(لوح رؤي) يا اسمي اسمع ندائي من حول عرشي...

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من اثار حضرت بهاءالله - آثار قلم اعلى – جلد 2، لوح رقم (11)، 159 بديع، لوح رویاء، صفحه 171-173

بسمه‌المغرّد ‌علی‌الافنان

يا اسمى اسمع ندآئى من حول عرشى ليبلّغک الی بحر ما‌له ساحل و‌ ما بلغ قعره سابح انّ ربّک لهو العليم الکريم قد اردنا ان نمنّ عليک بذکر ما رايناه لترى العالم النّورانى فى هذا العالم الظّلمانىّ و توقن بانّ لنا عوالم فى هذا العالم و تشکر ربّک الخبير انّه لو ‌اراد ‌ان يظهر من الذرّة انوار الشّمس و‌ من القطرة امواج البحر ليقدر کما فصّل من النقطة علم ما کان و ما يکون انّا کنّا مستويا علی‌العرش دخلت ورقة نورآء لابسة ثيابا رفيعة بيضآء اصبحت کالبدر الطّالع من افق السّمآء تعالی ‌الله موجدها لم تر عين بمثلها لمّا حلّت اللّثام اشرقت السّموات و الارض‌کأنّ کينونة القدم تجلّت عليها بانوارها تعالی ‌الله موجدها لم ترعين بمثلها و هى تبسّم و تميل کغصن البان فى منظر الرّحمن تعالی مظهرها لم تر عين بمثلها ثمّ سارت و طافت من غير قصدٍ و ارادة من عندها کأنّ ابرة العشق انجذبت من مغناطيس الجمال المشرق امام وجهها تعالی موجدها لم تر عين بمثلها تمشى و الجلال يخدمها و‌ ملکوت الجمال يهلّل ورآئها من بديع حسنها و‌ دلالها و‌ اعتدال ارکانها تعالی موجدها لم ترعين بمثلها ثمّ وجدنا الشّعرات السّودآء علی طول عنقها البيضآء کأنّ اللّيل و النّهار اعتنقا فى هذا المقرّ الابهى و المقصد الأقصى تعالی موجدها لم تر عين بمثلها لمّا تفرّسنا فى وجهها وجدنا الّنقطة المستورة تحت حجاب الواحديّة مشرقة من افق جبينها کأنّ بها فصّلت الواح محبّة الرّحمن فى الأمکان و دفاتر العشّاق فى الافاق تعالی موجدها لم تر عين بمثلها و‌ حکّت عن تلک النّقطة نقطة اخرى فوق ثديها الايمن تعالی مولی السّرّ و العلن الّذى خلقها لم تر عين بمثلها و‌ قام هيکل اللّه يمشى و تمشى ورآئه سامعة متحرّکة منجذبة من آيات ربّها تبارک الّذى خلقها لم تر عين بمثلها ثمّ ازدادت سرورا و‌ فرحا و‌ شوقا الی ان تغيّرت و‌ انصعقت فلمّا افاقت تقرّبت و‌ قالت نفسى لسجنک الفدآء يا سرّ الغيب فى ملکوت الانشآء تعالی موجدها لم تر عين بمثلها و‌ کانت تنظر الی مشرق العرش کمن بات فى سکر و حيرة الی ان وضعت يدها حول عنق ربّها و ضمّته اليها فلمّا تقرّبت تقرّبنا وجدنا منها ما نزّل فى الصحّيفة المخزونة الحمرآء من قلمى الاعلی تعالی موجدها لم تر عين بمثلها ثمّ مالت برأسها و اتّکأت بوجهها علی اصبعيها کاَنّ الهلال اقترن بالبدر التّمام تعالی موجدها لم تر عين بمثلها عند ذلک صاحت و‌ قالت کلّ الوجود لبلآئک الفدآء يا سلطان الارض و السّمآء الی مَ اودعت نفسک بين هؤلآء فى مدينة عکّاء اقصد ممالک الاخرى المقامات الّتى ما وقعت عليها عيون اهل الاسمآء عند ذلک تبسّمنا اعرفوا هذا الذّکر الاحلی و‌ ما اردناه من السّرّ المستسرّ الظّاهر الاخفى يا اولی الّنهى من اصحاب سفينتى الحمرآء قد تصادف هذا الذّکر يوما فيه ولد مبشّرى الّذى نطق بذکرى و‌ سلطانى و‌ اخبر النّاس بسمآء مشيّتى و بحر ارادتى و شمس ظهورى و‌ عزّزناه بيوم اخر الّذى فيه ظهر الغيب المکنون و السّرّ المخزون و الرّمز المصون الّذى به اخذ الاضطراب سکّان ملکوت الاسمآء و‌ انصعق من فى الارض و السمآء الّا من انقذناه بسلطان من عندنا و قدرة من لدنّا و انا المقتدر علی ما اشآء ‌لا اله الّا انا العليم الحکيم طوبى لمن وجد عرف اللّه فى هذا اليوم الّذى کان مطلع الظّهور و مشرق اسمى الغفور و‌ فيه فاحت النّفحة و سرت النّسمة و‌ اخذ جذب الظّهور من فى القبور و‌ نادى الطّور الملک للّه المقتدر المتعالی العليم الخبير و‌ فيه فاز کلّ قاصد بالمقصود و‌ کلّ عارف بالمعروف و‌ کلّ سالک بصراطه المستقيم سبحانک يا الهى بارک علی احبّآئک ثمّ انزل عليهم من سمآء عطائک ما يجعلهم منقطعين عن دونک و‌ متوجّهين الی الافق الّذى منه اشرقت شمس فضلک و‌ قدّر يا الهى لهم ما ينفعهم فى الدّنيا و الاخرة انّک انت المقتدر المتعالی المعطى الباذل الغنىّ الکريم

المصادر
المحتوى