فاعلم يا أخ الخليل وأثبت قدميك على صراط اللّه الجميل واعرف أنّ اللّه سبحانه ما خلق شيئًا إلّا وقد بيّن حكمه في الكتاب وما قدّر اللّه داء إلّا وقد خلق بازائه دواء فاستغفر ربّك الّذي لا إله إلّا هو الّذي ليس كمثله شيء واجهد على العمل لأنّ اللّه ما حكم للبلوغ إلى القطع إلّا بعد اليأس عن كلّ شيء فادخل باللّه في لُجّة الأحديّة لأنّ اللّه قد طهّر واردها عن الإشارات الشّيطانيّة ولا تخف عن شيء ولا تخزن لشيء لأنّ اللّه قد حرّم خوفه لمن فيه خوف من غيره وزكّى المؤمنين في كتابه عن حزن الغير لقوله الحقّ: ﴿الحَمْدُ للّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ﴾ واستقرّ على الأمر بالاخلاص فإنّ اللّه قد جعل لكلّ شيء مقامًا موقوفًا وَارْضَ عن اللّه بقوله الحقّ: "إن كان كلّ شيء بقضائي وقدري فالحزن لماذا" واتّكل على اللّه في كلّ الأحوال وأقبل بكلّك إلى اللّه حتّى المحو عمّا سواه وأيقن بالغفران بعد ورودك في ذلك الباب وانتظر أمر اللّه فإنّ نصر اللّه كان قريبًا والحمد للّه ربّ العالمين