وقد صدر في صباح يوم الأربعاء التاسع والعشرون من آذار سنة ۱۹۱٦ في البهجة في فناء البيت المبارك بالعنوان التالي:
إلى أحبّاء الله وإماء الرحمن في اثنتي عشرة ولاية في أواسط الولايات المتّحدة: إلينوي، مشيغان، ويسكنسن، إنديانا، أوهايو، مينيسوتا، آيوا، ميزوري، داكوتا الشّمالية، داكوتا الجنوبيّة، نبراسكا، كانزاس عليهم وعليهنّ التّحيّة والثّناء.
يا أيّتها النّفوس السّماويّة يا أيّتها المحافل الرّوحانيّة يا أيّتها المجامع الرّبّانيّة، لقد حدث تأخير في تحرير الرّسائل مدّة من الزّمن والسّبب يعود إلى صعوبة تبادل الرّسائل، فلمّا تيسّرت الآن بعض التّسهيلات قمت على تحرير هذا الموجز ليكتسب الرّوح والفؤاد عند ذكر الأحبّاء روحًا وريحانًا.
إنّ هذا الهائم يتضرّع دومًا لدى عتبة الرّحمن ويتوسّل إليه طالبًا للأحبّاء العون والألطاف والتّأييدات السّماويّة، وأنتم في خاطري دائمًا ما نسيتكم ولن أنساكم أبدًا وأملي من ألطاف المولى الرّؤوف أن تزدادوا يومًا فيومًا إيمانًا وإيقانًا وثبوتًا واستقامة، وأن تكونوا سببًا في نشر نفحات القدس.
يخاطب الله تعالى في القرآن الكريم رسوله محمّدًا عليه التّحيّة والثّناء قائلاً وإنّك لتهدي إلى صراط مستقيم ويريد تعالى بذلك أنّك تدلّ البشر إلى السّبيل القويم، فلاحظوا كيف أنّ هداية النّاس ذات أهمّيّة بالغة لأنّها تدلّ على رفعة مقام رسول الله عليه الصّلاة والسّلام.
ومع أنّ الأحبّاء -ولله الحمد- موجودون في ولايات إلينوي، ويسكنسن، أوهايو، مينيسوتا، مشيغان وهم ببعضهم متآلفون بمنتهى الثّبوت والرّسوخ ولا هدف لهم غير نشر نفحات الله ليلاً ونهارًا ولا مراد لهم سوى ترويج التّعاليم السّماويّة، وهم يسطعون بنار محبّة الله سطوع الشّموع المضيئة ويتغنّون بأعذب الألحان المحيية للأرواح كأنّهم الطّيور الشّكورة في رياض معرفة الله، ولكن ولايات إنديانا، آيوا، ميزوري، داكوتا الشّماليّة، داكوتا الجنوبيّة، نبراسكا، كانزاس يقلّ فيها عبور الأحبّاء ومرورهم، ولم تتمّ فيها المناداة بملكوت الله كما ينبغي ويليق، ولم تعلن فيها وحدة العالم الإنساني ولم تذهب إلى تلك الجهات نفوس مباركة ومبلّغون منقطعون، فبقيت هذه الولايات خامدة. لذا يجب أن تشتعل فيها بعض النّفوس بنار محبّة الله بهمّة أحبّاء الله، وتنجذب إلى ملكوت الله حتّى تتنوّر تلك الأنحاء أيضًا ويعطّر مشام أهاليها نسيم حديقة الملكوت المحيي للأرواح. لهذا إن استطعتم أن ترسلوا إلى تلك الجهات نفوسًا منقطعة إلى الله ومنزّهة ومقدّسة فأرسلوها، وإذا ما كانت هذه النّفوس منجذبة كلّ الانجذاب فإنّني على يقين من أنّها سوف تتحقّق بقيامهم نتائج عظيمة في زمن قصير.
إنّ أبناء الملكوت وبناته أشبه بالزّراع الحقيقيّين وتراهم في أيّة ديار يمرّون بها قائمين بكلّ تضحية ببذر البذور الطّاهرة فتنبت تلك البذور الطّاهرة البيادر كما يتفضّل في الإنجيل الجليل قائلاً عندما تبذر البذور الطّاهرة في الأراضي الطّيّبة تهطل الفيوضات والبركات السّماويّة. وأملي أن تتأيّدوا وتتوفّقوا إلى ذلك ولا يعتريكم الفتور أبدًا في نشر التّعاليم الإلهية ولتزد هممكم ومساعيكم وجهودكم يومًا فيومًا وعليكم وعليكنّ التّحيّة والثّناء. ع ع