الواح الخطة الالهية، المجموعة الاولى (اللوح الاول) - إلى أحبّاء الله و إماء الرّحمن في تسع ولايات شمال شرقي الولايات المتّحدة

حضرة عبد البهاء
مترجم

الواح الخطة الالهية، المجموعة الاولى (اللوح الاول) – من آثار حضرة عبدالبهاء

وقد صدر في صباح الإثنين ۲٦ آذار ۱۹۱٦ في البهجة في غرفة الهيكل المبارك بالعنوان التالي:

إلى أحبّاء الله وإماء الرّحمن في تسع ولايات شمال شرقي الولايات المتّحدة: مين، نيوهامبشاير، رود آيلاند، كناتيكت، فيرمونت، بنسيلفانيا، ماساتشوستس، نيوجيرزي، نيويورك عليهم وعليهنّ التّحيّة والثّناء.

﴿ هو الله ﴾

أيّها المنادون السّماويّون إنّ هذه الأيّام أيّام النّوروز وإنّي أذكر دائمًا فيها أولئك الأحبّاء الأودّاء وألتمس لهم من عتبة الوحدانيّة الإلهيّة كلّ تأييد وتوفيق حتّى تشتعل تلك المجامع اشتعال الشّموع السّاطعة في الجمهوريّات الأمريكيّة فتتنوّر بذلك القلوب بأنوار محبّة الله وتزيّن أنوار التّعاليم السّماويّة الولايات الأمريكيّة وتتألّق أنوارها.

هناك قليل من الأحبّاء في بعض أنحاء الولايات الواقعة في شمال شرقي السّاحل الأطلسي: مين نيوهامبشاير، ماساتشوستس، رود آيلاند، كناتيكت، فيرمونت، بنسيلفانيا، نيوجيرزي ونيويورك. ولكن النّاس في بعض مدن هذه الولايات لم يتنوّروا بعد بأنوار الملكوت ولا خبر لهم فيها عن التّعاليم السّماويّة، لهذا لو استطاع كلّ واحد منكم أن يسرع نحو هذه المدن ويتوهّج فيها بنور الهداية الإلهيّة توهّج النّجوم الزّاهرات فليفعل، وقد قال سبحانه وتعالى وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت وأنبتت من كلّ زوج بهيج. ويريد سبحانه بذلك أنّ الأرض تراب أسود إلا أنّ ذلك التّراب الأسود يتحوّل إلى أزهار متنوّعة الألوان حينما يمطره الغيث من سحب الرّبيع، أي أنّ النّاس لمّا كانوا من عالم الطّبيعة فهم كالتّراب الأسود، لكنّهم حينما ينعمون بالفيض السّماويّ وتتجلّى فيهم أنوار الهداية ينتعشون ويهتزّون وينجون من ظلمات الطّبيعة وتنبت في أراضي قلوبهم أزهار الأسرار الإلهيّة. لهذا يجب على الإنسان أن ينوّر العالم الإنساني ويروّج التّعاليم التي نزّلت في الكتب المقدّسة بوحي من الله، وفي الإنجيل الشّريف يتفضّل قائلاً سافروا شرقًا وغربًا ونوّروا النّاس بأنوار الهداية الكبرى فتنالوا نصيبًا من الحياة الأبديّة.

الحمد لله أنّ الولايات الشّماليّة الشّرقيّة في غاية الاستعداد، وحيث أنّ التّربة قويّة فإنّ الفيوضات الإلهيّة تهطل عليها، فعليكم الآن أن تكونوا الزرّاع الإلهيّين وأن تبذروا البذور الطّاهرة، إذ إنّ حصاد كلّ البذور الأخرى محدود في بركته إلا بذور التّعاليم السّماويّة فإنّ بركتها غير محدودة وهي تؤتي بيادرها على مرّ القرون والأعصار.

لاحظوا السّلف تروا أنّ المؤمنين الثّابتين في أيّام المسيح كانوا فئة قليلة ولكنّ البركة السّماويّة هطلت هطولاً بحيث استظلّ جمٌّ غفيرٌ في ظلّ الإنجيل في سنين معدودات، ويتفضّل في القرآن قائلاً بأنّ حبّة واحدة تعطي سبع سنابل وفي كل سنبلة مئة حبّة وهذا يعني أنّ حبّة واحدة تصبح سبعمائة حبّة ولو أراد الله ضاعفها، وكم حدث أن كانت نفس مباركة واحدة سببًا في هداية مملكة. وبناءً على هذا يجب أن لا ننظر الآن إلى استعدادنا وقابليّاتنا بل ننظر إلى العنايات والفيوضات السّماويّة في هذه الأيّام التي فيها للقطرة منزلة البحر وفيها ترجو الذّرّة أن تكون في مرتبة الشّمس وعليكم وعليهنّ التّحيّة والثّناء. ع ع

المصادر
المحتوى
OV