شيراز - هُو اللّه

حضرت عبدالبهاء
نسخه اصل فارسی

شيراز

هُو اللّه

أيّها الفاضل الجليل انّی أتضرّع الی الملکوت الاعلی و اتشبّث بذيل الکبرياء أن يجعلک سراج الهدی فی تلک العدوة القصوی ينتشر منک نور الحجّة و البرهان علی آفاق القلوب و الوجدان حتّی يطمئنّ به النفوس المتزلزلة الارکان فتزول الشبهات الّتی تعتری القلوب و الاذهان فعليک بتحرير الافکار عن القيود الّتی تسلسلت علی أعناق أهل الحکمة و الفلسفة فی سالف الزمان من دون حجّة و برهان بل کانت اضغاث احلام ما أنزل اللّه بها من سلطان کرياضيّات بطلميوس الحکيم. المبنية علی الظنون و الاوهام و کانت بزعمهم مبيّنة الاسباب مشروحة العلل قطعيّة الافادة الی أن أظهر اللّه الحقيقة و کشف الاستار عن واقعة الاسرار و ظهر ظهور الشمس فی رابعة النهار انّ تلک الافکار اضغاث احلام و ظنون و أوهام بل کلّ ما صدر من القلم الاعلی هو حقيقة الواقع کما انزله اللّه فی القرآن بصريح البيان.

و کذلک الامر الآن فمهما نطق به الکتاب أو صدر من قلم مؤيّد بفصل الخطاب هو الحقّ الساطع و عين الواقع و لو خالف ما عليه القوم سواء کان السلف أو الخلف و لا شک انّهم مخطئون و النصوص الالهيّة و الشروح الواقعة من النفوس الخاضعة الخاشعة هی الحقيقة و ستظهر کالکوکب الساطع فی مستقبل الزمان عند أهل العرفان انّ بيان الواقع هو ما بينّه أهل الحقيقة قوم عارفون. و السائرون کانوا فی خوضهم يلعبون کما سبق فی القرون الاولی فانتبه لما انزل اللّه فی الفرقان و الشمس تجری لمستقر لها فهذا البيان الصريح من القرآن خالف ما عليه بطلميوس و کلّ فيلسوف اتی بعده حيث أنّ تلک القواعد البطلميوسيّة کانت مسلّمة عند الرياضيين الّذين اشتهر ذکرهم فی الآفاق فاحتاج المفسّرون الی کلّ تأويل رکيک فی هذه الآية المبارکة حتّی تطابق تلک القواعد القديمة المسلّمة عند القوم و ترکوا المعنی الصريح المطابق للواقع بالبرهان الساطع.

ثمّ اخيراً دقّق أساتذة الرياضيين و حقّقوا و رصدوا و اخترعوا آلات کاشفة للآثار العلوّيّة و واظبوا علی اکتشاف الصور و الکلف الّذی فی الشمس و القمر حيث وجدوا کلفاً فی الشمس نظير القمر و انّ کلف الشمس يغيب و يظهر فی مدّة مقنّنة معيّنة علی أسلوب واحد فبهذا ثبّت عندهم أنّ الشمس لها حرکة محوريّة فاعترفوا انّ الشمس تجری لمستقرّ لها کما هو صريح الکتاب من دون شک و ارتياب و هکذا الامر فی هذا العصر الجديد و القرن المجيد فسوف يرجع اولی المعارف و الفنون الی ما هو المنصوص فی الزبر و الالواح أو مشروح بالهام من اللّه ع‌ع


منابع
محتویات