أنْ يا محمَّد بشّر في نفسك

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

﴿هو العزيز﴾

أنْ يا محمَّد بشّر في نفسك بما نزّل عليك كتاب قدس كريم وفيه ما ينقطعك عن ملك السَّموات والأرض ويبلّغك إلى ساحة عزّ مبين قل سبحانك اللّهمّ يا إلهي تري ضعفي وعجزي وضرّي وافتقاري فأرسل عَلَيَّ من نفحات قدسك الّتي لو يهبُّ منها على قدر سواد نملة على الأوّلين والآخرين ليَقْلِبُهم إلى سلطان جمالك المنير ويشرّفهم بأنوار وجهك المبين فيا إلهي أنا الّذي تمسّكتُ بعروتك الوثقى في الكلمة الأتمّ العظيم وتشبّثت بذيل عنايتك في اسمك العليّ المتعالي العليم إذًا يا إلهي لمّا شرّفتني بلقائك وعرّفتني مظهر نفسك لا تَحْرِمني عن هذا الكوثر الّذي أجريته عن يمين عرش كريم ولا تمنعني يا إلهي من فضلك المنيع وإفضالك القديم الّتي نزّلتَ من سحاب رحمتك المنيع قل يا قوم تاللّه الحقّ إنّ النّقطة الأوّليّة قد فصّلت في هذه الكلمة إن أنتم من العارفين وظهرت نار الأحديّة في هذه الشّجرة المرتفعة الّتي أحاطت كلّ العالمين قل إنّ روحَ القدس قد ظهر في قميص جديد قل إنّ الحصاة تسبّح في هذا الكفّ البيضاء المنير قل إنّ جمال اللّه قد أخرج عن حجب النّور فتبارك اللّه سلطان السّلاطين قل قد انشقّت سبحات السّتر وطلع الغلام عن مشرق اسمه الرّحمن الرَّحيم وهذا هو الّذي ما سبقه إدراك أحد ولا عرفان نفس ولا حكمة البالغين وينطق حينئذ في جوِّ هذا الهواء وينادي كلَّ من في السَّموات والارض ويبشّر الكلَّ برضوان اللّه ويدعوهم إلى مقام قدس حميد قل من لن يطهّرَ قلبه عن حجبات التّقليد لن يقدرَ أن يُقبلَ إلى هذا الوجه الدّرّيّ الرَّفيع أنْ يا محمّد طِرْفي هذا الهواء بجناحي الانقطاع ولا تخف من أحد فتوكّل على اللّه ربّك المنّان المقتدر القدير ولا تلتفت إلى أحد ولو يرد عليك أذى الخلائق أجمعين ثمّ ادعُ النّاسَ باللّه وبما نزّل في البيان ولا تكن من الخائفين قل يا قوم اتّقوا اللّه ثمّ اتّبعوا سننَ اللّه بأنفسكم وأبدانكم ولا تكوننَّ من الغافلين لئلّا تأخذكم الغفلة عن كلّ شطر قريب وقل سبحانك اللّهمّ يا الهي أسألك باسمك الّذي به تمحو العصيان بالغفران وتُبدِّلُ النّقمةَ بالرّحمة وتُدْخلُ المذنبين في سرادق عفوك الجميل بأن لا تدعني بنفسي في أقلَّ من آن ولا تقطع عنّي حبل عنايتك ولا تمنعني عن عرفان جمالك في قيامة الأخرى ولا تبعدني عن لقائه في يوم الّذي فيه تشخص الأبصار وتذهل عقول العقلاء وتزلّ أقدام العارفين فيا إلهي أنت الذي كنت سلطانَ الممكنات وموجدهم ومليك الموجودات وجاعلهم وإنّك أنت الَّذي سبقت رحمتك كلّ شيء وعنايتك كلّ من في السَّموات والأرض وإنّك أنت القادر المقتدر السّلطان العزيز الحكيم اذاً قد لُذْتُ يا إلهي بسلطنتك واقتدارك وعذتُ بفضلك وإفضالك لا تَحْرِمني عن رحمتك وإكرامك ولا تبعدني عن رضوان حبّك وذكرك وإنّك أنت المقتدر العزيز وعلى عبادك غفور رحيم

المصادر
المحتوى