الحمد لله الذي اصطفانا بمنّه واختارنا بفضله وكشف عن بصائرنا سحاب الارتياب وعرّفنا حكمه وطريق الصواب والصلوة على الذي استخلصه نفسه وطهّره عن الدلالة الى غيره وعلى اله الذين هم هو لا فرق بينه وبينهم في الرجوع والاياب ولعنة الله على الحاجدين للحق كل كافر مرتاب يا معشر الشيعة والمؤمنين عليكم سلام الله وبركاته من كل باب لا يخفى عليكم حال هذه المفتقرة والمعتصمة بحبل ال الله - عليهم سلام الله - بلا عدد بانّي ما خرجت من الارض المقدّسة مع احبّائي الابرار والنجباء الاخيار من النساء والرجال واولاد الصغار الّا لاحقاق الحق وابطال الباطل ابتغاء لوجه ربي القادر القهّار فمن زعم انّي قد خرجت لأتوسل بغير ربي ولأجل الدفاع عنّي فقد خطا وربّي لانّ الالتجاء بالمخلوق والجزع عند النوائب من اعظم الفسوق وبمذهب الحق كل من يشتكي الى مخلوق من مخلوق فقد اشرك بربّه اللّهمّ انت الشاهد على انّي توجّهت الى جانبك الاعلى واقبلت بكلي اليك لا حاجة لي في غيرك وانت تعلم حالي وتسمع مقالي لا خوفي الّا منك ولا رجائي الّا عنك وقد كنت بعزتك عن من سوى قدرتك معرضا وغنيّا اسمعوا ندائي يا معشر الشيعة واعرفوا انّي ما خرجت من الارض المقدّسة الّا لأجل الضعفاء في امر دينهم وتوضيح امر الله الواضحة المشرقة في وسط السماء وهذا من فضل الله عليكم لو كنتم تشكرون واعلموا انّ الذين انكروا الحق وتشبّثوا بالباطل واتّبعوا اهوائهم اهون عندي من جناح بعوضة ميتة وخيالاتهم المنسوجة أوهن من بيت العنكبوت انّي هم وما قدهم لا تعرض لهم وبارئي بما يصدر منهم ويبرز عنهم يرتفع حجاب ما عليهم لأولي الالباب ولكن آه آه واحسرة للضعفاء الذين هم يعلمون ظاهرا من الحيوة الدنيا وهم عن الآخرة غافلون الذين كل ما يسمعون من الحق ما يرتجف فرائهم وما ينقلب احوالهم وما يدرون بأيّ منقلب ينقلبون وما يتفكّرون على ما بني امر دينهم وما يدور عليه مذهبهم وغافلون انّهم الى الله راجعون وعن حكمه العظيم مسئولون ولا يقبل منهم عدل ولا شفاعة ولا يؤذن لهم فيعتذرون آه ثم آه من عظمة امر الله وغفلة الناس وسكرهم يا قوم فو الذي اقام العرش على الماء وخرق الهواء وعلّق الارجاء واضاء الضياء ما تحمّلت هذا البلاء العظمى التي مطوية كل المصائب فيها الّا لأجلكم وترحّما عليكم والّا بفضل ربي أنا عارفة بمواقع حكم ربي وبالغة بما يريد منّي وإن كنت مقصّرا لأدائه في كل المقامات فاعرفوا قدر هذه النعمة العظمى التي قد اقبلت اليكم ولا تعرضوا من حكم ربكم فإن الحجّة تامّة عليكم والنعمة مرادفة بكم من كل جانب وبعد هذا ما أرى لكم غير اتيان العذاب بغتة وانتم نائمون وإن تكونوا في عذاب ولكن ما تشعرون أيّ عذاب أعظم من أنّ الله - عزّ وجل - قد استدرجكم وانتم لا تشعرون ولا تعقلون فقدتم الحجّة عليكم وقام المحجّة عندكم وانتم عنه معرضون فها أنا ذا يا قوم اسمعوا ندائي ... الى قولها ... فقد تبيّن الحال باحسن المقال لربّي العلي المتعال في كتابه الكريم وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا قرى ظاهرة وقدّرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأيّاما آمنين فيظهر لطالب الحق ومجسس خلال الديار من كلام الله الملك الجبّار معرفة قرية الظاهرة بطهارته عن كل الاغيار وتزيينه بحلية الاخيار فإنّ الله لا يأمر بالسير مع من كان فيه بعضا من الذّرّ نقصا فالناجي من تمسّك بهذا العالم الرباني والنور الصمداني وسار معه في عوالم الغيبة وظهر له كنوز المخفية من تعليم هذا العالم الناظر بنور التوسّم وإلهالك من تخلّف عنه وتمسّك بما عنده من العلوم التي لا يدري مبناها ولا يعرف مجريها مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكُلَهَا كل حين بإذن ربها وهذا الأكل يجري من عند الله - عزّ وجلّ - من شجرة طيبة اصلها ثابت وهذا الكلمة الامام - عليه السلام - والفرع وبابه وحجابه العالم الرباني والنور السبحاني الذي قلبه معلّقة بالملأ الأعلى وليس له مقصد الّا وجه ربه الأعلى فقد اختصر في هذا المقام وصف هذا العالم المفضال الذي بفقدانه ينهدم بنيان الحكمة وبكونه قد قام علائم الامامة والولاية التي قد كان لله ولم يكن معه شريكا فقد