هو الله - اللّهمّ يا الهی و ربّی و منائی و نوری و بهائی…

حضرت عبدالبهاء
اصلی فارسی

۹۰

هو الله

اللّهمّ يا الهی و ربّی و منائی و نوری و بهائی و ملجئی و رجائی قد تحيّرت فی ذكرك و ثنائك و احترت فی تمجيدك و تقديسك كلّما اتعارج الی سموّ الادراك و اتصاعد الی علوّ الاكتشاف أری نفسی عاجزة عن ادراك كنه آية من آياتك فكيف هويّة ذاتك و حقيقة اسمائك و صفاتك و العقول اذا عجزت يا الهی عن عرفان لمعة من شهاب متشعشع فی فضاء انشائك فكيف تستطيع ان تدرك كينونة الشمس مع ظهور آثارها الزاهرة للعقول فی مملكتك و النفوس اذا ذهلت عن ادراك قطرة من بحور اسرارك فكيف الاكتناه فی الاكتشاف عن محيط انوارك و بسيط آثارك فالعقول يا الهی ذاهلة و النفوس يا محبوبی حائرة و طيور الارواح هائمة و صقور الافهام قاصرة عن الطيران فی اوج وحدانيّتك و عرفان آية من آيات احديّتك و انّی لهذا الضعيف عهدة هذا الخطب الجسيم

و انّی لهذا الكليل النطق و البيان البليغ مالی الّا ان اكبّ بوجهی علی عتبة رحمانيّتك و امرّغ جبينی بتراب رحبة فردانيّتك و اقول ربّ ربّ ادرك عبدك المتضرّع الی باب احديّتك المنكسر الی حضرة ربوبيّتك الخاضع لظهور الوهيّتك الخاشع لسلطان رحمانيّتك الّذی اخترته لحبّك و اجتبيته لذكرك و ارتضيت له حمدك و ثنائك ربّ ربّ انّه سمع ندائك عند تبلّج صبح احديّتك و لبّی لخطابك عند تلجلج عباب طمطام موهبتك و آمن بك و بآياتك عند سطوع فجر العرفان و خضع لسلطانك عند شروق انوار الايقان و اقبل الی جمالك الاعلی عند بزوغ نور الهدی و احتمل كلّ بلاء فی موطنه من شرّ الاعداء الی ان هجم عليه الدّ الخصماء لحبّه لطلعتك النوراء فاضطر الی الهجرة و الجلاء الی ارض الطفّ فتحمّل كلّ كرب و بلاء حتّی وصل الی بقعة كربلاء ارض احمرّت بدماء مطهّرة من الاصفياء و تعطّر ارجائها بنفحات رائحة طيّبة انتشرت من ثار سيّد الشهداء

ثمّ مكث يا الهی برهة من الزمان و آونة من الاحيان فاقبل الی انوار وجهك الساطعة من الجمال الابهی و اقتبس نار الهدی من الشجرة المباركة الّتی اصلها ثابت و فرعها فی السماء و اتّبع ندائك بتلبية تأجّجت بها نار محبّتك فی الكبد و الاحشاء و سرع الی عتبتك العليا و قام علی خدمتك بكلّ القوی و ادرك الحضور بين يديك فی الزوراء و هو يا محبوبی مواصل التحرير لآياتك من الغداة الی العشاء و يتبتّل اليك و يتضرّع الی باب رحمانيّتك و يدعو الكلّ الی جمال احديّتك الی ان هاجرت يا محبوبی بتقدير منك من تلك البقاع النوراء الی المدينة الكبری و منها الی ارض السرّ الشاسعة الارجاء و منها الی هذه البقعة المباركة الّتی أثنيت عليها فی الزبر و الالواح فوقع ذلك الحبر الجليل اسيراً من الزوراء الی الحدباء و قاسی فی سبيلك الداهية الدهماء و البليّة العظمی و كان فی خلال الاسر سلوة لقلوب الاحبّاء ونامقاً لالواحك المرسلة الی كلّ الانحاء

ثمّ حضر يا منائی باذنك الی هذا السجن الّذی شاع و ذاع ذكره باحسن الانباء بين الوری و استجار فی جوار قربك الادنی متمنّيا فضلك الاوفی و اشتغل بخدمة امرك بكلّ همّة عليا و كان يحرّر آياتك فی الصباح و المساء حتّی كلّت عيناه و ارتجفت انامله بما وهن عظمه و بلغ من العمر عتياً فلم يفتر يا الهی رمشة عين عن خدمتك و لم يتهاون يا محبوبی طرفة طرف فی عبوديّتك و عبدك بكلّ انقطاع و انكسار الی عظمة جلالك و انجذاب الی ملكوت جمالك و قضی ايّامه فی نشر نفحاتك و اعلاء كلمتك و اقامة برهانك و بيان حجّتك البالغة و قدرتك الدامغة و عزّتك الباهرة و عظمتك الزاهرة حتّی اشتهر فی الآفاق بالالفة و الوفاق و اقتباس انوار الاشراق فی يوم الميثاق

فاشتاق الی ملكوتك الابهی و رفيقك الاعلی و قال ادركنیيا بهاء الابهی و ارجعنی اليك و اجرنی فی جوار رحمتك الكبری و اسقنی الكأس الطافحة بصهباء اللقاء و طيّرنی الی وكری الّذی فی الفردوس الاعلی فی جنّتك الابهی فاجبت له الدعاء و سمحت بما ناجی فی جنح الليالی الظلماء و ارجعته اليك بوجه مستبشر بنور الفضل و العطاء ربّ ربّ اكرم له المثوی و اجزل له الندی و ادخله مدخل صدق و انزله منزلاً مباركاً فی مشهد اللقاء حتّی يتمتّع بمشاهدة انوار طلعتك الزهراء الی السرمد الّذی ليس له انتهاء و وفّق الّذين كلّ واحد منهم قرّة لعينه و فلذة من كبده علی ان يقتفوا اثره من بعده انّك انت الكريم الرحيم الوهّاب و انّك انت العزيز القدير المستعان ع ع


منابع