(لوح خراسان)

حضرة عبد البهاء
أصلي عربي

لوح خراسان – من آثار حضرة عبدالبهاء - على اساس مكاتيب عبدالبهاء، جلد ۱

﴿ هو اللّه ﴾

أیا نفحات الله هبی معطرة و أیا نسمة الله مری مطیبة و اقصدی وادی الرحمان نادی العرفان بادیة خراسان و اعبقی امام احباء الله و أمنائه و طیبی مشام أولیاءالله و أصفیائه الذین أضاءت وجوههم و اکفهرت نجومهم و رسخت أقدامهم و نشرت أعلامهم و ثبتت قلوبهم و نبتت أصولهم و فروعهم و انتعشت نفوسهم و انشرحت صدورهم فی یوم اللقاء و وفوا بعهد الله و میثاقه فی ذر البقاء ثم بلغی نزلاء تلک المعاهد و الربی تحیة ربک الأعلی و بشریهم بایام الله لعمر ربی هذه موهبة ابتغاها مطالع النور و مواقع النجوم و مهابط وحی ربک العزیز القیوم فی القرون الاولی و فاضت جفونهم و ذرفت عیونهم و علت زفراتهم و سالت عبراتهم شوقا و توقا الیها فهنیئا و مریئا لکم من هذه المائدة النازلة من سماء فضل ربکم الرحمن الرحیم و یا ریح الصبا و شمیم عرار الوفا امتثلی بساحة أحبة اهتزت ریاض قلوبهم بفیض سحائب محبة الله و أشرقت وجوههم بنور معرفة الله و بلغی شوقی الیهم و تشوفی لهم و ولعی بهم و صرحی و بثی بولهی و شغفی و هیامی بذکرهم و قولی علیکم بهاءالله و سلامه و تحیته و ثنائه و فی وجوهکم نوره و ضیائه و فی قلوبکم روحه و وفائه و فی صدورکم حبه و شفائه أیا أولیاء الرحمن رطبوا ألسنتکم بشکره و ثنائه بما أیدکم بأمر یهتف بذکره الملأ الأعلی و نادی به مبشر الفلاح فی الزبر و الالواح طوبی لکم من هذه الموهبة العظمی بشری لکم من هذه المنحة الکبری التی هی فیض الله الطافح و نور الله اللائح جعلکم الله مشاعل ذکره و مواقع أسراره و مشارق أنواره و مطالع آثاره عمیت أعین لم تشاهد أنوار بهائه و ما قرت بمشاهدة آیاته الکبری یوم ظهوره و سنائه و صمت آذان لم تسمع ندائه و لم تتمتع بلذیذ خطابه و خرست السن لم تنطلق بذکره و ثنائه و خسرت أفئدة لم یکن لها نصیب من حبه و ولائه و خابت نفس لم تسلک فی سبیل رضائه و لم ترتو من سلسبیل عرفانه و یا حمامة الوفاء خاطبی الضعفاء انه اذا وجدتم الضراء اشتدت و البأساء امتدت و الأرض ارتجفت و الجبال ارتعدت و زوابع الشدائد أحاطت و بحور البلایا ماجت و اریاح الرزایا هاجت و طوفان الامتحان أحاط الامکان علیکم بالصبر الجمیل فی سبیل ربکم الجلیل و ایاکم یا عباد الرحمن ان یعلو منکم الضجیج اذا اشتد أجیج نیران الافتتان و ارتفع زفیرها و ایاکم الصریخ و العویل فی سبیل ربکم الجلیل عند ما یتلاطم بحر البلاء و یتفاقم أمره من ظلم أهل الطغیان و لا تحسبوهم بمفازة من العذاب و لا تخشوا بأسهم و جمعهم و قد مضت قبلهم المثلات و قص علیهم الکتاب "جند ما هنالک مهزوم من الاحزاب" و لقد کانوا القرون الاولی أشد قوة من هؤلاء و أعظم أثاثا و أقوی جندا و لو أنکم یا أغنام الله بین براثن الضواری من السباع و مخالب جوارح البقاع لا تیأسوا من روح الله سینکشف القناع باذن الله عن وجه الامر و یسطع هذا الشعاع فی آفاق البلاد و تعلو معالم التوحید و تخفق أعلام آیات ربکم المجید علی الصرح المشید و یتزلزل بنیان الشبهات و ینشق حجاب الظلمات و ینفلق صبح البینات و یشرق بأنوار الآیات ملکوت الأرض و السموات و ترون أعلام الاحزاب منکوسة و رایاتهم معکوسة و الوجوه ممسوحة ممسوخة و الاعین شاخصة غائرة و القلوب خافقة خاسرة و البیوت خالیة خاویة و الجسوم واهیة بالیة و الارواح هاویة فی الهاویة لعمر الله ان فی قوم نوح و هود و قوم لوط و ثمود و أصحاب الحجر و الیهود و تبابعة سبا و جبابرة البطحاء و قیاصرة الفیحاء و أکاسرة الزوراء و المؤتفکاة فی القرون الاولی لعبرة لأولی النهی و ذوی البصیرة الکاشفة لخواتم الامور بفواتح الآثار قد انتثرت کواکبهم و انعدمت مواکبهم و اغبرت وجوههم و انطمست نجومهم و استأصل أرومهم و اقتلع جرثومهم و انثلت عروشهم و انهزمت جیوشهم و تزلزلت أرکانهم و انهدم بنیانهم و اقفرت قصورهم و انکسرت ظهورهم و خسفت قبورهم و شاهت وجوههم و اقشعرت جلودهم و اندرست دثارهم و انمحت آثارهم فانظر الی مدائنهم و قراهم بالبادیة لما أتی بأس ربک جعلها خامدة هامدة مؤتفکة بائدة لا تسمع لها صوتا و لا همسا و أما الذین اتخذوا جوار رحمة ربک الأبهی ملجأ و ملاذا و مأوی و معاذا هم طیور اتخذوا أفنان سدرة المنتهی مطارا و أوکارا فمکنهم الله فی الأرض و جعلهم أئمة أخیارا و أشهر لهم آثارا و أضاء لهم منارا و أتی بهم من أفق التوحید یلوح وجوههم أنوارا (ع ع)

المصادر
المحتوى
OV