
حسب جوامع الكلم – المجلد الثامن
طبع في مطبعة الغدير – البصرة
في شهر ربيع الاخر سنة 1430 هجرية
اما بعد فيقول العبد المسكين احمد بن زين الدين ان بعض الاخوان في الله طلب منّي ان اذكر له مضمون رؤيا رأيتها وان اكتبها له فاعتذرت اليه لغايات والحّ عليّ فكتبت مما يحضرني منها وهو كأني رأيت اني في مسجد ورأيت اشخاصا قياما وسمعت قائلا يقول يا سيدي فدنوت منهم فقلت من هذا فقال ذلك القائل هذا الحسن بن عليّ بن ابي طالب عليهما السلام فاتيته وقبّلت يده ومعه اثنان فظننت ان احدهما الحسين عليه السلام والآخر عليّ بن الحسين عليهما السلام وقلت له بذلك فقال هذا عليّ بن الحسين عليهما السلام وهذا محمد الباقر عليه السلام فقبّلت يديهما وسمعت ذلك القائل يقول يا سيدي كم اعيش في الدنيا فقال اربع وخمس او قال واربع او خمس فقلت الحمد لله رضيت وكأني حين هذا القول مضطجع على قفاي ورأسي الى جهة نقطة الجنوب وكأنهم عليهم السلام واقفون مقابلوا جهة المغرب الاعتدالي والحسن عليه السلام عند رأسي قائم ويليه عليّ بن الحسين ويليه الباقر عليه السلام فلما سمع الحسن عليه السلام قولي الحمد لله رضيت قعد وانكبّ عليّ ووضع فمه على فمي فقال احد القائمين عليهما السلام اصلح فرجه فقال الحسن عليه السلام الفرج لا يخاف منه وان اعقمه الله وانما يخاف من القلب فتعلّقت به فمسح بيده على رأسي وصدري حتى احسست بالبرودة في قلبي ثم كأنا قائمون وذلك الرجل القائل يتكلّم معه عليه السلام فقلت للامام عليه السلام يا سيدي علمني دعاء اذا قرأته رأيتكم فقرء لي هذه الابيات :
كن عن امورك معرضا وكل الامور الى القضا
ولرب امر متعب لك في عواقبه رضا
الله يفعل ما يشاء ولا تكن متعرضا
الله عودك الجميل فقس على ما قد مضى
وقرأ ايضا :
رب امر ضاقت النفس به جاءها من قبل الله الفرج
لا تكن من وجه روح آيسا ربما قد فرجت تلك الرتج
بينما المرء كئيب مدنف جاءه الله بروح وفرج
وكان عليه السلام يقرأ من هذا مصراع بيت ومن هذا مصراع بيت على ترتيب لم احفظه ثم اني احببت ان يسيروا لئلا اشتغل وانسى الابيات فانتبهت وبقيت اقرأها ولا ارى احدا منهم مدة من الزمان فتذكّرت وتنبّهت انه يريد مني التخلّق بمعانيها والاتّصاف بما تدل عليه وتشير ثم توجّهت الى اخلاص العمل ان لا اكون من الغافلين فلمّا كنت كذلك انفتح لي قفل الباب واتصلت لى عرى الاسباب فكنت اكثر الليالي اريهم فرأيت الحسن عليه السلام مرة ثانية فوضع فمه في فمي فصبّ لي من ريقه ماء ساخنا وانا ارشفه قدر ساعة وهو الذّ من الشهد المصفى ورأيت بعد ذلك ما لم يره غيري من جميع الائمة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين