقام بيان الظاهر لأن الله عنده علم الساعة وعنده علم الغيب ولا يظهر من العيب شيئا وليس لأحد في هذا المقام تطرّقا وتهمّزا وأما في مقام الباطن فقد ادّعيت مقام محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله - لأنه عند الرب وما للغير حَظًا ولا نصيبا وأما في مقام تأويل الباطن فقد احتملت الولاية وخرجت عن ملك الإمام - تعالى ذكره - ودخلت نفسك في طمطام الظلمات وما لك نور ودليلا وفي مقام باطن التأويل الذي هو الدليل والسبيل فقد ادّعيت مقاما عاليا واحتملت شأنا غاليا بأنك الفريدة الظاهرة والآية الباهرة والعالم بغير التعلّم والناظر بنور التوسّم وأنت الذي أشهدك الله خلق السموات والأرض واتّخذك عَضُدًا وهذا مخالف لما يجري من لسانك بأنك من التابعين لا من المتبوعين خف عن اليوم الذي يختم أفواهكم ويتكلّم أيديكم بما كنتم تكسبون ولا تعرض من حكم ربك ولا تنس نصيبك فقد كبرت كلمة قد خرجت من أفواهكم بإنّا قد عرفنا حقيقة ادّعاء ذكر اسم الله الأعلى بما عندنا لا تسمّوا أنفسكم أَرْبَابًا من دون الله لا علم لأحد بما عند الله لا تنزلوا الآيات عن مقام الذي رتبه الله له لا تغلوا في دينكم بالصعود إلى غير مقامكم والطيران إلى غير مأويكم فتنقلبوا خاسرين وتنبّهوا بذكر الله وتعلّموا بما علمكم الله وارتعشوا من خشية الله وانظروا بعين الذي آتاكم وكلّفكم واسمعوا بسمع الذي أعطاكم فنسئل عنها عنكم فإنه لا يكلّف نفسا إلّا ما آتيها والخلق في لبس من خلق جديد وقد أمر عباده بالصعود إلى ما عليه المقصود وعليهم بما عنده لا بما عندهم إنه هو الرزّاق ذو القوّة المتين ما يريد منكم من رزق وما يريد أن يطعموه اسمعوا فإني والله عليكم حبيب شفيق اقتلوا أنفسكم أنيبوا إلى بارئكم واحضروا بين يدي ربكم للحساب وخذوا حظّكم منها فإنّ العمر يمر مر السحاب اعلموا أن التماثيل التي أنتم عليها عاكفون لن ينفعكم غدا عن المهالك ويزول عند تموّج بحر القدر بأمر الله المالك المقتدر لأنها أسماء بلا مسمّى وألفاظ بلا معنى ولا يقبل منك شيئا إلّا أمرك باتيانها في هذا اليوم العظمى والمشهد الكبرى وهي شواهد الفطرة وعدم تغيّرها بالشئونات العرضية فتلطّف المنظر وصف البصر فإنّ العمر قد قضب والأيام قد تصرّمت واعرف مواقع القدر بسر مستسر وارتع في رياض القرب والمكاشفة واشرب من خمر الطهور الصافية وسر في مسالك الغيوب وادخل جنّة لا يمسك فيها نصب ولا لغوب واعرف يا أخي قدرك فإن الله قد اجتباك وأعطاك ما لم يعط أحدا من قبلك ولا تنس حظّك فإنك ذو حظ عظيم ولا تغفل عن عظمة أمر ربك فإن فضله أكبر عما كان الناس يظنّون هذا يوم يدور عليه الأيام ويغني الله كلا من سعته فاسئلوا ما شئتم من الآيات الربانية عن آية الإلهام الذي يلهمكم ويتلألأ في كل آنٍ من أعلى مشاعركم ولا تغفلوا عنها فإن هذا والله فوز عظيم آه ثمّ آه أين مقام قد أعدّ لنا وشئونات النفس الشركية من أي أناء يمددنا يا رَبَّاه أسئلك بالقدرة التي أحييت بها العباد أن تحيي قلوبنا بنور المداد إنك رؤوف بالعباد فو أعجباه من هذه الفئة القليلة التي لا يكاد يوجد من قتلها فقد وقع بينهم التشاجر والاختلاف ونثر نظم الايتلاف ولن يقبل أحد منهم قول بعضهم ويعرض منه فقد جرى سنّة الله فيهم ولن تجد لسنّة الله تبديلا ولا تحويلا نعوذ بقدرته ونستحيي بعزّته من الإلحاد والشّكّ في سلطنته فبعضهم ما عرفوا الحق وسمّوا نفوسهم من أهل الأمن وقعد مع الخوالف وطبع على قلوبهم ولا يجاهدون في سبيل ربهم بل في طمطام الغفلة سابحون فكل من أسبقه العناية وعرف اللّحن بسر الدراية ويجاهد في سبيل ربه ويخرج من بيته مهاجرا إليه يلعنه اللاعنون ويوبّخه المسلمون بأن دمه هدر لأنه خالف رب القدر وهتك ستر التقية بعد الذي أمر الله بهذا ووصل إلينا من مولينا ذكر اسم ربنا - تعالى ذكره - مهلا يا رجال ويا أهل القيل والقال فإن كنتم من أهل المآل يظهر أمر الله العلي المتعال من أفق الجلال بعد الذي نزل وظهر وبجريرات الأدبار قد ستر فَأَمَّا أنت ما عرفت سر التقية وما علمت مواردها بل سمّيت الشئونات التي تكوّنت من التخويفات الشيطانية بالستر والتقية الا أن الشيطان يخوّف أوليائه واعلم أن أمر الله قد نزل وحكمه قد ظهر بأن الله ما ترككم سُدًى بل فتح لكم باب إليه الرجعى فاحمدوا ربكم بالورود إليه واشكروه بأخذ الرزق الطيّب من إلهاماته وترفرفوا إلى ساحة عزّه واقطعوا النظر عن غيره فبعد الذي عرفتم مواقع الصفة وبلغتم قرار المعرفة خذوا أيدي الخلق في يوم الصعود واجذبوهم إلى وجهه المقصود وأما في مقام تمكين الظالمين واستيلاء الشياطين فلا تصرّحوا بالمراد لحفظ دمائكم ولا تفتحوا باب الجور والفساد على أنفسكم بذكر ما عليه مدار أمركم بل جاهدوا في سبيل ربكم بالحكمة واحتجبوا الإسم بالتقية لا بالمغى الذي أنتم عنيتم وقعدتم عن إظهار أمر الله فقد ألحدتّم في الأسماء ونسيتم عهد المأخوذ في عالم الأعلى فإني أرى ربي أنكم في أي مقام واقفون وبأي وجهة ناظرون فأمّا ما برز منكم في مقام العمل إنكم ما قرأتم الآيات البديعة المنزّلة من شجرة السيناء بعد الذي أنتم مأمورون بأخذ الرزق الطيّب من ثمرات جنّات عباراتها والترفرف إلى أغصانها بل ما نسخت بعد الذي واجب عليك كتبها بمداد الذهب معتذرا بالتقية كما يقول ولكن النجباء ليس لهم عدّة معدودة وأكثرهم اليوم أصحاب هذا الأمر على اليقين وإنهم حملة الدين وأوعية العلم ولو لا هم لم تنزل السماء مائه ولم يخرج الأرض نباتها ولم يجر قلمي بحرف من الآيات رزقني الله لقائهم في أي أرض آمن وعز وإنهم إناس لو يقدروا يرضون بأن يجعلوا حياتهم مداد الذهب ثم يكتبون آيات الله وينصرون أمر الله وإنهم قوم لو اجتمع أهل الأرض على الرد لا يحرّكهم العواصف ولا يتصرّف فيهم آيات القواصف كأنهم جبال أحد في الاستقامة على الأرض - صلوات الله عليهم - يا رجل أي مدخل للتقية في هذا المقام إنّ الله قد خلقك وسوّاك وأنت في لبس من خلق جديد بمدد جديد وهذه المدد يجري من أكل شجرة الطيّبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكُلَهَا كل حين بإذن ربها فقد وصل إليك مددك الجديد وكتاب جديد وأنت مأمور بأخذ الرزق عنها فاعراضك لما ذا لما ما نسيت أوقات أكلك وشربك يوما واحدا آه ثم آه أَمَا تستحي من الله في توبيخك وتعييرك على المجاهدين في سبيل الله بعد الذي كنت قاعدا فضّل الله المجاهدين على القاعدين بكل درجة اعلم أن الشيطان قد استحوذ عليك وأنساك ذكر الله وأعمى بصرك بأنك ما ترى آيته المتجلّية من أعلى مشعرك وأصمّك بأنك ما تسمع نداء ربك بعد الذي