۱۶

هو اللّه

يا احبّاء اللّه و ابناء ملكوت اللّه انّ السماء الجديدة قد اتت و انّ الارض الجديدة قد جاءت و المدينة المقدّسة اورشليم الجديدة قد نزلت من السماء من عند اللّه علی هيئة حوريّة حسناء بديعة فی الجمال فريدة بين ربّات الحجال مقصورة فی الخيام مهيّأة للوصال و نادی ملائكة الملأ الاعلی بصوت عظيم رنّان فی آذان اهل الارض و السماء قائلين هذه مدينة اللّه و مسكنه مع نفوس زكيّة مقدّسة من عبيده و هو سيسكن معهم فأنّهم شعبه و هو الههم و قد مسح دموعهم و اوقد شموعهم و فرّح قلوبهم و شرح صدورهم فالموت قد انقطعت اصوله و الحزن و الضجيج و الصريخ قد زالت شئونه و قد جلس مليك الجبروت علی سرير الملكوت و جدّد كلّ صنع غير مسبوق انّ هذا لهو القول الصدق و من اصدق من رؤيا يوحنّا القدّيس حديثا هذا هو الالف و الياء و هذا هو الّذی يروی الغليل من ينبوع الحياة و هذا هو الّذی يشفی العليل من درياق النجاة من يؤيّد بفيض من هذا الملكوت فهو من اعظم الوارثين للمرسلين و القدّيسين فالربّ له اله و هو له ابن عزيز فاستبشروا يا احبّاء اللّه و شعبه و يا ابناء اللّه و حزبه و ارفعوا الاصوات بالتهليل و التسبيح للربّ المجيد فانّ الانوار قد سطعت و انّ الآثار قد ظهرت و انّ البحور قد تموّجت و قذفت بكلّ درّ ثمين ع ع

٥ صفر سنة ١٣١٤