هو الله - اللّهمّ يا موئلی و مهربی و مقصدی و منائی…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

۴۷

هو الله

اللّهمّ يا موئلی و مهربی و مقصدی و منائی ترانی يا الهی مستغرقاً فی غمار البلايا و متعمّقا فی بحار الرزايا و يمرّ منها علی العمق المتلاطم و يموّج منها علی القلزم الخضّم المتفاقم و انّ السهام مفوّقة و الالسنة مصوّبة و السيوف مسلولة و الهجوم من كلّ الجهات القاصية و الدانية و انّی فريد وحيد جريح صريع عليل ذليل بين ملل ساطية و امم عاتية و مع ذلك تقدّر علی مصائب قاصمة للظهور و غالبة علی ظلام الديجور شاققة للجيوب قاطعة للقلوب منها مصيبة عبدك الّذی انشأته فی مهد عنايتك و ارضعته من ثدی رحمتك و ربّيته فی حجر موهبتك و ارشدته فی حصن هدايتك حتّی اجتذبته بنفحاتك الی مدينتك و شرّفته بلقائك و اسمعته خطابك و حملته كتابك و ارسلته الی الديار بنفحات الآثار و الواح الاسرار و جعلته بريداً لكلامك المجيد و وسيطاً لايصال كتابك الكريم

فشمّر يا الهی عن اذيال الجهد البليغ و لم يأل جهداً بالسعی فی المهابة و السباسب و لم يقصر بالوجد فی البوادی و الضواحی و البراری حتّی اوصل زبرك و صحائفك الی احبّائك و القی قميص الواحك علی اعين اصفيائك فارتدّ بصيراً كلّ عين ابيضّت من البكاء فی فراقك و تعطّر كلّ شمّ استعدّ لاستشمام نفحات قدسك و تتابعت يا الهی منه هذه الخدمات الباهرة فی مدينتك الزاهرة و هو حامل لالواح تبشيرك و قاصد لاقاليم تعليمك الی ان هاجرت بقدرك و قضائك الی ارض السرّ مقرّ نشر نفحاتك و اعلاء كلمتك و ظهور برهانك و هو اوّل من حمل صحفك الی سائر الجهات و نشر

يا الهی تلك النفحات و شرح قلوب احبّائك بالبشارات و لمّا ارسلوك يا محبوبی المترفون الی هذا السجن المحتوم و قطعوا عنك النبأ الی الّذين احترقوا بنار الحرمان فی سائر الاقاليم القاصية الثغور قصدك ذلك القاصد الغيور و لم تاخذه لومة الجمهور يا ربّی الغيور فدخل سجنك الاعظم و ورد عليك بقلب خافق و فؤاد مضطرم و دمع منسجم و صبر منصرم و تشرّف يا محبوبی بالمثول و حظی بالحضور و اكتحل بتربة عتبتك الطاهرة الزكيّة فی عين قريحة منهمرة الدموع ثمّ ارسلته الی احبّائك الّذين قرحت اعينهم من البكاء فی فراقك و احترقت قلوبهم بنار الجوی فی هجرانك و تفتّت اكبادهم من نيران الاسی مستعرّی الاحشاء و حملته الالواح المرسولة الی الاحبّاء فی اقاصی الارجاء

ای ربّ طوی البيداء و قطع الصحراء و تجاوز الجبال و البحار و الهضاب و بلّغ رسائلك و فرّح قلوب احبّتك و شرح صدور صفوتك و جعلهم ناطقين بذكره فی عتبتك و متشفّعين فی حضرتك و توالت يا الهی منه هذه المساعی الجليله و تتابعت منه هذه الخدمات العظيمه و توفّق بالقبول و المثول و الاصغاء و الخطاب و صدور الالواح و حصول الفوز العظيم فی كلّ صباح و مساء

ای ربّ نوّر وجهه فی الملأ الاعلی و عطّر مشامه بنفحات القدس فی جبروتك الاسمی و ادخله فی ملكوتك الابهی و شرّفه باللقاء و اسكنه فی جوار رحمتك الكبری وانله الموهبة العظمی و ظلّل عليه السدرة المنتهی و اسقه من كأس التسنيم فی الحديقة الغلباء و البسه حلل الغفران و الاحسان فی الرياض العلياء انّك انت الكريم و انّك انت الرحمن الرحيم ع ع


منابع