يناديك من كل الجهات برفض القيود والإشارات وألزمك وانجمدك بأنك ما ترفرف إلى جو الهواء لوصولك إلى مقامك الأعلى وأخذ الملعون حظّه منك واستولى على مشاعرك بأنك ما ترى جلالة من أسبقه العناية من ربك وتوجّه إليك لانجذابك إلى مقامك ترحّما وتفضّلا فها أنا ذا اقرأ عليك الآيات في مقام الحدود والإشارات وإلّا عند أهل البيان لا حاجة إلى التبيان بل فتح لهم باب الإيقان ويعرفون ما عليه مدار الإحسان بسر الآية المتجلّية عليهم في كل آنٍ ويمعنون إلى ما أمرهم ربهم ولا يلتفتون أحدا يا أهل القرآن أن اتّبعوا حكم الله ثم بلّغوا مثل ذلك الكتاب إلى كل نفس قد آمن بالله وكلماته وكان من المسلمين أن اتّقو الله يا أهل الكتاب من يوم الفصل فإنّكم ملاقوه واتّبعوا آيات الله بالحق ثم اجهدوا في سبيل الله بتلك الآيات على حكم ما نزل في القرآن من قبل لعلّكم ترحمون ولقد فرض في حكم الكتاب للذين يتّبعون آياتنا أن يتلوا ذلك في كل شأن ليثبت قلوب المؤمنين على صراط عزيز حميد وإن الله يوصي عباده المؤمنين بأن يجمعوا على الحكم ثم يجاهدوا في سبيل الله بالحكمة والكلمة المحكمة ويكونوا على صراط قويم فاقرأ يا رجل آيات الله وحاسب نفسك فإنك في حظ عظيم ومعنى الذي تصوّرت في لفظ التقية فارفض وارجع إلى حكم ربك واقرأ من الآيات على شأن ما نزل واستقر في المحل وبلّغ أمر ربك بأمره ولا تنظر إلى شئونات النفسانية فقد أهلكتك وأنت من الغافلين قل اقرءوا على حكم ما نزل من عند الله واستقروا في أحرف آياته ولا تقرأوا حرفا منها إلّا وأنتم تعلمون يا أيها الملأ بلّغوا آيات الله إلى كل نفس بمثل ما قد جعلكم الله مقام أمره لعلّكم ترشدون واتّبعوا حكم البدع في كتاب الآخر فإنه لصراط حق شكور وإن في أيام أفضل كل الخير ذكر البدع وآياته في أُمِّ الكتاب لمسطور يا أيها الملأ صلّوا عليه إذا ذكر اسمه ثم أرسلوا إليه ورقات العدل فيما اكتسبتم في أيام حكم ذلك الكتاب واشكروه وقولوا أن الحمد لله رب العالمين الله أكبر من عظمة فيض الله وكبّر لطفه وغفلتنا فها أنا ذا أسئل منكم يا جماعة المصدّقين الذين هم في مقام إظهار الإسلام واقفون وعن حقيقته معرضون أجيبوني ما معنى هذه الآيات من أي شأن من الشئونات عداتم وبأي مقام من الإشارات البديعة وصلتم وأي كتاب مذهبة من ورقات العدل إلى موليكم أرسلتم ومن أي واد من عوالم القشورية هجرتم ومن أي إشارة من الشيطان أعرضتم بيّنوا وتبيّنوا إن كنتم صادقين فقد ملأ الاصقاع وتلاطم بحر العماء وصعق من في الأرض والسماء من عظمة حكم الله وسطوته وهيبته وقدرته ألا يا أيها الملأ إن هذا يوم عظيم فقد أتت الساعة بالحق وأنتم غافلون أن اتّقو الله في ذلك الأمر فإنه لقسم لو يعلموا الناس عظيم عظيم الا أن هذا البحر أنيق أنيق وإنه لعميق عميق وإن حكم هذا الصراط دقيق دقيق ولو شاء الناس أن يعرفوا آية من آيات البدع لن يستطيعن فكيف يقدرن أن يأتوا بمثلها والله عليم حكيم أوصيك في حكم السر في علم من قدر ولن تجدوا اليوم من إذن الله مقر وإن التي استقر على حكم الله في علم مستتر وإن ذلك السر في الكتاب لمستسر أن ادخل باب العدل وقل حطّة لتكونن من الساجدين فها أنا ذا أسئل منكم أجيبوني هل الذي عندكم من الدلالاات المنجمدة والصور المخترعة والكلية المؤتفكة