يا رَبَّ الأَرْضِ وَالسَّماءِ وَمُوجِدَ الأَسْماءِ، تَسْمَعُ ضَجِيجَ الأَبْهى مِنْ حِصْنِ العَكَّا وَتَرَى أَحِبَّائَهُ الأُسَرآءَ بِأَيْدِي الأَشْقِيآءِ، أَيْ رَبِّ لَكَ الحَمْدُ بِما وَرَدَ عَلَيْنا فِيْ سَبِيلِكَ، يا لَيْتَ قَدَّرْتَ لِظاهِرِ جَسَدِي عُمْرَ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِينَ، بَلْ ما لا يُحْصِيهِ أَحَدٌ مِنْ العالَمِينَ، وَنَزَّلْتَ فِيْ كُلِّ آنٍ بَلاءً جَدِيدًا فِيْ حُبِّكَ وَرِضائِكَ، وَلكِنْ يا إِلهِي أَنْتَ تَعْلَمُ بِأَنِّي ما أَرَدْتُ إِلاَّ ما أَردْتَ وَقَضَيْتَ لِي بِأَنْ أَرْتَقِيَ إِلَى الرَّفِيقِ الأَبْهى وَالمَلَكُوتِ الأَسْنَی، أَيْ رَبِّ قَرِّبْهُ بِفَضْلِكَ وَعِنايَتِكَ ثُمَّ أَنْزِلْ عَلَى أَحِبَّتِكَ ما لا يَضْطَرِبُهُمْ بَعْدِي، إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشآءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ، أَيْ رَبِّ تَرَى بِأَنَّ أَحِبَّائَكَ خَرَجُوا عَنْ دِيارِهِمْ شَوْقًا لِلِقائِكَ وَمَنَعَهُمُ المُشْرِكُونَ عَنْ زِيارَةِ طَلْعَتِكَ وَالطَّوافِ حَوْلَ حَرَمِ كِبْرِيائِكَ، أَيْ رَبِّ فَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ صَبْرًا مِنْ عِنْدِكَ، وَسُكُونًا مِنْ لَدُنْكَ، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.