أن يا شريف ... قد عبدتنا في عمرك وإذا عرّفناك أنفسنا ما قلت في حقّ ذكرنا إنّه لعلى حقّ منيع كذلك ليمحصك الله ربّك يوم القيمة إنّه علاّم حكيم ولو قلت بلى حين ما نزّلنا عليك الكتاب لندخلنّك في عبادنا المؤمنين ولنمجدنّك في الكتاب إِلى يوم كلّ علينا ليعرضون وإنّ ذلك أنفع عن كلّ ما قد عبدت الله ربّك في عمرك بل من أوّل الّذي لا أوّل له إذ هذا ما نفعك وهذا لينفعنّك وإنّا كنّا على كلّ شيء شاهدين فإذًا بعد ما خلقناك للقائنا يوم القيمة قد احتجبت عنّا بغير حقّ ولا كتاب منير ولو كنت من الّذين أوتوا علم البيان حين ما تنظرنّ إلى الكتاب لتشهدنّ على أنّه لا إله إلّا هو المهيمن القيّوم ولتقولنّ إنّ الّذي قد نزّل الفرقان قد نزّل هذا كلّ من عند الله لا ريب فيه إنّا كلّ به مؤمنون ولكن قضى ما قد قضى وإن ترجعنّ إلينا ما كنّا آيات الله منزلين لنبدّلنّ نارك بالنّور وإنّا كنّا على كلّ شيء لمقتدرين وإن انقطع الأمر عنك فلا تهدين إلى ذلك من سبيل إلاّ وان تؤمننّ وتوصينّ بأن يبلغنّ ذكر إيمانك إلى من يظهره الله لينفعنّك وليبدّلنّ نارك بالنّور هذا ما كنّا منزلين وإلاّ ما نزّلنا قد أحكمت وفصّلت ولا تبديل لها من عند الله المهيمن القيّوم فإذًا قد نفيناك عدلاً من لدنّا إنّا كنّا عادلين.