بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي تجلى للممكنات بظهور المشية لها بها ليعرفن كل الممكنات ما جعل الله في حقايق ذاتيات كينونياتهم من مقامات الفعل وظهورات الانفعال حتى قد علم كل مقام نفسه وعرف حكم مبدئه فيما قدر الله له في كل شانه بما لا نهاية له به اليه ليشهد في مقام الامكان بما شهد الله لنفسه ثم لخلقه بانه لا الٓه الا هو العزيز المتعال وبعد لما سئل الجناب المستطاب في مقام الخطاب ببيان الاشكال الذي هو معروف بين رجال الاعراف بان جسد النبي صلى الله عليه واله كيف يمكن في زمان واحد ومكان واحد بان يحضر في جميع اصقاع الوجود من الغيب والشهود وان الحق لا سبيل لاحد الى عرفان تلك الرتبة السنية الا بعلم الامر بين الامرين سر القدر لان للاشياء مراتب ثلثة فمنها رتبة السرمد وهو مقام الفعل وان الله قد جعل له بداية في نفسه الذي تعبر في بعض المقامات بالقدم وما جعل الله له نهاية في مقام الظهور لعدم نفاد الفيض في رتبة الوجود وهو مقام محمد واوصيائه صلوات الله عليهم حيث لا يقدر احد ان ياخذ من حكم تلك الرتبة شيئا ومنها رتبة الدهر وان له في علم الله بدءا من مقام السرمد وختما في مقام البطون وهو مقام ساير الممكنات من مراتب الجوهريات في عوالم المجردات ومنها رتبة الزمان وان الله قد جعل له حدا في البدء والختم وانه يتحقق بوجود سير الافلاك واذا ثبت حكم المراتب فلا ريب ان الفؤاد في الرتبة الاولى يعرف بان الشيء له كل المراتب ثابتة وكل الظهورات حاكية لان الجسد الكلي الذي جعل الله حامله محال الفعل يحكي عن مقام ذاته الذي يدل على مقام السرمد لان جسد النبي [صلى الله عليه واله] في ليلة المعراج مع انه كان في بيت الحميراء بما ورد في الخبر فقد ثبت بالاجماع انه كان في السماء ومراتب الجنان والنيران لانه كما ان ذاته لا يحجبه شيء في عوالم الامكان فكذلك الحكم في جسده وان العقول لما لم يقدروا ان يدركوا الاشياء محدودا فلذلك لم يقدروا ان يشاهدوا الامر بين الامرين وحكم السرمد في حكم اليقين ولذا ما قلت في المجلس ينصرف العقل عنه بحكم الحدية حتى اعترف بعض النفوس بعدم علم الواقع في رتبة الجسد ولو شاء الله واراد لابين حقيقة هذه المسئلة بسر الواقع والحكم البالغ في مقامه ليعرف الحكم من عرف الامر في مقامات الظهور ولا يحتجب عن مطالعة نور الغيوب اذا احتجب عن ساحة قرب الحضور والى ذلك المقام قد اخذت القلم من الجريان والى الله يرجع حكم البيان في المبدء والاياب وسبحان الله رب العرش عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين