مناجات - (من ألواح النكاح) هو المشرق من أفق سماء العطاء - كتاب أنزله مالك الأسماء وفاطر السماء...

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

من ألواح النكاح – من آثار حضرة بهاءالله – أدعيه حضرت محبوب، الصفحة ٢٩١

﴿ هو المشرق من أفق سماء العطاء ﴾

كتاب أنزله مالك الأسماء وفاطر السّماء ليقرّب من في ناسوت الإنشاء إلى الأفق الأعلى المقام الّذي ينادي فيه القلم الأبهى الملك والملكوت والسّلطنة والجبروت للّه منزل الآيات. هذا يوم فيه تضوّع عرف المواهب والألطاف من لدى اللّه مالك الايجاد. طوبى لذي شمّ وجد عرف الرّحمن ولذي سمع سمع النّداء اذ ارتفع بين الأرض والسّماء ولذي لسان نطق أمام الأديان قد فتح باب اللّقاء بمفتاح اسم اللّه الأبهى. وطوبى لمن سمع وسرع وويل لكلّ متوقّف مرتاب. شهد اللّه أنّه لا إله إلّا هو والّذي أتي بالحقّ إنّه هو مالك الوجود وسلطان الغيب والشّهود إذ ظهر نطق بكلمة بها ماج بحر البيان وهاج عرف الرّحمن وبها نطقت الأشجار وظهرت الأثمار وجرت الأنهار واهتزّت الأحجار ونادى الأبرار طوبى لأرض تشرّفت بقدومه ولمقام تزيّن بظهوره ولهواء صعدت إليه نفحات وحيه ولبيت ارتفع فيه ذكره ولمدينة اشتهرت باسمه وللسان نطق بذكره في العشيّ والإشراق. قل هذا يوم فيه تزيّنت سماء العرفان بأنجم الحكمة والبيان وأشرقت من أفقها شمس البرهان فضلاً من لدى اللّه ربّ الأرباب. وهذا يوم أشرق نور الفرح بعد ظلمة الأحزان وانبسط بساط الظّهور وظهر حكم النّشاط بما أدارت ايادي عطاء مالك القدر رحيقه الأطهر في مقامه الأنور ومنظره الأكبر ورفع اللّه مقامه إلى أن استوى بنفسه على سرير البيان وخطب بما انجذبت به حقائق الإمكان. إذًا ارتفع حفيف سدرة المنتهى في الفردوس الأبهى ونادت وقالت يا ملأ الأرض والسّماء افرحوا ثمّ ابشروا بما بسطت يد العطاء بساط الابتهاج باسم اللّه البهّاج بين أهل سرادق البهاء في هذه الأيّام النّوراء تبارك اللّه موجد الأشياء ومالك ملكوت الأسماء الّذي زيّن العالم باسمه الأعظم وجرى من قلمه ما انجذبت به أفئدة الأمم الّذين إذ سمعوا أقبلوا واعترفوا بما نطق به لسان العظمة في أوّل الأيّام . ثمّ نادت سدرة البيان في أعلى الجنان وقالت يا سكّان مدائن الأسماء ويا أصحاب السّفينة الحمراء هذا يوم ما رأت عين الإبداع شبهه ولا بصر الاختراع مثله بما أراد مولى الورى أن يزيّن فراش أحد الأولياء الّذي سمّي بعبد البهاء من لسان الكبرياء بورقة من أوراق سدرة الوفاء الّتي زيّنها اللّه بطراز الشّهادة في سبيله وإنفاق الرّوح في حبّه. فلمّا كان مهرها في كتاب اللّه إنفاق الأجسام والأرواح أقبل بنفسه سلطان الشّهداء وقبل ما قدّر من قلم القضاء. وهو الّذي طلع من أفق الدّنيا براية الانقطاع وأنفق روحه في هذا الصّراط المستقيم والنّبأ العظيم الّذي به استبشرت حقائق ما يكون وما قد كان. الأمر والحكم للّه العزيز المستعان. يا إله العالم وخالق الأمم أسألك بالاسم الأعظم أن تبارك هذا الاقتران باسمك الرّحمن ثمّ ألّف بين قلوبهما باسمك الّذي به ألّفت بين القلوب عند ظهورات مشارق أمرك ومكامن أحكامك ومهابط علمك ومصادر أسمائك. ثمّ أنزل يا إلهي عليهما وعلى من معهما أمطار جودك من سحاب فضلك.

يا يحيى اسمع النّداء من ذروة العلياء وخذ الكتاب بقوّة لا تضعفها قوّة العالم وبقدرة لا تمنعها فراعنة الأمم وقل لك الحمد يا مقصود المقرّبين ومحبوب المنقطعين بما زيّنت رأسي باكليل بيانك وهيكلي بطراز عطائك وقلبي بنور معرفتك. أسألك بإرادتك الّتي سخّرت بها الكائنات وأظهرت بها الممكنات أن تجعلني في كلّ الأحوال قائمًا على خدمتك وناطقًا بثنائك وناصرًا أمرك بالحكمة والبيان. لا إله إلّا أنت المقتدر العزيز المنّان.

المصادر
المحتوى
OV