ايّتها الجوهرة ملكوتيّة و الورقة النورانيّة انّی تلوت مكتوبك الناطق بتوجّهك الی اللّه و اهتزازك من نسمة اللّه و انجذابك بروح اللّه و انكشافك لسرّ الوجود و تمثال ربّ الجنود و هذا يدلّ انّه سيفتح عليك ابواب المكاشفات و يؤيّدك روح الحقّ بآيات بيّنات و امّا مشاهدتك فی صلاتك هذا العبد دليل علی القرب المعنوی و الوحدة الروحانيّة و الانطباع الوجدانی و انّی فی كلّ حين اتضرّع الی الملكوت الالهی ان يجعل قلبك مرآة صافية لطيفة مصيقلة متقابلة لملكوت الابهی حتّی ينطبع فيه صور الملأ الاعلی و هذا معنی آية التوراة “ لنخلقن انساناً علی صورتنا و مثالنا“ و تكرار المشاهدة دليل علی انّ الرؤية ستكون روحا و جسما
و امّا الفصل و الوصل و المفارقة و اللقاء فهذه امور جسمانيّة فالروح مقدّس عن المقارنة و المفارقة و القرب و البعد و الاتّصال و الانفصال هذه شأن الاجسام و من لوازم الحقائق العنصريّة و امّا الروح لازال فی مركز سموّه و علوّه كالشمس المستقرّة دائماً فی فلكها انّما غيابها و حضورها عبارة عن صفاء المحلّ و لطافة الجسم المتقابل لها و بمجرّد تصقيل الصفحة المتقابلة تظهر فيها انوار الشمس و بمجرّد تكثّف الصفحة تغيب عنها انوارها
اذاً عرفنا القرب و البعد عبارة عن الصفاء و اللطافة و الصدأ و الكدر و الكثافة و نحن ان شاء اللّه بسبب صفاء القلوب دائمون فی محفل الالفة و مستمرّون فی الصومعة الروحانيّة ملكوتيّة عابدون ساجدون للّه و راكعون مؤتلفون بنفحات القدس و منجذبون بمغناطيس محبّة اللّه و شاكرون علی هذا الفضل العظيم و الفوز المبين و امّا الملاقات الجسمانيّة نسأل اللّه ان يقدّر لنا باحسن الوجوه اعلمی ايّتها النفس الزكيّة عند انقطاعك عمّا سوی اللّه و فراغتك عن شئون الناسوت يتلألأ علی قلبك انوار اللاهوت و اشراقات شمس الحقيقة من افق الجبروت عند ذلك تمتلئی روح القوّة من اللّه و تتصرّفين كما تشائين هذا هو الحقّ المثبوت و امّا تمنيّك خدمة نفوس قدسيّة روحانيّة هذا احسن الآمال و اشرف الخصال طوبی لمن تأيّد به و توفّق به فی مدّة الحياة بغية الحياة الابديّة ثمّ انّك انت ايّتها الحقيقة المنجذبة الی اللّه بلّغی بملكوت اللّه بنفثات من روح لانّه يؤيّدك كما كان يؤيّد الارواح القدسيّة فی القرون الأولی ع ع