هو اللّه - الحمد للّه الّذی انشأ فی عالم الكيان غيب…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

۲۳

هو اللّه

الحمد للّه الّذی انشأ فی عالم الكيان غيب الاكوان حقيقة ثابتة نورانيّة فائضة علی الامكان و جعل لها صورة الرحمن و ابدع فيها من الكمالات الالهيّة و الحقائق الكونيّة بوضوح العيان و جعلها كتاباً مبيناً ناطقاً باحسن تبيان و احلی و افصح بيان فكانت نقطة جامعة لجميع الاسرار المودعة فی عالم العرفان و مركز الوجد و الوجدان فتفصّلت و تكثّرت و انبسطت و توسّعت و كانت مبدأ الحروفات و الكلمات فی اللوح المحفوظ و الرقّ المنشور و البهاء و السناء و التحيّة و الثناء علی الحقيقة الكاملة و الكينونة الشاملة و الهويّة الجامعة و الجلوة اللامعة و الشعشعة الساطعة و الحجّة الباهرة و النعمة السابغة و علی من اقتبس الانوار من مطلع الاسرار و استفاض من مركز الآثار الكاشف للاستار المشرق علی الاقطار بهاء و ثناء الی ابد الآباد و سرمد الاحقاب و الادهار

يا من نطقت السن الممكنات بتقديس ذاته و دلّت جميع الموجودات بتنزيه صفاته و اثنت عليه كلّ الاشياء باحسن بيان و حمده بابدع تبيان و هو فی حقيقة ذاته و هويّة كينونته مستغنی عن كلّ الاوصاف فلم يصل اليه نعت الاسلاف و لا المحامد من الاخلاف ربّ انّی للذباب الحقير الطيران الی اوج عقاب الاثير و كيف تستطيع عناكب العقول ان تنسج بلعابها فی اعلی رفرف العلی و لو كان مؤيّداً باشدّ القوی فالذرّة خاسرة عند وصفها للشمس الطالعة و القطرة خائبة اذا ارادت نعت البحور الزاخرة هذه صفة الامكان و تلك عزّة الرحمن و قدس العزيز المنّان فهل من سبيل الی المحامد و النعوت لا و عزّتك يا ربّ الملكوت انّك انت المنزّه المقدّس المتعالی العزيز الودود فما حيلتی يا ربّی و ما سبيلی يا محبوبی الّا ان ادعوك بلسانی و فؤادی و ارجوك ان تنظر الی الوجوه الباهرة و النفوس الناطقة و الحقائق الفائضة بلحظات عين رحمانيّتك و تشملهم بعواطف سلطان فردانيّتك و تؤيّدهم علی الاستقامة فی امرك و الثبوت علی ميثاقك و توفقّهم علی تبليغ آياتك و هداية من فی بلادك حتّی تنشر فی الآفاق مآثرك و تشتهر علی ممرّ الآثار اشراق مظاهرك انّك انت الموفّق المؤيّد الكريم العزيز الودود و انّك انت الربّ الرؤف الجليل المحمود

ايّها السائل الجليل قد سألت عن عدة مسائل معضلة و طلبت شرحها و بسطها علی ما ينبغی لها و هذا امر يستدعی فرصة من الاوقات و مهلة من النوائب و البليّات و انّی لعبد البهاء مع تشتّت الاحوال و عدم المجال و كثرة الغوائل و وفور المشاغل و الشواغل لعمرك لا يجد طرفة عين مهلة للراحة و لا فرصة للسكون و الهدنة مع ذلك سنقص عليك بكلام موجز معجز و عليك بأن تهتدی بالاشارة الی الحقيقة و هو انّ نوحة آدم فی سبعين الف سنة ليست عبارة عن السنين المعروفة و الاعوام المعدودة بل انّما زمن مفروض يستوعب زماناً ممدوداً كيوم القيامة كان منصوصاً بانّه خمسون الف سنة فقضی بدقيقة واحدة كطرفة عين بل اقلّ من ذلك ولكنّ الامور الّتی لا تكاد تتمّ الّا فی خمسين الف عام قد تمّت و وقعت و تحقّقت فی آن واحد و هكذا نوحة نوح كانت كالنياح الّذی يمتدّ فی سبعين الف سنه هذا عبارة عن ذلك و امّا ناقة اللّه المذكورة فی سورة النصح فهی عبارة عن نفسه المقدّسة الّتی وقعت بيد الاعداء فعقروها ای عذبوها و سلخوها بالسنة حدّاد و عاقبوها و نقموا منها حتّی احترق بظلمهم الفواد ”فدمدم عليهم ربّهم بذنبهم“ ای حرم عليهم المواهب الالهيّة و اخذهم و تركهم فی غفلتهم و شقوتهم و حرمانهم و جهلهم الی ابد الآباد

و امّا ما ورد فی زيارة سيّد الشهداء روح المقرّبين له الفداء و هی بمصيبتك تركت النقطة مقرّها و اتّخذت لنفسها مقاماً تحت الباء اعلم انّ النقطة مقرّها عنوان كتاب الانشاء و انّ النقطة تتفصّل بالالف و الالف تتكرّر فی الاعداد فتظهر الحروفات العاليات و الكلمات التامّات و حيث انّ الشهادة فی سبيل اللّه عبارة عن المحو و الفناء و سرّ الفداء فاقتضی النقطة تدخل تحت الباء فخرّت مغشيّا عليها صعقاً حزناً و اسفاً علی سيّد الشهداء روح المقرّبين له الفداء فاستقرّ مغشيّاً عليها تحت الباء

و امّا الآية المباركة ”و يحمل عرش ربّك يومئذ ثمانية“ اعلم انّ الثمانية حاملة للتسعة و هذه اشارة الی انّ عدد الاسم الاعظم المقدّس تسعة لانّها جالسة علی الثمانية الحاملة لعرشها و امّا ما نزل فی سورة الحجّ انّ اللّه فرّض علی الطائف ان يستمع نداء الحقّ حين طوافه و اذا لم يستمع يكرّر الطواف حتّی يستمع النداء فالمراد من النداء نداء الرحمن فی وادی الايمن من قلب الانسان و هذا هو البقعة المباركة الّتی يرتفع منها النداء و يسمعها اذن واعية صاغية و يحرم عن الاستماع القلوب القاسية و امّا الرعد و البرق فالبرق عبارة عن اجتماع قوّتين عظيمتين السلبيّة و الايجابيّة ای القوّة الجاذبة و القوّة الدافعة فمتی اجتمعت هاتان القوّتان يبرق البرق و يخرق الهواء و يخلو الفضاء ثمّ يرجع الهواء لمحلّ الخلاء و يحصل منه تموّج فی الهواء فيتأثّر من تموّج الهواء عصب الصماخ فيكون هو الرعد هذا بيان موجز معجب مقنع مشبع لمن يدرك المعانی مع ايجاز الالفاظ وعليك التحيّة و الثناء ع ع


منابع