
من مصنفات
السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي
شركة الغدير للطباعة والنشر المحدودة
البصرة – العراق
شهر جمادي الاولى سنة 1432 هجرية
اعلم ان الاكوان والامكان وما صدر عن الخالق المنان انما يتقوم بامره ويتحقق بظهوره وظهر لها به والعلوم ليست الا صفة الاكوان واحواله المختصة بمقام من مقاماتها فتكون العلوم من الالهية الحقيقة الحقية والخلقية الحقيقية وغيرها كلها متقومة بالعلم بذلك الظهور ومتحصلة عن ذلك النور وهو النقطة الواحدة التي كثرها الغيور والغرور وبيان ذلك ان الظهور هو الرابطة بين الظاهر وبين المظاهر الظاهر في الظاهر فله معه ثلثة نظرات نظر اليه بالنسبة الى الظاهر ونظر اليه بالنسبة الى نفسه وصلوح تعلقه بالظاهر ونظر اليه بالنسبة الى ظهوره في المظاهر فبالنظر الاول يتحقق علم البيان والعلم الالهي الخاص وعلم الكلام على اختلاف المقام وبالنظر الثاني يتحقق العلم الامكاني وحدود الفيض الاقدس والاعيان الثابتة الحادثة وعلم الوجود المطلق وبالنظر الثاني ينشعب باقي العلوم من الحقايق والرسوم وذلك لان المظاهر على قسمين غيبية وشهودية وكلاهما تشتمل على ذات وهيئة وصفة والنسبة الارتباطية الحكمية ثم النظر اليها اما من حيث نفسها او من حيث نظر الناظر اليها واصابة الحق منها فالنظر في الذوات الغيبية يتحقق بهذا العلم الالهي العام لا كما يزعمون ومن حيث نظر الناظر يتحقق علم الميزان والدليل ولما كانت الهيئات الغيبية والاقترانات الغيبية المحضة مما لا يحتاج الى النظر اليها ازيد مما ذكر في ذلك العلم الواسع الكلي ما افردوا لهما ( لها خل ) علما خاصا وان افردوا وبحثوا في الرموز الخفية والنظر في الذوات الشهودية التي هي الاجسام من حيث هي واحوالها الذاتية العرضية اللازمة يتحقق علم الحكمة الطبيعية وبالنظر الى استخراج الذوات النورية الجسمية من الاعراض القريبة المكدرة والعوارض يتحقق علم الكيمياء وبالنظر الى الهيئات والصور المقدارية يتحقق العلم الرياضي فبالنظر الى القرانات والاوضاع الفلكية يتحقق علم النجوم وبالنظر الى الكم المنفصل يتحقق علم الحساب والمساحة وبالنظر الى الهيئات والاوضاع الجسمية في عالم الانسانية يتحقق علم القيافة وعلم الكف والموسيقى وبالنظر الى ظهور الاشباح والامثال في الاشياء يتحقق علم المرايا والمناظر وعلم الكتف والرمل وضرب الحصى وامثالها من العلوم مما يتحصل من الهيئات والكيفيات اللازمة او الخارجة المنطبعة في الاشياء على اختلاف جهاتها وحيثياتها وبالنظر الى الصفات الحاكية الخارجة يتحقق علم الالفاظ فمن حيث صفاتها يتحقق علم القراءة ومن حيث طبايعها وذواتها وقراناتها الذاتية الطبيعية وموازينها ومقاديرها يتحقق علم الحروف من الجفر والاوقات ( الاوفاق خل ) والتكسير والهندسات والهيئات وبالنظر الى قواها وارواحها يتحقق علم العدد والاوفاق وبالنظر الى قواها الفكرية والرقمية والعددية والطبعية ( الطبيعية خل ) يتحقق علم السيمياء وبالنظر الى مدلولاتها الوضعية يتحقق علم اللغة وبالنظر الى ملاحظة حسن التعبير والتأدية ولطائفهما يتحقق علم المعاني والبيان وبالنظر الى صفات اواخر الكلمة يتحقق علم النحو وبالنظر الى احكام موادها يتحقق علم الصرف وبالنظر الى فراقها ( اوزانها خل ) وقوافي منظوماتها يتحقق علم العروض وبالنظر الى استنباط المعاني منها مع اختلافها في الاوضاع والاستعمالات يتحقق علم اصول الفقه وبالنظر الى اسباب الدوام والترقي والتنزل يتحقق علم الحكمة العملية فالعلم بالتكاليف الحقيقية الذاتية السرية الفوارية ( الفؤادية خل ) يتحقق علم الحقيقة وبالعلم بالتكاليف الالهية القلبية العقلية والنفسية والروحية يتحقق علم الطريقة وبالعلم بالتكاليف الكينونية والجسمية يتحقق علم الشريعة فبالنظر الى الشخص من حيث الاهل والاولاد والغلمان يتحقق علم تدبير المنزل وبالنظر الى السلطنة والرياسة يتحقق علم السياسة المدنية وبالنظر الى اسباب المعالجات الجسمية يتحقق علم الطب وبالنظر الى تركيب الادوية والعقاقير يحصل من اقتراناتها احوالا غريبة يتحقق علم الريمياء وقس على ذلك ساير العلوم وبالجملة فالاصل الكلي في هذا المقام ان العلوم كلها انما تتشعب من احوال المظاهر حسب اعطاء الظاهر كل ذي حق حقه واشرت لك الى بعض طرق الاستنباط فاعرف منها باقيها والله الموفق للصواب واليه المرجع والمآب والحمد لله على كل حال