نيويورک امة اللّه مادر بيچر عليها بهاء اللّه
هُو اللّه
ايّتها المنجذبة بنفحات اللّه، قد اطّلعت بمضمون کتابک. و قد سرّنی معانی خطابک لانّ تلک المضامين کلّها کانت منبعثة من قلب مهتزّ بنسيم محبّة اللّه و خافق بقوّة ذکر اللّه. يا أمة اللّه سبحان من نوّر قلبک بنور العرفان. سبحان من احيی روحک بنفحات القدس من رياض الايقان. سبحان من شرح صدرک ببشارات ظهوره العظيم، سبحان من هداک الی النور المبين. يا امة اللّه لا تحزنی من شدّة بلائی و عظيم مصائبی و مشقّة سجنی لانّ هذا حياة روحی و أعظم فتوحی و منتهی أملی و غاية منائی. و انّی أبتهل الی اللّه فی کلّ صباح و مساء ان يجعل لی کأس البلاء طافحة بصهباء البأساء و الضرّاء حتّی يتشرّف عنقی بالسلاسل و الاغلال فی سبيل البهاء و يتزيّن رجلی بالکبول فی محبّة البهاء أو ألقی فی غمار البحار أو يرمی بی فی الصحاری و القفار أو يصوب علی صدری آلاف من الرصاص. هذا ما يتمنّاه عبدالبهاء فی کلّ صباح و مساء يا حسرة علی قلب لم يحترق بنار محبّته و يا أسفا علی انسان لم يعاقب و لم يعذّب لايمانه به و يا خسراناً لدم لم يسفک فی سبيله.
يا امة اللّه عليک بالثبوت علی أمر اللّه. عليک بالاستقامة فی هذا الامر العظيم. اعلمی أنّ الامتحانات تتموّج کالبحار بهذا الاثناء و تأتی کزوابع الرياح و تحطم السفائن العظمی و تقلع الاشجار العظيمة الممتدّة الفروع و الاصول العريقة فی القرون و الاعصار تذکری الامتحانات الّتی کانت فی زمن المسيح حتّی تزلزلت بها قلوب اخوان المسيح و تقلب بها قلب رئيس الحواريين و باع المسيح بدراهم معدودات. اذاً اعلمی أنّ الامتحان عظيم عظيم. ثبّتی أقدام اماء الرحمان بالقوّة و البرهان حتّی لا يضطربنّ عند اشتداد الامتحان فی تلک الجهات. طوبی لنفس اطمأنّت و ثبتت فی هذا الطوفان العظيم. انّ الجبال لا تخوّفها الارياح و السيول و الانواء و لکن وا حسرة علی الضعفاء. کونی أمّاً حنوناً لکلّ ضعيف و ارضعی أطفال الملکوت بلبن العرفان من ثدی محبّة اللّه و اعمدين بماء الايقان و روح العرفان و نار محبّة اللّه.
و امّا ما کشف اللّه لک منذ عشرين سنة اعلمی أنّ تلک اليد يد قدرة اللّه و أخرجتک من بين الغافلين من الرجال و النساء و انت استغرقت منصعفة فی الحاسّيات الروحانيّة و ذهلت عن الشئوون الجسمانيّة و أمّا الغيوم الّتی رأيتها أنّها کشفت انّما هی الحجبات المانعة لمشاهدة شمس الحقيقة. و أمّا درج الّذی شاهدت من الارض الی السماء فهذا واسطة الوصول من عالم الناسوت الی عالم اللاهوت. و هذه الواسطة انّما هی محبّة اللّه و تعاليمه الّتی تستنزل ملائکه السماء أی القواء الروحانيّة الّتی تنشر أوراد المعانی و أزهار الحقائق علی الابرار.
و أمّا الرجل الجليل الّذی کان بحلل النور واقفاً علی رأس الدرج فهو الجمال الابهی و أشرق منه فيض الهدی علی قلبک ثمّ اغتنمی اشراق ذلک النور و انقلبی من الجسمانيّات الی الروحانيّات حتّی تکونی سماويّة ملکوتيّة رحمانيّة ربّانيّة مؤيّدة بروح العرفان فصيحة اللسان بليغة البيان بديعة الخطاب هادية الی سبيل الصواب. منادية بالحبّ العام و السلام التامّ و موهبة العزيز العلّام. و بلّغی تحيّتی الروحيّة الی امة الله مسس کول، و امة اللّه مسس کيت آيوز، و امة اللّه مسس اديث کرليولا، و کلّ اماء الرحمان فی البقعة المبارکة يهدينّک التّحيّة و الثّناء. يا امة اللّه دعوت ربّک فی آخر تحريرک ان ينجينی اللّه من يد الاعداء و ينقذنی من الضرّاء. يا امة اللّه اذا احببت دعاء فی حقّ عبدالبهاء تذلّلی الی الملکوت الاعلی و ابتهلی و قولی ربّ ربّ زد فی بلاء عبدالبهاء فی سبيلک و املأ له کأس المصائب و الرزايا و امطر عليه سحاب الامتحانات و زيّن عنقه بالسلاسل و الاغلال فی السجون و القلاع فی محبّتک و اجعل دمه مسفوکاً فی سبيلک و ارزقه الجلوس علی سرير الصليب بموهبتک حتّی تأخذه نشوة صهباء الفداء و يطير بها الی جوار رحمتک الکبری فی ملکوتک الأعلی هذا هو الدعاء فی حقّ عبدالبهاء لانّ هذه غايته القصوی و منيته الکبری و موهبته العظمی الّتی يتمنّاها فی کلّ حين و عليک التّحيّة و الثّناء عع