وقد صدر في صباح يوم الثّلاثاء ۲۷ آذار ۱۹۱٦ في البهجة في حديقة الرّوضة المباركة بالعنوان التالي:
إلى أحبّاء الله وإماء الرّحمن في ست عشرة ولاية من جنوب الولايات المتحدة: ديلاوير، ماريلاند، فرجينيا، فرجينيا الغربية، كارولاينا الشّماليّة، كارولاينا الجنوبيّة، جورجيا، فلوريدا، ألاباما، مسيسيبي، تينيسي، كنتاكي، لويزيانا، أركانسو، أوكلاهوما، تكساس عليهم وعليهنّ التّحيّة والثّناء.
أيّها المنادون بملكوت الله كنت قد كتبت قبل بضعة أيّام رسالة إلى أولئك الأحبّاء، أحبّاء الله ولكن حيث أنّ هذه الأيّام أيّام عيد النوروز لذا فإنّي ذكرتكم وأرسل إليكم هذه التّهنئة بالعيد السّعيد. نعم إنّ جميع الأيّام أيّام مباركة إلا أنّ هذا العيد في إيران عيد قوميّ يحتفل النّاس به منذ آلاف السّنين، والواقع أنّ كلّ يوم يذكر فيه الإنسان خالقه ويقوم فيه بنشر نفحات الله وينادي فيه بملكوت الله، فإنّ ذلك اليوم يكون عيدًا مباركًا، وأنتم ولله الحمد مشغولون ليلاً ونهارًا في خدمة ملكوت الله، قائمون على ترويج دين الله، لهذا يعتبر جميع أيّامكم أعيادًا، ولا شكّ أنّ العون الإلهيّ والفيض الرّبّانيّ سيعينكم وسوف تؤيّدكم القوى الإلهيّة ونفثات روح القدس.
إنّ عدد الأحباء قليل في الولايات الجنوبيّة من الولايات المتّحدة وأعني بها ولاية ديلاوير، ماريلاند، فرجينيا، فرجينيا الغربية، كارولاينا الشّماليّة، كارولاينا الجنوبيّة، جورجيا، فلوريدا، ألاباما، مسيسيبي، تينيسي، كنتاكي، لويزيانا، أركانسو، أوكلاهوما، تكساس. لهذا يجب أن تذهب منكم نفوس مباركة إلى تلك الأنحاء أو ترسلوا إليها نفوسًا مباركة لتبشّر النّاس في تلك الجهات بشارة ملكوت السّماء.
لقد خاطب أحد المظاهر المقدّسة المؤمنين قائلاً لو أصبح إنسان سببًا في هداية نفس لكان ذلك خير له من كنز لا حدّ له، يا عليّ لئن يهدي الله بك نفسًا خير لك من حمر النّعم*. وكذلك يتفضّل في القرآن الكريم قائلاً اهدنا الصّراط المستقيم أي أرنا السّبيل الصّحيح ويتفضّل في الإنجيل قائلاً اذهبوا إلى أطراف العالم وبشّروا بظهور ملكوت الله.
وخلاصة القول أملي أن تبذلوا همّة عظيمة في هذا الصّدد، ويقينًا أنّكم سوف تتأيّدون وتتوفّقون وكلّ من بشّر النّاس بحقائق ظهور الملكوت ومعانيه إنّما مثله كمثل زارع يبذر البذور الطّاهرة في أرض طاهرة فتفيض عليها سحب الرّبيع بفيوضات أمطارها وتتكوّن البيادر من تلك البذور فيفتخر بذلك دون شكّ لدى سيّد القرية. إذن يا أحبّاء الله اغتنموا الوقت وقوموا على البذار لتحصلوا على البركة السّماويّة والموهبة الرّحمانيّة وعليكم البهاء الأبهى. ع ع