بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نزل الكتاب على من يشاء من عباده ليبعث يوم الحساب فاشهد الله في وسط الجبال موقفي هذا بان لا اله الا الله وحده لا شريك له كما شهد ذاته لذاته في علو كينونيته وقدس ذاتيته وعظم نفسانيته حيث لا يقارن ذاته وصف المجردات ولا كينونيته نعت الجوهريات ولا طلعة حضرت صمدانيته ثناء الممكنات ولا قمص طلعه جمال احديته ضياء الموجودات فسبحانه وتعالى لا يعلم كيف هو الا هو ولا حيث هو الا هو ولا ما هو الا هو العزيز القديم واشهد لمحمد (ص) عبده المنفرد عن الاشياء والمقدس عن الامثال الذي ما جعل الله في كينونيته دون اية احديته حيث لا يحيط بعلمه احد سواه انه هو القديم المتعال واشهد لظاهر نفس حبيبه ما لا يشهد عليه الا الله ولا يقدر احد ان يحيط بعلمه الا هو انه هو الجواد المنان واشهد لنفسي جريرات العظمى والخطيئات الكبرى بما احاط بها علم الله سبحانه ولا يغن في العيان كذكري في البيان بان تلك الجريرات في مقام الدلالات حسنات لاهل السبحات وهذه الخطيئات في مقام العلامات ظهورات لاهل النقمات لان ذكري توحيد الرب كل الذنب واعترافي بالذنب كل الفضل وان ذلك من فضل الله يختص برحمته من يشاء انه هو الجواد الوهاب وبعد قد نزل لي كل كتبك واطلعت بما اردت في كلماتك فاسئل الله ان يبلغك الى ذروة رضائه انه هو الجواد المتعال وان ما سئلت من تفسير قوله عز ذكره فلما راى القمر بازعا قال هذا ربي الحاصل له معاني ما لا نهايه لها بها اليها حيث لا يسعها لوح الامكان وقلم البيان ولكن اليه بطرف الحكمة وهو ان لكل ظهور يطلق عليه اسم الرب بالحقيقة وان اجل المعاني واعظمها هو تجلي الله لك بك في كل ان فلما تتوجهي اليه في الوجدان تقولي الله ربي فلما تنظري الى حظ الامكان تقول انه هو اجل ان يعرف بغيره او ان يتوجه اليه احد من خلقه لان الادوات يشير الى نظايرها وان حظ الامكان هو في مقام الابداع وان الذات الساذج البحت والكافور الاقدس الصرف لا سبيل لاحد اليه اذ هو لا يدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير هنالك تجدي حكم الازل وان اردت معنى الذات فهو في توحيد العبادة في مقام الشمس وتوحيد الافعال في مقام القمر وتوحيد الصفات في مقام الكوكب لانهن يرجعن الى مقام توحيد الذات بنفي ما سواه وان ذلك معنى قوله عز ذكره في المبدء والاياب وان للاية معنى لطيف في مقام الباطن وهو ان الكوكب ركن الاول من اسم البسيط والقمر ركن الثاني منه والشمس ركن الثالث منه وكل ذلك لما ظهروا في مقام الحد لهم اقول بذكر ظهورهم الا للاسم المكنون المخزون الذي به يتوجه الاولياء الى الله عز ذكره حيث قال الله عز وجل وجهت وجهي ... الخ وان على ذلك المعنى العميق والسر الدقيق لتعرفي بان من زمان ادم (ع) الى زمان محمد (ص) كان الناس في رتبة ظهور لا اله الا الذي هو رتبة الجسد الذي مقام الكوكب فلما افل طلع قمر النبوة الذي هو مقام العقل فلما افل طلعت الشمس التي هي مقام الولاية والنفس فلما غيبت ظهر اسم الغيوب وملا به اركان الوجود لظهور ربوبية الازلية الخارجة عن حد التعطيل والتشبيه وان ذلك سر تثليث في ظهور التربيع واني لاعلم بانك اردت من تفسير هذة الاية عرفان حامل الامر بعد افول لان في مقام الكوكب قال بعض الناس هذا مربي الخلق وكذلك الحكم في مقام القمر قالوا هذا مربي الناس ويقول اليوم اولو الافئدة ما قالوا من قبل اهل الحقيقة فسوف يقولون بعد افول الشمس ما كتب الله لهم ولكل نصيب مما قدر الله له فاعرفي حق تلك الاشارات واكتميها الا عن اهلها فانا لله وانا اليه راجعون وايقني بان رب الارباب هو الذات القديم جل ذكره وان اسم الرب لما سواه اشباح وامثال بمثل ما قال الله عز وجل فانساه الشيطان ذكر ربه فلا شك ان في ذلك المقام ليس المراد رب الخلق بل المراد رب السجن وان كل ما اشرت لك في مقام ذكر الرب فهو من ذلك السبيل وتثبت بذلك الدليل فارجو الله مولاي الجليل حين المنقلب في السبيل وانما سئلتي من حكم طير الخفاش بانه طير الذي خلقه عيسى (ع) باذن الله ولذا لا يخرج في النهار خوفا عن الطيور فليس معه امر بان تكون ذلك الحكم منصوص في الحديث وان الطير فيه طاهرة لانه خلق باذن الله المتجلية في عيسى (ع) فانه في جنب اذن الله البحت الذي هو مقام الفعل معدوم وان ذكره كظل فيء بالنسبة الى هذه الملك الاكبر ولذا يخاف على نفسه واظهر الله الخوف فيه ليفرق بين صنعة البحت وصنعة الظاهر من السنة عباده وان ذلك تقدير محتوم من لدن خبير عليم وانما اردت الاذن في زيارة قبر الحسين (ع) فقد اذن الله لك قبل وجودك بالف الف سنة فادركي ذلك الفيض الاعظم فان نفس واحدة على تلك الارض اعظم لدي من ملك الاخرة والاولى لان هنالك قرب ساحة الحضور وظهور شجرة الطور فاغتنمي يا ايتها النفس المرضية فان الدنيا لا بقاء لها وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كان الناس يعلمون وانما اردت في هذا المسائل في الفروع فاسئلي ما تحتاجين به من اهل الذكر وانني انا اذا شاءالله لافصل بعض المسائل ما يحتاج الناس فارجعي الى ذلك الكتاب فانه وعد غير مكذوب وان ما سئلت من حكم اختك الطاهرة على الارض المقدسة قد اذنت لها من قبل بالخروج ولا تقع بها الفتنة هنالك وانها لدي لورقة طيبة التي طهرت افئدتها عن رجس الحدود لربها فرحم الله امرءا عرف قدرها ولم يؤذيها باقل من شيء لانها اليوم عز لذي قرابتها وشرف لاهل طاعتها في حكم الله فاسئل الله ان يعطيها سؤالها منا بفضله انه هو الجواد الوهاب وسبحان الله ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين