مصر - هُو اللّه

حضرت عبدالبهاء
نسخه اصل فارسی

مصر

هُو اللّه

حمداً لمن أشرق أنواره و انکشف اسراره و شاع و ذاع آثاره و استمرّت فيوضاته و دامت تجلّياته من الازل الی الابد لا بداية لها و لا النهاية. التّحيّة و الثّناء علی الکلمة الجامعة و الحقيقة الساطعة ديباج کتاب الوجود و فصل الخطاب فی اللوح المحفوظ و الرقّ المنشور من أسّس هذا البنيان العظيم و رفع العلم المبين يتموّج فی الاوج الاعلی و الذروة العلياء الهادی الی الصراط المستقيم و الدالّ الی المنهج القويم. فاهتزّ بذکره يثرب و سالت البطحاء نبيّ الرحمة و کاشف الغمّة و ماحی ظلام الضلال فأشرقت الارض بنور ربّها خاتم النبيّين المخاطب بوما أرسلناک الّا رحمة للعالمين عليه التحيه و الثّناء الی ابد الآبدين.

و بعد أيّها النحرير الجليل و الفاضل النبيل انّی رتّلت آيات حبّک فی کتابک المبين و ذقت حلاوة تلک العبارات بأدقّ المعانی الناطقة بما يختلج فی القلوب من عواطف الوفاء و صدق الولاء فانشرح بها صدور المخلصين و انجذب بها قلوب الموحّدين فاستحکم بها روابط الوثوق الّتی لا انفصام لها و تلک الروابط هو استغراق القلوب فی عين اليقين و الخلوص فی الدّين و التعطّش الی حقّ اليقين فی زمن احاط الغبار المثار البصائر و الابصار و لم يبق من الدّين الّا التقاليد الّتی ما انزل اللّه بها من سلطان و زلزلت الارض زلزالها و تزعزعت أرکان الشريعة السمحة البيضاء و اتّخذوا هذا القرآن مهجورا.

أين النشئة الاولی، أين العروج الی أوج العلا، أين السعادة الکبری، اين الظهور علی الّذين کلّه ”فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و اتّبعوا الشهوات“ و هذه من سنّة الکون و لن تجد لسنّته تبديلا لانّ کلّ شیء ما سوی اللّه يعتريه الفتور و يتغيّر بمرور القرون و العصور. ماعدا فيض الربّ الغفور المستمرّ علی ممرّ الاعصار والدهور ”و قالت اليهود يد اللّه مغلولة غلّت أيديهم“ فتری الآن انّ الشمس قد کوّرت و الکواکب انتثرت و آفاق الوجود أظلمت و وقعت الامّة فی سبات شديد. غريقة فی غمار بحار التقليد. نسأل اللّه ان يبلج صبح الهدی و يجدّد الحياة بنفخة اخری حتّی يرجع الفروع الی الاصول. و يتبدّل الهبوط بالصعود. و ينتعش به العظم الرميم. و يحيی به من الموت الاليم ”او کالّذی مرّ علی قرية“ و کانت الامّة قبلاً تقلّد العلماء الصالحين و اصبحت الآن تقلّد المارقين. انّ هذا لکفران مبين لا تصلح اواخر هذه الامّة الّا بما صلح به اوائلها ”من يهدی اللّه فهو المهتدّ و من يضلّل فلن تجد له ولياً مرشداً“ ”ربّنا انّنا سمعنا منادياً ينادی للايمان أن آمنوا بربّکم فآمنّا“ و عليک التّحيّة و الثّناء الداعی عباس


منابع
محتویات