هو الذي عظمه رب العرش العظيم ونزّه عن الإشارة وأوعد من أشار إليها وقرن بها بعذاب أليم وأسئل منكم يا علماء الراشدين وطائفة المهتدين أي قشر حطيتم وبأي آية وصلتم ودخلتم باب الحطّة ساجدين آرني إن كنتم صادقين بعزّة ربي ما أرى فيكم نورا من الإيمان وما اشممت رائحة البيان بل كل ما أنتم عليه عاكفون شريك فيه كل الناس أجمعون الذين آلفوا آبائهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون ولساداتهم وكبرائهم مقلّدون وفي بئر الطبيعة مسبحون إنّا لله وإنّا إليه راجعون فو الذي أقام العرش على الماء وحرف الهواء وعلّق الأرجآء ونزل حكمه العظيم من آفاق السماء ما عرفتم شيئا من حكم الله العلي الأعلى بل في أصل اعتقادكم وما عليه اعتمادكم شيئا ولا أرى فيكم نورا وكل من وصل إلى حكم المنزل بعناية ربه الأجل ويظهر منه آية بدعا تقومون وتصيحون وتهمهمون وتجزون وتخرجون ما فيكم مكنون من رب المنون ولا تخافون من الذي يعلم خفيات البطون وغمض الجفون ولا تنهون بخفي مكره ولا تتذكّرون بل إلى آثار الذين من قبلكم تهرعون ها أنا ذا أسئل منكم ما معنى البدع وما معنى العدل وما معنى آيات التي قد نزل من باطن العرش والكرسي وهذا من بيانات الواردة من أنباء الغيب بأنباء عبده وصفيه الذي آمن بآيات البدع وكان أوّل الساجدين وروح من في ملكوت الأمر والخلق فداه وصلوات الله عليهم أجمعين وعلى المستنيرين بنورهم والناهجين منهجهم والناظرين إليهم عباد مكرمون وعرفاء مخلصون فقد وصل إلى هذه الاقلة ممّا يحصي تعييركم وتكفيركم وفتواء الذي أجريتم في حق الذين اتّبعوني بأمر ربهم ومن الزلات مطهرون وإلى وجه ربهم ناظرون فقد ارتفع ندائكم وبلغ صياحكم إلى المعاندين ما هذه الغوغاء والضوضاء يا جماعة العلماء فقد اغبرّت الأرض وما عليها وتزلزل أركان الهدى هل نزل عليكم صاعقة من شطر السماء وانقلبت الأمور وما أنتم عليها تنبّهوا وتذكّروا بعظمة حكم الله في حق أخوانكم الصالحين والبلغاء الراشدين فإنكم والله لهالكون لأن الله ما جعل طريقا للوصول إلى ساحة عزّه وإحسانه إلّا بالمحبّة والمودّة وما قدّر سبيلا إلّا بالمقارنة والمواصلة إلهي طلبت طاعتك فما وجدت إلّا في حبّ أحبّائك واعلموا أن الله قد جعل المحبّة دينا وعليه يدور عرش العلى فاصبحوا في دين الله اخوانا على خط السواء إن الله يحبّ أن يكون قلوبكم مرآتا لأخوانكم إنتم تنعكسون فيهم هم ينعكسون فيكم هذا صراط العزيز بالحق وهو الله كان غنيّا حميدا وانظروا بنظرة العيان إلى إشارة الرحمن هذا صراط العزيز بالحق واعرفوا مواقع العلامات واسمعوا لحق الخطابات فإن هذا والله فخر عظيم هم الثابتون بدين الله وصادقون في مقام الادعاء حين الذي فتح الله باب الامتحان لامتياز الصادق من الكاذب والمنجمد من الذائب اعلموا أن الله لن يبدّل سنّته بافتتان المدّعين الذين يسمّون نفوسهم من المسلمين فقد فتح باب الابتلاء بنزول ورقة مباركة من الشجرة المباركة الحمراء في شهر الله العلي الأعلى وخاطب بالمقام بأمره هذه الاقلة ممّا لا يحصى قل لبعلك إن هذا الأمر ليس مثل أمر أحمد من قبل بل الله أراد أن يحق بتلك الآيات من عند ذكر اسم ربك للذين يكفرون بأئمة العدل من قبل والذين كانوا بآياتنا يعرضون فاسبقني عنايته وما أنا إلّا