كتب سيدي وسندي وكهفي ومعتمدي - أعلى الله مقامه - في وصف هذا النور المتألّق والضياء المشرق وقد كتبت هذه الفقيرة في ورقة فواجب على طالب الحق في هذا اليوم العظمى النظرة فيه واعلموا يا معشر الشيعة مذهبي وما اليه مهربي فها انا ذا قد اخبركم بما اختار سببا لوقوع البلايا العظيمة على وتحملي وتجاوزي عنها وهواني بعد الذي جاهدت في سبيل ربي واعرضت عن كل ما سواه فقد أسبقني ربي بالعناية وأخرجني بفضله من ظلمات الغواية له الشكر شكرا شكر الخلائق طرا على هذه النعمة الجليلة التي لا يتصوّر في الامكان أعلى منه فقد كنت مطروحة في زاوية من بيتي مشغولة بنفسي مرهونة بعملي وقد قام القوم بلا سبب وداعية باشتعال نائرة الفساد المستجنة في الرماد ودخلوا بيتي ونهبوا بعضا من اموالي وجرّوا اخواتي المؤمنات الصادقات الى طرف السوق مكشّفات الوجوه وزلزلوا اركان اطفال الصغير واجروا دمع الصالحين فقد حبسوني برهة من الايام وكل من يسئل منهم ما سبب هذه الغوغاء والتعرّض للنساء يقولون بعضا من الاقاويل الباطلة وينسجون خيالاتهم العاطلة وينسبون إليّ فبعزة ربي انفطرت السماء وانشقت الارض وتزلزل الجبال فقد بعثت اليهم وألقيت عليهم كلمة السلام ما قبلوا ويصيحون بأعلى صوتهم أنّها كافرة قد خرجت من الدين واجب حفظ الشريعة عن شرها ربي القادر الناصر شاهد على ما صدر منهم بالنسبة إليّ من الاذيات الشديدة والافتراءات البعيدة وانا صابرة مجاوزة لأنّ كل ما فعلوا بعين الله العليّ العلام ويسئلون منه يوم تبدي الضمائر الاثام ولكن لتبيّن الامر للضعفاء وتوضيحه كالشمس في رابعة السماء اقول هذا الكلام الذي اقشعرّت الجلود منها هل من ناصر ينصرني باحضارهم واجتماعهم ليثبت ما عليه مدار امرهم ها انا ذا قد كان في يدي حجّة لامعة نازلة من عالم العماء من الالهامات الربانية والحروفات السبحانية والتجليات الصمدانية ولن يقدر أحد أن يأتي بمثلها هل من معين يعينني في إظهار دين الله ويطلب منهم تفسيرا بمثل ما فسّر رجل الذي لا تلهيه التجارة ولا البيع عن ذكر الله بلا تفكّر ولا سكون قلم بل يجري بعناية ربه ... ذكره من بحر الذي لا تعطيل لها فقد كان عند هذه الاقلة مما يحصى بعضا في الاصول والفروع موجودا ومن اراد الله ودينه فلينظر اليها يا رَبَّاه خذ بحقّنا وانصرنا على من ظلمنا والعن من حجد وعدك ولا يخاف عدلك فقد ضَلَّ وَأَضَلَّ الناس جميعا يا سيداه قد تمّ صبري الى متى اصبرو اسكت واضجر بعد ما كان في يدي حجّة لامعة ليس في يد أحد غيري فقد اظهرت حكما من باطن القران في وصف شيعة آلك المقربين الذين يستمد كل ما في الوجود من عكس عكوسات جمالهم واقام كل ما برز في الشهود بنظرة لطيفة من آيات جلالهم سبحان الله بارئهم عما يصف الظالمون في حقهم علوا كبيرا فقد فرّقوا دينهم وكل بما لديهم فرحون بعد الذي ما دينك الّا واحدا اعلموا يا معشر الشيعة انّي ما اخاف من احد وأرى كل الناس في ظلال النار الّا الاقلّون الذين يتّبعون امر الله ويجاهدون في سبيل الله ولا يخافون في دين الله من ذي صولة أُفٍّ الآف أُفٍّ على الذين اعرضوا من حكم الله ويسعون في الارض فسادا وما عندهم شيء الّا السد والإلحاد والكذب والعناد فها انا ذا قد جاوزت من الدنيا وزخرفها وزبرجها لربّي الحمد بالهام حكمه وتوفيقي لإظهار امره اعلمو انّي بذلت الروح في سبيل الله لاعلان كلمته فكلّ ما يجري عليّ وعلى من معي من التابعين لطريق الصدق والصلاح والناظرين الى قسطاس الحق والفلاح من القتل والنهب والاسر فإنّا راضون عن فضل الله مرجون بغفران الذنوب وستر العيوب وثبوت الاقدام والترفرف الى دار السلام يا معشر الشيعة بأيّ دين انتم مستدينون هل يجوز لكم حبس نسائكم واطفالكم الصغير بلا جرم اجترموا ولا ذنب اذنبوا ولا مكروه ارتكبوا ولا شريعة بدّلوا ولا كلمة حرّفوا الله أكبر من غفلة الخلق وإصغائهم الى الباطل وتشبثهم بالشيء المحتبث العاطل وتسميهم بأنهم من المسلمين كلّا ثمّ كلّا قد فتنوا بمثل الذين خلوا من قبلهم وهم عنه غافلون اعلموا يا قوم أنّ هذه المخاطبات لا يجري من الضعف وعدم التحمّل للبلاء بل فضلا على الضعفاء وحجّة على الذين يعرضون من حكم إنّا لله وإنّا إليه راجعون