کرمان

هو اللّه

يا أمة اللّه المنجذبة بنفحات اللّه، قد وصلتنی نميقتک الغرّاء و أجيبک بهذه الفريدة العصماء. و الخريدة النوراء فی ذکر ربّک الاعلی. اشکری اللّه علی هذه الهداية الکبری والموهبة العظمی بما کشف الغطاء و أجزل العطاء. و أراک آيات ربّک ربّ السموات العلی يا أمة اللّه انّ القوم لفی حجاب و عميق السبات. و ليس لهم النجاة الّا بفضل مولاک ربّ الارضين و السموات. قد خاضوا غمار التقليد و نبذوا اسرار ربّک المجيد. و تمسّکوا بأوهن العری و ودعوا العروة الوثقی. يتمسّکون بشبهات أوهن من نسج العنکبوت و يتّخذون الهة ليس لها وجود. بل هی ما ميّزوه بأوهامهم و لو أنّها بأدقّ معانيهم و لم يلتفتوا أنّ هذه الاوهام محاطة بالعقول و اللّه هوالمحيط. عجزت عن ادراکه الافکار ”و لا يحيطون بشیء من علمه“ و هو بکلّ شیء محيط کما قال عليه السلام ”غيب منيع لا يدرک ذات بحت لا يوصف السبيل مسدود و الطلب مردود. دليله آياته و وجوده اثباته“ فانظری بعين البصيرة تجدی ما يورث الحيرة و هو انّ هؤلاء يعبدون أوهاماً ليس لها وجود عينی بل وجود ذهنی. والوجود الذهنی فرع للوجود العينی فاشکری اللّه تعالی بما أيّدک بشديد القوی و هداک الی سبيل الهدی و ألقی فی قلبک ما يوجّه وجهک للّذی فطر الارض و السماء حنيفة مسلمة بريئة من المشرکين.

و قولی لک الحمد يا الهی بما نوّرت بصيرتی بمشاهدة الآيات و زيّنت حقيقتی بمعرفة ربّ الاسماء و الصفات و احييتنی بنسمة الاسحار و عطّرت مشامی بنفحة الازهار و شميم حديقة الاسرار ربّ انّی سقيمة فاشفنی و کليلة فانطقنی عودنی بالذلّ و الانکسار. و احفظنی من الغرور و الاستکبار و خلّصنی من کلّ فاجر کفّار و انقذنی من ظلمات الشبهات الّتی انتشرت فی الديار و اجعل لی قدماً راسخة علی صراطک المستقيم و منهجک القويم لا اتّخذ سبيل الغيّ سبيلًا بل اتّخذ منهج الرشد سبيلا. ربّ انّنی أمة ضعيفة عاجزة فی الافتتان قاصرة لدی الامتحان. و نجّنی من التمحيص المنصوص من فم أئمّة الهدی. و نجوم الافق الاعلی عليهم التّحيّة و الثّناء. قال عليه السلام الناس هلکاء الّا المؤمنون و المؤمنون هلکاء الّا الممتحنون و الممتحنون هلکاء الّا المخلصون و المخلصون فی خطر عظيم. يا ربّی الرحيم انّ أمتک السقيم ترجو فيضک العظيم و شفائک المبين. انّک أنت الغفور الکريم لا اله الّا أنت الربّ الرؤف العظيم ١٢ع ثانی ١٣٣٨حيفا عبدالبهاء عباس