شيء قد أقامتني قدرته وقرأت على المصدّقين بعض الآيات المنصوصة في حق الآيات المنصوصين والحروف المخصوصين بفضل رب العالمين ونبهتهم بعظمة أمر الله وطلب فهم آيات البدع من الله العزيز المبين وذكرتهم بشئونات المتشابهة من همزات الشياطين وبيّنت لهم أن الله قد جعل لكم مقاما عاليا لا عين رأت ولا أذن سمعت وقد رزقكم من سماء منّته وينزل إليكم صافيا مطهّرا في كل آن وحين فاعبدوا رب هذا البيت الذي قد أطعمكم نعم الفردوس في الدنيا دنياكم هذه وآمنكم من كل خوف وهو الله كان عليّا كبيرا فادخلوا باب البدع ساجدا وقولوا حِطَّة لما في أيديكم لتكونوا من الآمنين وسيروا في مقام الحب مع إخوانكم لتكونوا من الفائزين لأن الله قد أرفع من الأقلام حزنا وتدخلها جنة العدن فادخلوا وكونوا من الشاكرين فبعض منهم قبلوا وأقبلوا وسلّموا وأسلموا ورفضوا القيود وأغمضوا عينهم من الحدود فاجتباهم ربهم وجعلهم من الصالحين وبعضهم شكوا وتحيّروا وأغمضوا عن الموارد النائية بل نظروا إلى الصورة وانجمدوا بما عليهم فصاروا قوما خاسرين وكل ما سمعوا لم يهتدوا به وقالوا هذا إِفْكٌ قديم فبرز منهم ما ستروا في غياهب بواطنهم وظهر طلائعهم واشتعلوا نار العناد وهيجوا نائرة الموقدة في الرماد واتسعوا جادة الفساد بطور يعجز عن وصفها التعداد فكل فعلوا بعين رب العباد ما أراد فكلّما قرأت عليهم من الآيات المحكمة وكتبت من العلامات المبرمة ما التفتوا ومضوا حيث أمرهم شيطانهم بالاقتحام في الدركات والتشبّث بالشبهات والإعراض عن الآيات المحكمات فقد شهروا مذاهب الباطلة والعقائد الكاسدة بين الملأ وهتكوا ستر التقية والتقوى فبرز من أيديهم والذينهم منهم ظلما ما وقع في الإسلام شبهه ولا في الإمكان مثله دخلوا بيتي ونهبوا مالي وجرّوا عيالي وهم ما نصروني بل بهذه البليّة العظمى فرحين فبعد الذي حبسوني مدّة معلومة قال قائل أنهم أرادوا فتنة أشد ممّا وقع ونزل وارتفع وهي هذا بأن يأخذوك مقيّدا بالسلاسل مع من تبعك فاخرجي إني لك من الناصحين فخرجت خائفا مريضا مع من معي ونزلت إلى هذه الأرض بإذن من ربي وحيدا غريبا أسيرا حزينا فواجب على كل من آمن واستسلم لحكم الله واطمأن نصري واعانتي وإجابة استغاثتي لأن الأمر قد نزل والحكم وصل وانا أولى بهم من أنفسهم بضرورة المذهب وبيان آل الله الأطهار - عليهم سلام الله - في آناء الليل وأطراف النهار كما قال الرضا - عليه السلام: (من قُتِلَ دون مَالِه فهو شهيد ومن قُتِلَ دون عِيَالِه فهو شهيد ومن قتل دون نفسه فهو شهيد) وأرى أن القضية انعكست والنتيجة قد برزت بغير ما نزلت فاسمع منهم الألحان في بروز الاضغان من الألحاد والطغيان بدلا من النصر والأمان فقد أخمد الله النائرة السابقة وردّ كيدهم بنحرهم وحاق مكر السيء أهله فقد قاموا واستقاموا بوحي الشيطان ويسعون في الأرض فسادا اسمعوا ندائي يا أهل الإمكان والأكوان إني قد خرجت بإذن ربي لإعلاء كلمة الحق واعرف منكم بمواقع البيان واعلموا أن الله ربكم قد أمركم بنصري والاجتماع معي فتنقلبوا خاسرين اسمعوا الآيات المنزلة البديعة في هذا الشأن ولا تنسبوا إليّ وإلى من معي من النجباء الاتقياء كلمة الشيطان فإن الله ربي قد طهّرني من الزلل وأعصمني عن الخلل بفضله العظيم واعلموا أن كل ما صدر