مصر - هو اللّه

حضرت عبدالبهاء
نسخه اصل فارسی

مصر

هو اللّه

أيّها الفاضل الجليل قد وردنی رقيم کريم. بل کتاب مبين ينطق بالحقّ فی صدق الولاء و يهدی الی الرشد. و فيه ما يختلج فی القلوب من اسرار الهوی. لعمری قد قرّت العين بقرأة تلک الکلمات المتينة المبانی. و انشرح الصدر بالاطّلاع علی آيات الشوق البديعة المعانی. و حمدت اللّه بما نوّر القلوب و طيّب النفوس و اراح الارواح بفيض شامل مقدّس عن الاشباح و أدعوه أن يجعلکم آية الهدی بين الوری. و راية العطاء تخفق علی رؤوس اولی النهی و أمّا ما استحسنتم من اصدار مجلّة شهريّة باللغة العربيّة و الفارسيّة تنتشر فی البلدان فالحکمة لا تقتضی بهذا الآن الّا أن تکون علميّة أدبيّة محضة فلا تتضمّن کلمة من مقالات أو اخبار سياسيّة و انّی أرجو اللّه أن يجعلک الهيّاً لا سياسيّاً هذا ما يليق لشأنک لانّه أبديّ القرار سرمديّ الآثار و المسائل العلميّة تقتضی أن تنحصر فيما يفيد الناس و ليس للمسائل الّتی عبارة عن قيل وقال و لا ثمرة من تعقيبها الّا الجدال. ألا و هی الالهيّات و الرياضيّات و الحکمة الطبيعيّة و الفنون المادّيّة حتّی ينتفع الناس بها و کذلک بهذا الاثناء لابجوز التعرّض بالمسائل الّتی تؤول الی الدّين حيث يرتفع به ضجيج الغافلين و لا يستيقظون من المنام بل يزيدون فی العناد و الاوهام و امّا ترويج العلوم المفيدة من الحکمة الالهيّة و الحکمة الطبيعيّة امر ممدوح مقبول فی کلّ آن. و الشارع البارع العظيم قد صرّح بالنصّ القويم أنّ الفنون أعظم مرقاة للوصول الی أعلی علّيين و أمّا انشاء المطبعة عند سنوح الفرصة فی الوطن العزيز امر موکول علی الاستقبال. و قد أرسلنا الجواب لحبيبکم الشيخ محيی الدّين صبری و هو فی طيّه. و عليکم التّحيّة الثّناء ع‌ع


منابع
محتویات