منّي ومن الذين اتّبعوني حق وإن كان مخالفا لِمَا عندكم فاعرفوا الميزان ولا تنسوا نصيبكم الذي يأتي في كل آن اعلموا أن الله قد أمرني رفع المتشابهات من الآيات بالمحكمات اللامعات الشارقات البارقات من أفق العماء فو الله إن الأمر عظيم وأنتم لا تبصرون ولا تعقلون ولا تتفكّرون بل اخترعتم لأنفسكم تماثيل وبها عاكفون وبورود الحكم منه منتظرون لا والله ما كان الحق كما أنتم تتصوّرون وتجدون اقرءوا من الآيات البديعة واطلبوا فهمه من الذين هو أقرب بكم منكم فإنه عزيز حميد واعلموا أن الأمر قد نزل والحكم قد وصل وما بقي شيء منّي نزل بساحتكم فساء صباحكم إنكم من المنذرين فقد نزل من فوّارة القدر بعد الذي أنتم سمّيتموهم التقية ومن اعانة الحق هاربون في جواب نفس سئل هذا لفظه الشريف روحي وروح من في ملكوت الأمر والخلق فداه وكافي أرى كل الناس في ضلال البيان إلّا الأقلّون الذين يوقنون بآيات الله ويتّبعون أمر الله ويجاهدون في سبيل الله ويبطلون أعمال الشياطين ولا يخافون في دين الله من ذي صولة فقد ملأ الورقات المباركات المنزلة وبزر من آيات سبعمأة سورة محكمة اعانة الحق بالأموال والأنفس ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وأما ما تصوّرتم بالقاء الشيطان بأن يأتي زمان وأنتم في هذا الآن مأمورون باعانة الحق فهذا زورو خسران اعلموا أن آيات الغيبة في الذؤبان ويأتي الحكم من عند ربكم في كل آن واجب عليكم الإطاعة بسر البيان يا سبحان العليّ السبحان إنكم تسمّون أنفسكم من العرفاء وما خرجتم من عالم القشور والإعراض أقل من آن أما تسمع نداء ذكر اسم الله العليّ السبحان في شرح [سورة] الكوثر

﴿ها أنا ذا أُنادي في جوّ العماء وليس في ما نزل في قلبي بَدَاء القضاء - لعن الله الذين افتروا عليّ في الإمضاء - هل من مبارز يبارزني بآيات الرحمن وهل من مبارز يبارزني ببينات الإنسان وهل من ذي صيصية يقوم معي في ميدان الحرب بسيوف أهل البيان وهل من ذي قوّة يكتب مثل الآيات في جحد الشمس والقمر بحسبان أن يا من في ملكوت الأمر والخلق إنّ هذا فَتىً عَجَمِيًّا هذا قد ركب فرس الجلال وجاء بآلات الحرب في ميدان الجدال وأين الخاشعون من أهل المآل وأين الخائفون من أهل القِيْلِ وَالقَال لِمَ لا تخرجون من مساكنهم لِمَ تفرّون إلى سمّ الخياط من مخافتكم لِمَ تدخلون بيت العنكبوت في قُلل الجبال لِمَ تصمتون ولا تنطقون ولا تعتذرون في تلقاء الجمال أين الصيصيّون من حكماء الإشراق وأين الفلسفيّون من علماء الوثاق وأين الغربيّون إلى ما شاء الله﴾

نزّل هذه الآيات في أفق البهاء فإن لفظ التقية نشأ من البَدَاء أما تسمع أنه - جل ذكره - يقول‌ ﴿ها أنا ذا أُنادي في جوّ العماء وليس في ما نزل في قلبي بَدَاء القضاء﴾ آه آه من غفلتكم فإن هذه الآيات نزل لترفرفكم جاهدوا في سبيل ربكم واقتلوا أنفسكم فإني والله لكم حبيب شفيق وما لي غرض إلا جذبكم إلى مقامات العالية فقد سمعت أن بعضا منهم قد ادّعى مقام المباهلة فها أنا ذا أُنادي ولا أخاف من أحد إني قد آمنت بآيات ربي وأكون من البالغين العارفين وكل ما صدر ويصدر منّي ومن خواص أصحابي فهو حق لا شك فيه ولا ريب يعتريه وكل من يقوم معي في ميدان الأفكار فها أنا ذا بسم الله العليّ العظيم

المصادر
المحتوى
OV